array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

إسرائيل الأم الحاضنة للمنظمات الإرهابية في العالم إلا أنهم غير محاسبين أرض الميعاد: خرافة للنفاذ ونشر الإرهاب الصهيوني في فلسطين والعالم العربي

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

أرض الميعاد تلك الخرافة اليهودية التي غلفت بتفسيرات دينية زائفة حتى يشتد وثاقها، فهي المنفذ لليهود الصهاينة للخروج من اضطهاد عاشوه طوال فترة  بقائهم في دول الغرب التي ضاقت بهم ذرعًا، فهم أهل خراب حيث ارتحلوا وحلوا، إن القراءة الصهيونية لتاريخ فلسطين ترى أنها أرض جرداء خاوية تنتظر ساكنيها الأصليين من اليهود، فهي الأرض الموعودة لهم بزعمهم، حتى وصل الأمر بالحركة القومية اليهودية الصهيونية إلى رشوة أعضاء الشعب اليهودي غير الراغب في مغادرة البلد الذي يعيشون فيه، وتوصل الأمر كذلك إلى إرهابهم وتهديدهم. يشير غوستاف لوبان في كتابه "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى "إ أن أرض الميعاد، لم تكن إلا بيئة مختلقة لليهود، فالبادية كانت وطنهم الحقيقي". كما يؤكد وأوديد اينون في كتاب "الأرض الموعودة خطة صهيونية من الثمانيات " إن اليهود يدركون كم هم مكرهون وغير مرحب بهم في الغرب بعكس المعاملة التي تلقوها من العرب وهذا يذكره "هيرتزل" مؤسس الدولة اليهودية في كتابه" دولة اليهود "لذلك وجدوا الحل في إقامة دولة اليهود في الأرض الموعودة ويقصدون بها فلسطين حسب الرواية في التوراة ، كما يعدد هيرتزل فوائد تلك الدولة للحاضن الغربي بأنها ستكون مثل الطاعون المتفشي تقتل بلا رحمة، كما كتب "هتلر" في كتابه "كفاحي" عن مزاعم اليهود في أرض فلسطين بقوله " بعد أن تم لليهود الإشراف الفعلي على الدولة اقتصاديًا وسياسيًا وفكريًا تخلوا عن تحفظهم التقليدي وكشفوا عما يسميه أئمتهم "مرامي اليهودية العالمية " أو الصهيونية وكفوا عن الادعاء أنهم جماعة دينية ليصارحوا الناس في كل مكان بأنهم يؤلفون عرقًا له طابعه وخصائصه، وأن مطمعهم القومي إنشاء وطن قومي في فلسطين لا تكون له معالم الدولة بمفهومها الحديث بل يكون الأرض التي يتطلع إليها اليهود المنتشرون تحت كل كوكب على أنها الملجأ الأخير الذي إليه يفزعون" .

فالشعب اليهودي كان بعيدًا كما يتضح عن التخطيط والتنظيم الذي كانت تحتفظ به سياسية النخبة الإسرائيلية الحاكمة والتي كانت تهدف بالأساس إلى التخطيط للعمل العسكري الإرهابي، فالشعوب غالبا ما تقاد لذلك فمن خطط فئة تتسم بالدهاء والمكر السياسي، ومن خلال التعبئة النفسية المرتكزة على الحجة الدينية، جيشت الحشود اليهودية وبدأ النزح الأكبر إلى فلسطين بمباركة من دول الغرب.

كما أن من يقرأ التاريخ يعلم أن هؤلاء الصهاينة كانوا عبيد بلاط في أوروبا  في العصور الوسطى والقرن السادس عشر ، وهذا ما أشار له الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه :دفاعًا عن الإنسان بقوله "  إن أوروبا عاملتهم معاملة أدنى باعتبارهم غير مسيحيين فالمعروف أن الكنيسية في أوروبا ساهمت في اضطهاد اليهود، وكانت الكنيسة ترى ضرورة الإبقاء على اليهودية عقيدة وعلى اليهود شعبًا شاهدًا سيؤمن في نهاية الزمان بالمسيحية، لذلك فاليهود يشكلون شعبًا عضويًا منبوذًا لا مكان له داخل الحضارة الغربية وهو المفهوم الذي يشكل إطار التصور الغربي  للجماعات اليهودية منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.

