array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

آراء تحاور خبراء أمريكيين غداة انتخابات الرئاسة الأمريكية: ليس لدى واشنطن "استراتيجية خروج" من العراق

الأربعاء، 01 كانون1/ديسمبر 2004

انتخابات الرئاسية الأمريكية 2004، لا سابق لها. كانت الأكثر أهمية وربما مصيرية. الظروف والخيارات التي حكمتها كانت فريدة. فهي الأولى بعد أحداث سبتمبر المرعبة والفاصلة. وهي الأولى أيضا بين رئيس "حربجي" يحمل أجندة أمبراطورية منفلتة من عقالها وخارجة على القوانين والضوابط الدولية، وبين منافس له مؤهل لفرملة الاندفاع نحو الحروب الاستباقية، من دون شطب خيارها بالمرة. والخطير أن الأول فاز بالتجديد. لكن الأخطر أنه سارع ومن دون تأخير إلى التأكيد على الاستمرارية في ولايته الثانية. وبالتحديد إزاء الشرق الأوسط .

وقد أثارت إعادة انتخابه ردود فعل واسعة، تراوحت بين الترحيب الصامت -روسيا- وبين الانزعاج -أوروبا-، مرورا بالتحفظ الحذر- دول آسيوية مثل كوريا الجنوبية . كذلك كان الأمر في أوساط المراقبين والمحللين الأمريكيين. فالمحافظون منهم هلَلوا. والليبراليون لم يكتموا تخوفهم و الوسطيون انقسموا بين متفائل بإمكانية حصول إعادة نظر من جانب الإدارة في سياساتها، وبين مشكك، آثر التروي والإنتظار. في كافة القراءات والتوقعات حول السياسة الخارجية لولاية بوش الثانية، كانت منطقتنا في الصدارة. ملفاتها الساخنة وساحاتها المشتعلة تحتل الأولوية في حسابات البيت الأبيض وإلى حين.

"آراء" التقت بعدد من خبراء السياسة الخارجية، العاملين في عدد من مراكز الأبحاث والدراسات في واشنطن وأجرت معهم مقابلات حول ما إذا كان من المحتمل حصول تغيير في سياسات إدارة بوش الجديدة حيال هذه القضايا أم أنه لن يكون في جعبتها سوى المزيد من البضاعة ذاتها.

طرحت الأسئلة الأحد عشر التالية على كل من جون الترلمان مدير دائرة الشرق الأوسط في "مركز الدراسات الدولية و الاستراتيجية"، جون هولزمن من مؤسسة "هاريتاج فاوندايشن"، قسم الدراسات الدولية، وجون بايك من مركز"الأمن الكوني". وقد جرت المقابلات في واشنطن صبيحة اليوم التالي للانتخابات وإعلان فوز بوش، وفيما يلي نص الحوارات:

ما هو تقييمك لهذه الانتخابات، و لماذا كاد يحصل فيها ما حصل عام 2000؟

هولسمان

لقد كشفت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة عن مدى التغيير السكاني الحاصل في الولايات المتحدة.الكثير من الأمريكيين ينتقلون إلى السكن والاقامة في الجنوب والغرب الأمريكيين، وبذلك صاروا جزءا من ثقافة هذه المناطق، التي تميل إلى التفكير المحافظ.فأمريكا لم تعرف رئيسا من منطقة نيوانغلند منذ جون كيندي ، والسبب في ذلك يكمن في هذا التغيير، وكون بوش من سكان تكساس فكان مجيئه تعبيرا عن هذا المعطى.

بيك

أعتقد أن كلا الحزبين السياسيين بات يمتلك البراعة العالية في تحديد المجموعات الانتخابية القابلة للالتفاف حول برامجه وتأييده، في بلد يحكمه انقسام عميق جدا. فأمريكا صارت متنوعة جدا. لم تكن الحال كذلك في الماضي قبل 20 أو30 أو 40 سنة. كانت المجموعات هذه محدودة ومنضوية بسهولة تحت الحزبين. الآن تغيرت الحال وتنوّع الجمهور الانتخابي.

