array(1) { [0]=> object(stdClass)#13009 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

التحدي الإعلامي..وكيفية التعامل الإيجابي مع المتغيرات

الأربعاء، 01 أيلول/سبتمبر 2004

تشكل العولمة وتوابعها في عصرنا الراهن تحدياً كبيراً للنظام الإعلامي الجديد ومنها التحدي الإعلامي في منطقة الخليج في وقت باتت النظم المعلوماتية أحد أهم ركائز العولمة التي ما برحت تتوسع وتهيمن على كل الجوانب الحياتية للإنسان سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها من الجوانب التي لا نستطيع حصرها في هذه الورقة لشمولية معطياتها المتعددة.

ولا شك أن قضية التحدي الإعلامي في وقتنا الراهن تعتبر مسألة هامة، تستدعى المراجعة والتقييم وبلورة الوسائل الجديدة ،لهذه المرحلة التي باتت من الخطورة ما يحتم أن تكون لنا معطيات ومنطلقات تخدم هذه المرحلة بكل تحدياتها الراهنة والمستقبلية في ظل الضغوط الخارجية والتحديات المقبلة التي أصبحت تفرض قسرا وليس اختيارا ذاتيا خاصة أن منطقة الخليج محط الأنظار والتوجسات من الآخر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 .

فلا يكفي التحذير والتخويف والتنظير الكلامي غير الواقعي لمواجهة التحديات وإنما يجب أن تتم برسم الخطط وإيجاد الوسائل الحديثة وإعداد البرامج الأكثر جاذبية وتشويقية تخدم قضايا المجتمع ، وتناقش مشكلات المواطن وهمومه بصراحة وحرية بعيدا عن المبالغة والتهويل أو البتر والتحوير لأن مرحلة التحدي الفضائي ومخاطره الثقافية والفكرية وحتى الاجتماعية تستدعي- كما قلنا- إعطاء روح جديده للوسائل الإعلامية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص .

نحن لا نتحدث عن توقع أو خيال وإنما نتحدث عن واقع وحقائق قائمة حيث تستباح مجالات الفضاء بصورة نهائية ، ويسيطر الأقوى تكنولوجيا على فكر العالم وعقله ، فتسهل عليه في كافة الشؤون الأخرى في الوقت الذي يصبح فيه العالم النامي عديم الحيلة أمام تلك القوى التي تمتلك الوسائل وأساليب الدعايات العديدة .

وسوف تضطر هذه الدول إلى فتح أبوابها على مصراعيها أمام هذا التطور المفروض بمنظمة التجارة العالمية "الجات" تحت مسميات دعم التفاهم بين الشعوب وتقديم الثقافة والفكر لبلورة حوار الحضارات والتواصل الإعلامي الجديد وتعميم التكنولوجيا والمعلوماتية "الإنترنت" عبر الفضاء .

فلا مفر من التعامل مع هذا الواقع الفضائي وهذا الاختراق الثقافي الجديد بكل إمكانياته الرهيبة . فالهروب والعزلة أو الاعتزال عن المواجهة معناه إننا نخسر مواقع جديدة وأرضية يمكن كسبها فيما لو قبلنا التحدي بشجاعة المواجهة وبجدية المصارحة في تناول قضايانا ومشكلاتنا عبر وسائل التقنية الفضائية وهذا هو "مربط الفرس" كما يقول المثل العربي .

والحقيقة أن التطور في وسائل التقنية الفضائية وتكنولوجيا المعلومات أو من خلال الصحافة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية أو غيرها من وسائل الاتصال الحديثة ، سوف نجد أن التحديات في هذا المضمار بدأت تأخذ مساراً خطيراً يجب دراسته جيداً .
بل لا نغالي إذا قلنا أنه أخطر العوامل المؤثرة فيها سواء كان الأمر يتعلق بالأجهزة أو بالمواد الإعلامية التي تنتهجها تلك الأجهزة ، فالذي يملك التكنولوجيا المتقدمة لنقل أفكاره وآرائه ومبادئه ـ كما يقول د/ محمد عبده يماني ـ هو الذي تكون له في النهاية الغلبة في الميدان الأيديولوجي ذاته ، حيث تسود مبادئه وقيمه مهما يكن الرأي فيها ومهما يكن جوهرها .

والغزو الثقافي بهذه الوسائل المتقدمة البالغة التأثير والتطور أمر تصعب مقاومته لأنه يملك الوسائل القادرة على اختراق الحدود والسدود ،بل ويمتد اختراقه إلى داخل البيوت لممارسة تأثيراته ومؤثراته في العقول والأدمغة وهذه هي الإشكالية التي يجب أن توضع الخطط والبرمجة لها بأسس علمية لأنها أصبحت القوة المحركة للكثير من الطاقات الفعالة في المجتمعات في بلدان كثيرة .

وهذا ما جعل رئيس وزراء كندا عندما زار الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات يقول : إننا نشعر بأننا راقدون قرب أقدام فيل ضخم فإن كل شعره تتحرك في جسمه تهز كندا وإنه مهما كانت أوجه الشبه والتقارب بين البلدين فإن كندا دولة أخرى لها ثقافة أخرى !
فالمعروف أن 80% من الكنديين يعيشون في شريط من الأرض عمقه 200 ميل من بلا نقل آلي أو عشوائي .. وإذا كان هنالك في بعض دول الغرب انحسار للدراسات الاجتماعية والإنسانية وضمور للفكر الفلسفي الأصيل المتعمق ، أمام موجة النفعية العملية الضيقة ، والربح الصناعي والتجاري ، فإن اعطاءنا الأهمية الخاصة للعلم والتكنولوجيا لا ينبغي أن يقودنا إلى حالات مماثلة أو قريبة .."

لكن التفاعل والتمايز أمر محمود للنمو الحضاري والتطور ، فإذا دعاة الانفتاح يحاولون الربط بين الاثنين لتضليلنا عن حقيقة الاختراق الإعلامي، و إبرازه كتفاعل حضاري فإن مهمتنا هي الانتقاء والفرز بوعي وذكاء لأن التبادل يقوم على الانتخاب والانتقاء الحر الذي يوافق اتجاهات ورغبات وتطلعات الشعوب في التقدم والرخاء والأمن والسلام .

مقالات لنفس الكاتب