2025-03-29
ما حدث في الثامن من ديسمبر الماضي (2024م) في سوريا، يمثل مرحلة فارقة في تاريخ الشعب السوري، بل وتاريخ المنطقة العربية بأسرها، حيث انتهت الحق...
ما حدث في الثامن من ديسمبر الماضي (2024م) في سوريا، يمثل مرحلة فارقة في تاريخ الشعب السوري، بل وتاريخ المنطقة العربية بأسرها، حيث انتهت الحقبة التي امتدت لأكثر من نصف قرن منذ أن تولى الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد الحكم في سوريا عام 1970م، ثم خلفه بشار لخمس وعشرين سنة ، وتلك المرحلة الأخيرة شهدت فيها سوريا مأساة حقيقية تمثلت في حرب داخلية قادها بشار الأسد ضد شعبه بلا هوادة، واستخدم فيها أسلحة محرمة ووسائل قمعية بمساعدة قوى إقليمية وهي إيران، وذراعها المسلح حزب الله اللبناني ،حيث اعتبرت إيران سوريا ساحة مفتوحة للحرب وكان ضحيتها الشعب السوري على أرضه الذي تعرض للقتل والتعذيب والنزوح واللجوء، ورغم الجهود العربية لإثناء بشار الأسد عن المضي في هذا النهج، إلا أنه تمادى في سياسته بدعم مساعديه في الداخل والخارج للاستقواء على شعبه، ما أهدر مقومات الاقتصاد السوري، وأفقد الدولة السورية مكانتها الدولية والإقليمية ،وجعل شعبه عرضة للحصار الاقتصادي، ورفض الاستماع للنداءات العربية المخلصة والمتكررة التي أرادت حقن دماء الشعب السوري ولم شمله بدلًا من تشريده، بل أن الدول العربية أعطت نظام بشار الفرصة كاملة لعودته إلى الجادة، ومن بين ذلك إعادة نظامه إلى جامعة الدول العربية، ودعت قيادة المملكة العربية السعودية بشار الأسد لحضور القمة العربية والإسلامية بالرياض خلال العامين الماضيين حتى يعود إلى الأشقاء الذين يدعمون سوريا دون مقابل، إلا بقصد مساعدة الشعب السوري الشقيق وتجنيبه ويلات الكوارث.
::/introtext::ما حدث في الثامن من ديسمبر الماضي (2024م) في سوريا، يمثل مرحلة فارقة في تاريخ الشعب السوري، بل وتاريخ المنطقة العربية بأسرها، حيث انتهت الحقبة التي امتدت لأكثر من نصف قرن منذ أن تولى الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد الحكم في سوريا عام 1970م، ثم خلفه بشار لخمس وعشرين سنة ، وتلك المرحلة الأخيرة شهدت فيها سوريا مأساة حقيقية تمثلت في حرب داخلية قادها بشار الأسد ضد شعبه بلا هوادة، واستخدم فيها أسلحة محرمة ووسائل قمعية بمساعدة قوى إقليمية وهي إيران، وذراعها المسلح حزب الله اللبناني ،حيث اعتبرت إيران سوريا ساحة مفتوحة للحرب وكان ضحيتها الشعب السوري على أرضه الذي تعرض للقتل والتعذيب والنزوح واللجوء، ورغم الجهود العربية لإثناء بشار الأسد عن المضي في هذا النهج، إلا أنه تمادى في سياسته بدعم مساعديه في الداخل والخارج للاستقواء على شعبه، ما أهدر مقومات الاقتصاد السوري، وأفقد الدولة السورية مكانتها الدولية والإقليمية ،وجعل شعبه عرضة للحصار الاقتصادي، ورفض الاستماع للنداءات العربية المخلصة والمتكررة التي أرادت حقن دماء الشعب السوري ولم شمله بدلًا من تشريده، بل أن الدول العربية أعطت نظام بشار الفرصة كاملة لعودته إلى الجادة، ومن بين ذلك إعادة نظامه إلى جامعة الدول العربية، ودعت قيادة المملكة العربية السعودية بشار الأسد لحضور القمة العربية والإسلامية بالرياض خلال العامين الماضيين حتى يعود إلى الأشقاء الذين يدعمون سوريا دون مقابل، إلا بقصد مساعدة الشعب السوري الشقيق وتجنيبه ويلات الكوارث.
لكن ظل نظام الأسد يراهن على قوة خارجية لها أطماع في سوريا ولبنان والمنطقة العربية وهي إيران، وانكفأ على التبعية إلى أن وجد نفسه بين براثنها ولم يستطع الفكاك من نفوذها بعد أن سلم مفاتيح قرار سوريا لطهران وأصبحت دمشق تابعة ومرغمة على المضي في هذا الطريق بلا عودة.
