array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

إسرائيل والولايات المتحدة و(بلقنة) الدول العربية

الأربعاء، 01 أيلول/سبتمبر 2010

تقسيم الدول العربية إلى (كانتونات) سياسية هدف استراتيجي إسرائيلي منذ قيامها عام 1948، وبريطانيا وفرنسا كانتا وراء الدولة القطرية العربية وحدودها بمؤامرة اتفاقية (سايكس-بيكو 1916)، والخط الأحمر الذي رسمه بيرسي كوكس لا يزال ماثلاً في الأذهان عندما رسم الحدود بقلمه الأحمر، وعندما احتلت الولايات المتحدة العراق 2003، قامت بتجزئته على أرض الواقع عندما وزعت المناصب السياسية على أساس طائفي للمرة الأولى في تاريخ العراق الحديث.

 لقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي قبل ترشحه للانتخابات أن الحل تقسيم العراق وقد تراجع، لكن العراق بسبب الطائفية التي أوجدتها الولايات المتحدة وخاصة الاستخبارات الأمريكية لا يزال عاجزاً عن تشكيل حكومته، واليوم نشهد تقسيم السودان بعد العراق والوضع اللبناني ليس في أحسن أحواله واليمن على حافة الهاوية، وبالنظر للمغرب العربي أو المشرق، فشبح التجزئة و(البلقنة) والكانتونات السياسية يطل برأسه من اليمن شرقاً حتى المغرب غرباً. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه استراتيجية جديدة أم نشرت منذ سنوات وتم تنفيذها بدقة وساهم بعض العرب فيها بقصد أو بغير قصد؟ ولننظر إلى ما كتب على يد الخبراء الإسرائيليين ولماذا نجحوا في تفتيت المنطقة العربية؟ وهل نحن العرب لا نقرأ ما يكتب أم ماذا؟

 تقسيم العراق

كتب زئيف شيف مراسل صحيفة (هآرتس) العسكري مقالاً في 2 يونيو 1982 قال فيه (إن مصلحة إسرائيل تتطلب تجزئة العراق إلى دولة شيعية وأخرى سنية، وفصل الجزء الكردي في شمال العراق)، لقد جاء مقال شيف عشية الغزو الإسرائيلي للبنان وعندما كانت الحرب العراقية –الإيرانية مشتعلة على طول الحدود بين الدولتين وحسب قول هنري كسينجر (ضرب الحركة الإسلامية بالقومية العربية لأن كليهما يشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة) في الشرق الأوسط وعلى رأس أولويات هذه المصالح المحافظة على إسرائيل في المنطقة بعد أن تم زرعها لتحول دون وحدة العالمين العربي والإسلامي.

 بن غوريون والمحيط السني

إن قول شيف لم يكن ليعبر عن رأي صحفي وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بل إنه يعبر عن التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يقوم على بلقنة العالم العربي عندما قال بن غوريون في رده على موشيه شاريت عام 1954 (إننا نعيش في محيط سني)، ولذلك يجب على إسرائيل أن تتعاون بل تجند الأقليات العرقية والدينية في المنطقة المحيطة بها لخدمة المصالح الإسرائيلية ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وأن تركز إعلامياً على أن الشرق الأوسط ليس بالمحيط العربي والإسلامي، بل يشمل أقليات متعددة وظهر في عهد بن غوريون مفهوم (استراتيجية الأطراف الإسرائيلية) الذي نحته (Reuven Shiloh) من مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية في عهد بن غوريون، لذلك ركزت إسرائيل على الدول غير العربية مثل تركيا وإيران الشاه وإثيوبيا لتطويق العالم العربي من أجل تخفيف الضغط عليها ولقلب ميزان القوى لصالح إسرائيل بإشغال الجبهات العربية الأخرى في الشمال مثل العراق أيام نزاعه مع إيران الشاه أو تهديد تركيا لسوريا واستعمال إثيوبيا لمواجهة المد المصري في القارة الإفريقية زمن عبدالناصر، وكما تعمل الآن لمواجهة المد الإسلامي في السودان والقرن الإفريقي وشرق القارة الإفريقية وغربها في دعمها وتزويد تشاد بالسلاح.

