; logged out
الرئيسية / 19 متحفًا جديدًا بالسعودية والأمير سلطان بن سلمان أشعرنا بعصر جديد

العدد 173

19 متحفًا جديدًا بالسعودية والأمير سلطان بن سلمان أشعرنا بعصر جديد

الإثنين، 25 نيسان/أبريل 2022

أولت المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي اهتماماً متزايداً بالمتاحف الخاصة، فهي من طرق حفظ التراث ونقل الموروث الشعبي بين الأجيال، وتشكّل مركزاً للحفظ والدراسات والتأمل في التراث والثقافة، ووسيلة جذب سياحية، وتُشّكل حراكاً فردياً لحفظ التراث ونشره، ولطالما امتلكت منطقة الخليج تراثاً خاصاً يعكس بيئاتها المتنوعة، وتقاليدها المتوارثة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.

     وعلى هذا السياق جاءت فكرة إصدار دليل المتاحف الحكومية والخاصة لمجلس التعاون، ضمن توصيات الاجتماع الأول للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول المجلس المنعقد في مقر الأمانة العامة بالرياض 2000م. للتعريف بهذه المنشآت الحضارية والثقافية، والتشجيع على زيارتها، لما لتلك المتاحف من أهمية ثقافية، وتعليمية، وتربوية، واقتصادية.

        كما صدر قرار الوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول المجلس في اجتماعهم الرابع عشر عام 2013م، بتكريم المتاحف الخاصة بحيث تقوم الدول المستضيفة لاجتماع الوكلاء بتكريم متحف خاص من كل دولة من دول المجلس، وقد كان التكريم الأول للمتاحف الخاصة بالكويت عام 2014م. وذلك تأكيداً من دول المجلس على اهتمامها بصيانة الإرث التاريخي، والمحافظة عليه وإبراز مكنوناته وعرضها أمام الزوار والمهتمين والمتخصصين في تاريخ حضارات شبه الجزيرة العربية، وإبراز الإرث الحضاري والثقافي لدول المجلس. وسعيها المتواصل لإنشاء المتاحف المتخصصة في مختلف المجالات، واهتمامها بالمتاحف الخاصة. ويظهر ذلك في حرصها على تنشيط السياحة وتوفير البيئة الجاذبة، نظراً للدور الفعال الذي تلعبه في السياحة، وتنشيط حركة التجارة والاسهام في النمو الاقتصادي لدول المجلس. .

            ويمكن إحصاء المتاحف الخاصة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي كالآتي:

المتاحف الخاصة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي

عدد المتاحف - مسمياتها

الجهة الرسمية

التسمية

الدولة

(221) متحفًا مرخصًا

إحصائية عدد المتاحف الخاصة المرخصة حسب مناطق المملكة العربية السعودية:

منطقة الرياض 50متحفًا

المنطقة الشرقية 27 متحفًا

منطقة مكة المكرمة 19 متحفًا

منطقة عسير 48 متحفًا

منطقة الحدود الشمالية متحف

منطقة نجران متحفين

منطقة جازان 7 متاحف

منطقة الباحة 5 متاحف

منطقة حائل 12 متحفًا

منطقة المدينة المنورة 12 متحفًا

منطقة القصيم 24 متحفًا

منطقة تبوك 8 متاحف

منطقة الجوف 7 متاحف

وزارة الثقافة- هيئة المتاحف

المتاحف الخاصة

المملكة العربية السعودية

(20) متحفًا خاصًا وتم منح الترخيص النهائي:

- لمتحف بيت الزبير.

- متحف بيت آدم- متحف غالية للفنون الحديثة.

- متحف الحصن القديم   - متحف بدية

- متحف أبناء مجان- متحف بيت الغشام

- متحف العفية التراثي- متحف مدحاء.

وزارة التراث والثقافة

 

بيوت التراث الخاصة

سلطنة عمان

  • متحف راشد العريفي في المحرق
  • متحف بيت القرآن الكريم
  • متحف النفط

هيئة البحرين للثقافة والآثار

متحف شخصي

البحرين

- متحف فيصل بن قاسم    - متحف لحدان المهندي.

