array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

نائب أمين عام حلف الناتو أليساندرو مينوتو ريزو: الأطلسي يسعى إلى كسب شركاء جدد في منطقة الشرق الأوسط

الأربعاء، 01 كانون1/ديسمبر 2004

قرر حلف شمالي الأطلسي (الناتو) توسيع نطاق عمله على المستوى الجغرافي، وذلك سعياً منه إلى تعزيز أطر التعاون في المجال الأمني مع عدد من الدول في مناطق مختلفة من العالم، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو أن اهتمام الحلف بمنطقة الشرق الأوسط يندرج تحت عنوان إقامة شراكة مع دول المنطقة والإسهام في دعم ركائز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة برمتها، وذلك من خلال توفير المساعدة والتدريب والخبرة في مجال محاربة الإرهاب والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وقد قام أليساندرو مينوتو ريزو، نائب أمين عام حلف الناتو، بزيارة رسمية على رأس وفد يمثل منظمة الأطلسي إلى منطقة الخليج بهدف التباحث في شأن "مبادرة إسطنبول للتعاون" Istanbul Cooperative Initiative التي سبق للحلف أن طرحها خلال مؤتمر القمة لرؤساء وحكومات الدول الأعضاء الذي انعقد في تركيا في شهر يونيو 2004. ومن المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في بناء تحالفات جديدة في إطار التعاون العسكري والسياسي مع عدد من دول المنطقة.

وقد عقد المسؤولون بمركز الخليج للأبحاث لقاءً مع المسؤول الأطلسي خلال زيارته لمقر المركز بدبي و أجروا معه حواراً تحدث فيه ريزو عن دور منظمة حلف شمالي الأطلسي وطموحاتها في المنطقة. وفي ما يلي أبرز ما ورد في ذلك اللقاء:

س: ما هي الركائز الأساسية والأهداف المحورية من وراء إطلاق مبادرة اسطنبول للتعاون؟ هل يسعى حلف الناتو من ورائها إلى تعزيز علاقاته بدول المنطقة؟ وما هي دوافع ذلك ؟

ريزو: إن منظمة حلف الناتو اليوم تختلف على نحو ملموس عما كانت عليه في الماضي. ومن أجل التعامل مع التحديات الجديدة التي برزت في السنوات الأخيرة، قررت المنظمة خلال مؤتمر اسطنبول الذي انعقد في شهر يونيو المنصرم تبني مبادرة اسطنبول للتعاون بهدف إشراك دول الشرق الأوسط الموسع. ويأتي قرار رؤساء وحكومات الدول الأعضاء في الحلف ضمن إطار سعي المنظمة إلى المساهمة في تحقيق الأمن على المستوى العالمي وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. ويخطط الناتو لبناء علاقات ثنائية مع الدول الراغبة في ذلك من أجل تدعيم الأمن والاستقرار في المنطقة. وقبل إطلاق المبادرة، أجرينا مشاورات مع دول المنطقة، خصوصاً أننا نؤمن بأن منظمة حلف شمالي الأطلسي عليها أن تستمع إلى آراء ومقترحات الدول المعنية في المنطقة. فالمبادرة في جوهرها عملية تعاونية نسعى إلى تنفيذها على أسس مشتركة. ليست الفكرة أن نفرض المبادرة على أحد، لكن الهدف هو العمل بالتنسيق والتعاون مع دول المنطقة. ومن ثم نسعى إلى التركيز على بعض جوانب التعاون التي يمكن للناتو أن يدعمها من خلال تقديم الدعم ذي القيمة الإضافية. ومن المتوقع أن ترتبط وتيرة ومدى مشاركة دول المنطقة في المبادرة بالاهتمام الفردي لكل دولة على حدة في التعاون مع الناتو، وليس من خلال فرضها على أي دولة من الدول.

س: ماذا عن الأهداف الحقيقية التي توجه المبادرة؟

ريزو: إن الهدف المؤطر لمبادرة اسطنبول للتعاون يتمثل في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال إشراك حلف الناتو. إننا نعتقد بأن هذا الهدف يمكن أن يتحقق عن طريق تعزيز التعاون في المجال الأمني بين منظمة حلف الناتو من جهة والدول الراغبة في ذلك من جهة أخرى، وخصوصاً من خلال مجموعة من الأنشطة التي يستطيع الناتو أن يقدم فيها قيمة مضافة، بما في ذلك تطوير قدرات القوات المسلحة التابعة للدول التي تهتم بالتعاون مع قوات الحلف في إطار مكافحة الإرهاب والعمل على الحد من تدفق أسلحة الدمار الشامل إلى المنطقة والتصدي لوسائل نقلها، بالإضافة إلى مواجهة عمليات تهريب الأسلحة وتحسين قدرات الدول المهتمة بهذا التعاون على مجابهة التحديات والتهديدات الأمنية بالتعاون مع جهود الناتو في هذا المجال. علاوة على ذلك، قد تبدي بعض دول المنطقة اهتمامها للتعاون مع منظمة الناتو من خلال تبني حوار سياسي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وأيضاً من خلال الدعم العملي لجهود مكافحة الإرهاب. وفي هذا الصدد، يمكن للناتو أن يوفر التدريب والخبرة في مجالي الدفاع والإصلاح والتعاون العسكري.

