array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

في ندوة إعلامية لبحث أحداث غزة الأخيرة: محنة غزة تحت المجهر

الأحد، 01 آذار/مارس 2009

تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المركز الثقافي الإعلامي الإماراتي افتتحت في العاصمة أبوظبي في التاسع من فبراير الماضي  فعاليات ندوة (محنة غزة تحت المجهر) بالقلم والصوت والصورة والتي نظمها المركز الثقافي الإعلامي الإماراتي لغرض  تسليط الضوء على واقع التغطية الإعلامية لأحداث غزة الأخيرة في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة.

حضر فعاليات الندوة الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان وعدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.

وبدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور حمد علي الحوسني المستشار الإعلامي المدير التنفيذي للمركز، وجه فيها تحيات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المركز الثقافي الإعلامي إلى المشاركين والحضور، وتناول في كلمته مأساة غزة ومعاناة الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء الذين خضبت دماؤهم الزكية تراب غزة وعبر عن أسفه لمعاناتهم ومأساتهم.

من جانبه أشاد الدكتور خيري العريدي سفير دولة فلسطين لدى دولة الإمارات في كلمته بالمبادرات الكريمة التي قدمتها دولة الإمارات لنصرة الشعب الفلسطيني في محنته، موضحاً أن الفلسطينيين، قيادة ومؤسسات، يكنّون كل التقدير والاحترام والشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي أعطى تعليماته من اللحظة الأولى للعدوان على غزة بتوجيه كل أشكال الدعم والعون الإنساني والطبي عبر معبر رفح.

وقال إن دولة الإمارات أحرص الناس على الفلسطينيين وقضيتهم وأكثرهم نشاطاً، مثمناً ما تبديه الدبلوماسية الإماراتية من جهود مكثفة لرأب الصدع وتوحيد الموقف على الساحة الفلسطينية وإيجاد مناخ عربي لمواجهة الهجمة الإسرائيلية.

من ناحيته قال الدكتور عز الدين إبراهيم مستشار وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والمستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة،إن دولة الإمارات لم تتوان عن تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني شأنها شأن العديد من الدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى دور جمعية الهلال الأحمر في تقديم الإغاثة نيابة عن كافة المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة، معلناً عن اعتزام المؤسسة تعويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن المدارس التي دُمرت أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وأشار الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد إلى أن تطور آلة الإعلام جعل من الحرب مسرحاً وشاشة حية في كل بيت،وساهم في زيادة الوعي المجتمعي ونموه تجاه أزمة غزة التي سبقت الحرب.وقال إنه يحسب للتغطية الإعلامية التي رافقت الأحداث أنها أخرجت القضية الفلسطينية من حالت التجمد التي دخلتها بعد اتفاق أوسلو وغيرها من اتفاقيات ومبادرات التسوية، وأعادت أذهان العالم إلى المذابح والمجازر التي تعرض لها الفلسطينيون، موضحاً أنه أصبح بمقدور المتلقي للرسالة الإعلامية في مختلف أنحاء العالم أن يمارس فرزاً للحقيقة بنفسه وهو ما يفسر ارتفاع معدلات المشاهدة لبعض القنوات الفضائية.

وأضاف أن التغطية الإعلامية والعربية جسدت حالة من التمايز بين الانحياز المهني للحقيقة والانحياز السياسي لمزاعم إسرائيل، كما نجحت بإعادة اللحمة للشعوب العربية التي كثيراً ما صورها وحصرها بخنادق قطرية ضيقة، منوهاً بأن الصورة تحمل ظهور قوى إقليمية تلعب دوراً سافراً مهماً على الساحة العربية.

ومن ناحيته أشاد الدكتور خالد علوش المنسق المقيم لنشاطات الأمم المتحدة الإنمائية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دولة الإمارات في كلمته بعنوان (خدمات الإغاثة الدولية ودور الإمارات حكومة ومؤسسات وشعباً) بالدور الريادي الذي قامت به ولا تزال دولة الإمارات في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة جراء الحرب الأخيرة على هذا القطاع، مثمناً مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى بناء أكثر من 1200 مسكن، منوهاً بالشكر والعرفان لدولة الإمارات حكومة وشعباً والذي جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الأخيرة إلى الدولة.