- متحف سالم المهندي.   - تحف محمود الصلات.

- متحف سعود العلي    - متحف جمعة المريخي.

هيئة متاحف قطر

 

متحف خاص

قطر

- مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي - متحف السيد سعود الطريقي التراثي -متحف السيد هاني العسعوسي

- متحف السيد فهد غازي العبد الجليل   - متحف السيد حامد الفزيع.    - متحف السيد عبدالرضا العوضي.

- متحف السيد نواف العصفور.  - متحف السيد صالح المسباح.

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

 

 

 

متحف خاص

 

الكويت

يوجد بدولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من المتاحف الخاصة الذي يملكها المواطنون وهي متاحف متنوعة منها/ متاحف تحتوي الفخاريات، ومتاحف تحتوي المشغولات الحرفية، وأيضًا متاحف العملات وغيرها الكثير، وهي قرابة 115 متحفاً خاصاً.

 

 

وزارة الثقافة وتنمية المعرفة

 

الامارات العربية المتحدة

           

            وبالنظر إلى أهمية دور المتاحف على اختلاف أنواعها وأهدافها في الحياة الثقافية لدى المجتمع، ونظراً لوجود العديد من المتاحف المتنوعة في مختلف التخصصات سواء التابعة لمؤسسات حكومية أو أكاديمية أو متاحف خاصة، من المهم التعريف بهذه المتاحف، وإبرازها وتسليط الأضواء عليها، كما أن مختلف أنواع المتاحف تشكل عناصر ثانوية للجذب السياحي في الدول العربية وتمثل جزءاً بسيطاً من برامجها السياحية.

المملكة العربية السعودية تراث وثقافة

            اهتمت المملكة العربية السعودية بالمتاحف، فأنشأت عدداً من المتاحف منها، المتحف الوطني بالرياض، ومتاحف حكومية أخرى في كل من: تيماء، والعلا، والجوف، ونجران والأحساء، وجازان، والدمام، والباحة، وأبها، وحائل، وتبوك، وجميعها تتميز بعروضها المتحفية عن آثار وتراث المنطقة التي يوجد فيها كل متحف من هذه المتاحف وهي حالياً خاضعة للتطوير، يضاف إلى ذلك تلك المتاحف التي تقام داخل القصور التاريخية وهي مجهزة بعروض متحفية متنوعة في الموضوع والاختصاص، وأولت اهتماماً خاصاً للمتاحف الخاصة لكونها أهم المؤسسات الثقافية التي من خلالها يتعرف الناس على الموروث الثقافي للشعوب والعادات والتقاليد، فضلاً عن رسالتها التربوية والتعليمية والتثقيفية، إلى جانب دورها في تنمية روح الانتماء للوطن. فمنذ منتصف القرن التاسع عشر تحولت غالبية المتاحف الخاصة إلى مؤسسات عامة، ثم صارت مراكزاً للتعليم والثقافة الجماهيرية.

            وتأكيداً على أهميتها نورد ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان (2011) رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقاً في قوله: " للمتاحف الخاصة دور أساسي ومهم في تحقيق المشروع الريادي ‏الوطني الكبير في استعادة البعد الحضاري للمملكة، ولذلك نستشعر عصراً جديداً ‏للمتاحف الخاصة يقوم على ربط المواطنين بتراثهم وتاريخهم.

            وعرفت وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية (2020م) المتاحف الخاصة بأنها: " مؤسسات ثقافية تعود ملكيتها إلى أفراد أو جهات محلية أو هيئات مستقلة، وتتلقى دعماً وترخيصاً حكومياً من خلال البرامج التي يُعمل عليها في إطار استراتيجية هيئة المتاحف وقد وصل إجمالي المتاحف الخاصة في عام 2020م، إلى ( 221) متحفاً في جميع مناطق المملكة، ويتركز العدد الأكبر منها في منطقة الرياض، ومكة المكرمة، وعسير، والمنطقة الشرقية، ويصنف حوالي 20% من المتاحف الخاصة ضمن فئة متحف كبير حسب آخر إحصائية لوزارة الثقافة- هيئة المتاحف.

