array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

تروج إسرائيل للكيانات الثلاث: دولة إسرائيل والسلطة وحكومة دحلان في غزة مصر تركز على 3 تصورات تجاه قضية فلسطين: المصالحة المفاوضات البعد الإنساني

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

جددت التطورات الخاصة بالمسجد الأقصى المناقشات في الدوائر السياسية والأكاديمية حول حجم الاهتمام العربي خاصة المصري بالقضية الفلسطينية وبجهود تسويتها، لاسيما في ظل توقف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية منذ أبريل 2014م.

وبدأت تلك التطورات منذ نهاية يوليو الماضي مع قيام إسرائيل بوضع أجهزة فحص معادن على مداخل المسجد الأقصى وتشديد الإجراءات الأمنية[1]، وقد أثارت هذه التطورات قضية ملكية المسجد الأقصى وتبعية القدس، وهي من بين القضايا الخلافية التي تتم مناقشتها في مفاوضات السلام.[2]

وتأتي هذه التطورات في ظل تغير خريطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، فعلى سبيل المثال يشير معهد أبحاث القدس إلى أن عدد المستوطنين في القدس الشرقية تضاعف مرتين منذ 1967م، حيث ارتفع من 197700 إلى 542000 يهودي ينتشرون في شرق وغرب القدس،[3] على نحو يعزز الواقع الجديد الذي تسعى السلطات الإسرائيلية لوضعه في الاعتبار عند الحديث عن الدولة الفلسطينية، وهو أمر ترفضه مصر والدول العربية، حيث تتمسك بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967م.

تتمتع القضية الفلسطينية بأهمية مركزية في التوجهات الخارجية للدولة المصرية، فهي من بين القضايا الرئيسية التي تبنت تجاهها سياسة ثابتة منذ عقود، وذلك رغم تعقد المرحلة الانتقالية التي تمر بها منذ ثورة 2011م، والتي أثرت بصورة كبيرة على نشاط السياسة الخارجية المصرية.[4]

وهناك تصور ثابت في الدوائر المصرية يرى أن استمرار تعثر تسوية القضية الفلسطينية سبب في عدم الاستقرار في المنطقة، واتساقًا مع هذا التصور صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه " جوهر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط"،[5] وصرح كذلك بأن "قضية السلام ستظل هي الأهم والأخطر على مستقبل المنطقة". [6]

كما تعد القضية الفلسطينية وفق تعبير وزير الخارجية سامح شكري "سببًا رئيسيًا في حالة الاضطراب التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط وعائقًا أساسيًا أمام شعوبها لكي يوحدوا جهودهم من أجل تحقيق الهدف الأهم وهو تحقيق التنمية والرخاء لكافة شعوبها بلا استثناء، كما مثل ذلك وقودًا للإرهاب ليس فقط في منطقتنا بل في العالم أسره"[7].

وتقوم التصورات المصرية، كما تنعكس في التصريحات الرسمية لكل من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية على أن القضية الفلسطينية تتضمن ثلاثة أبعاد رئيسية، الأول يتعلق بتحقيق المصالحة الفلسطينية، والثاني خاص بالمفاوضات مع إسرائيل في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والثالث يتعلق بالبعد الإنساني. ويلاحظ أن اهتمام مصر بهذه الأبعاد يتم بصورة متوازية، وسيتم تحليل كل منها على حدة. 

-محورية تحقيق المصالحة الوطنية:

تهتم مصر بصورة ملحوظة بتحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، على نحو ينهي حالة الانقسام السياسي والجغرافي الموجودة حاليًا، والتي تؤثر بصورة كبيرة على الأوضاع الأمنية في القطاع وعلى الأمن القومي المصري.[8]