س: هل تنوون مناقشة مضمون مبادرة اسطنبول للتعاون مع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي؟

ريزو: هذا في الحقيقة هو الهدف من زيارتي هذه، وأنا موجود اليوم في المنطقة لمناقشة فحوى المبادرة مع كل دولة من دول المنطقة على حدة. فبعد أن عقدت لقاءات تشاورية مع مسؤولين من دول مجلس التعاون الخليجي الست خلال وجودهم في بروكسل في شهر مايو الماضي، وذلك بتفويض من مجلس حلف الناتو الذي يمثل أعلى سلطة سياسية داخل الحلف، أقوم اليوم بزيارة دول المنطقة من أجل التباحث بشأن سبل تطبيق بنود المبادرة. حالياً أنوي زيارة ثلاث دول من دول المنطقة على أن أقوم بزيارة الدول الأخرى بعد نهاية شهر رمضان الكريم.

س: ما هي بالضبط الرقعة الجغرافية التي ينوي حلف الناتو إدراجها تحت مظلة مبادرة اسطنبول للتعاون؟

ريزو: إن الانضمام إلى مبادرة اسطنبول للتعاون متاح لجميع دول المنطقة التي تبدي رغبتها في تبني أهداف ومضمون المبادرة، وذلك على أساس الشمولية، خصوصاً في ما يتعلق بقضايا أساسية مثل مكافحة الإرهاب والتعامل مع التحديات التي يولدها انتشار أسلحة الدمار الشامل. ويشمل مضمون المبادرة عدداً من قضايا التعاون العملي مثل التعاون العسكري الثنائي في سبيل التوصل إلى تقارب بين قوات حلف الناتو وقوات الدول في المنطقة، وذلك في إطار تنفيذ مهام خاصة لحفظ السلام وعملية إدارة الأزمات، بالإضافة إلى التعاون في مجال مراقبة وحماية الحدود والعلاقة بين المؤسسة العسكرية والسلطات المدنية والتخطيط في حالات الطوارئ، إلى جانب تقديم الاستشارات حول إصلاح مؤسسات الدفاع وإعداد موازنات الدفاع والتخطيط العسكري. وما من شك في أن مكافحة الإرهاب تجسد أحد أبرز معالم التعاون، بما يتضمن ذلك من تبادل المعلومات وتعاون القوات البحرية. لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر العملية التي تجريها حالياً قوات الناتو بهدف ردع أي هجمات إرهابية ومواجهتها من خلال "عملية المحاولة الفعلية"Operation Active Endeavor. فبإمكان دول المنطقة الانضمام إلى هذه العملية.

س: هل يأخد الحلف الأطلسي في اعتباراته الحاجة إلى بناء ركائز منظومة أمنية خليجية جديدة في المستقبل المنظور على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة؟

ريزو: لم يسبق لحلف الناتو المشاركة بشكل مباشر في المنطقة. وبالتالي علينا بداية تعميق فهمنا للتفاعلات التي يشهدها المسرح الإقليمي والاهتمامات المتعددة والمختلفة لدول المنطقة. إننا في الوقت الراهن نعمل على تعزيز قنوات الحوار مع دول المنطقة ونسعى إلى تعزيز التعاون في المجال الأمني لما فيه مصلحة الناتو ودول المنطقة، وذلك من أجل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين. وهنا من الضرورى تأكيد أن مبادرة اسطنبول ليست أحادية التوجهات. إننا لا نسعى إلى فرض أي شيء على أحد. فمن خلال عرضنا للمبادرة نرغب في ترويج منهج تعاوني لمقاربة الملف الأمني ومحاولة تأمين مساهمة دول المنطقة في حال أبدت هذه الدول الرغبة في ذلك. إننا اليوم على عتبة بناء علاقات مع دول المنطقة. وفي حين نطرح مبادرتنا، فإننا نستمر في الإصغاء لآراء واحتياجات دول المنطقة ونحاول تحديد ما إذا كان بمقدورنا تقديم المساعدة وكيفية القيام بذلك في نهاية المطاف. إن مبادرة اسطنبول للتعاون تقوم على مبدأ المشاركة وضمان المصالح المشتركة، ليس لحلف الناتو فحسب، بل وكذلك لدول المنطقة. من المهم للغاية بالنسبة لمنظمة حلف شمالي الأطلسي الأخذ في عين الاعتبار بتعددية واختلاف دول المنطقة وتنوع احتياجاتها الخاصة.

