أصحاب المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية يفسرون قرار بوتين بما شهدته البيئة الدولية من تحولات كبرى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتطويق روسيا من خلال توسيع حلف الناتو وتهديد أمنها القومي واقتحام مجالها الحيوي والإصرار على استمرار عملية التوسع بضم أوكرانيا وجورجيا ونشر أسلحة استراتيجية على حدودها.
فمن منطلق النظرية الواقعية التي تفسر السياسة الخارجية للدولة من خلال موقعها في النظام الدولي والإيمان بأن العلاقات الدولية صراع دائم على القوة، فإن روسيا ستتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذا التطويق بغض النظر عمن يحكم الكرملين. هذا الرأي تسمعه وتقرأه من جميع من ينتمي لهذه المدرسة وفي مقدمتهم اثنان من دهاة السياسة الخارجية الأمريكية: هنري كيسنجر وجورج كينان (الذي وضع أسس السياسة الغربية تجاه الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية)، واثنان من أبرز أساتذة العلاقات الدولية: ستيفن والت Stephen Walt وجون ميرشايمر John Mearsheimer .
في المقابل فإن أصحاب المدرسة الليبرالية بجميع تفرعاتها تفسر قرار بوتين من خلال مزيج من خصائص النظام الروسي وشخصية بوتين. فوفقاً لهؤلاء فإن قرارا باجتياح دولة مهمة والتسبب في أزمة تهدد الأمن والسلم الدوليين يكشف الطابع التسلطي للنظام الروسي حيث يتفرد بوتين بالسلطة وهو في مأمن من المساءلة عن قراراته مهما كانت نتائجها كارثية، ولا يوجد أي مشاركة حقيقية يمكن أن توفر مراجعة لقرار خطير مثل قرار الحرب والنظر في إيجابياته وسلبياته قبل تنفيذه. هذا النظام الذي تتركز فيه السلطة بدرجة عالية يجعل للخصائص الشخصية للرئيس وكذلك لمعتقداته تأثير كبير على قراراته، ولذلك يكرر هؤلاء الحديث عن صفات التهور والعدوانية، والطموح الشخصي لبوتين.
أصحاب كلتا المدرستين يستخدمون أحداثاً في السياسة الروسية لتؤكد صحة تفسيراتهم. فالواقعيون يشيرون إلى محاولات بوتين التكيف مع البيئة الجديدة المحيطة بروسيا من خلال جعلها جزءًا من أوروبا وقد ذكر ذلك صراحة في حديث له أمام البرلمان الألماني عام ٢٠٠١م.
لقد أدرك بوتين استحالة هذا المطلب حيث تسود نظرة أوروبية سلبية تجاه روسيا كونها خليط من ثقافات وديانات تغلب عليها ما يعرف بسلطوية الشرق، ولم تنفك من الإرث القيصري وسماته الأوتوقراطية. لذلك استمر الناتو في التوسع وضم في عام واحد (2004م) سبع دول جديدة كانت يوماً تحت نفوذ موسكو. وكردة فعل نجد بوتين يستثمر مؤتمر ميونخ عام ٢٠٠٧م، ليوجه خطابه الشهير الذي تضمن هجوماً حاداَ على الولايات المتحدة ومساعيها للتفرد بالقوة وتجاهل مصالح روسيا والتنديد بازدواجية المعايير التي تمارس ضد روسيا. ولاحقاً ومع الوعد بضم مزيد من الدول المجاورة لروسيا لحلف الناتو تنامى الغضب الروسي وترجمه بوتين في حربه على جورجيا في ٢٠٠٨م، والاعتراف بأبخازيا واوسيتا الجنوبية جمهوريات مستقلة عن جورجيا، ولحق ذلك بضم القرم ودعم الانفصاليين في أوكرانيا عام ٢٠١٤م.
وفقاً للمدرسة الواقعية فإن هذه السياسات التي وصلت اليوم إلى منتهاها بغزو أوكرانيا ليست سوى استجابة من الدولة الروسية للتغيرات التي تعرضت لها بيئتها الخارجية وجعلتها تفقد الكثير من مزاياها على الساحة الدولية وتشعر بتهديد حقيقي لأمنها القومي.
أما أصحاب النظرية الليبرالية فهم يوظفون أحداثاً داخل روسيا للتدليل على صحة مقولتهم بشأن المتغير الأهم لفهم السياسة الروسية والمتمثل في طبيعة النظام وشخصية بوتين ومعتقداته، فهم يتحدثون عن التضييق المستمر على المعارضة في الداخل وملاحقة ومحاولات اغتيال المعارضين في الخارج، وكذلك تصرفات بوتين مع ضيوفه وطريقة استقباله لهم، والتعامل معهم كمن يجند عملاءً اعتماداً على خبرته السابقة في الاستخبارات. كما يشيرون إلى حرصه الدائم على استعراض قدراته الشخصية، لذلك تتكرر الصور التي تظهره متفوقاً في عدد من الرياضات بما في ذلك استعراض كمال الأجسام.