الترلمان

إن أمريكا منقسمة بصورة لافتة للنظر. وهناك شيء قد أصابه التغيير بين حملة الرئيس عام 2000 وحملته الأخيرة. في الأولى جعل السياسات والقضايا الداخلية محور خطابه الانتخابي. أما هذه السياسة فقد خاض المعركة على أساس السياسة الخارجية ومحاربة الإرهاب. و كون البلاد تعيش حالة من الريبة، فإن الرئيس حظي في النهاية بالدعم والتأييد لموقفه و لقيادته التي مازال الرأي العام الأمريكي مشوشا حيالها.

هل تتوقع حصول تغيير في سياسة بوش في ولايته الثانية تجاه الشرق الأوسط؟

هولسمان

نعم .لقد أوضح الرئيس بوش في مؤتمره الصحفي، بأنه يعتزم إعطاء النزاع العربي-الإسرائيلي أولوية عالية، لكن المفتاح لذلك هو بيد الفلسطينيين الذين يترتب عليهم المجيء بمحاور شرعي ديمقراطي، كي يعمل معه الإسرائيليون. وحده مثل هذا المحاور يمكنه اتخاذ قرارات صعبة وضرورية لبلوغ السلام. ومن دونه تبقى القرارات دون تنفيذ أو تبدو كأنها غير شرعية بنظر الإنسان الفلسطيني. إذا المدخل هو في مساعدة الفلسطينيين على اختيار القيادة القادرة على العمل باتجاه هذا الهدف.

بيك

كلا.كلا. الإدارة صاغت سياستها قبل فوزها عام 2000. وهذه السياسات اعتمدتها في ولايتها الأولى. و بالتالي لا أعتقد أنها رأت ما يوجب عليها التخلي عما اعتمدته أو تغييره. التغيير الوحيد الذي يمكن أن يحصل يقتصر على إيران.

الترلمان

ثمة تغيير آت في الوجوه. باول سوف يغادر. رايسي قد تشغل منصبه. معنى ذلك أن الخارجية الأمريكية سيكون لها صوت أضعف في صياغة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. ومع رايس من المتوقع أن تعكس هذه الوزارة مواقف وسياسات الرئيس بوش.

من يبقى في الإدارة الجديدة ومن يغادر؟

هولسمان

لقد بات من الواضح أن رايس في طريقها إلى الخارجية، أما السياسة فسوف تتم بالاستمرارية واختيار رايس مهم لأنها مقربة من الرئيس بوش وبإمكانها العمل بصورة مباشرة معه. في السابق كانت وزارة الخارجية مسيطرا عليها من الديمقراطيين.أما الآن فمن المتوقع أن نرى فريقا منسجما أكثر مما كان عليه الأمر في الولاية الأولى، خاصة بين وزارتي الدفاع و الخارجية.

بيك

لا أعرف. فأنا لا أتحدث باسم الإدارة، كما لا أتحدث معها، لكن مع ذلك يقضي المنطق أن نقول إنه حتى الآن، كولن باول في طريقه إلى مغادرة الإدارة. ولا أدري ماذا ستكون عليه حال نائبه أرميتاج.

الترلمان

لا أعتقد أن الإدارة الجديدة ستضم شخصيات قوية تحتل مواقع مركزية. ما قد نراه أن المزيد من الأصوات المعتدلة في طريقها إلى مغادرة الإدارة. ترجمة ذلك أن هناك تركيبة قادمة من سماتها أنها أكثر تجانسا وأشد انتماء إلى الخندق المحافظ.

بالنسبة للعراق: هل ترى أنه من المحتمل أن يتراجع الرئيس بوش عن إصراره على إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر، في ضوء الوضع الأمني المعروف، أم يتمسك به؟

هولسمان

كلا. لن يحصل تغيير تحت أي ظرف، فكما حدد الرئيس بوش، تعتبر الإنتخابات المدخل الذي يمكن الشعب العراقي من انتخاب قياداته وبالتالي الإنتقال إلى الأمور الثانية من أمنية و غيرها. فنحن ليس عندنا مشكلة عسكرية في العراق، عندنا مشكلة سياسية وعليه المطلوب هو وجود قيادة شرعية لخدمة مصالح العراقيين. لذا فإن إجراء الإنتخابات في يناير هو أمر حيوي تماما.