ويلاحظ أنه رغم توتر العلاقات بين حماس ومصر في الفترة التالية على ثورة 2013م، بسبب الاتهامات التي وجهت لحماس لتورطها في عدد من العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر بعد فض اعتصامي جماعة الأخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013م، فضلا عن قضيتي التخابر واقتحام السجون أثناء ثورة 25 يناير 2011م، والتي اتهم فيها عدد من قيادات جماعة الإخوان في مصر[9]،  إلا أن مصر تظل مصدرًا مهمًا للشرعية الإقليمية لحركة حماس، لأنها لا تقتصر على شرعية "دبلوماسية"، وإنما تترجم لسياسات فعلية تدعم سلطة حماس في القطاع، لاسيما فيما يتعلق بتسهيل المرور عبر معبر رفح والذي يعد منفذًا مهمًا للقطاع الذي تسيطر عليه حماس. حيث تعد مصر وفق تقرير المجموعة الدولية للأزمات، "الشريك الطبيعي لحماس أكثر من إيران وحتى من سوريا الأسد"، وذلك بالنظر إلى قربها الجغرافي من غزة، وتحكمها في معبر رفح، وغيره[10].

كما ظلت مصر حريصة على الاحتفاظ بقنوات اتصال مع حركة حماس، حتى في ظل مراحل التوتر في العلاقات معها، من أجل الاحتفاظ بفرص تجديد مسار المصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، خاصة وأن المصالحة مرتبطة بعدة قضايا فرعية، منها الترتيبات الأمنية في قطاع غزة والتي لم يتم تنفيذ ما ورد بخصوصها في اتفاق الشاطئ 2014م، الذي أسس لحكومة التوافق الموجودة حاليًا، ومستوى تمثيل حركة حماس في منظمات السلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك قضية من الذي سيخلف محمود عباس في رئاسته للسلطة. 

وفي هذا السياق، التقت السلطات المصرية وفدًا من حركة حماس في مارس 2016م، في زيارة وصفها موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها ورئيس الوفد بـ "أنها فتحت صفحة جديدة، وخطاب مودة مع الأشقاء في مصر".[11]كما قام هنية بزيارة للقاهرة في 23 يناير 2017م، حين كان نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة، وكان هدف الزيارة مناقشة أربع قضايا هي إنهاء الخلافات الثنائية بين حماس والقاهرة، ورفع الحصار عن القطاع عبر فتح معبر رفح لفترات أطول، وإمكانية تحويل معبر رفح إلى منطقة اقتصادية حرة، والمصالحة الفلسطينية، وتحدث إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في القطاع بعد المحادثات عن "عهد جديد تمامًا بين حماس والقاهرة".[12]

 وفي هذا الإطار، طرح الرئيس السيسي مبادرة في 6 أغسطس 2017م، تألفت من ستة بنود هي حل اللجنة الإدارية الحكومية التي شكلتها حماس ونالت الثقة من المجلس التشريعي الذي لا يحضر جلساته في غزة سوى نواب الحركة من القطاع، وأن يلغي رئيس السلطة محمود عباس كل إجراءاته وقراراته العقابية ضد حماس من دون استثناء، و تمكين حكومة التوافق من العمل بحرية في القطاع، و حل مشكلة موظفي حماس واستيعابهم ضمن الجهاز الحكومي، و تنظيم انتخابات عامة فلسطينية، و دعوة القاهرة كل الأطراف الفلسطينية إلى حوار شامل للبحث في سبل إنهاء الانقسام نهائيًا. [13]

وقد وافقت حماس على المبادرة دون تحفظ، لاسيما وأنها طرحت بعد أن أعلنت الحركة عنإعادة النظر في وثيقتها التأسيسية في أبريل 2017[14]. بينما اتجهت السلطة الوطنية بعد موافقتها على المبادرة المصرية لطرح مبادرة بديلة تضمنت بعض ما ورد في المبادرة المصرية، وتضمنت حل اللجنة الإدارية الحكومية، وتمكين حكومة التوافق الوطني التي شُكلت في يونيو عام 2014م، ولم تتمكن من العمل في القطاع حتى الآن، باستثناء تمويل قطاعات مثل الصحة والتعليم وغيرها، من دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع الذي تسيطر عليه حماس، وتنظيم انتخابات عامة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني تنفيذًا لاتفاقات سابقة بين حماس وفتح، آخرها اتفاق بيروت في فبراير 2017م.