س: يتحدث بعض المحللين السياسيين عن إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من بعض المدن العراقية واستبدالها بقوات حلف الناتو. هل نحن مقبلون على مشاركة أوسع للناتو في العراق؟ وهل سيتجاوز دور الناتو في العراق دائرة توفير التدريب للقوات العراقية في أوروبا؟

ريزو: إن قوات حلف الناتو توجد في العراق استجابة لطلب من السلطات العراقية، وذلك من أجل تقديم المساعدة إلى الحكومة العراقية وتطوير قدراتها لتوفير الأمن للشعب العراقي. فقد قررت الدول الأعضاء في حلف الناتو نزولاً عند طلب السلطات العراقية التركيز على تدريب قوات الأمن العراقية وتقديم التجهيزات الضرورية والمساعدة الفنية. وقررت دول الحلف إقامة مركز عراقي للتدريب والتعليم يعمل على تقديم حصص تدريبية لقوات الأمن العراقية في مجال فن القيادة والمساهمة في بناء مؤسسة أمنية متعددة الأعراق تغطي جميع مناطق وأقاليم العراق. وبهذا المعنى، فإن قوات حلف الناتو لن تشارك في أي عمليات قتالية في العراق. وبطبيعة الحال، سوف تتولى قيادة الناتو مسؤولية حماية جميع الطواقم التابعة لها وموظفيها العاملين في العراق. لذا فمهمة الناتو في العراق تتمثل أساساً في مساعدة العراق على بناء مؤسسات أمنية خاصة به. وسوف يستمر الناتو في تدريب وتقديم الاستشارات للمسؤولين العراقيين وربما نحتاج مستقبلاً إلى توسيع مجال مساعداتنا.

س: برزت في الآونة الأخيرة بعض الخلافات في أوساط عدد من الدول الأعضاء من حلف الناتو بخصوص دور المنظمة وحجم تأثير الولايات المتحدة داخل الحلف. هل ترتبط هذه الخلافات بسعي واشنطن إلى استخدام الناتو كأداة لضمان مصالحها الخاصة؟

ريزو: إنه من الخطأ تمثيل حلف الناتو بالولايات المتجدة أو العكس. صحيح أن الولايات المتحدة عضو مهم في المنظمة تعمل إلى جانب باقي الدول الأعضاء الخمس والعشرين. ومن الطبيعي أن تطفو على السطح بعض الخلافات السياسية من حين إلى آخر بين
الدول الأعضاء. لنتذكر أن مهمة حلف الناتو في الماضي كانت تنحصر في تحقيق النصر في مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق. وقتها، كان للناتو أجندة سياسية واضحة المفردات والأهداف. أما اليوم، فإن مهمة الحلف اتسعت بشكل كبير، خصوصاً في ما يرتبط بإقامة شراكات متعددة. فحضور الناتو اليوم يمتد عبر جميع بقاع العالم، مروراً بمنطقة الخليج وأفغانستان إلى حدود حوض البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى من العالم. ومن الطبيعي جداً أن تفشل أحياناً محاولات تحقيق الإجماع داخل المنظمة.

س: ما هو الإطار الذي من المتوقع أن يأخذه التعاون مع الناتو في المنطقة في ظل وجود عسكري أمريكي ـ بريطاني؟ الأهم من ذلك، ما هي طرق ووسائل التنسيق التي ينوي الناتو اعتمادها في تعامله مع القوات المسلحة التابعة لدول المنطقة، خصوصاً في مجالي التدريب والدعم اللوجستي؟

ريزو: ليس في نية حلف الناتو القيام بجهود مماثلة للجهود الدولية القائمة حالياً في المنطقة ولا أي أنشطة أخرى. بإمكان دول المنطقة الاستمرار في العمل والتعاون مع أي دولة تتعاون معها في الوقت الحاضر مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. إن الناتو عازم على المساهمة في المجالات التي يعتبر أن بمقدوره تقديم دعم ذي قيمة إضافية، خصوصاً في المجال الأمني وبناء على تجاربه وخبراته، بالإضافة إلى المساهمة في مجالات أخرى كما أسلفت القول. ومن المهم أيضاً إدراك أن مبادرة الناتو تأتي استكمالاً لعدد من المبادرات الأخرى، مثل مبادرة حوار الناتو المتوسطي Nato Mediterranean Dialogue، والتي تشمل ست دول عربية إلى جانب إسرائيل، واستكمالاً كذلك لبعض المبادرات الدولية الخاصة بالمنطقة مثل المبادرات التي تم طرحها من قبل مجموعة الثماني والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا Organization for Security and Cooperation in Europe (OSCE).