بيك

لا أرى أن الإدارة في صدد إعادة النظر بشأن إجراء الانتخابات العراقية في موعدها. الإدارة لا تنوي إجراءها في ظل الوضع الأمني القائم، بل هي تنوي المضي بها في وقتها ولكن بعد تحطيم التمرد، خلال الأشهر المقبلة. لذا أرى أن الإدارة سائرة باتجاه رفع وتيرة التصعيد، قريبا، للعمليات العسكرية. وربما في اليومين المقبلين، بهدف إخماد التمرد، للتمكن من إجراء الانتخابات في أواخر يناير المقبل. وفي تصوري أن الإدارة إذ تدرك أنها قادرة على قمع التمرد، إلا أنها في الوقت نفسه تدرك عدم قدرتها على إزالة هذا التمرد والتخلص منه تماما. وعليه فإن الانتخابات حاصلة ولكن التمرد عائد إلى الساحة.

الترلمان

من المرجح إجراء الانتخابات العراقية في وقت ما قد يتراوح بين يناير وأول مارس المقبلين. لا أعرف التوقيت الذي قد يكون موضع تبديل. وكذلك الشروط. و الصيغة والشكل قد تكون عرضة للتعديل.

ماذا عن الاحتلال؟ هل يقدم الرئيس بوش على وضع استراتيجية للخروج من العراق أم أن ذلك غير وارد في المستقبل المنظور؟

هولسمان

أبدا. ولا حتى بالنسبة إلى السيناتوركاري- لوفاز- وارد. فالاستراتيجية سبق وتمّ وضعها وتقوم على: إجراء انتخابات، تدريب القوات العراقية، التعامل مع الوضع الأمني وحث العراقيين على البدء بعملية وضع الدستور. إذا كان العراقيون عازمين على ذلك فإن الولايات المتحدة عازمة هي الأخرى على مساعدتهم.

بيك

ليس هناك ما يمكن تسميته "استراتيجية خروج" من العراق، فالولايات المتحدة باقية هناك على الأقل عشر سنوات. لماذا؟ لأن العراق اليوم بلد بلا سيادة. وهو كذلك لأنه غير قادر ولا يملك القدرة على الدفاع عن هذه السيادة. فهو لا يملك جيشا ولا قوة جوية، والجيش الذي تعمل واشنطن على بنائه سيكون بلا دبابات، ولن يتعدى تزويده بأكثر من شاحنات ورشاشات مع طائرات صغيرة لحراسة خطوط النفط من "المخربين". فواشنطن لا تنوي بناء جيش حقيقي مزوّد بدبابات ومقاتلات وسلاح جو، وبذلك يلزم العراق على الأقل عشر سنوات لاقتناء الأسلحة المنوي تزويده بها وتدريبه عليها وتنظيم صفوفه. وبعد هذه المدة يصبح الوجود الأمريكي مألوفا، يعتاد عليه الجميع، كما قد يصبح جزءا من الأمن الإقليمي في المنطقة. نعم، من المتوقع أن تنمو المقاومة وتصير أكثر فاعلية، لكن في الوقت نفسه من المتوقع أن تزداد قواتنا وتصبح أكثر فاعلية وبالتالي قادرة على ضرب التمرد.

الترلمان

ليس هناك رئيس أمريكي (كائن من كان) بإمكانه ترك الساحة ومغادرتها الآن.كما ليس بوسعه البقاء إلى الأبد هناك. وعليه يبقى أن يختار صيغة أو إخراجا بين الاثنين.

كيف سيتعامل بوش بعد هذا الفوز مع إيران؟

هولسمان

كائن من فاز بالرئاسة. فإن إيران من دون شك ستكون البند رقم واحد في جدول الاهتمامات. الأوروبيون يعملون على مشروع. المشكلة أنهم يعرضون على الإيرانيين الجزرة من دون عصا والأسوأ أن واشنطن تقوم هي الأخرى بالتفاوض معهم، وهذا خطأ أيضا.

بيك

لا أدري. المسألة الجوهرية هي ما إذا كانت إيران في الطريق إلى امتلاك القنبلة النووية أم لا؟ ويبدو حسب المعطيات الراهنة أن إيران بإمكانها الحصول على القنبلة قبل نهاية الولاية الثانية للرئيس بوش.

الترلمان

شعوري أن غالبية المسؤوليين في واشنطن اليوم يعتقدون أن إيران لا تتجاوب إلا مع الحزم وليس مع كلمات التشجيع. وحتى الذين من بينهم يميلون إلى عقد صفقة مع إيران فإنهم يتخذون هذا الموقف من باب خدمة المصلحة الأمريكية، وليس من باب العمل على التأسيس لعلاقة صداقة مع إيران.