            كما تعد المتاحف الخاصة مؤسسات ثقافية ذات قيمة في المجتمعات المتحضرة التي تدرك المعنى الحقيقي للأبعاد التربوية والاقتصادية لها، وتصمم خصيصاً لرعاية وحفظ وعرض التراث الوطني، وتساعد على تحديد وفهم ثقافة المجتمعات، وعلاقة الشعوب ببعضها البعض، فالمتحف الخاص يثمن قيمة الماضي ويربط الأمس بواقع اليوم.

المتاحف الخاصة هدف ومعنى

            تعددت أنواع المتاحف الخاصة في الخليج العربي غير أن المتاحف الخاصة في المملكة العربية السعودية مقتصرة في أغلبها على نوع واحد وهو التراث الشعبي ماعدا عدد قليل من متاحف خاصة متخصصة منها: متحف القهوة في المنطقة الشرقية، ومتحف العملات في الرياض، ومتحف قديم التعليم في الرياض الذي يضم العديد من الوسائل التعليمية التراثية، التي تم استخدامها منذ بداية التعليم في المملكة العربية السعودية، إلا أن هذه الثلاثة متاحف محورها الرئيس يدور حول التراث الشعبي وفنونه، ومن الملاحظ أن المتاحف الخاصة لم تعد أماكن خزن أو مستودعات للقطع الأثرية، بل أصبحت مؤسسات حضارية تعليمية ذات أهداف عديدة، ومنها:

  • حماية التراث والأعمال الفنية المختلفة حسب أنواعها وحسب القيمة الفنية والتاريخية لها.
  • التعريف بالفنون والقطع الأثرية ذات الأبعاد الثقافية والتاريخية والفنية.
  • المحافظة على المجموعات الفنية ذات القيمة الوطنية أو العالمية.
  • توصيل المعلومة عن طريق التحف الفنية التي تعكس تاريخ أو حضارة أو ثقافة الشعوب.
  • تلعب دوراً اجتماعياً مهماً، يعكس المنافع العديدة لفئات المجتمع المختلفة، كما يرمز للثروة والوضع الاجتماعي لجامعي المواد والتحف.
  • تحقق دوراً تعليماً مهماً من خلال الشروحات والتفسيرات التي تُقدم عن المواد والمقتنيات، ويتحقق ذلك بالعديد من الوسائل والطرق كالدراسات والمقالات والمنشورات والرحلات، إضافةً إلى ذلك فإن المتاحف الخاصة تهتم بإعداد برامج قصيرة وطويلة الأمد لتثقيف الجماهير بمختلف الأعمار، كما تهتم بتنظيم المحاضرات وعرض الأفلام وتقديم العروض التلفزيونية والإذاعية.
  • تلعب المتاحف الخاصة دوراً كبيراً في الاقتصاد الوطني، ويتم ذلك من خلال استقبال السواح بشكل متزايد، لذا يجب أن تكون مصممة لتعطي السائح فكرة متنوعة وشاملة عن المكان الذي يزوره.
  • تعمل المتاحف الخاصة على إثارة الهمم لتحقيق الاستمرار الحضاري والإبداع الإنساني.

         من هنا يبرز الدور الهام الذي تحققه المتاحف الخاصة فيما يتعلق بالخدمات المتنوعة التي تقدمها لشريحة الشباب، وأصبح كل متحف خاص يقدم فرعاً من فروع المعرفة بما يخدم الفنون بأنواعها والعلوم والصناعة والتقنية والتاريخ والتربية والترفيه، بحيث تستقطب زوراها من الشباب وتسهم في تقديم المعلومات لكي يصبح صالحاً لشغل دوره الاجتماعي، وهي مراكز تعليمية وثقافية وأدبية وترفيهية و متنفس لقضاء أوقات الفراغ والعطل بما يفيد وهي وعاء المعرفة والتراث و الثقافات المختلفة و هي معلم حضاري و سجل متحدث بالعلوم والفنون والإبداعات المتنوعة وهي أيقونة متطورة بأساليب العرض المشوقة و أيضًا بابتكاراتها الهادفة لتوصيل أسمى و أرقى وسائل التعليم و التثقيف المصحوبة بالإبهار.