 هنتنغتون والصدام مع حرب الحضارات

ترابطت استراتيجية الأطراف الإسرائيلية مع الاعتماد على الولايات المتحدة والقوى الاستعمارية لحمايتها باعتبارها تعبر عن الحضارة الغربية في واحة الأنظمة الدكتاتورية، كما تقلب إسرائيل الحقائق حسب ما طرحه عام 1993 اليهودي صموئيل هنتنغتون بصدام الحضارات (clash of civilization)، وأن الصدام القادم مع الحضارة الإسلامية ويضيف بتحالفها مع الحضارة الصينية، لكنه يريد إقناع الغرب وتجنيده بطريقة ذكية للدفاع عن إسرائيل تحت شعار الدفاع عن الحضارة الغربية التي تنتمي اليها ولتجنيد الغرب ضد العالم العربي والإسلامي الذي يشكل خطراً عقائدياً وجيو استراتيجياً على الغرب.

وإذ تتفاعل استراتيجية التحالف مع القوى الاستعمارية الغربية وترابطها بالتحالف مع دول الجوار الجغرافي العربي وتركيا العلمانية، التي تتعرض حكومتها ذات الميول الإسلامية لمؤامرة يقودها (الموساد) الذي يهدف إلى إسقاطها بسبب موقفها وتوجهها مع العرب. وإثيوبيا تمت إضافة إرتيريا إليها منذ عام 1993 فإن استراتيجية إسرائيل المحورية هي تجزئة العالم العربي وبلقنته لإحكام الهيمنة عليه وجعل إسرائيل القوة الرئيسية في المنطقة التي تتحكم في مصيره تحت شعار (الشرق الأوسط الجديد) الذي طرحه شمعون بيريز وتفكيك المنطقة إلى أقليات مستقلة متناحرة ترتبط بإسرائيل في صراعاتها المحلية.

 وثيقة إسرائيلية خطيرة

ويعبر عن استراتيجية (البلقنة) للعالم العربي الوثيقة المهمة والخطيرة التي تم الكشف عنها عام 1982، وجاءت تحت عنوان (The Zionist Plan for the Middle East) والتي نشرت بالعبرية في مجلة (the Kivunim) 1982 وهي مجلة يصدرها قسم الإعلام بالمنظمة الصهيونية العالمية بالقدس، وقد أعد هذه الدراسة (عديد يانون) وترجمها إلى اللغة الإنجليزية عالم الكيمياء الإسرائيلي (إسرائيل شاحاك).

 وتؤكد الوثيقة بصراحة تامة أن مصلحة إسرائيل في بلقنة المنطقة في ظل القنبلة السكانية العربية أو الانفجار السكاني العربي الذي يخيف إسرائيل بسبب زيادة المواليد العربية وزيادة نسبة السكان في العالم العربي مقارنة بالنمو السكاني المتدهور في إسرائيل رغم تدفق الهجرة عليها، وتعتبر المجتمعات العربية في سن الشباب وتتضاعف بسرعة مذهلة، وتشكل خطراً مستقبلياً عليها، ويمكن معالجة ذلك بالتجزئة وإثارة الفتن في الدول العربية لإنهاكها وإدخالها في متاهات الحروب الأهلية، وهي ما تسميها إسرائيل بالقنبلة السكانية.

 وتشير الوثيقة إلى ما ردده بن غوريون وقادة إسرائيل في الماضي أيام التخطيط الصهيوني والاستعماري وكذلك ما ردده قادة إسرائيل منذ 1948 من بن غوريون حتى بيغن بأن المنطقة العربية فيها أقليات عرقية ودينية وليست منطقة من أجل إيجاد مبرر لوجود إسرائيل كأقلية مثل غيرها. وتقول الوثيقة إن هناك عرباً وأتراكاً وأكراداً وبربراً والعديد من الطوائف الدينية ثم تدخل في خطتها الرهيبة المرعبة في كل دولة عربية وتركز على العراق ومصر والجزيرة العربية وسوريا والأردن والسودان والمغرب العربي.