ستظهر لنا قراءة لحديث بوتين عشية الاجتياح أن كلتا المدرستين لهما نصيب في تفسير قرار الاجتياح وأن خليطاً من هذه المتغيرات ساهم في اتخاذ بوتين قرار الحرب رغم تكلفته العالية. فحديثه يكشف شواهد واضحة لتأثير معتقدات بوتين على قراره بدرجة لا تقل عن تأثير البعد الخارجي.
ولكن لنبدأ بإشارة موجزة إلى دراسات ما يعرف بالنسق العقائدي لصانع القرار operational code كأحد محددات صناعة القرار الخارجي. ويقصد بذلك المعتقدات التي يؤمن بها صانع القرار بشأن طبيعة السياسة والصراعات السياسية والأحداث التاريخية ودور الفرد في صناعتها، والتي تصبح بمثابة المنظار الذي ينظر من خلاله إلى العالم من حوله ويفسر به الأحداث. فمع مرور الوقت تتحول هذه المعتقدات إلى قواعد إرشادية يستخدمها صانع القرار للمفاضلة بين البدائل في تعامله مع ما يواجهه من تحديات، كما تصبح عامل فرز للمعلومات التي تصله فينتقي منها ما يعزز معتقداته حتى لو كانت خاطئة ويتجنب المعلومات التي تتعارض معها. المفارقة أن أول دراسة استخدمت طورت منهج النسق العقائدي كانت على خصائص النسق العقائدي للزعماء السوفيت كتبها ناثان ليتس في 1951م. وبمراجعة لتلك الخصائص سنتفاجأ بدرجة التشابه بينها وبين ما يمكن وصفه بخصائص النسق العقائدي لبوتين ولعلنا نشير إلى ذلك لاحقاً.
إذن ماذا يكشف خطاب بوتين الذي أسس من خلاله لغزو أوكرانيا؟
يمكن تقسيم الخطاب الذي دام قرابة الساعة إلى قسمين: الأول عن تاريخ أوكرانيا والقسم الثاني عن موقع أوكرانيا في علاقة روسيا مع الغرب.
بدأ بوتين خطابه في إعطاء درس في التاريخ الروسي والسوفيتي أراد من خلاله أن يظهر أن أوكرانيا ليست سوى كيان مصطنع تم تشكيله خلال ثلاث مراحل بدأت الأولى بعد الثورة البلشفية في 1917م، حين منح لينين القومية الأوكرانية وغيرها من القوميات التي كانت تعيش ضمن الامبراطورية الروسية حق الانفصال من خلال استقطاع جزء من أراضي روسيا ومنحها لهم لتشكيل كيانات مستقلة داخل نظام فدرالي شيوعي في نهاية الحرب الأهلية في 1922م. لينين -حسب بوتين-رفض مقترح ستالين الاكتفاء بمنح تلك القوميات حكمًا محليًا إداريًا وأصر على منحها سلطات واسعة انتهت إلى تحويل الاتحاد إلى نظام كونفدرالي وبذلك وضع أسس الاستقلال لتلك الجمهوريات عن الاتحاد السوفيتي.
ويرى بوتين أن لينين أراد بذلك استرضاء القيادات القومية فقدم لهم هدايا سخية لم يحلموا بها وكان مبرر ذلك -حسب بوتين-رغبة لينين ورفاقه التمسك بالسلطة بأي ثمن. وإذا كان لينين هو منشئ ومهندس أوكرانيا، فإن ستالين زاد على ذلك بأن منح أوكرانيا مزيدًا من الأراضي على حساب روسيا بعد الحرب العالمية الثانية وهي أراض روسية كانت تسيطر عليها بولندا ورومانيا والمجر وتبعهم خروتشوف ليختم هذه العملية في استقطاع أراضي روسية حين أهدى جزيرة القرم لأوكرانيا في 1954م.
هذه باختصار وحسب معتقد بوتين الطريقة التي تشكلت بها أوكرانيا الحديثة. لسنا هنا في وارد مناقشة مفصلة لهذه الرؤية لتاريخ روسيا والاتحاد السوفيتي، ولكن نود فقط أن نشير إلى بعض الملامح لعدم واقعية هذه النظرة التي يبدو أنها تهيمن على تفكير بوتين حيث سبق قبل حديثه عشية الغزو أن نشر في شهر يونيو2021م، مقالاً طويلاً عنونه بـ "الوحدة التاريخية بين الشعبين الروسي والأوكراني".