 

المتاحف الخاصة تصميم وبناء

            يُعد تصميم وبناء المتحف في غاية الأهمية لجعل المتحف جاذباً للزوار ومناسباً لحفظ وعرض المقتنيات المتحفية بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها، فكيف يصمم المتحف ويُبنى لكي يكون ملائماً للزوار؟ إن معظم المتاحف وفي بداياتها كان الاتجاه السائد هو استخدام المباني التاريخية القائمة كمتاحف القلاع، والقصور، وذلك لأهمية هذه المباني نفسها كقيمة تاريخية وتراثية، ولكن عند تحويل هذه المباني التاريخية إلى متاحف خاصة لا بد من توافر المقومات المتحفية فيها وضرورة ملاءمتها للقطع المتحفية التي سوف تعرض فيها، ومعظم دارسي التاريخ يفضلون بقاء المباني التاريخية كما هي عليه دون أي تغيير ويرون أن تفتح هذه المباني لكي يزورها الناس ليتعرفوا من خلالها على ذكريات الماضي.

            ولقاعات العرض أيضاً أهمية في توفير المكان المناسب لعرض المقتنيات المتحفية، بحيث يكون المتحف جاذباً وممتعاً لزواره، والمتحف الذي تكون صالاته بنفس الحجم والشكل ربما يكون رتيباً بعض الشيء خاصة إذا كانت هذه الصالات في صف مستقيم الواحدة تلو الأخرى فلا بد من خلق نوع من الإثارة ولفت الانتباه من خلال تقسيمات الصالات المتباينة، وكيفية توزيع المساحات في الصالة الواحدة، وتتيح هذه الطرق المختلفة للزائرين التحرك داخل العرض من غير رتابة بحيث تكون هنالك إثارة وتشويق لكل ما هو موجود داخل صالات العرض، فالعرض الجيد للمعروضات المتحفية يكون من خلال إظهارها بطريقة مباشرة تسر العين وتبهج المشاهد والزوار، ومن خلال الاستفادة القصوى من تلك المعروضات المتحفية باعتبارها وسيلة نقل للمعرفة والثقافة.

            ولا نتناسى أهمية الإضاءة ووسائلها المختلفة فهي عنصراً هاماً من العناصر المهمة والحيوية لأي متحف، لإبراز المعروضات المتحفية، والإضاءة في البيئة المتحفية تأتي من مصدرين أساسيين هي الإضاءة الطبيعية ومصدرها الشمس، والإضاءة الصناعية ومصدرها المصابيح الكهربائية، ويجب أن يكون مصدر الضوء كافياً لإظهار التفاصيل بدقة، ويجب ألا يشكل سبباً جوهرياً في تلف القطعة الأثرية.

الفعاليات والإرشاد السياحي في المتاحف الخاصة

            إن إقامة مواسم ومهرجانات للسياحة تهتم باستقطاب السياحة الداخلية وأن تكون المتاحف الخاصة مرتكزاً ومحوراً رئيسياً لها، وإعداد وإقامة المعارض المؤقتة بصورة دورية عن مواضيع متحفية مختلفة من شأنها جذب جمهور إضافي ومختلف للمتاحف الخاصة، كما يمكن إقامة بعض الفعاليات المجتمعية الأخرى التي لا علاقة لها بالمتحف الخاص مباشرة مثل معارض الفنون والمشاركات المجتمعية المحلية والوطنية وحتى العالمية مثل المشاركة في احتفالات الأيام العالمية، والمواسم المحلية لتتزامن المشاركة ويتم تفعليها بشكل يزيد من ترابط المتحف الخاص بالمجتمع، مثل: مهرجان الجنادرية – وسوق عكاظ وغيرها (وزارة الثقافة- هيئة المتاحف، 2015).