طبق عليهم بوصفهم غرباء قوانين الصيد، بمعنى أنهم يتبعون الملك كالعبيد يباعون ويشترون ويرهنون، ويوضعون تحت حمايته ويصبحون من أقنانه لهم مواثيق خاصة تمنحهم حقوق ومزايا، وعليهم القيام بوظائف كانت أهمها التجارة والربا وجمع الضرائب  وهنا كانت فائدتهم في رفد خزينة الملك بالأموال الطائلة وزيادة دخل الأفراد وريع الدولة ، كما كان يطلب منهم دفع الضرائب أعلى مما كانت تفرض على التجار المسيحيين، فاليهود استخدموا في الغرب كأداة يتم عن طريقها استغلال أفراد المجتمع والسيطرة على أموالهم والدفع بها إلى الخزينة حيث يقوم الملك بأخذ الأموال منهم عن طريق الضرائب وبيع المواثيق والمزايا لهم. هكذا نرى أن السياسية الغربية أول من عادى السامية وليس العرب فمن يتحدثون عن حقوق الإنسان اليوم كانوا هم مغتصبون حقوق تلك الفئة سابقًا.

هذه القراءة تعطينا رؤية عن حالهم  كجماعة منبوذة دينيًا واجتماعيًا وسياسيًا تم استغلالها من ناحية اقتصادية نتيجة عقلية الجشع والفساد التي تميزت بها العقلية اليهودية، لكن لما بدأ الخطر يستشعر من قبل من يحكمون الدول الغربية بأن اليهود لهم يد في إسقاط دولهم من خلال الاحتكار للتجارة والذهب في أوروبا واتباع سياسية التحريض والتفريق نتيجة لتنامي الكره والحقد لما يلقونه من معاملة من قبلهم من هنا  جاءت سياسية الطرد والتهجير التي اتبعتها الدول الغربية للتخلص منهم  فقد ذكر وليم كار في كتابه: "  اليهود وراء كل جريمة "أن ملك فرنسا سعى إلى حل جذري لمشكلة اليهود في عام 1253م، فقد أمر بطردهم من جميع الأراضي الفرنسية لمخالفتهم قوانين البلاد وهذا ما قامت به كذلك دول أخرى كهنغاريا وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا وهولندا واسبانيا، فاتجه القسم الأكبر منهم إلى انجلترا التي قبلت بهم بسبب سيطرة عدد كبير من المرابين اليهود على كبار رجال الكنسية الانكليز، وعلى قسم كبير من النبلاء وأصحاب الإقطاع الذين كانوا بحاجة إلى أموال اليهود والاقتراض منهم من أجل تمويل  مشاريعهم وحروبهم .

فسياسية الطرد كانت السياسية المتبعة للدول للتعامل مع اليهود والتخلص منهم، إلا أنهم كانوا يجدون منافذ للعودة إلى أن جاء الطرد مغلف بالحجة الدينية، فكان التوقيت لصالح بريطانيا التي قامت بالتنفيذ بإصدارها الوعد المشؤوم.

أما الكيفية التي تم بها تسهيل الطريق لليهود للنفاذ إلى فلسطين، هذا الدور لعبته بريطانيا- وكانت وقتها أقوى قوة على الأرض- بحنكة سياسية مستغلة الضعف العربي وجهله آنذاك بالدهاء السياسي الغربي، وقتها كانت البلاد العربية تإن من الظلم العثماني والتجبر الذي مارسته الدولة العثمانية تحت غطاء الدين، فجاءت بريطانيا لتقنع العرب بمساعدتها لقتل الراعي العثماني الذي أزعجها تمرده فهي يكفيها تعاظم الألمان، وتم ذلك حيث تم التخلص من الدولة العثمانية من خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916م.