 

-مفاوضات السلام: حكومة واحدة أم حكومتان؟

تعد مساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية حجر الزاوية في السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وذلك استنادًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومنها القرارين رقم 242 و194، وكذلك بما يتفق مع ما ورد في المبادرة العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2002 م، والتي تعد مرجعية رئيسية تستند إليها مصر في سياساتها تجاه القضية الفلسطينية.

وتنص تلك المبادرة على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967م، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. وفي حال التزام إسرائيل بتحقيق ذلك، تقوم الدول العربية باعتبار النزاع العربي-الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وبإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل، وبضمان رفض كل أشكال التوطين ؛ الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

 واتساقًا مع هذا التوجه، أطلقت مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في يونيو 2014م، عددًا من المبادرات الخاصة بتحريك محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فعلى سبيل المثال وجه الرئيس السيسي في مايو 2016م، أثناء افتتاحه عددًا من المشروعات القومية في أسيوط دعوة للجانبين لاستئناف محادثات السلام استنادًا لمبادرة السلام العربية، مع تشديده على "ضرورة العمل على اتخاذ خطوات بناءة لإنهاء الاستيطان الإسرائيلي وبدء مفاوضات الوضع النهائي، مع التوقف عن الأعمال التي تضر بالتراث العربي في القدس الشريف"[15].

وأثناء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل في يوليو 2016م، تحدث عن أن الزيارة "تأتى فى إطار جهد مصرى نابع من شعور بالمسؤولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولاسيما الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين عانا لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموى البغيض. وتأتى الزيارة فى إطار الرؤية التى عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في السابع عشر من مايو الماضى لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ووضع حد نهائي لهذا الصراع الطويل. فهذا الإنجاز إذا تحقق سيكون له أثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط، واستعداد مصر للإسهام بفاعلية فى تحقيق هذا الهدف استنادًا إلى تجربتها التاريخية فى تحقيق السلام والثقة التي تحظى بها كداعمة للاستقرار ونصير لمبادئ العدالة. وتقدر مصر الثقة التى يوليها الطرفان والمجتمع الدولي فيها نتيجة التزامها بالسلام والاستقرار والعدالة".

وتنفتح مصر أيضًا على كل الجهود الدولية التي يتم بذلها من أجل تحريك المفاوضات، خاصة الجهود الفرنسية والأمريكية. حيث حرصت مصر على المشاركة في مؤتمر السلام الذي دعت له فرنسا في يناير 2017م. كما تنفتح على جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبحث سبل إحياء المفاوضات، وفي هذا الإطار التقى الرئيس السيسي ووزير الخارجية جارد كوشنر الذي بدأ جولة في منطقة الشرق الأوسط نهاية أغسطس 2017م، من أجل استكشاف فرص إحياء المفاوضات[16]في إطار رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقضية والتي أطلق عليها اسم "الصفقة الكبرى" ultimate deal ولكن دون ذكر تفاصيل محددة.[17]

وفي حين تتمسك مصر بحل الدولتين، فإنها ترى أن هذه المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي التي ستحدد شكل الدولة الفلسطينية. في حين تسعى إسرائيل لاستباق هذه المحادثات من خلال طرح مبادرات محددة تتضمن رؤيتها لشكل الدولة، فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تفاصيل ما يعرف بمبادرة السلام الإسرائيلية، والتي تشمل وفق الصحيفة "تشكيل كيان فلسطيني مستقر ومزدهر يُؤَمَّن عبر التزامات دولية، عن طريق تشكيل اتحاد كونفيدرالي مع مصر والأردن، واعتراف العرب بدولة إسرائيل التي ستكون القدس عاصمتها، وضمان الغالبية اليهودية الثابتة من طريق الانفصال الديموغرافي عن الفلسطينيين، مع فرض السيادة الإسرائيلية على جزء كبير من أراضي الضفة الغربية، وتجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها بفضل دعم دولي شامل"[18].