            وتدار فعاليات المتحف الخاص من قبل مالكها بشكل جيد، ويفضل أن يكون لها مراكز أو وحدة للإرشاد السياحي المتحفي لإدارة الأنشطة الهامة المكملة للنشاط السياحي لما له من أهمية في التعريف والتثقيف للجمهور الزائر بمحتويات المتحف وكل ما يتعلق به، هذه الوحدة الإرشادية تتطلب كفاءة ومهارة علمية وتسويقية ومعرفة بالعلوم المختلفة في التاريخ والجغرافيا، والحضارات، واللغات، وغيرها.

دور المملكة العربية السعودية في دعم المتاحف الخاصة

            بدأت حركة المتاحف حديثاً في النمو والتطور بالمملكة لاستيعاب كل هذه المكونات التي يمكن أن تجعل من المملكة بلداً سياحياً كبيرًا يساهم في ترقية البلاد ونموها الاقتصادي والاجتماعي خصوصاً مع الرؤية 2030 التي تود المملكة تحقيقها، كما أن من ضمنها تطوير وتحديث المتاحف الخاصة، وضرورة مواكبة العصر لكي تساهم في تقدم السياحة، فالمملكة العربية السعودية تزخر بعدد كبير جداً من المواقع الأثرية التي قامت عليها حضارات سادت ثم بادت في مختلف العصور التاريخية، ولعبت دوراً كبيراً في تاريخ الجزيرة العربية في جميع المجالات، من هنا كان لابد من إنشاء جهة رسمية تتولى المحافظة على هذه الآثار وإبرازها والتعريف بها، حيث أنشئت الإدارة العامة للآثار والمتاحف تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء رقم 727 في 8/11/1383ه. وفي عام 1392ه صدر نظام الآثار بموجب المرسوم الملكي في تمكين الإدارة العامة للآثار والمتاحف من أداء واجباتها وتحقيق الأهداف المرجوة منها وخاصة في إنشاء المتاحف وتطويرها مستفيدة في ذلك من التقدم العلمي في علوم الآثار والمتاحف، والاستفادة من خبرات الدول التي سبقت في هذا المجال، وبدأت المتاحف كمؤسسات حكومية صغيرة منذ إعلان تأسيسها عام 1421ه-2000م، وانطلقت بأحلام كبيرة لتستثمر في كفاءة المواطنين لإطلاق صناعة جديدة تصب في اقتصاد الوطن وتنميتة، وتعيد تنظيم وبناء مسارات اقتصادية واجتماعية ومفاهيم راسخة تفتح أمام المملكة العربية السعودية المزيد من فرص العمل والاستثمار في شتى المناطق والمدن والقرى، وبمختلف المستويات التعليمية والعمرية. قامت المتاحف على مرتكزات ومبادئ، أهمها الشراكة الفعالة والحرص على مصلحة الوطن، والتركيز على المواطن لكونه المعني والأساس لكل ما تقوم عليه المتاحف. 

            وقدمت المملكة العربية السعودية الكثير من أوجه الدعم للمتاحف الخاصة ومنها:

  • مساعدة أصحاب المتاحف الخاصة في الرقي بمنتجهم الثقافي.
  • تقديم المساعدة الفنية والإدارية لتسهيل قيامهم بواجباتهم ضمن المنظومة الثقافية، والسياحية.
  • إبراز المتاحف الخاصة في المنظومات الثقافية.
  • رفع مستوى أصحاب المتاحف الخاصة في تطوير عروضهم من خلال الدعم الفني.
  • ترويج وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة المتاحف للمتاحف الخاصة عبر النافذة الإكترونية بوضع المتاحف المرخصة عبر الخارطة الإلكترونية.
  • تطوير اشتراطات ومعايير الترخيص للمتاحف الخاصة لرفع مستوى المتاحف بما يتوافق مع المعايير الدولية.
  • كما تضّمن نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الجديد فصلاً يعنى بالمتاحف بجميع أشكالها (الحكومية، والمتخصصة، والخاصة) وهو الفصل الثامن من مشروع النظام والذي يشير في مواده إلى تأسيس وإنشاء المتاحف وتنظيمها وتصنيفها، كما تضمن مشروع نظام الآثار الجديد في الفصل الخاص (الخامس) القطع الأثرية وقطع التراث الشعبي والاتجار بها (بعض المواد التي تنظم امتلاك وبيع وشراء القطع الأثرية وقطع التراث الشعبي لدى المؤسسات والأفراد)

-           منح الترخيص اللازم لأصحاب المتاحف الخاصة لممارسة مهامهم تحت مظلة وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المتاحف.