وقالت الدكتورة عائشة النعيمي الأستاذ المساعد في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات في ورقة العمل التي تناولت (التغطية الإعلامية لمحنة غزة بين النظرية الأكاديمية والتطبيق)إن المشهد الإعلامي لا يمكن فصله عن المشهد السياسي خاصة في مرحلة الحروب والأزمات سواء كان الحديث عن الإعلام الأجنبي أو العربي في ظل وجود استراتيجية للأمن القومي تدخل ضمن إطارها الاستراتيجية الإعلامية التي لا تستطيع غالباً تجاوز الخطوط الحمر التي تحدد لها من قبل القائمين على الاستراتيجية الأولى.

وأضافت إن قيمة الحياد الإعلامي لا يمكن تحققها في تغطية أخبار النزاعات والحروب،معتبرة ذلك بمثابة الوهم الكبير، ذلك أن الحديث النظري يشير إلى جملة أولويات ومرتكزات أساسية يفترض على الإعلام الالتزام بها، أهمها الالتزام بحق الرأي العام في معرفة الحقيقة والالتزام بالنزاهة والمعايير المهنية والمصداقية بالإضافة إلى حق الوسيلة الإعلامية في الاستقلالية من خلال إعطائها المجال لنقل الأحداث من دون ضغوط أياً كانت نوعيتها، فضلاً عن توفير الحماية الأمنية ميدانياً للإعلاميين.

من جانبه قال عبدالرحمن الطنيجي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إن (الهلال الأحمر) بدأت برنامجها الإنساني لمساندة المتأثرين بالعدوان على غزة منذ الأيام الأولى للأحداث، فيما نفذت الهيئة برنامجها من خلال ثلاث مراحل إغاثية، مشيراً إلى أنه في المرحلة الأولى التي بدأت في الأسبوع الأول للحرب نسقت الهيئة مع المنظمات الأممية والدولية العاملة على الساحة الفلسطينية لتنفيذ برامج إغاثية عاجلة لتوفير الاحتياجات الضرورية للمتأثرين. فيما قامت الهيئة بتحويل مبالغ نقدية إلى تلك المنظمات على الفور، وعملت بالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على توفير المواد الغذائية والمستلزمات الحياتية للمحاصرين أثناء القصف والعدوان.

من جهته أوضح سعيد الخزامي الإعلامي في قناة أبوظبي الفضائية في ورقة عمل بعنوان (محنة غزة كما رصدتها عدسات التصوير المرئي) أن المواقف الإعلامية تمليها بدرجة كبيرة الأمور التي تجعل من متابعة حدث ما حالة تنضوي على عنصر التضارب بين القوى المتصارعة والأطراف المتفاعلة معها تجاذباً أو تنافراً، مشيراً إلى أن التلفزيونات الأوروبية والأمريكية لم تكن من جهتها حيادية ومهنية في تغطيتها لمحنة غزة إلا عدد قليل من القنوات التلفزيونية التي تتبع خطاً مستقلاً.

وقال إن الفضائيات العربية أسهمت بقوة أثناء حرب غزة الأخيرة في نقل أخبار الحرب وتحديد المواقف منها، فيما امتزجت فيها معايير المهنية الصحفية بالرؤى التي تلائم سياسية هذا الطرف أو ذاك من الذين يتحكمون في هذه الفضائيات، مشيراً إلى أن حرب غزة لم تدر في غزة وحدها ولم تشترك فيها فصائل المقاومة المسلحة فحسب، إنما دارت في مساحة المنطقة العربية كلها وامتدت إلى الساحة الشعبية العالمية، لافتاً إلى أن أطرافها لم تكن حماس وإسرائيل فقط،ولكن كان هناك فاعلون كثر عرب وغير عرب ومواقف تحولت معها اجتهادات الفضائيات في تغطية حرب غزة إلى هبة إعلامية تقسم الفضائيات على أساس القسمة الجديدة بين محور (الممانعة) وبين محور (الاعتدال).

