array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

أصوات قيادي حماس النشاز لم تؤثر على الوحدة الوطنية الفلسطينية غزة تتفاعل مع القدس المحتلة لنصرة الأقصى في أزمته مع الاحتلال

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

منذ اللحظة الأولى لأحداث المسجد الأقصى الأخيرة في مدينة القدس المحتلة، والتي وقعت بتاريخ 14 يوليو الماضي، بعد عملية إطلاق النار والطعن التي نفذها ثلاثة شبان من عائلة جبارين، ضد الشرطة الإسرائيلية في باحات الأقصى، وأدت إلى مقتل شرطيين إسرائيليين، وتبعها إجراءات منها حرمان المقدسيين من الصلاة في المسجد، ومحاولتهم فرض بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة على مداخل الأقصى، إلا أنهم اضطروا للتراجع بعد ثلاثة عشر يومًا من رباط المقدسيين قبالة باب الأسباط، وسط دعم كامل من الكل الفلسطيني على المستويين الرسمي والشعبي ومن بينهم سكان قطاع غزة الذي يعيش ظروفًا صعبة من الحصار الإسرائيلي المستمر لمدة أحد عشر عامًا.
وكان لقطاع غزة موقف ليس بالجديد عليه منذ إعلان الاحتلال حظر دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى يوم الجمعة الذي صادف العملية (14/يوليو)، حيث خرج الغزيون عقب صلاة الجمعة في مسيرات حاشدة جابت جميع محافظات القطاع، رافعين صوتهم عالياً ضد الاحتلال وممارساته، مؤكدينَ أن المسجد الأقصى خطًا أحمر، وأنه لا يمكن القبول بما تنوي الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يترأسها بنيامين نتنياهو، من فرضه على أرض الواقع بالسيطرة على باحات الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني كما حدث في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل سابقاً.
ولعب تفاعل قطاع غزة مع أحداث الأقصى دورًا رئيسيًا في رفع الروح المعنوية لدى المقدسيين وشعروا أنهم ليسوا وحدهم في المعركة، وفي الوقت ذاته كان الأصوات الناشزة التي حاولت النيل من صمودهم والتي أطلقها القيادي في حركة حماس فتحي حماد لذر الرماد في العيون لأنها لا تعبر عن موقف الغزيين الأصيل.
وأكدت الصحافية المقدسية ديالا جويحان لـ "آراء حول الخليج"، أن مشهد قطاع غزة منذ اليوم الأول لأحداث الأقصى أعطى دفعة وقوة معنوية للمرابطين قبالة باب الأسباط، وشعروا أنهم ليسوا لوحدهم في المواجهة، إلى جانب الموقف الرسمي الفلسطيني في الضفة الغربية. ولفتت إلى أن اتهامات القيادي البارز في حركة حماس فتحي حماد للمرابطين بأنهم مستمرون بالرباط من أجل الوجبات الساخنة والمال هي اتهامات لا تمثل أي فلسطيني وعربي غيور على القدس والمقدسات الإسلامية، مؤكدة أن هؤلاء المقدسيين الذين يمثلون رأس الحربة في الدفاع عن مسرى سيدنا محمد الأولى بأن توجه لهم كل الإمكانات لدعم صمودهم لا أن توجه إليهم التهم غير الشريفة كالتي أطلقها "حماد" ومؤيدوه.
وأكدت أن هذه التصريحات أحدثت توترًا في بادئ الأمر إلا أن مشاهد الشارع الغزي أوصلت الصوت الحقيقي تجاه القدس. وأوضحت أن هذا المسؤول الحمساوي حاول تعكير صفو الوحدة الفلسطينية تجاه البوصلة المتمثلة في القدس المحتلة إلا أنها باءت بالفشل بانتصار المقدسيين وإجبارهم الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قراراتها التي أرادت عن تجسدها كأمر واقع.
أشكال التضامن والدعم
وتمثلت أشكال التضامن والدعم الغزي للمقدسيين في معركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي بعدة أوجه، منها، متابعة أحداث اشتباكات الشرطة الإسرائيلية والمقدسيين، والصلوات الخمسة على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر والواتساب والانستغرام، ونشر مشاهد مؤثرة للمقدسيين مسلمين ومسيحيين مترابطين ومتوحدين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وحظيت بتعاطف كبير. كما تابعوا الأخبار أولاً بأول ونشر الصور ونشر البوستات والتغريدات المؤيدة والداعمة لصمودهم قبالة بوابات الأقصى.
