array(1) { [0]=> object(stdClass)#12963 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 91

مواجهة الجمهوريات العربية لخطايا نظمها المرفوضة

الأحد، 01 نيسان/أبريل 2012

سبق أن كتبت في هذه المجلة مقالاً بعنوان: الخطايا السياسية الأربع المدمرة.. وفيه ذكرت أن الديكتاتور الجمهوري العربي (سواء تمثل في فرد أو مجموعة) يرتكب في حق شعبه وأمته – كما أثبتت الدراسات العلمية في هذا الشأن – أربع خطايا كبرى، هي بالتتالي:

1- اغتصاب السلطة والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة.

2- الحكم بما يخدم مصالحه، ويكرس استبداده، وبصرف النظر عن مقتضيات المصلحة العامة.

3- صعوبة إخراجه من السلطة، وضرورة دفع ثمن باهظ لإزاحته منها (من الأرواح والممتلكات).

4- مشقة إعادة بناء الدولة، وإقامة مؤسساتها الأساسية، تمهيداً لقيام النظام (الشعبي) الجديد المأمول.

وعندما ننظر إلى البلاد العربية التي داهمها ما يعرف بـ (الربيع العربي) – ابتداء من نهاية عام 2010 م، وحتى بداية هذا العام 2012 م – من منظور (نظرية الخطايا الأربع) هذه، يمكن أن نسجل الملاحظات الموجزة التالية:

* بالنسبة لشعب تونس: هو الآن يواجه الخطيئة الرابعة، بعد أن تغلب – ليس تماماً – على الخطايا الثلاث الأولى. ويبدو أن مواجهته هذه تسير في طريق النجاح، خاصة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

هناك علامة استفهام كبرى عن دور الجيش المصري خلال العقود الستة الماضية في الحياة السياسية المصرية والعربية

الشعوب العربية ستنتصر في نهاية الأمر وستطوي صفحة الجمهوريات الاستبدادية

* بالنسبة لشعب مصر: هو الآن يواجه الصعوبتين الثالثة والرابعة معاً، وإن كان قد تجاوز القدر الأكبر من الصعوبة الثالثة. وما زالت هذه المواجهة تعتريها بعض الصعوبات ويواجهها بعض التعثر بسبب ضراوة وقوة الجبهات المضادة لثورة 25 يناير المصرية. وفي مقدمة هذه القوى المضادة بعض قادة الجيش المصري. وما زالت هناك علامة استفهام كبرى حول دور الجيش المصري، خلال العقود الستة الماضية في الحياة السياسية المصرية والعربية، ومسوغ ذلك الدور.

فهذا الجيش قد (حكم) مصر، وإن في صورة رجال يرتدون الزي المدني، قرابة ستة عقود عجاف. ولا يرى المراقبون مبرراً حقيقياً لكي يكون لهذا الجيش دور سياسي رئيس. والحديث عن وجود (أخطار خارجية، تبرر هيمنة الجيش) غير مقنع. لأن كل دول المنطقة تواجه أخطاراً خارجية معروفة. ثم إن الديمقراطية الحقة تقتضي أن يبتعد العسكر عن السياسة، حرصاً على نزاهة دورهم، وضمان مصلحة بلادهم.

* بالنسبة لشعب ليبيا: يواجه الآن الصعوبة الرابعة، بعد أن انتصر على الخطايا / الصعوبات الثلاث الأولى – بكلفة باهظة جداً نسبياً. ويبدو أن مواجهته هذه مازال يعرقلها الكثير من العقبات.

* بالنسبة لغالبية شعب اليمن: فما زالت تواجه الخطيئتين الثالثة والرابعة، ويكاد الشعب اليمني أن ينتصر على الخطيئة الثالثة، بعد رحيل الرئيس صالح، ومن ثم يتفرغ للتصدي للخطيئة / الصعوبة الرابعة، البالغة القسوة والتعقيد، في اليمن بخاصة، ومع استمرار وجود (فلول) نظام صالح في مراكز قيادية، وبخاصة أقارب الرئيس المخلوع الذين يتولون مناصب حساسة في الدولة اليمنية. والبعض يضيف إلى هؤلاء (الرئيس .الجديد) الذي نصب بدلاً من علي عبدالله صالح

* بالنسبة لشعب سوريا: ما زال يواجه – حتى الآن – الخطايا الثانية والثالثة والرابعة معاً، في معركة شرسة – وباهظة التكلفة – ضد نظام استبدادي قمعي، بالغ القسوة والوقاحة، ومتكئ على (توازنات) إقليمية ودولية حساسة تلعب – حتى إشعار آخر - لمصلحة النظام.

إن من سوء حظ الشعب السوري أن نظامه الاستبدادي القمعي الدموي ما زال يحظى بدعم إقليمي (إيران، وغيرها) ودولي (الصين وروسيا، وغيرهما). وهؤلاء المؤيدون للنظام السوري القمعي إنما يؤيدون هذا النظام لأسباب استراتيجية تخصهم وحدهم. وهذا التأييد المشبوه يزيد من معاناة الشعب العربي السوري المناضل، والذي – بسبب صموده وإبائه – سينتصر في النهاية، ويقيم في بلاده النظام الذي يختاره هو.

أما بقية الشعوب العربية التي مازالت تحكمها أنظمة جمهورية استبدادية، فهي ما زالت تواجه كل الخطايا الأربع مجتمعة، وتكتوي بتبعاتها. يقول بعض المراقبين: إن هذه الشعوب ستنتصر في نهاية الأمر، وتطوي صفحة الجمهوريات الاستبدادية العربية، ربما للأبد. ويستشهدون على ذلك بمعطيات التاريخ السياسي العالمي المعاصر. وبصرف النظر عن مدى صحة ما يقول هؤلاء المراقبون، تظل هناك عدة أسئلة مهمة وملحة، من أهمها: لماذا كتب على بعض العرب خوض هذه الصراعات؟! ومن يعاقب الجناة الأكبر (الرؤساء المستبدون) على خطاياهم هذه، وأي عقاب يستحقون؟! ومتى تتحقق الانتصارات الشعبية المتوقعة؟! وأي ثمن ستدفعه تلك الشعوب المظلومة؟!

مقالات لنفس الكاتب