وفي ظل استمرار الانقسام الفلسطيني، تسعى إسرائيل للترويج لفكرة الكيانات الثلاث، دولة إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، وحكومة ثالثة في قطاع غزة يرأسها محمد دحلان، ويأتي الحديث عن هذه الأخيرة مع عودة محمد دحلان للمشهد السياسي بتنسيق مع القيادات الجديدة في حركة حماس، وكان دحلان قد استبعد من قيادات حركة فتح بناء على رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.[19]

ولا توجد معلومات مؤكدة حول هذا المشروع، ولكن نشر موقع بي بي سي عربي تقريرًا يتحدث عن تنسيق بين حماس ومحمد دحلان ومصر من أجل حل الأزمات المعيشية التي يمر بها القطاع بالاعتماد على مصر،[20] وفي هذا الإطار التقى دحلان في 24 يونيو 2017 م، وفدًا من حماس في القاهرة وكان يرأس الوفد يحيى السنوار القائد الجديد لحماس في القطاع[21].

كما أعلن الدكتور فايز أبو شمالة أحد المقربين من دحلان عن وجود مذكرة تفاهم سيتم توقيعها من قبل مصر وحماس ومحمد دحلان، بهدف ترتيب الأمور بقطاع غزة، مشيرًا إلى أنها "تقضي بعدم تفكيك لجنة إدارة شؤون القطاع التي شكلتها حماس، مع الإبقاء على ملف الأمن ووزارة الداخلية بالكامل مع حركة حماس، وسيتولى دحلان السياسة الخارجية والدبلوماسية، ويحشد التمويل والدعم الدبلوماسي والسياسي للحالة الجديدة في قطاع غزة"، كما تحدث عن الاتفاق على "تشكيل لجنة مشتركة بين حماس ودحلان لإدارة الجانب الفلسطيني لمعبر رفح البري، فيما يشرف فريق خاص تابع لدحلان على المعابر الإسرائيلية، ويدير العلاقة مع إسرائيل لتسيير حياة الناس في غزة".

-الاهتمام بالبعد الإنساني:

تدرك مصر أن استمرار تعثر جهود المصالحة الفلسطينية وكذلك جهود تسوية القضية الفلسطينية، يؤثر على الوضع الإنساني في قطاع غزة، خاصة في ظل تجدد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد القطاع واستمرارها في حصاره، وكذلك بعد تدمير الأنفاق بين الأراضي المصرية والقطاع والتي كان يستفيد منها القطاع اقتصاديًا وإنسانيًا. ولا يوجد اتفاق بين المصادر المختلفة المعنية بهذه القضية على عدد الأنفاق التي دمرت، فاستنادًا للأرقام المعلنة من قبل رئيس قوات حرس الحدود المصرية أحمد إبراهيم، بلغ عدد الأنفاق التي دمرت منذ يناير 2011م، وحتى 4 أكتوبر 2013م، عدد 1055 نفقًا، وخلال العام 2013م، بلغ عدد ما دمر من أنفاق 793 نفقًا[22].  

وتهتم مصر بصورة كبيرة بالجانب الإنساني وتسعى للموازنة بينه وبين اعتبارات الأمن القومي المصري من خلال تنظيم المرور في معبر رفح، وفي هذا الإطار تراعي اعتبارات لم الشمل والحالات الإنسانية الحرجة في تمكين الفلسطينيين من العبور عبر المعبر إلى الأراضي المصرية، كما تقدم تسهيلات للحجاج الفلسطينيين في موسم الحج، فعلى سبيل المثال سمحت بعبور أكثر من 1000 حاج فلسطيني عبر رفح من أجل السفر للسعودية.[23]

وإلى جانب معبر رفح، يعتمد سكان القطاع على معبر إيريز الذي تتحكم فيه السلطات الإسرائيلية، والتي قامت بخفض عدد التصريحات الممنوحة لسكان القطاع للعبور من خلاله إلى 55% خلال النصف الأول من عام 2017م، مقارنة بتلك التي كانت تمنح خلال العام 2016م.[24]