بدأت بريطانيا بعد ذلك بتنفيذ الغاية الكبرى، وهي تهجير اليهود إلى فلسطين متجاوزة الاستنكار العربي، فهنالك ربط استراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية الإرهابية وأهداف الدولة البريطانية وهذا تم ذكره في صحيفة مانشستر جارديان عام 1916م، في كتاب الدكتور كامل العجلوني " قبول الآخر في اليهودية حقيقة أم سراب"، " كانت  بلاد ما بين النهرين مهد الشعب اليهودي ومكان منفاه وجاء من مصر موسى مؤسس الدولة اليهودية، وإذا ما انتهت هذه الحرب (الحرب العالمية الأولى )، بالقضاء على الامبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين وأدت الحاجة إلى تأمين جبهة دفاعية في مصر إلى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة"، هذا يؤكد نوايا بريطانيا نحو العرب وفلسطين بشكل خاص .

وحصل المبتغى بحماية بريطانية وأمريكا وقسمت البلاد العربية حسب مخطط سايكس ـ بيكو السائد إلى اليوم تفعيله تحت مسمى شرق أوسطي جديد، أمريكا التي ارتفع شأنها بعد الحرب العالمية الثانية فأصبحت قطبًا لا يستهان به، ساعدت الدولة الصهيونية في احتلال باقي فلسطين، فهي اليد التي تبطش بها السياسية اليهودية متى شاءت ومن شاءت وهي الراعي الحامي للإرهاب الصهيوني.

فالإرهاب الصهيوني المنظم تأسس قبل النفاذ إلى فلسطين فالتخطيط والاستعداد كان معدًا مسبقا، فالمنظمات الإرهابية الصهيونية أخذت الطابع المؤسسي العسكري منذ نشأتها فهي محمية من أي إدانة، وتمثل ذلك بإطلاق تسمية جيش الدفاع الإسرائيلي على جماعة الهاجاناه عام 1948م، وإدماج الجماعات العسكرية داخل الجيش مثل منظمة اتسل وكاخ وجوش إيمونيم، هذه المنظمات بدأت عملها فور نافذها إلى العالم العربي (لبنان، الأردن)، وفي فلسطين اتخذت المنظمات أسلوب التخريب المتعمد والعبث بالمقدسات الإسلامية، القتل الممنهج لأي قامة فكرية تشكل خطرًا على أمنهم، الاستفزاز المتعمد للشعب الفلسطيني وإخراجه من أرضه وهدم البيوت ، المجازر المستمرة إلى اليوم، مع وجود ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان.  

بعد كل هذا الحديث لايزال المغتصب الصهيوني مستمرًا بجرائمه ومجازره وإرهابه،  فإسرائيل اليوم هي الأم الحاضنة للمنظمات الإرهابية في العالم، إلا أنهم  غير محاسبين وكأنه رفع القلم عنهم بمعرفة مسبقة ومشروعة فشرع بريطانيا كصك غفران كنائسها يمنح العفو، وفيتو أمريكا يمنح الحماية لهم  حتى لا يكتمل تصويت أي قرار لصالح فلسطين ضد محتلها، أصبحنا اليوم للأسف  نتحدث عن حل الدولتين ،وكأننا نقر أن للصهاينة عندنا حق والأغرب أن المحتل يتعجرف علينا ولا يقبل بهذا المقترح، كما أن هنالك من لهم مصالح أن يبقى الوضع كما هو عليه، فإخوة يوسف لازالوا يتكاثرون وهنالك من يطعم جوعهم فاليهود هذه عادتهم فرق تسد فهم أهل  شقاق وفساد.

كما أن الدولة الصهيونية تستغل اليوم أي هجوم ضدها من قبل الفلسطينيين وذلك لتصعده على الإعلام العالمي الداعم لهم، فهم حراسة البوابة لذلك الإعلام، لإظهار الاضطهاد الذي يتعرضون له مما يعطيهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، ورد العدوان، كذلك استعطاف العالم نحوهم، وإظهار المجاهدين بأنهم مجرمو حرب لا حق لهم بالدفاع عن بلدهم ومقدساتهم.

   لكن نفوض الأمر لله ونأمل بمجيء يوم تتحرر به أرض المقدس من دنسهم، فمحادثات السلام لا سلام فيها من الأذى، فالشر متأصل، أما الخطابات السياسية الجوفاء فهي لاتسمن ولا تغني من جوع فقد أرهقت الشعوب، في ظل استعمار يتخذ حلة جديدة طابعها الابتسام وحقوق الإنسان والدعاية الإعلامية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أكاديمية وكاتبة فلسطينية 

مجلة آراء حول الخليج