كما أعلنت الإذاعات المحلية حالة الطوارئ وفتحت موجاتها لدعم القدس والأقصى والمقدسيين عبر موجات مفتوحة مع المواطنين، وكان أبرزها إذاعة صوت القدس التي يصل أثيرها إلى القدس والضفة الغربية من قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أشار مدير البرامج في إذاعة القدس هاني مطر لـ "آراء حول الخليج"، أن تجميد الإذاعة خطتها البرامجية مع أحداث الأقصى هو واجب وطني وأخلاقي وديني، لأن صوت المواطن الغزي الداعم لأخيه المقدسي يزيد من عزيمته وإصراره على الرباط في مواجهة الاحتلال، موضحًا أن الموجات المفتوحة بين غزة والقدس كان لها أثرها وحاول الاحتلال التشويش على الإذاعة لكي لا يصل صوت الغزي للمرابطين.
كما توجه الغزيون للاحتكاك بجيش الاحتلال على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، معبرين عن غضبهم لما يجري في القدس من إجراءات إسرائيلية، وهو ما أدى إلى إصابة عشرات الشبان بالرصاص الحي والمطاطي.
ودشن شبانٌ غزيون عددًا كبيرًا من الهاشتاجات نصرة للأقصى، ومساندة للمقدسيين، وتصدرت الهاشتاجات في حينها مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفردت الصحف المحلية صفحات وملاحق للحديث عن القدس والمقدسيين، ولم تترك شاردة ولا واردة إلا تحدثت بها من خلال تقارير معمقة.
في السياق ذاته، تفاعل رجال الرأي والدين والسياسة مع أحداث القدس بشكل منقطع النظير، إذ تداعوا إلى وسائل التواصل، والمحطات التلفزيونية، والإذاعات المحلية، ووجهوا العديد من الرسائل إلى الأمة العربية والإسلامية لمناصرة المقدسيين، وكان لمناشداتهم أثر كبير في عدد من المظاهرات التي خرجت في العالم العربي والإسلامي والدول الغربية.
ولم يتوقف تضامن أهل غزة مع القدس عند المشاركة بالكلمة، والدعاء، والوقفات الشعبية، والمسيرات الجماهيرية، إذ تخطاه إلى التبرع بالمال لصالح المقدسيين، إذ تبرع عدد كبير منهم بالمال لصالح القدس والمقدسيين.
ونُظمتْ عدد من الحملات في قطاع غزة حثت الموظفين للتبرع بيوم عمل لأجل القدس، ولاقت حملات التبرع استحسان الغزيين، على الرغم من الواقع الاقتصادي الصعب للمدينة المحاصرة منذ 10 سنوات.
وفي سياق التضامن المادي، تبرعت إحدى الصحف المحلية الصادرة في قطاع غزة بمخصص يوم عمل من رواتب موظفيها تضامنًا مع المسجد الأقصى.
مدير تحرير صحيفة الاستقلال التي تصدر من غزة، توفيق السيد سليم أكد في تصريح له، على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا من أجل دعم ومساندة أهالي القدس والمصلين في المسجد الأقصى، ومواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض واقع جديد في المدينة المقدسة.
واعتبر الشقاقي، أن التبرع براتب يوم عمل لموظفي الجريدة، هي خطوة خجولة إزاء ما يقدمه أهالي القدس من تضحيات جسام، نصرة للمسجد الأقصى ورفضًا للبوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال على أبوابه، ولكنها في الوقت ذاته رسالة للجميع أن شعبنا لا يقبل المساس بالمسجد الأقصى وإغلاق أبوابه أو فرض إجراءات أمنية إسرائيلية عليه.
مساجد غزة هي الأخرى تميزت بالتعاطي مع ما يجري في القدس، وتفاعلت مع الأحداث من خلال مشاركتها بالدعاء والقنوت لله عز وجل بأن ينصر الأقصى والمقدسيين المرابطين، وأقيمت في بعض المساجد في قطاع غزة صلاة القيام تضرعًا لله لتحرير الأقصى من الإسرائيليين.
كذلك تزينت المساجد بصورٍ للمسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة، واُفردت مساحات كبيرة داخل المساجد للحديث عن تاريخ المسجد الأقصى، وجغرافية المدينة المقدسة، وموقع المسجد من الدين الإسلامي.
المسيحيون جنبًا إلى جنب مع المسلمين
لم تكن المساجد في قطاع غزة وحدها هي من تدعوا الله لنصر المدينة المكلومة، إذ أقيمت العديد من الصلوات في كنائس قطاع غزة، وتحدث رجال الدين المسيحيين عن القدس وتشاركوا مع المسلمين في غزة لمناصرة المقدسيين.
وأشاد الفلسطينيون في القطاع بالوقفة التاريخية لسكان القدس في مواجهة جميع إجراءات الاحتلال بكل قوة، رغم محاولات قمعهم من قبل قوات الاحتلال التي حوَّلت المسجد الأقصى ومحيطه إلى ثكنة عسكرية في محاولة لفرض إجراءات ووقائع تهدفُ إلى السيطرة على المسجد والمقدسات بالمدينة.
جمعة سلامة - من قطاع غزة- النائب الأول لرئيس الهيأة الإسلامية العليا للقدس: قال "إن موقف أهالي المدينة المقدسية الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات أمام المحتل المتغطرس، أثبتوا أنهم إلى جانب أهلنا من فلسطينيي الداخل، على قدر المسؤولية، وأنهم يستحقون هذا الشرف الذي تحدث عنه النبي صلي الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة حول القدس والأقصى".
وأضاف سلامة حينها، " إن هذه المواقف المشرفة للمقدسيين والأشقاء في الداخل المحتل هي صفحة مشرقة تنضم إلى الصفحات المشرقة لنضالات شعبنا عبر التاريخ"، وأنها قد علمت المحتل درسًا بأن إجراءاته الظالمة لن تمر على الشعب، ولن يوافق عليها إطلاقًا وفي طليعته الفئة المؤمنة في المدينة المقدسة التي لا تقبل بأي إجراءات للاحتلال، فالقدس إسلامية، والمسجد الأقصى إسلامي خالص ليس لليهود فيه أي حق، وصاحب السيادة عليه هي الأوقاف ولا يجوز للمحتل أن يتدخل في أي أمر من أمور المسجد".
أزمات غزة ذابت في أحداث الأقصى
ورغم أن غزة مثقلة بالأزمات من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي وفقر ومياه وبطالة واغلاقات، إلا أن جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، نسوا كل هذه الأزمات وكان صوتهم في كل مكان عن القدس والأقصى والمقدسيين، وإيمانهم بأن النصر هو حليف المرابطين رغم كل الإجراءات الإسرائيلية.
وخلال الثلاثة عشر يومًا كانت القدس هي العنوان للجميع حتى المناكفات السياسية بين مختلف الفصائل ذابت مع ذوبان الحديث عن الأزمات، باستثناء ذلك الصوت للقيادي في حماس فتحي حماس الذي حاول أن يحرف البوصلة وباءت محاولاته بالفشل.
وفي يوم الخميس، 27 يوليو 2017 م، كان قطاع غزة على موعدٍ مع فرحٍ كبير، إذ تواردت الأنباء من المدينة المقدسة أن قوات الاحتلال أزالت البوابات الالكترونية والأعمدة التي نصبتها على مداخل المسجد الأقصى المبارك لقرابة الأسبوعين، وبذلك تمكَّنَ المقدسيون من تسجيل انتصارٍ في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
حالةٌ من الفرح العام سادت أوساط أهالي قطاع غزة، على إثر الانتصار الذي تحقق على الاحتلال وجبروته، ووزعت الحلوى على مفترقات الطرق، وأقيمت صلوات الشكر في المساجد والكنائس، وخرج المواطنون بمسيرات عفوية تعبيرًا عن فرحتهم بالانتصار الذي وصفوه بـ"الكبير"، ليجسدوا مشهدًا طال انتظاره وهو مشهد الوحدة الفلسطينية وطي صفقة انقسام لازال مستمرًا منذ أحد عشر عاماً.

مجلة آراء حول الخليج