ماذا عن الملف النووي؟ أيهما أرجح: التصعيد الأمريكي في هذا الخصوص أم مواصلة السعي عبر الأوروبيين للعثور على صيغة تسوية سلمية؟

هولسمان

ما ينبغي على أمريكا عمله هو أن تواصل التنسيق مع الأوروبيين لوضع خطة فيها الجزرة وفيها العصا، وذلك بغية وضع الإيرانيين على بيّنة من الفوائد التي تعود عليهم لو عملوا معنا في الملف النووي، وفي الوقت ذاته لفتهم إلى الجانب السلبي لو هم عزفوا عن الالتزام بالاتفاق.

بيك

في اعتقادي أن الإدارة لم تكن تريد، أو لم ترى من الضروري الوصول في هذا الملف إلى نقطة الأزمة، ذلك أنه مازال هناك وقت للدبلوماسية على الأقل لتأجيل هذا الموضوع إلى ما بعد انتخابات الرئاسة. لكن الآن يبدو أن الوقت بدأ يدنو من نهايته مع أنني لا أعرف كم هو الباقي منه. بالتأكيد هناك فترة أسابيع، وربما أشهر. ولكن ليس سنوات.

الترلمان

يتوقف الأمر على ماذا تعنيه بالتشدد. فلا أتوقع رؤية جنود أمريكيين في إيران. لكن ظني أن واشنطن ستواصل مطالبة طهران بالمزيد، حتى لو قبلت أي اتفاق يعقده الأوروبيون معها. و ينهض مثل هذا الموقف على الإعتقاد بأن مواصلة حشر الإيرانيين قرب النارالسبيل الأفضل لحمل طهران على تحسين تصرفها.

بعد غياب عرفات، هل ستكون الإدارة الجديدة في وارد العمل مع قيادة فلسطينية؟ و بأي شروط؟

هولسمان

بالتأكيد. مع ذهاب عرفات يمكن للإدارة أن تتقدم للعمل مع القيادة الجديدة.

بيك

نعم سوف تحاول الإدارة التعامل مع قيادة جديدة. لكن التحدي كان في إيجاد القيادة الفلسطينية التي تعتقد إدارة بوش أنها محاور يمكن الركون إليه.  على أية حال، أنا أفهم التعقيدات لهذا الملف. ولذا أعفيت نفسي من التفكير بشأنه، و بالتالي فأنا أعرف أنني غير مطلع كفاية كغيري في هذا المجال.

الترلمان

تعي الإدارة أن احتضان القيادة الفلسطينية من شأنه التسبب لها بالاختناق أكثر مما يوفر لها المساعدة. الإدارة سوف تتعامل مع القيادة الفلسطينية الآتية ولكن ليس بصورة تجعل من هذه الأخيرة تبدو وكأنها "عملية" للولايات المتحدة. 

ثمة اعتقاد لدى البعض أن الرئيس بوش، المتحرر أكثر في ولايته الثانية، ربما أختار الإنخراط الفعال في "عملية السلام".هل تشارك في هذا الإعتقاد؟

هولسمان
نعم. أنا مع هذا الرأي. فالرئيس بوش قال إن هذا الملف يحتل مرتبة عالية بين أولوياته.

بيك

من وجهة نظر واشنطن، أن هناك عناصر في القيادة الفلسطينية تواصل الرفض. كثيرون في واشنطن يدركون أن عرفات لم يكن من الرافضين، لكنه غير قادر على القرار: يعني غير قادر على إبرام صفقة وتوفيرالأمن. وعليه فإن الإعتقاد الذي ساد هو: ما هي الجدوى من الحوار معه؟ في هكذا حال يكون الحوار من أجل الحوار فقط.

هناك اعتقاد من المنظور الأمريكي، أن هناك فئتين من القادة الفلسطينيين: الأولى لا تريد الحوار. والثانية تحاور من أجل الحوار فقط! يبرز السؤال: هل الشعب الفلسطيني قادر على إنتاج قيادة تريد الحوار وقادرة على القرار والتنفيذ؟ يبدو أنه غير قادر. طوال المائة سنة الماضية والفلسطينيون يعانون من مشكلة القيادة، فهم منقسمون وبعمق على أنفسهم، ولأسباب مفهومة. أمريكا منقسمة إلى خندقين. الفلسطينيون منقسمون إلى عدة خنادق.