أضاف في نظرة إلى واقع التغطية الإعلامية للحرب على غزة تجعلنا إزاء حقيقة أنه في الوقت الذي أظهرت فيه قنوات فضائية غربية مجدداً انحيازها العنصري لإسرائيل،حيثإنها فشلت في الإقناع بحيادها، واستفادت الفضائيات العربية أو الناطقة بالعربية لتقوم بدور كبير في نقل أخبار العدوان على القطاع وكسر الحصار الإعلامي الذي ضربته إسرائيل عليه لتخفي فداحة ما أوقعته من قتل وتدمير.

من جانبه قال الدكتور فارس الخطاب رئيس قسم الإعداد في شبكة الإمارات الإذاعية في ورقة عمل بعنوان (محنة غزة عبر الأثير من خلال التغطية الإذاعية) إن دولة الإمارات كان لها في محنة غزة سياسة إعلامية هادئة ومتوازنة وعلمية، حيث وظفت كافة وسائل الإعلام في الدولة جهودها لنصرة ودعم أبناء غزة في محنتهم جراء العدوان الإسرائيلي، وجاء هذا الدعم ترجمة لأمر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الذي أمر هيئة الهلال الأحمر بتنظيم حملة كبرى للتبرعات على مستوى الدولة لمساندة أهالي قطاع غزة في محنتهم اختير لها شعار(أغيثونا) وانطلقت الحملة عبر وسائل الإعلام المختلفة في الدولة للتعريف بمعاناة الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه كان لإذاعات الدولة دور حيوي في هذه الحملة، حيث استمع ملايين الناس من المواطنين والمقيمين في الدولة إلى نداءات الإغاثة عبر أجهزة المذياع.

أضاف أن الإذاعات في دولة الإمارات حققت جدوى إعلامية كبيرة، فيما نجحت في تحقيق التواصل بين الجمهور وبين رغبة قيادة الدولة في دعم الفلسطينيين من قطاع غزة في محنتهم، فكان الدعاء في إذاعات القرآن الكريم وكانت إذاعات دبي والشارقة و(إمارات إف إم) من أبوظبي سباقة للترويج لليوم المفتوح لجمع التبرعات بالتنسيق مع تلفزيون أبوظبي وتلفزيون الشارقة، حيث جمع صندوق هيئة الهلال الأحمر مبالغ كبيرة كتبرعات من الجمهور لصالح إخوانهم من المتضررين في محنة غزة.

وأكد أن إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية في عدوانها على غزة عندما أقدمت على فظائع أذهلت العالم لم تعبأ بقرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف المجزرة وإمعانها في القتل والتدمير استخفافاً بكل الضغوط الدولية عليها، مشيراً إلى أن إسرائيل وقعت في خطأ كبير كلفها جهود هذه العقود الستة الماضية من الإعلام المكرس لتحسين صورتها على حساب صورة العرب.

ومن ناحيته قال محمد سلمان رئيس تحرير الإعداد الخاصة (نيوزويك العربية) في ورقة عمله بعنوان (غزة الصمود) إن مأساة غزة شكلت صفعة لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية التي تقرها مواثيق الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان،التي ستبقى إدانة في جبين القانون الدولي إلا أن يعاقب المجرم العقاب المناسب، فيما جرى من جرائم حرب وإبادة جماعية.

وأوضح أن المأساة التي تعرض لها المدنيون الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة طغت على مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تناولتها بأبعاد مختلفة ومتنوعة، وأجبرت هيئات التحرير في معظم المطبوعات الغربية على تخصيص مساحات كبيرة لنشر المعلومات المتدفقة عبر المراسلين أو وكالات الأنباء متجاوزة بعض مواقفها المسبقة من الصراع.

أضاف أن وسائل الإعلام المختلفة أجمعت على أمر واحد أساسي فرض نفسه على الجميع وهو مشاهد الموت والدمار الذي طال المدنيين، إلا أن هذه المعايير الواضحة والثابتة لم تمنع أغلب الصحف الغربية من توجيه اللوم للشعب الأعزل الذي يقاوم المحتل بالصدر العاري، وحمّلته المسؤولية من دون أي رادع أخلاقي أو مهني.

وكان الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان قد افتتح معرض الصور الفوتوغرافية المقام على هامش الندوة، فيما قام سموه بجولة في أنحاء المعرض برفقة المشاركين اطلع خلالها على جانب من الدمار والتخريب الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية وخلّف العديد من المآسي في قطاع غزة طالت المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

مقالات لنفس الكاتب