 وتشير الوثيقة التي صدرت عام 1982 قبل تدمير القوة العسكرية العراقية في عاصفة الصحراء عام 1991، أي قبل عقد من الزمن ثم احتلاله فيما بعد عام 2003، كأن المخطط المرسوم يسير بدقة متناهية يقع ضحيته العرب والمسلمون، فتعتبر أن العراق قوة اقتصادية لوجود النفط، وأنه يشكل قوة عسكرية، لذلك لا بد من تجزئته حتى تحقق إسرائيل أمنها في المنطقة وخاصة الجبهة الشرقية، وتطرح تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات السنة والشيعة والأكراد وبالطبع كما تتصور الوثيقة تتجزأ الثروة النفطية، وتبقى دويلات متناحرة تسعى كل دولة إلى البحث عن حليف لها وينتهي الخطر العراقي، ويظهر أن أحلام واضعي الوثيقة قد تحقق جزء منها إن لم يتحقق الهدف الرئيسي فيها.

 وقال جورج بوش الأب عام 1991 (لولا عاصفة الصحراء لما عقد مؤتمر مدريد)، وتبين فيما بعد أن أسطورة السلاح النووي أو أسلحة الدمار الشامل لم تكن موجودة، بل تم الترويج لها من أجل تبرير احتلال العراق عام 2003، لتنفيذ ما ورد في الوثيقة.

 وتطرح الوثيقة تقسيم مصر إلى دولة مسلمة وأخرى قبطية لإثارة النعرات الطائفية بين الأقباط والمسلمين باعتبار أن مصر أكبر دولة عربية وحسب مقولة هنري كسينجر (لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سوريا)، وأن تحييد مصر وإخراجها من الصراع العربي-الإسرائيلي ضروري من أجل أمن إسرائيل. وقد نجد بذور هذه الوثيقة في الحملة الشرسة داخل الولايات المتحدة وخاصة بين اللوبي الصهيوني في إثارة مسألة الأقباط كلما تعارضت السياسة المصرية مع السياسة الأمريكية، وعندما تنتقد مصر سياسة إسرائيل، لذلك فإن الوثيقة تبين بصراحة محاولة استخدام ورقة الأقباط للضغط على مصر وإضعافها، وهذا يكشف أن النعرات الطائفية ليس مستبعداً أن تكون إسرائيل وراءها، من خلال شبكات التجسس التي تخترق بها الجسد العربي، وأنها تدعم الأقباط المنخرطين بالحملة ضد مصر في الولايات المتحدة والخارج عموماً، وتبين الوثيقة هدف إسرائيل في استنزاف مصر وإجهاض قوتها بتأجيج الطائفية لإضعافها وإدخالها في دوامة الصراع الداخلي.

 الطائفية في لبنان

ركزت الوثيقة المذكورة على مسألة الطائفية في لبنان واستغلالها وتشكيل طوائف درزية شيعية مارونية سنية وغيرها في داخل لبنان، ولقد استغلت إسرائيل فترة الحرب الأهلية في لبنان والتي تم إشعالها عام 1975 ضمن المخطط الإسرائيلي الذي باركه وهندس له هنري كسينجر آنذاك، وكانت علاقة إسرائيل بالموارنة تاريخياً قد بدأت منذ الثلاثينات باتصال قادة الحركة الصهيونية مع زعماء الموارنة وخاصة الكتائب حتى إن موشيه شاريت قد ذكر ذلك عام 1954 في حديثه مع بن غوريون عندما قال له الأخير (علينا أن نعثر على ضابط عسكري ماروني يكون منقذاً للموارنة من أجل إيجاد دولة تتحالف مع إسرائيل، وإذا كانت خطة إسرائيل قد فشلت في لبنان وظهرت تيارات إسلامية أحبطت مخطط إسرائيل، إلا أن النزيف الدموي الذي استمر أكثر من عقد في السبعينات كانت وراءه مخططات إسرائيل سواء ما ذكره شاريت وبن غوريون أو ما طرحته الوثيقة المذكورة عام 1982، وما تشهده الساحة اللبنانية من القبض على الجواسيس في مختلف القطاعات ومن مختلف الطوائف يدلل على أن إسرائيل تخترق لبنان وتثير الفتن فيه.