س: خلال حرب البوسنة والهرسك، صرح المسؤولون بمنظمة حلف شمالي الأطلسي بأن هدف تدخل الحلف هو حماية المسلمين من خطر الإبادة الجماعية على يد الصرب. هل هناك من خطط لحماية الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي؟

ريزو: لم يتدخل حلف الناتو في الصراع الذي دار في البوسنة، بل تقدم المجتمع الدولي بطلب إلى الحلف لتنفيذ بنود اتفاقية دايتون Dayton agreement الموقعة من قبل الأطراف المعنية بالصراع. وتمت عملية التدخل بتفويض من الأمم المتحدة وبالاتفاق مع الأطراف المعنية. ولهذا السبب، أرسل حلف الناتو قوات لتنفيذ الاتفاق Implementation Force (IFOR) بهدف المساعدة على تنفيذ بنود الاتفاق. أما بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط فحلف الناتو لا يشارك فيها. لكن الدول الأعضاء في الحلف تؤمن بأن تحقيق تقدم نحو إيحاد تسوية عادلة ودائمة وشاملة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ينبغي أن يظل قائماً على رأس أولويات واهتمامات دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره. كما أن الدول الأعضاء في الحلف تجمع على أن تنفيذ خطة خارطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية على نحو كامل وعاجل يمثل عنصراً أساسياً ضمن إطار الجهود الرامية إلى دعم مشروع إقامة دولتين كحل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، والذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام. إن خطة خارطة الطريق تمثل عنصراً محورياً وجزءاً حيوياً ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام الشامل على جميع المسارات، بما في ذلك المساران السوري ـ الإسرائيلي واللبناني ـ الإسرائيلي.

س: ظهر حلف الناتو في الساحة في مرحلة شهدت تأجج الحرب الباردة. هل تعتقدون أنه من الضروري أن يستمر الحلف في العمل كمنظمة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتقكك حلف وارسو؟

ريزو: في الماضي، تبوأ حلف الناتو مهمة حماية الدول الأعضاء حتى يتسنى لها تحسين أوضاع مجتمعاتها، خصوصاً في أعقاب تطوير الاتحاد السوفياتي لترسانة هائلة من الأسلحة التقليدية والأسلحة النووية واتخاذه موقفاً عدائياً تجاه الدول الأعضاء في حلف الناتو. غير أن توجهات الحلف تحولت في أعقاب انتهاء الحرب الباردة من انتهاج سياسة المواجهة إلى اتباع سياسة التعاون في مجال الأمن. وقد تبنى الحلف منهجاً تعاونياً بمضامين وأساليب جديدة تقوم على مبدأ الشراكة. واليوم، لدينا علاقات شراكة مع روسيا التي كانت في السابق عدواً للحلف، بالإضافة إلى مجموعة من الشراكات مع كل من دول أوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى. بل إن بعض هذه الدول أصبحت أعضاءً في الحلف.

فضلاً عن ذلك، لدينا شراكات مع عدد من الدول في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. كما ان لدينا شراكات مع دول من خارج حلف الناتو مثل دول حوض البحر الأبيض المتوسط. ومن منظور عملي، يمكنني القول إن حلف الناتو يتجه نحو التحول إلى منظمة سياسية توجهها أهداف سياسية بالدرجة الأولى. وفي إطار مقاربة التعاون الأمني يسعى الحلف إلى تطوير سبل التعاون والشراكة مع مؤسسات أخرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، منتهجاً في ذلك وسائل التعاون نفسها التي يتبعها في البلقان وأفغانستان. وفي البوسنة وكوسوفو، مثلاً، عمل حلف الناتو جاهداً من أجل بناء ركائز تأمين بيئة أمنية سليمة تمكِّن المنظمات الدولية الأخرى من العمل على إعادة بناء البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول، وذلك لما فيه مصلحة الجاليات المسلمة التي تعيش هناك. وإذا ما أنعمنا النظر في حال البوسنة اليوم وبعد عشرة أعوام من دعم الناتو لتطبيق بنود اتفاقية دايتون، سوف نرى أن البوسنة تعيش في سلام. كما أن مليوناً من اللاجئين عادوا إلى ديارهم، فيما تسير عملية إعادة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي بوتيرة صحية. ولولا مساهمة حلف الناتو من خلال عباءته الجديدة، لما كان من الممكن إنجاز ما تم إنجازه. إننا نعتقد في الناتو بأن تبني نهج التعاون الأمني سوف يساعدنا على العمل بالتنسيق مع الدول الشريكة في مناطق مختلفة من العالم من أجل المساهمة بشكل فعال في تحقيق الأمن والسلام الدوليين. فبالعمل معاً يمكننا جعل العالم مكاناً أكثر أمناً وسلاماً.

مجلة آراء حول الخليج