(أولاً) ينسى بوتين أن ما يصفه باستقطاع أراضي روسية بأن هذه الأراضي استولت عليها الامبراطورية الروسية خلال حروب امتدت قرون مع جيرانها في الغرب والشرق والجنوب حيث بدأت بالقضاء على خانية قازان وخانية استراخان المسلمتين في 1556م، وفتح لها ذلك الطريق للتوسع نحو سيبيريا والشرق الأقصى وبعدها توسعت الامبراطورية شمالاً على حساب ليتوانيا وبولندا والسويد ثم توسعت جنوباً وضمت القوقاز بعد حروب طويلة مع الامبراطورية العثمانية وقضت أيضاً على الإمارات الإسلامية في آسيا الوسطى. بوتين في قراءته لتاريخ أوكرانيا ينسى هذا التاريخ الطويل من انتزاع الامبراطورية الروسية أراض من جيرانها وينسى تحديداً أن أوكرانيا التي يتهم لينين ورفاقه باستقطاعها من روسيا كانت يوماً ما تحت حكم بولندا وليتوانيا وكانت أجزاؤها الجنوبية تحت حكم إمارة القرم المسلمة.
(ثانياً) تفسير بوتين لتاريخ أوكرانيا يتجاهل حقيقة أن الامبراطورية الروسية كانت تتشكل من عدد كبير من القوميات التي كانت دائمًا تتطلع للخروج منها وحين قامت الثورة في 1917م، شكلت القيادات القومية في جميع أنحاء الامبراطورية حركات للاستقلال ولذلك وجد الشيوعيون في النظام الفدرالي وسيلة لكبح تلك النزعات القومية وتحقق لهم ذلك حيث تحول ذلك النظام إلى نظام شمولي أجهض التطلعات القومية حتى حانت الفرصة للنهوض من جديد في منتصف الثمانينيات بعد ضعف النظام نتيجة إصلاحات غورباتشوف.
(ثالثاً) أن خروتشوف حين "أهدى" في 1954م، القرم لأوكرانيا احتفالاً بمرور 300 عام على "الوحدة" بين الشعبين الأوكراني والروسي لم يكن يخطر في باله مطلقاً أن النظام السوفيتي سينهار وتتفكك جمهورياته، بل إنه وبعد فترة قصيرة من فعله ذلك قال جملته الشهيرة متوجهًا للغرب (سندفنكم) دلالة على قناعة راسخة بالانتصار الحتمي للنظام الشيوعي في صراعه مع النظام الرأسمالي. إذن حديث بوتين عن تاريخ أوكرانيا يكشف عن معتقد راسخ تجاهها وأن ما جرى كان خطأ كارثياً لابد من تصحيحه.
الجزء الأول من الخطاب تضمن أيضاً حديثًا عن الأوضاع الداخلية في أوكرانيا بعد استقلالها في 1991م، واتهامات بسيطرة جماعات قومية متطرفة لها جذور نازية عاثت فساداً ونهبت ثروات أوكرانيا ومارست سياسات اجتثاث لكل ما له علاقة بروسيا وجعلت أوكرانيا تحت سيطرة أجنبية كاملة.
خصص بوتين الجزء الثاني من خطابه للحديث عن المساعي الغربية لضم أوكرانيا لحلف الناتو واتخاذها ميداناً لتهديد روسيا من خلال ربط الجيش الأوكراني بأنظمة الناتو وإجراء تدريبات مشتركة وتخزين أسلحة. كما ذكر قناعته الراسخة بأن قرار انضمام أوكرانيا للحلف كان محسومًا وهي مسألة وقت فقط رغم كل التطمينات الغربية له بعدم ضمها. ويرى أن الغرب قد خدع الروس بتطمينات شفوية تتعارض مع ما يمارسه من إجراءات على أرض الواقع.
ويفسر بوتين إصرار الغرب على ضم أوكرانيا من أجل كبح تطور روسيا فالاستراتيجية الغربية التي لم تتغير مطلقاً وهي ألا تكون روسيا دولة قوية ومستقلة. كما ذكر بوتين تفاصيل عن نشر أسلحة استراتيجية على حدود روسيا بعد انضمام أوكرانيا وهو ما يمكِن الحلف من توجيه ضربة مفاجأة لأهداف داخل العمق الروسي، وقدَر بوتين أن الصواريخ البالستية ستصل للأجزاء الغربية لروسيا في مدة لا تتجاوز7 إلى 8 دقائق. هذا الجزء من الحديث والمتعلق بالتطورات الخارجية التي جعلت بوتين على قناعة بوجود تهديد حقيقي لروسيا تكرر بالطبع في الأحاديث الأخرى لذلك لا حاجة للتوسع فيه.
