array(1) { [0]=> object(stdClass)#13187 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

قراءات سياسية / وجهة نظر مركز الخليج للأبحاث في تطورات الأزمة الأوكرانية بعد مرور ١٥ شهرًا عليها، وقراءة في الموقف السعودي - مركز الخليج للأبحاث

الإثنين، 03 تموز/يوليو 2023


مصدر الصوره

من وجهة نظر مركز الخليج للأبحاث، ينظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها عامل حاسم قد يحدد مستقبل النظام الدولي. يمكن تصور سيناريوهين لمستقبل هذا الصراع في المنطقة الأوروبية: أولًا: استمرار وتعزيز النظام الدولي الذي ظهر بعد عام ١٩٩٠م، باحتفاظ الولايات المتحدة بقبضتها وهيمنتها على هرم النظام. ثانيًا: ظهور نظام دولي جديد يجعل من روسيا والصين شريكين قويين ومؤثرين في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. في كلتا الحالتين هناك احتمال بتراجع الدور الأوروبي المستقل في النظام الدولي، وهو التطور الذي قد ينظر إليه باعتباره نتيجة سلبية للصراع في اوكرانيا. بالنسبة لدول مجلس التعاون تمثل الحرب في أوكرانيا اختباراً مهماً لقدرتها على الإبحار في عالم متعدد الأقطاب محصنة ضد تجاذبات أقطابه. دول مجلس التعاون وبقية دول المنطقة، بما في ذلك حلفاء أمريكا التقليديون، يحاولون الابقاء على موقف متوازن بين روسيا والمعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وتجنب تأثيرات الحرب على اقتصاداتهم. لا ترى دول مجلس التعاون الخليجي أي مصلحة في التورط باي شكل في هذه المواجهة الروسية الغربية التي تمثل شكلاً جديداً للحرب الباردة المكلفة، لذلك تحاول الحفاظ على موقف متوازن لأطول فترة ممكنة. حرص دول مجلس التعاون على التوازن في موقفها ورفضها المشاركة في أي اجراءات ضد روسيا يجب ألا يفسر كمؤشر لنزعة للانفصال الأساسي عن شركائهم التقليدين في الغرب، أو أنه بداية تحول دائم نحو الشرق. مع تصاعد الوضع في أوكرانيا، فسوف يظل العامل الرئيسي الذي يحدد الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج غير مؤكد . إذا خرجت روسيا من هذا الصراع أضعف وأكثر عزلة (وهو سيناريو محتمل الآن) فلن تتمكن دول الخليج من الحفاظ على علاقة قوية معها وهي تتعرض لضغوط غربية متواصلة. مشاركة الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة في جدة تحمل دلالة رمزية مهمة وتأتي في إطار حراك دبلوماسي سعودي جديد واستعداد المملكة للعب دور الوسيط اقليميا ودولياً.

أعرب سمو ولي العهد عن استعداده للتوسط بين موسكو وكييف، قائلا: "نؤكد مجدداً استعداد المملكة لمواصلة جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسياً بما يسهم في تحقيق الأمن".

في العام الماضي وفي بادرة دبلوماسية ملفتة، نجحت وساطة سمو ولي العهد في إطلاق سراح 10 أجانب اعتقلتهم روسيا في أوكرانيا. وضمن جهود المملكة للمساهمة في تسوية سياسية زار وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أوكرانيا في فبراير 2023م، وموسكو في مارس 2023م. تدرك القيادة السعودية أن استمرار الحرب دون منتصر يتيح فرصة لتسوية تفاوضية محتملة؛ فتحقيق روسيا لنصر عسكري يبدو احتمال بعيد المنال، كما ان الدول الغربية قد لا تستطيع الاستمرار في تحمل التكلفة العالية للحرب لفترة طويلة.

مقالات لنفس الكاتب