الترلمان

ليس من المتوقع أن تنخرط الإدارة أكثر من ذي قبل في "عملية السلام" إلا إذا حصل تغيير في الوضع السياسي الفلسطيني. فهذه الإدارة ترى أن المشكلة ليست في الدور الأمريكي، بل هي في الموقف الفلسطيني، المطلوب تغييره. وعليه إذا كانت الإدارة في وارد تفعيل دورها الدبلوماسي فإن ذلك لن يحصل قبل تخلَي الفلسطينيين عن العنف. أما الانتخابات الفلسطينية فهي نوع من التحدي لهم ولإسرائيل ولواشنطن.

سوريا والعلاقات معها..أي طريق قد تسلكه في ضوء القرار1559؟

هولسمان

كلا.لا أعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى توجيه إنذار آخر في الشرق الأوسط الآن. الأرجح أن الإدارة سوف تواصل ضغوطها الكلامية على سوريا لإقفال الحدود مع العراق ووقف دعم الإرهاب وكذلك عدم بسط سيطرتها على لبنان، لكنها لن تدخل في مواجهة مع سوريا الآن.

بيك

كله يتوقف على إيران. أي على ما سوف تقوم به الإدارة. بشأن إيران. ما أعرفه أن هناك رجلا، في صفوف القوات الجوية الإسرائيلية، وظيفته أن يدرس صور الأقمار الصناعية للمنشآت النووية الإيرانية، ويدون ملاحظاته حولها. وذات يوم سوف يرفع سماعة الهاتف ويبلغ رئيس الوزراء بأن الوقت قد حان لاتخاذ القرار. لا أعرف متى يأتي ذلك اليوم: شهر، سنة؟ لا أعرف. لكن بالتأكيد قبل حلول انتخابات الرئاسة المقبلة. وبالتالي فالخط الإسرائيلي الأحمر في هذا المجال يتحكم بكل الأمور. كل القضايا الثانية مرهونة به، إما لأن واشنطن ترى أنه مازال أمامها الوقت الكافي للتعاطي مع الملف السوري، أو لأن سوريا ليست مهمة على اعتبار أن الأولوية لإيران.

الترلمان

رأيي أن الإدارة لن تعنّف موقفها إزاء سوريا أو تجعله أكثر تشددا. إنما سوف تترك القرار 1559 معلقا فوق سوريا لتفعيله في اللحظة المناسبة.

كيف ستكون عليه العلاقات مع أوروبا والأمم المتحدة؟ هل من المحتمل حصول تغيير في سياسة الإدارة باتجاه التعددية على حساب التفرد والوحدانية، في التعاطي مع الشؤون الدولية؟

هولسمان

في اعتقادي أنه منذ الآن بدأت الإدارة تعمل بشيء من التعددية: مثل دور الأمم المتحدة في انتخابات العراق، لكن إجمالا ستكون الاستمرارية غالبة على التغيير.

بيك

كلاَ. بيزنطة أعطت لنفسها مقام روما الثانية. بعد سقوطها عام 1452سارعت موسكو القياصرة إلى إعطاء نفسها لقب روما الثالثة على أساس أنها وريث التقليد الامبريالي البيزنطي. و كان الاعتقاد أنه لن تكون هناك روما رابعة.

الواقع اليوم أن واشنطن هي روما الثالثة ولن تكون هناك رابعة. ذلك أن واشنطن تنفق الآن على التها العسكرية ما يوازي الذي تنفقه البشرية جمعاء. فنحن في حالة حرب متواصلة منذ 15 سنة. قواتنا تواصل زحفها منذ نهاية الحرب الباردة. وعليه فإن القادم من الزمن سوف نشهد خلاله المزيد من هذه البضاعة نفسها: البحث باستمرار عن مشكلات أمنية تكون لها حلول عسكرية.

الترلمان

المتوقع أن يبادر المجتمع الدولي إلى تقبّل أن ادارة بوش باقية لأربع سنوات أخرى وأن عليه تحضير نفسه للتفاهم والتعاون مع هذه الإدارة و سلوك ونهج التسويات والحلول الوسط معها.

مجلة آراء حول الخليج