 الجزيرة العربية

تؤكد الوثيقة على الجزيرة العربية، وتحاول أن تخلق وضعاً مرعباً بإظهار أن الجزيرة العربية فيها أقليات دينية ويجب إثارة ودعم هذه الأقليات وتقسيم المنطقة، وتذكر الوثيقة الكويت والبحرين ودولة الإمارات واليمن وسلطنة عمان، وتطرح أيضاً المملكة العربية السعودية، وهذا يبين مدى المخطط الصهيوني الرهيب والذي تفكر فيه إسرائيل وقادتها والمؤسسات الأكاديمية فيها التي تسخّر أبحاثها لخدمة الاستراتيجية الصهيونية-الأمريكية.

 تقسيم السودان     

وعندما تأتي لموضوع السودان فإن الوثيقة تؤكد على أهمية فصل شمال السودان عن جنوبه، فصل الشمال المسلم حسب تخطيطها، وهذا يعكس فلسفة الصهيونية في مخططها في كل مناطق العالم العربي، وتثير مسألة الأقلية المسيحية والوثنية في جنوب السودان، وهذا يعكس أهداف إسرائيل ومخططها من دعم حركة الانفصال في جنوب السودان وجون قرنق وعلاقاته بإسرائيل وبالكنائس العالمية فقد تحالفت الصليبية والصهيونية من أجل تقسيم السودان لإبعاد شبح المد الإسلامي العربي في شرق القارة الإفريقية ومنطقة البحيرات من أجل إيجاد جبهة موحدة ضد الحركة الإسلامية، ويعتبر تقسيم السودان مقدمة إلى تقسيم مصر لأن إضعاف مصر يأتي من الجبهة الجنوبية من النيل والسودان.

ورغم أن الوثيقة صدرت عام 1982 ومخططها للمنطقة العربية فإن سيناريو جنوب السودان يعكس السير في مخطط الوثيقة والأدوار التي تلعبها إثيوبيا وإرتيريا وأوغندا بالتحالف مع رواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية لتشكيل حزام إفريقي في شرق القارة وهو تحالف تهندسه الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال الطاقم اليهودي في الإدارة الأمريكية لتطويق العالم العربي وتقسيمه. إذ إن تصريحات الرئيس الأوغندي موسفيني تؤكد تحالفه مع إسرائيل عندما قال (إن مسألة جنوب السودان قضية تحرر من الاستعمار العربي) وبذلك يثير حفيظة سكان شرق إفريقيا من الأفارقة المسيحيين والوثنيين ضد العرب ويعكس هذا التحالف أيضاً تشكيل قوات الانتشار الإفريقية بدعم الولايات المتحدة والتي دخلت في عضويتها أوغندة وإثيوبيا وتزودها الولايات المتحدة بالسلاح والتدريب والمستشارين.

 ومع فصل الجنوب يتردد حق تقرير المصير في دارفور، والغريب أن الذي يقود الحملة ضد السودان واتهامه بالمجازر في دارفور هم جماعة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والجنوب غني بالنفط، ومع الانفصال تكون السيطرة على مياه النيل خارج السيطرة العربية، وما نشهده من الاتفاقيات الجديدة حول مياه النيل وإقامة السدود عند منابعه تقف وراءه إسرائيل، كأن المخطط يسير والعرب نيام.

 وتقوم الولايات المتحدة بتدريب الجيش الإثيوبي وتتعاون الأجهزة الأمنية الإثيوبية مع الموساد الإسرائيلي للاتفاق على تقسيم الصومال، ولقد انزعجت إثيوبيا مؤخراً من المحاولات المصرية لإعادة وحدة الصومال، وبالفعل نجد أن جمهورية أرض الصومال في شمال شرق الصومال تعلن انفصالها، ورغم عدم الاعتراف بها دولياً إلا أن محمد إبراهيم عقال كان قد أعلن صراحة منذ سنوات عن رغبته في التعاون مع إسرائيل، لذلك وقعت الصومال في مخطط التقسيم الإثيوبي-الإسرائيلي بالتحالف مع إرتيريا (رغم الخلافات الظاهرية مع إثيوبيا) وذلك للهيمنة على القرن الإفريقي وإبعاده عن النفوذ العربي الإسلامي، وهذا يعكس تحالف إسرائيل مع إرتيريا ودعمها بالسلاح والخبراء في احتلال جزيرة حنيش اليمنية في مدخل البحر الأحمر من أجل تقليص النفوذ العربي في البحر الأحمر الذي هو عبارة عن بحيرة لأن إرتيريا عربية إلا أن (أفورقي) تنكر للدعم العربي ولعروبة إرتيريا، وكانت أول زيارة يقوم بها (أسياس أفورقي) بعد الاستقلال في سبتمبر 1993 إلى إسرائيل، ويمنع تدريس اللغة العربية وبذلك تدخل منطقة القرن الإفريقي والبحيرات والبحر الأحمر ضمن خطة إسرائيل في البلقنة من الصومال إلى السودان ومصر.