وعندما اتخذ الشعب السوري قرار استرداد دولته والتخلي عن التبعية التي استمرأها وتمادى فيها، ظهرت الحقيقة وهي وطنية أبناء الشعب السوري، وصدق نوايا الدول العربية، بعد أن هربت القوات الإيرانية مع فرار بشار الأسد، وتجلى صدق المواقف التي قادتها المملكة العربية السعودية منذ اللحظة الأولى التي انتصرت فيها إرادة الشعب، فقد تدفق الدعم السعودي منذ البداية سواء الدعم السياسي، أو الدبلوماسي، أو المعنوي، أو الدعم المادي حيث أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة حملة موسعة لمساعدة الشعب السوري سواء بقوافل إغاثية برية، أو جوية متواصلة مع إرسال قوافل طبية ومساعدات علاجية، تبعها زيارات لمسؤولين سعوديين رفيعي المستوى إلى دمشق ؛ على رأسها سمو وزير خارجية المملكة، وجاء الرد بالمثل فكانت أول زيارة خارجية للرئيس السوري السيد / أحمد الشرع إلى المملكة، واستقبله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ وكذلك قام كبار المسؤولين في الإدارة السورية الجديدة بزيارات إلى المملكة، وفي كل ذلك جاءت السياسة السعودية واضحة كدأبها دائمًا تجاه الأشقاء العرب والدول الإسلامية والعالم، وهي سياسة واضحة معلنة وراسخة لا تحمل أجندات سرية، أو مطامع، أو مصالح غير معلنة، وكل تاريخ المملكة العربية السعودية شاهد على سياساتها تجاه المنطقة، وهدفها دومًا هو دعم الاستقرار وترسيخ أسس التعايش السلمي بين شعوب ودول المنطقة، كما أن هدف المملكة الدائم تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة هو البناء والتنمية ورفاهية الشعوب وإبعاد شبح الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية التي تريد تمزيق المنطقة العربية.
ونظمت المملكة في الثاني عشر من يناير الماضي، وبدعوة من سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اجتماعًا موسعًا بمشاركة 18 دولة عربية وأجنبية لبحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سوريا دولة عربية موحدة مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة الأراضي السورية من أي جهة كانت، وفقًا لما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية، وصرح سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان "أن الاجتماع يأتي لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها، مرحبًا بقرار الولايات المتحدة إصدار الترخيص رقم 24 بشأن الإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا، مطالبًا الأطراف الدولية برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، والبدء عاجلًا بتقديم كافة أنواع الدعم الإنساني، والاقتصادي، وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية، ما يهيئ البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، مؤكدًا أن استمرار العقوبات سيعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة البناء وتحقيق الاستقرار، معربًا عن تقدير المملكة للدول التي أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية وإنمائية للشعب السوري".
وعلى هامش الاجتماع نفسه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، معالي جاسم محمد البديوي، أن دول المجلس تؤكد دعم سوريا على كافة الأصعدة وفي مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للشعب السوري وتسهيل عودة اللاجئين إلى ديارهم ودعم عودة الاستقرار السياسي والأمني.
وفي الختام، إن المملكة العربية السعودية تدرك التحديات والمخاطر التي تمر بها سوريا في المرحلة الحالية ؛ ولذلك تعمل بالتعاون مع دول الخليج والدول العربية والدول الكبرى من أجل تأمين الاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها، وتدعو كافة دول الجوار وفي مقدمتها إسرائيل لاحترام حدود الدولة السورية، واحترام خصوصية الشعب السوري بجميع طوائفه ومكوناته، وأن سوريا للسوريين فقط، وعلى الجميع المساعدة لتحقيق الاستقرار بالتعاون مع الحكومة السورية الجديدة ، دون أي تدخل في الشأن السوري، كما ندعوا الحكومة السورية لتسريع خطوات بناء الدولة دون تواني، والعمل بكل الوسائل للحافظ على وحدة وتماسك الشعب السوري وتحقيق دولة المواطنة للجميع دون إقصاء أو تهميش حتى تعود سوريا دولة حرة مستقلة كما كانت دولة فاعلة في محيطها وعضوًا مؤثرًا في جامعة الدول عربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#1142 (15) { ["category_id"]=> string(4) "4374" ["asset_id"]=> string(5) "12637" ["category_title"]=> string(19) "كاتب الشهر" ["alias"]=> string(19) "2022-10-04-11-34-44" ["created_user_id"]=> string(3) "938" ["created_time"]=> string(19) "2020-08-30 19:29:57" ["checked_out_time"]=> string(19) "0000-00-00 00:00:00" ["content_id"]=> string(4) "6290" ["content_asset_id"]=> string(5) "14882" ["content_title"]=> string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي" ["catid"]=> string(4) "4374" ["created"]=> string(19) "2022-10-04 11:34:44" ["images"]=> string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}" ["urls"]=> string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}" ["introtext"]=> string(435) "" }
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني