array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

بالفلاح نسعى.. وبالقدس نرقى.. أهل القدس شرابهم وطعامهم التكبير والتهليل والتسبيح وشيخهم وقسيسهم جنبًا إلى جنب

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

وفي زحمة الآهات أشرقت الابتسامات، وفرحت النفوس، وارتقت الهمم، فكان للفلاح بصمات، ولرئيسها كلمات مؤثرات، بات عاكفًا على رعايتهم والسعي لمناصرتهم، هو هناك وهم على باب الأسباط، ما منعه الحضور سوى الاحتلال.

إن العمل للقدس ليس كأي عمل، والسعي لنصرتها لا يثبت فيه إلا الموفق التقي، فعلى عتبات المسجد الأقصى المبارك تُكشف النوايا وتظهر الخفيات، وتبان الغايات.

في خضم الأحداث، التي عصفت بالعاصمة المقدسة ومسجدها المبارك، كان أهلها والمرابطين فيه على أبواب المسجد معتكفون، تلهج ألسنتهم بالدعاء بكلمة واحدة لا ثانية لها (يا الله) كانت كافية لتهز أركان كيان الاحتلال، وتقلق خططهم، وتنصر المستضعفين المرابطين على أبواب المسجد الأقصى المبارك.

شرابهم وأكلهم ما هو سوى تكبير وتهليل وتسبيح، افترشوا الأرض والتحفوا السماء، كان شيخهم وقسيسهم جنبًا إلى جنب، منع الأذان من على مآذن المسجد فصدع من على كنائس القدس.

انطلقت قوافل المصلين، وتبعتهم حافلات المرابطين، ليشدوا عضض إخوانهم هناك على باب الأسباط والعامود وحطة، فكان لجمعية الفلاح الخيرية بفلسطين فضل بعد الله في رعايتهم ونقلهم، وكان اسمها له نصيب من نشاطها وعملها الخيري الذي ما انحاز إلا للشعب ومقدساته.

كانت الفلاح أول من لبت نداء الأقصى، وأغاثت أهله، فمنذ تأسيسها وهي تُعلي هرم بصماتها في نصرته، ففي محنته التي عاشها في شهر تموز المنصرم، سيرت حافلات المرابطين وقدمت إفطار للصائمين، وصيانة لمرافق المسجد الأقصى المبارك تعاونًا مع الأوقاف والمؤسسات والأفراد إحساسًا منها بثقل الأمانة التي ألقيت على عاتقها، وليست كغيرها من مؤسسات تعمل للقدس، فهي حريصة على الحفاظ على النسيج الاجتماعي والوطني فيها، وتوافقًا مع السياسة العامة الوطنية للحفاظ عليها عاصمة لدولة فلسطين.

حين تعلو الهمة لا ترضى إلا بالقمة، ومن رضي بالدون دني، ومن جد وجد، ارتقت همة رئيسها الدكتور رمضان طنبورة حتى جابت بلاد العرب، والغرب، يسرد قصتها الجميلة، ويرسم خريطتها الذهبية المكتسية شعاعها من قبة الصخرة المشرفة، حديثه عن أهلها وأزقتها، وحاراتها، يسمر بها مع أهل الخير، ويشرح لهم معاني صمودها، ورباط أهلها، يشدو عن سهولها وهضابها، وكأنه يعيش فيها ويقطن بلدتها القديمة.

يتصل كثيرًا ويسأل عما يمكنه تقديمه فأهل الخير ينتظرون تفاصيله واخباره وصوره التي دائمًا تنقل لهم حقيقة ما يجري، وما يحدث.

تتدفق كلماته الحانية، وعباراته الراقية، وهمته العالية، لتزيد من صمود المرابطين، وتربط على قلوبهم بأن أهل الخير معهم.

صدحت التكبيرات على أبواب المسجد الأقصى المبارك وفتحت الأبواب الخشبية وأزيلت كل أشكال القمع التي نصبت لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني الذي سعى له الاحتلال، فكانت الفلاح أولى الجمعيات التي رابطت مع القدس، فتجدها تتفنن في تنوع خدماتها، ومشاريعها واعمالها لإغاثة أهلها ونصرة مسجدها المبارك.

الفرح لا يقتصر على وجبة طعام لفقير، ولا كسوة عيد ليتيم، ولا حافلة للمرابطين تسير، بل هي استمرارية العطاء، وإغاثة الضعفاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* عضو الهيأة الإسلامية العليا بالقدس

مجلة آراء حول الخليج