 إحياء مخطط فرنسا القديم

تثير الوثيقة الاستراتيجية الإسرائيلية نحو بلقنة سوريا، فتطرح المخطط الفرنسي السابق بدولة على الساحل حول اللاذقية وأخرى في دمشق وثالثة في حلب ورابعة في منطقة الجولان وحوران، وتبني خطتها على الطائفية السنية والدرزية والعلوية، وعندما تتطرق إلى الأردن فإن الوثيقة تنتقد سياسة إسرائيل عام 1967 التي لم تفرغ سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وهذا يعكس فيما بعد فلسفة شارون والليكود في الخيار الأردني الذي طرحته في الثمانينات والذي يتردد بين الفينة والأخرى في سياسة الليكود، ورغم اتفاق أوسلو إلا أن سياسة نتنياهو وعدم الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وتنصله من اتفاقية أوسلو والإصرار على البقاء في الضفة الغربية والقدس الشريف وبناء المستوطنات تعكس آراء الوثيقة التي لا تزال مطروحة في استراتيجية إسرائيل نحو المنطقة بكاملها. ورغم أن خطة الوثيقة تركز على (بلقنة) العالم العربي إلا أنها تتطرق إلى تركيا باعتبارها الحليف الاستراتيجي بين المؤسسة العسكرية التركية والعلمانية وإسرائيل ومحاولة تسخير المؤسسة العسكرية لضرب الحركة الإسلامية التي تعتبرها إسرائيل خطراً عليها، وهذا ما نلاحظه في مؤامرة (أرغنيكون)، وأن وجود الحركة الإسلامية في تركيا يشكل قلباً لمصالح العرب والمسلمين، وأن إثارة الصراع في تركيا تكشف مدى استراتيجية إسرائيل في إجبار المؤسسة العسكرية التركية على الارتماء في أحضان إسرائيل والولايات المتحدة، لكن يجري تحجيمها من قبل حكومة العدالة والتنمية.

 إن فلسفة الحركة الصهيونية ومخططات إسرائيل لا تزال قائمة في المنطقة العربية، وأن ما يحدث في الجزائر من حملات إرهابية والحملة ضد مصر وإثارة مسألة الأقباط والضغط على سوريا ومحاولة تقسيم السودان وإثارة مسألة مياه النيل وإقامة السدود عليه بدعم مالي أمريكي-إسرائيلي لإثيوبيا واحتلال العراق وحصار ليبيا لسنوات، وإثارة أزمة المفاعل النووي الإيراني وأسلحة الدمار الشامل كلها تسير في مخطط واحد، هو تحطيم القوة العربية والإسلامية مادياً وعقائدياً وإدخال المنطقة في دوامة الحروب الأهلية والإقليمية، وبالتالي بلقنة الدول العربية من المغرب العربي إلى الخليج العربي وتركز إسرائيل على أهمية ضرب الحركات الإسلامية باعتبارها الخطر الحقيقي الذي يهددها، فتحاول إشغالها بالطائفية أو ضرب القوى الإسلامية مع القوى العلمانية أو تصوير الخطر الإسلامي الذي روجت له بالإرهاب الأصولي. علماً بأن الإرهاب الصهيوني هو الذي يهدد الغرب من خلال توريطه وجره للتحالف مع إسرائيل والدفاع عنها، تحت شعار الخطر الإسلامي، وتحاول إسرائيل إثارة حرب باردة جديدة بين الغرب والإسلام، بعد أن أضعفت العالم العربي من الداخل بإرهاقه بالصراعات الداخلية وامتصاص قوته الاقتصادية والعسكرية.

مجلة آراء حول الخليج