-           طرح التراخيص عبر منصة أبدع الثقافية لاستخراج الرخصة الإلكترونية.

إجراءات الترخيص للمتاحف الخاصة بهيئة المتاحف:

وضعت هيئة المتاحف مجموعة من المعايير والاشتراطات التي يجب توافرها للمتاحف الخاصة عبر منصة أبدع للتراخيص الثقافية، من خلال النفاذ الوطني (تراخيص هيئة المتاحف- المتاحف الخاصة) والاطلاع على وصف الترخيص (مبنى لجهات فردية) ومؤسسات تعمل على حفظ وعرض المقتنيات للجمهور العام يحقق أهدافاً ثقافية، وفقاً للاشتراطات والمعايير المعتمدة من قبل هيئة المتاحف.

            وقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقاً بتنظيم الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة خلال الفترة من 4-6/ 5/ 1432ه، الموافق 7-9/ 5/ 2011م، في المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض، ودعت الهيئة أكثر من (160) من أصحاب المتاحف الخاصة، حضر منهم (127) من أصحاب المتاحف الخاصة، حيث استهدف الملتقى تحقيق الأهداف التالية:

  • تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة.
  • التعرف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه تطوير المتاحف الخاصة وتقديم الدعم اللازم لها.
  • إثراء تجارب أصحاب المتاحف الخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على القطع التراثية والأساليب المثلى لعرضها.
  • إبراز أهمية المتاحف الخاصة ودورها في بث الوعي بأهمية التراث، ونشر الثقافة المتحفية بين إفراد المجتمع.

التطورات المستقبلية للمتاحف الخاصة:

            يُعد التحضير للتوسع في إنشاء المتاحف الجديدة أحد أهم ملامح النمو في القطاع المتحفي لعام (2020م) الذي شهد العديد من المشاريع المستقبلية في مختلف القطاعات المتحفية، الحكومية منها والخاصة، وتحت تصنيف المتاحف المتخصصة أعلنت وزارة الثقافة عن البدء بالتحضير لإنشاء عدد من المتاحف في عدة مجالات وذلك ضمن مستهدفات برنامج جودة الحياة لتحقيق رؤية 2030م (هيئة المتاحف، 2020م).

ومن المشاريع المستقبلية لمتاحف خاصة كبيرة:

  • (5) متاحف لحديقة الملك سلمان ضمن بيانات هيئة المتاحف 2020م.
  • (6) متاحف لمشروع بوابة الدرعية ضمن بيانات تطوير بوابة الدرعية 2020م والذي يشمل:
  • متحف منزل آل سعود الذي يُعنى بسرد الحياة الشخصية للأسرة المالكة.
  • متحف الدولة السعودية الذي يُعنى بتاريخ الدولة السعودية بمراحلها الثلاث (الأولى -الثانية – الثالثة).
  • متحف شبة الجزيرة العربية الذي يحكي تاريخ شبه الجزيرة العربية في حقب مختلفة وصولاً للوقت الحالي.
  • متحف رحلة المئة قصة الذي يعرض أهم 100 قصة في تاريخ الدرعية.
  • متحف الدرعية للفنون (متحف فني).
  • متحف مسك التراث والذي يُعنى بالمقتنيات التراثية والحرف اليدوية.
  • (1) متحف بمشروع داون تاون بجدة.
  • (1) متحف بمشروع أمالا السياحي على ساحل البحر الأحمر (تقرير الحالة الثقافية للمملكة العربية السعودية،2020).

