array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

مؤتمر (مبادرة خادم الحرمين لحوار الأديان) يدعو إلى إنشاء مركز عالمي للحوار

الأحد، 01 تشرين2/نوفمبر 2009

اختتمت في الأول من أكتوبر الماضي بمدينة جنيف السويسرية أعمال مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات بالدعوة إلى إنشاء مركز عالمي للحوار، يعنى بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التاريخية، وينفذ مزيداً من البرامج، سعياً للوصول إلى مجتمع إنساني يسوده التفاهم والاحترام المتبادل، كما أكد المشاركون على أهمية تنفيذ ما جاء في نداء مكة المكرمة من تكوين هيئة إسلامية عالمية للحوار، تضم الجهات الرئيسية المعنية به.

كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بدأت بكلمة المشاركين ألقاها الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور صامويل كوبيا هنأ في مستهلها المسلمين بعيد الفطر السعيد مثمناً مشاركة الجميع في المؤتمر الذي يجمع ويؤلف بين الناس.

وهنأ أيضاً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمبادرته للحوار وسعيه لنشر قيم التسامح والتعاون بعيداً عن الاختلاف والتنازع، وتحدث عن مجلس الكنائس العالمي بصفته ممثلاً للعديد من الكنائس حول العالم، مؤكداً إدراك مجلس الكنائس لأهمية الحوار بين الكنائس وكذلك مع أتباع الأديان الأخرى والثقافات وتبادل وجهات النظر لتوحيد وجهات النظر. كما أكد إيمانه بضرورة مشاركة الحوار مع الآخرين وتطبيق المبادئ المشتركة والتفاهم انطلاقاً من إيمان بالإنسانية وخيرها والسلام والمحبة للجميع.

وقال الدكتور كوبيا إن الحوار يقوم على التفاهم المشترك، حيث إن كل مشارك يعترف بإخلاص الآخر واحترام ما لديه من رؤى وأفكار وثقافة، وشدد على ضرورة الحوار الذي يعنى بالاحترام للاختلاف من مبدأ أن لدى كل شيء يقدمه مما يقوم على قيم إنسانية مشتركة بين الجميع وعلى تفاهم صادق فلابد من الاعتراف بالفروق والاختلافات التي هي ليست حتماً تؤدي إلى صراع حضاري.

بعد ذلك ألقت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافانثيم بيلاي كلمة شكرت فيها رابطة العالم الإسلامي على تنظيم هذا المؤتمر ودعوة المفوضية السامية للمشاركة بما يسهم في تعزيز القيم الإنسانية عالمياً، ورحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من المملكة العربية السعودية، وقالت إن هذه المبادرة تتيح لنا الفرصة للحوار بهدف التثقيف وتأمين المزيد من التفاهم بين الأديان، فالقيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والحياة بكرامة تشكل الأساس في كل الأديان وهذه القيم الأساسية موجودة في كافة الكتب السماوية المقدسة لكل الأديان.

ورأت أن المبادئ الأساسية مشتركة بين جميع البشر، حاثة المشاركين في المؤتمر على تناول مسألة معالجة موضوع التمييز بين الناس على أساس الدين أو الإثني أو الرأي وغيرها من أسباب التمييز نظراً لأنها من أسباب النزاعات والتوترات.

بدوره ألقى رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية الدكتور بندر العيبان كلمة المملكة في مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات في إشاعة قيم الإنسانية نقل خلالها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة المملكة العربية السعودية لهذا التجمع في هذا المؤتمر العالمي الذي وصفه بأنه فرصة لتمتين أسس وأواصر التواصل بين ممثلي مختلف المعتقدات والثقافات، وتشجيع الحوار بينهم، وترسيخ التعاون الدولي بهدف تحقيق الأمن والتعايش السلمي لمجتمعاتنا.

وأكد أن مسألة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة تحظى بأهمية بالغة ومكانة متميزة لدى خادم الحرمين الشريفين كونها نموذجاً لثقافتنا الإسلامية الثرية وموروثاً حضارياً زاخراً، إيماناً منه، حفظه الله، بالأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الموضوع في عالم اليوم الذي يعيش في ظل أجواء ملبدة بغيوم من التوتر، واتساع دائرة التحديات التي تواجه البشرية، وإدراكاً منه لخطورة مظاهر التعصب العقائدي والعرقي، وما يصاحبها من مظاهر العنف ورفض الآخر، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان قد أوضح في كلمة لـه أن (التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة، وسالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم).

وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أن خادم الحرمين الشريفين قرن الأقوال بالأفعال من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها والعمل على حل الاختلافات والخلافات بروح إنسانية بعيدة عن التعصب والتطرف وبمزيد من التعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة وحماية البشرية مما يتهددها من أخطار تمس مصالح شعوبها وبلدانها ، والسعي إلى عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية.

بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سلسلة الجهود التي تبذلها الرابطة في موضوع الحوار والتي تعطيها أولوية واهتماماً خاصاً في برامجها وأعمالها استجابة للدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، إلى أتباع الأديان والحضارات والثقافات لمد جسور الحوار فيما بينهم في مجال المشترك الإنساني العام والتعاون في بحث سبل معالجة المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم ومواجهة التحديات التي تؤرقها وتهدد أمنها في مختلف المجالات.

وأوضح أن من أبرز جوانب مبادرة خادم الحرمين الشريفين دعوة المجتمعات الإنسانية إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات الإلهية من العدل والتعاون والأمن والاستقرار وأداء الحقوق والواجبات بدءا بحق الله على عباده في عبادته وطاعته وفق ما شرع والحفاظ على الأسرة ومواجهة الصراع بين البشر وتحكيم الأهواء والمصالح والانهماك في الملذات والأهواء من دون ضوابط مشروعة.

إثر ذلك ألقيت كلمة رئيس الاتحاد السويسري ألقتها المستشارة في الوفد السويسري لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف موريل بيرست عبر فيها عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار في جنيف متمنياً التوفيق والنجاح لأعماله بما يخدم الإنسانية. وقال إن التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات هو حجر الزاوية في النشاط السويسري، حيث إن سويسرا عبر تاريخها قد تعلمت ألا تعالج المشكلات علانية بل أن تجد حلولاً حكيمة من خلال الحوار، وأضاف وهنا نحن نرمي لتحقيق التفاهم بين المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يعيشون في سويسرا الملتزمة بالحوار بين أتباع الأديان، فوزارة الخارجية تؤيد نشاط تحالف الحضارات وهي عضو في مجموعة أصدقاء التحالف. ورحب باسم الحكومة السويسرية بالمشاركين في المؤتمر الذي يسوده روح من التفاهم والتعايش السلمي بين كل الثقافات والحضارات متمنياً حواراً مثمراً في هذا الملتقى المهم لخير الإنسانية.

مقالات لنفس الكاتب