إذن من خلال حديثه يظهر لنا تشكل معتقد راسخ لدى بوتين بحتمية المواجهة العسكرية مع الغرب وهو ما ساهم في اتخاذه قرار غزو أوكرانيا لتفادي ضربة استباقية كان على يقين بحدوثها.
ولذلك ومن خلال حديث بوتين نستطيع أن نجمع بين تفسير أصحاب المدرسة الواقعية للقرار وقولهم بأنه جاء استجابة لما حدث في البيئة الخارجية لروسيا وبين تفسير أصحاب المدرسة الليبرالية الذين يرجعون القرار لطبيعة البيئة الداخلية لروسيا وذلك من خلال دور النسق العقائدي للرئيس فلاديمير بوتين في تشكيل رؤيته وفهمه لما يدور حوله من أحداث وتحديد خياراته للتعامل الأنسب معها.
فوفقاً لهذا النسق ومن خلال العرض أعلاه يؤمن بوتين بما يمكن تسميته بـ " مظلومية روسيا" التي بدأت بمشروع تقطيع أوصالها على يد الشيوعيين في العشرينيات من القرن الماضي لتصل اليوم إلى غايتها النهائية بإلغاء وجودها على يد القوى الرأسمالية.
ترسخت هذه القناعة وأصبحت محدداً رئيسياً لقرار بوتين، وساعد في ذلك الطابع المستبد للنظام الروسي الذي يفتقد لآليات حقيقية للمشاركة في فهم وتفسير الأحداث وتمحيص الحقائق واختيار البدائل بناء على قراءة دقيقة للواقع الدولي المعقد. ولذلك جاء قرار الغزو الذي يصطدم بكل الحسابات العقلانية، فكيف لم ير بوتين أنه وبهذا القرار المتطرف يضيع كل ما بناه لروسيا خلال ربع قرن حيث استعادت استقرارها الداخلي وتجاوزت خطر التفكيك الذي واجهته في التسعينيات وحققت نمواً اقتصادياً وتحسنت الأحوال المعيشية للمواطنين الروس وأصبحت روسيا تتمتع بمكانة وتقدير على الساحة الدولية وصارت طرفًا مهمًا في صناعة الأجندة الدولية.
كيف قلل بوتين من ردة الفعل الغربية التي نراها كل يوم تتصاعد وتهدف إلى معاقبة شاملة وغير مسبوقة لروسيا وعزلها اقتصادياً وعلمياً وتوريطها في حرب استنزاف من خلال تزويد المقاومة الأوكرانية بأسلحة نوعية والتسبب فيما كان يخشاه ويحذر منه. تجاهل هذه التبعات الخطيرة لقراره دفع الكثير إلى طرح تساؤلات عن الحالة الذهنية والنفسية لبوتين.
ومؤخراً ظهرت تقارير بأن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا تسبب في دخول بوتين في عزلة خلال السنتين الماضيتين وحصر تواصله معه في عدد قليل جداً من المقربين منه. هذه العزلة جعلته يفقد الصلة بالواقع من حوله وساهمت في ترسيخ معتقداته. ومؤخراً ذكر "غلب بافلوفسكي" وهو مستشار سابق في الكرملين أن بوتين خلال هذه الفترة أصبح لا يطيق سماع أي رأي يختلف مع معتقداته.
نعود مرة أخرى لدراسة النسق العقائدي لخصائص الزعماء السوفييت التي أجريت في الخمسينيات وسنلحظ أن النسق العقائدي لبوتين ورغم كراهيته الشديدة للشيوعيين يحمل خصائص مشابهة سنذكرها باختصار هنا وتتمثل في: (أ) أن الغرب يحمل عداءً تامًا لروسيا ويسعى لتدميرها (الفرق هنا أن العداء عند الزعماء السوفييت موجه للشيوعية في حين أنه عند بوتين يستهدف روسيا التاريخية بقيمها وثقافتها الأرثوذوكسية).(ب) حتمية الصراع بين روسيا والغرب، وأن أي تعاون بينهما هو مجرد ترتيب ظرفي لن يطول.(ج) التفاؤل بأن النصر سيكون حليف روسيا كما أعتقد الشيوعيون بحتمية الانتصار على الرأسماليين في معركة الصراع الطبقي. (د) وكما أعتقد الزعماء السوفيت بقدرة الطبقة من خلال الحزب على التأثير في مسار التاريخ فإن بوتين من خلال سلوكه يعتقد بقدرة الزعيم أيضاً على توجيه مسار الأحداث الكبرى لصالح روسيا.
ختاماً نقول إن قراراً خطيراً مثل قرار غزو أوكرانيا يصعب التنبؤ بنتائجه لا يمكن إلا أن يكون نتيجة جملة من العوامل امتزجت فيما بينها لتشكِل عقل بوتين وكيفية فهمه لموقع روسيا في العالم ودوره البطولي في تحقيق ذلك.