 وقد حرص الرئيس السيسي على توضيح السياسة المصرية في التعامل مع معبر رفح، حيث صرح في حديثه مع قناة سكاي نيوز بأن المعبر " داخل الأراضي المصرية في سيناء ، ولابد أن نعترف أن الموقف الأمني فى سيناء كان حاكمًا خلال الشهور التي مضت ، لأن في الآخر المواطن الفلسطيني الذي سيعبر من رفح ويدخل الأراضي المصرية سيكون تأمينه وأمنه مسؤوليتنا في مصر ، ثانيًا ، هناك معابر أخرى موجودة تربط قطاع غزة مع إسرائيل، وبالتالي لا نريد أن نغفل هذا، لابد أن لا نغفل عن أنه لابد أن يوجد التزام من جانب إسرائيل تجاه قطاع غزة ، بمعنى أنه لا ينبغي أن ينصب كل الأمر والحديث كله فقط على معبر رفح، ومع ذلك فنحن وبقدر الإمكان كلما كانت الظروف الأمنية مستقرة في سيناء نقوم بفتح معبر رفح "[25].

يتمتع دور مصر في تسوية القضية الفلسطينية بأهمية تاريخية، وهو ما يجعلها طرف لا يمكن تجاهله أو استبعاده في أي جهود إقليمية أو دولية جادة لمعالجة أي من الأبعاد الثلاث للقضية الفلسطينية، وتؤكد مصر دومًا على أن تحقيق هذه التسوية لن يكون بدور منفرد لأي طرف، وإنما في إطار تعاون إقليمي ودولي، حيث ترى مصر أن تسوية القضية الفلسطينية تتطلب "تكاتف جهود دول المنطقة والمجتمع الدولي للتوصل لحل نهائي وشامل للصراع".[26]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*خبير في الأمن الإقليمي ورئيس تحرير دورية بدائل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

 

 

 

 

[1] " أوقاف القدس: فقدنا السيطرة على الأقصى كاملاً"، موقع جريدة الحياة ، ١٦ يوليو ٢٠١٧:

http://www.alhayat.com/Articles/22919360/%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3--%D9%81%D9%82%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8B

[2]Isabel Kershnerjuly,"Muslims Return to Al Aqsa Mosque to Pray After Israel Removes Security Measures", The NewYork Times, July 27, 2017

[3]"تضاعف عدد المستوطنين في القدس مرتين تقريبًا "، موقع جريدة الشرق الأوسط،  14 مايو 2017:

https://aawsat.com/home/article/925656/%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81-%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7

[4] للمزيد انظر: إيمان رجب، "السياسة الخارجية المصرية من ثورة يناير ٢٠١١ حتى ثورة ٣٠ يونيو 2013"، في : هويدا عدلي(محرر)،  المجلد السياسي التحولات السياسية في مصر منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ حتى 2015- المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، (القاهرة : المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، 2016) ص  570-591.

[5] " كلمة السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (للدورة الـ71)"، موقع الهيأة العامة للاستعلامات، 21 سبتمبر 2016:

http://www.sis.gov.eg/Story/128373?lang=ar

[6]"الجزء الثاني من حوار الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية"، موقع الهيأة العامة للاستعلامات، 17 يناير 2017:

http://www.sis.gov.eg/Story/133417?lang=ar

[7] " كلمة السيد وزير الخارجية في مؤتمر باريس للسلام"، موقع وزارة الخارجية المصرية، 15 يناير 2017:

http://www.mfa.gov.eg/Arabic/Minister/Articles/Pages/ArticleInterviewDetails.aspx?Source=1d5b0202-c337-4794-ab10-342893d069e1&articleID=10d6a116-044d-4af9-9d4e-a36e122b1a00

[8]للمزيد انظر: محمد ابراهيم، "لن يهنأ لها بال حتى بزوغ الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ثوابت مصرية في القضية الفلسطينية "، جريدة المصور، 11 أغسطس 2017.

