array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 187

مبادرة "الحِزام والطريق": هل هي عولَمة جديدة؟

الخميس، 22 حزيران/يونيو 2023

ترتبط مُبادَرة "الحِزام والطريق"، التي أطلقتها الصين في العام 2013م، ارتباطاً وثيقاً بحياتنا المُستقبليّة، فهي تطمح بحسب ما تطرحه من استراتيجيّات، إلى جعْل كلّ ما يتعلّق بمَلبسِنا ومَأكَلنا ومَسكَننا أكثر وفرةً وسهولةً.

لذلك قرّرت مؤسّسة الفكر العربيّ، ضمن برنامجها "حضارة واحدة"، ترجمة كتاب "الحِزام والطريق، مسؤوليّاتٌ عالَميّة تضطلع بها الصّين بعد نهضتها"، من تأليف الخبير في الشؤون الدوليّة وانغ إيوي، وتعريب الدكتور وانغ يويونغ (فيصل) وسونغ (سعيدة)، ومُراجَعة: د. أحمد عويّز. ويشكّل هذا الإصدار أوّل كتاب صينيّ يشرح المبادرة من منظور العلاقات الدوليّة، حيث تلعب الصين دوراً طليعيّاً في تحقيق التواصل والترابط والتوازن.

 

عبر فصوله الثلاثة، يطرح الكتاب مفاهيم وأهداف وسبل تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق". يستهلّه المؤلّف بتقديم تعريف للمبادرة، واسمها الكامل "الحِزام الاقتصاديّ لطريق الحرير"، وهو في المقام الأوّل عبارة عن شبكة مُواصلات شاملة مُكوَّنة من سِكك حديد وطُرُقٍ سريعة وخطوطٍ جويّة وممرّاتٍ بحريّة وأنابيبَ نفطٍ وغازٍ وأسلاك كهرباء وشبكات اتّصالات، تشكّل حِزاماً اقتصاديّاً ومَمرّاً للتنمية الاقتصاديّة، ويُجسّد تجارب وخبرات نمط الصين في الإصلاح والانفتاح.

 

يعرض المؤلّف مزايا المبادرة، مشيراً إلى الأبعاد الثلاثة التي يمكن فهم "الحزام والطريق" عبرها، وهي البعد الزماني (أي الامتداد التاريخيّ لطريق الحرير)، والمكانيّ (أي الدول والمناطق التي ستشملها المبادرة)، إلى جانب البعد الذاتيّ المتعلّق بالصين نفسها وبما في جعبتها من قدرات وتجارب تخوّلها للعب دور نهضوي على صعيد العالم، عبر دفع عمليّة التنمية والعولمة، والعمل على حلّ مشكلات الحوكمة والفقر، لا سيّما الفجوة بين الغنى والفقر. 

 

في الفصل الثاني، يفسّر الكاتب دوافع الصين لبناء هذه المبادرة في ضوء المسؤوليّة التي تضطلع بها، وهي مسؤوليّة ربط العالم وإعادة التوازن إليه في ظلّ العولمة ومتطلّباتها. كما يضع المبادرة في سياق ممارسة الصين لدَورها في إعادة رسم الخريطة الجيوسياسيّة والخريطة الجيواقتصاديّة العالَميّتين. فهي تحمل رسائلَ في السياسة (تحقيق وحدة الصين والتكامل بين الشرق والغرب)، وفي الاقتصاد (التنمية)، فضلاً عن الرسالة الأمنيّة المتمثّلة بتسهيل حركة شرايين الحياة البحريّة وبناء "بحر السلام والتناغم". أمّا عن سبل تنفيذ المبادرة، فيشير إيوي إلى ضرورة تحقيق التواصلات الخمسة وهي: التواصل في السياسات، ترابط المنشآت، تيسير التجارة، تيسير التمويل، وتحقيق الترابط بين الشعوب.

 

ومع أنّ الصين هي صاحبة "الحزام والطريق"، فإنّ هذه المبادرة تنتمي عمليّاً إلى العالَم، فدراسة المبادرة التي يجريها المؤلّف في هذا الكتاب هي في الواقع دراسة لتطلّعات العالَم إلى الصين، مُتمثّلةً في تصميمها الاستراتيجي، وتوقيع اتّفاقات التعاون، وتنفيذ المشروعات، وتوسيع التبادلات الإنسانيّة.

 

وقد توصّل المؤلّف إلى أنّ "الحزام" هو صورة مُصغّرة للثقافة الصينية التي تمتدّ منذ خمسة آلافٍ من السنين، والخبرات المُسْتخلَصة منها، و"الطريق" هو تعبير عن سعي الصين لإيجاد الطريق التنموي الذي يُناسب ظروفاً خاصّة بعدد كبير من الدول النامية، وسعيها لخلق رابطة المصير المشترك للبشرية.

مجلة آراء حول الخليج