نهايةً: المتاحف الخاصة مؤسسات ثقافية تساهم في الحصول على المعارف العلمية، وتكون سجلًا من الأفكار والمعتقدات والنظم لثقافات متنوعة، عن طريق ما احتضنته من تحف وآثار وموروث ثقافي مادي واللامادي، وعليه تبني فكر تراثي على نطاق واسع لكافة الأجيال ومختلف الزوار، فالمتاحف الخاصة لها دورها الواضح في نقل الثقافات بين الشعوب وبين الأجيال.

وعليها ندعو زوار المتاحف من مدارس وجامعات وعائلات وأطفال وباحثين وسياح بزيارة المتاحف الخاصة منها والعامة، خاصة بعد تأثير جائحة كورونا (كوفيد 19) وقرار الإغلاق لمعظم المؤسسات الثقافية مع إلغاء المعارض والأحداث والعروض أو تأجيلها.

حيث تعكس زيارة الجماهير وعيهم المحلي بأهمية ومكانة متاحف المملكة العربية السعودية التاريخية والثقافية والتعليمية واهتمامهم بالفعاليات والأنشطة المتنوعة لجميع فئات المجتمع المحلي والدولي، كذلك المعارض المستضافة والقائمة في المملكة العربية السعودية. ونسعى لأن تكون المتاحف متاحة للجميع وذلك من خلال توفير خدماتها لجميع فئات المجتمع للكبار والصغار وطلاب العلم والعائلات وذوي الاحتياجات الخاصة، وكل من لديه الرغبة في الاستمتاع بالمقتنيات المتنوعة والفريدة التي تحتويها متاحف المملكة العربية السعودية.

ونوصي بـ عدد من التوصيات:

- قيام تعاون بين دول مجلس التعاون في مجال المتاحف الخاصة لعمل قائمة بيانات ضخمة تحوي جميع المتاحف الخاصة والحكومية في دول المجلس لسهولة التواصل والبحث عن المعلومة. وتنشر على الموقع الإلكتروني لمجلس التعاون لدول الخليج العربي. 

-           يجب مراعاة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم التسهيلات لهم، وأن يكون المتحف ملائمًا لهم، مع الاهتمام بتوفير الإمكانيات البشرية المؤهلة للتعامل معهم، والاهتمام بتوفير بطاقات شارحة بطريقة برايل، وأيضاً بتوفير لغة الإشارة.

-           تعزيز التعاون المكثف المقنن المشترك بين المتحف الخاص والمؤسسات الحكومية والخاصة المختلفة.

-           زيادة الاهتمام بأساليب العرض المتحفي وتطويرها دورياً لكسر الجمود في العرض المتحفي.

-           تصميم مخططات عرض للمعروضات المتحفية تشتمل على سيناريو عرض سواء بالعرض الزمني أو النوعي وخلافه لتلافي عشوائية العرض المتحفي بالمتاحف الخاصة.

- الاهتمام بالتربية المتحفية، ونشرها على نطاق المتاحف، وعلى نطاق وزارة التربية والتعليم على وضع مقررات دراسية تحث على الاهتمام بالمتاحف.

-           تقديم تصاميم لمخططات المتاحف الخاصة. مع مراعاة المكان الذي ستعرض فيه ومساحته. وترك مجال لصاحب المتحف في الإضافة أو التغيير والحذف، وذلك لتحقيق الغرض من المخططات بتحقيق المنهجية الصحيحة، والحد أو منع العشوائية في العرض. مع الأخذ بعين الاعتبار ترك مساحات فيما لو أضيفت قطع فيما بعد.

-           توجيه دفة المتاحف الخاصة للتغيير عن التراث الشعبي والعمراني. من أجل التنويع في المجالات الأخرى بافتتاح متاحف خاصة للشمع، والعطور، والملابس، والمجوهرات، والأكل، وخلافه.

-           العمل على إصدار كتالوجات للمتاحف الخاصة لمحتوياتها، أو لمعارض المتاحف الخاصة المشاركة في المهرجانات والمحافل سواء الداخلية أو الخارجية (على سبيل المثال: معارض بعض المتاحف الخاصة في الجنادرية – مهرجان التراث الوطني بالرياض، ومعارض المتاحف الخاصة في سوق عكاظ – بالطائف. لأهميتها في التسويق المتحفي.

مجلة آراء حول الخليج