array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 131

مستقبل العالم: عصر الآلة ما بعد الثورة الرابعة

الأربعاء، 06 حزيران/يونيو 2018

إن المنظمات العربية والإسلامية والدولية نشأت بشكل أساسي لتشجيع التعاون الدولي في جميع المجالات كما أن التطورات التي يشهدها العالم ستزيد من أهمية الدور الذي تضطلع به هذه المنظمات في صناعة الاستقرار وتعزيز الحوار والتعايش ومد جسور التفاهم بين أتباع مختلف الديانات والثقافات ومن تلك المتغيرات التي يتطلب من المنظمات الإقليمية والإسلامية والدولية التعاون والتنسيق فيما بينها هو ما يعرف بالثورة الرابعة ومن أهم ملامحها:

1-أنها سريعة وغير مسبوقة مقارنة بالثورات الصناعية السابقة والتي ستشمل مجالات متنوعة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الخاصة بتخزين الطاقة والتكنولوجيا الحيوية وترتكز على غلبة التكنولوجيا والآلة في الصناعة والتقليل من عدد الأيدي العاملة وتضاؤل الدور البشري.

2 -ستنعكس بشكل كبير على المجتمعات البشرية ومن ضمنها منظومة القيم والهويات مما يتطلب أن تكون هناك رؤية استراتيجية مشتركة حول التعامل مع مستقبل التكنولوجيا من ناحية الفرص والمخاطر فقد لا ترغب بعض الدول والمنظمات أن تكون محمية بالطرق التي تريدها الدول التي تمتلك تلك التكنولوجيا مما قد يؤدي إلى حدوث رد فعل غير مناسب.

3-إن الصراع بين الإنسان والآلة لا يتعلق بالتنبؤات بل بالاحتمالات أن تتكون سلطة عالمية غير عادلة وتتعارض مع مبادئ المساواة في مجال العلاقات الدولية بين الدول وبين المنظمات الدولية إضافة إلى تغييب العوامل الأخرى مثل الديمقراطية والاعتمادية الاقتصادية المتبادلة وحقوق الإنسان والحريات والعدالة ... الخ.

4-إن النقلة التكنولوجية ستشمل جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية والتعليمية وبالتالي التأثير على الهياكل الاجتماعية التي ستكون أكثر عرضه للتحولات فالفرد والمجتمع هو الذي أوجد للآلة المعنى والقيمة وهو ما يتطلب أن تكون تلك التحولات أكثر مراعاة للسياق الاجتماعي واللغة والدين والنسق الحضاري فالفوضى قد تحدث نزاعات وحروبًا وبالتالي ظهور أشكال أخرى من التفاعلات الدولية وهو ما يلقي الضوء على طبيعة العلاقة بين المعرفة والقوة.

التوقعات المستقبلية للثورة الصناعية الرابعة:

1-إن الحياة ستكون متصلة بشكل دائم مع التقنية.

2-خفض التكاليف وزيادة الجودة.

3-انتشار الروباتات بشكل واسع وقد يتم الاستغناء عن ملايين الوظائف.

4-توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

5-الاعتماد على الآلة بشكل كبير في المجالات العلمية والطبية.

6-إن تطور استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب وتأثيراته في الأسلحة الحديثة قد تتجاوز استخداماته مجال المنظومات الدفاعية البحرية والطائرات بدون طيار.

7-تغير في نمط العلاقات الدولية ومدى قدرة الدول على صنع السياسات من خلال الفواعل العابرة للحدود والتي قد تفوق صلاحية الدول والمنظمات وسيطرتهم ونطاق رؤيتهم.

8-نشوء قضايا جديدة من حيث نطاقها وحجمها وتنوع أساليبها مثل (المناخ، الأوبئة، التكنولوجي، الإرهاب) وما سينتج عنها من تطوير مؤسسات دولية حديثة لم تكن موجودة من قبل في السياسة العالمية.

9-عدم قدرة الدول على الحوكمة الاقتصادية سينتج عنه قدرة رؤوس الأموال على الانتقال من دولة إلى دولة أخرى مما سيعزز من قوة المال مقارنة بالدولة وهي تحديات لا يمكن تجاهلها.

التوصيات لمواجهة التغيرات وانعكاساتها:

1-وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع المتغيرات الجديدة مما يوجب العمل من خلال أدوات وأساليب حديثة.

2-تعزيز مفهوم الأمن الجماعي المشترك وحل الخلافات البينية بشكل نهائي.

3-التأكيد على الهوية الوطنية والانتماء الحضاري بمعناه الشامل وحمايته من الاضمحلال في ظل الثورة الصناعية الغير مسبوقة مما يتطلب مراجعة شاملة للسياسات الإعلامية والسياسات التعليمية والثقافية.

4-إعداد كوادر متخصصة والاستثمار في رأس المال البشري لخلق بيئة مناسبة لقيام تنمية مستدامة.

5-التركيز على الإصلاح المؤسساتي لاستيعاب التطور المتسارع على كل الأصعدة.

6 الاستفادة من الوفورات المالية والاقتصادية لخلق مناخ إيجابي لمواكبة الثورة التكنولوجية.

7-تطوير التعليم في المدارس والجامعات وتشجيع الإبداع والابتكار.

8-عدم اليقين في نتائج التغيرات الإقليمية والدولية المستقبلية يتطلب تنويع الخيارات الأمنية والدفاعية لحماية الأمن القومي.

أخيرًا

يمثل ما ذكرتصورًا مبدئيًا قابل للتطوير يستلزم تركيز الباحثين والمتخصصين في كل فروع المعرفة المختلفة لاستشراف ودراسة أثر الثورة التكنولوجية الكونية على دولنا ومجتمعاتنا.

مجلة آراء حول الخليج