[9] " حظرأنشطةحماسفيمصر "،جريدة الأهرام، 5 مارس 2013.

[10]المجموعة الدولية للأزمات، "المصالحة الفلسطينية: تحرك لكن مراوحة في المكان"، تقرير الشرق الأوسط رقم 110، يوليو 2011 ، ص3

[11] محمود الواقع، "رحلة السيسي للبحث عن «سلام دافئ» بين الفلسطينيين والإسرائيليين "، المصري اليوم، 18 مايو 2015.

[12] " إسماعيل هنية يزور مصر لـ"وضع النقط على الحروف".. نائب رئيس المكتب السياسى لحماس يبحث عددًا من الملفات مع مسؤولين مصريين قبيل انتخابه خلفًا لخالد مشعل.. الانفتاح على غزة وتأمين الحدود ومعبر رفح أبرزها"، موقع اليوم السابع، 23 يناير 2017:

http://www.youm7.com/story/2017/1/23/%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%80-%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%81-%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8/3069758

[13] " مبادرة للسيسي تحرّك ملف المصالحة الفلسطينية"، موقع جريدة الحياة ، ٦ أغسطس ٢٠١٧:

http://www.alhayat.com/Articles/23277384/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%83-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9

[14]  سالم حميد، " «حماس».. تخلت عن «الإخوان» أم بدلت جلدها؟!"، موقع جريدة الاتحاد،  7 مايو 2017:

http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=94134

[15] " كلمة السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (للدورة الـ71)"، موقع الهيأة العامة للاستعلامات، 21 سبتمبر 2016:

http://www.sis.gov.eg/Story/128373?lang=ar

[16] "Kushner meets with Egyptian Pres. el-Sisi following US cut to Egyptian aid",Ynet news, August ,23,2017: http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-5006920,00.html

[17]Ibid.

[18] " المبادرة الإسرائيلية لتحقيق «سلام شامل»: اتحاد كونفيديرالي فلسطيني مع مصر والأردن"، موقع جريدة الحياة  ، ٢٨ يونيو 2017:

http://www.alhayat.com/Articles/22583773/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82--%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84---%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86

[19]Ido Zelkovitz," Sanwar and Dahlan: An Egyptian-brokered alliance against Abbas", Ynet news,August 7,2017:

http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-4999659,00.html

[20] " محلل إسرائيلي: بالاتفاق مع مصر وحماس.. دحلان يعيد ترتيب الأوضاع في غزة"، موقع مصر العربية، 14 يونيو 2017:

http://www.masralarabia.com/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A9/1444947-%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A--%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3--%D8%AF%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9

[21]  " مصر "تزود قطاع غزة بالسولار""، موقع بي بي سي عربي، 20 يونيو 2017:

http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40343125

[22] See: "Egypt destroyed 1055 Gaza tunnels since January 2011: Army official", Ahram online, Oct. 4, 2013; "Egypt: We've destroyed 1,370 tunnels into Gaza", Haaretz, March  12, 2014

[23] Adam Rasgon, "Egypt Opens Rafah Crossing For First Time In Three Months",  Jerusalem Post,  August 15, 2017:

http://www.jpost.com/Israel-News/Egypt-opens-Rafah-crossing-for-first-time-in-three-months-502518

[24] Adam Rasgon, "Egypt Opens Rafah Crossing For First Time In Three Months",  Jerusalem Post,  August 15, 2017:

http://www.jpost.com/Israel-News/Egypt-opens-Rafah-crossing-for-first-time-in-three-months-502518

[25] " حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحطة سكاي نيوز"، موقع الهيأة العامة للاستعلامات، 18 يناير 2015:

http://www.sis.gov.eg/Story/100175?lang=ar

[26] " كلمة السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (للدورة الـ71)"، موقع الهيأة العامة للاستعلامات، 21 سبتمبر 2016:

http://www.sis.gov.eg/Story/128373?lang=ar

مقالات لنفس الكاتب