array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 144

شيطان الحرب عام الخليج التعبوي وأزمة الصواريخ والمسيرات والصناعات العسكرية

الإثنين، 02 كانون1/ديسمبر 2019

في 8 مايو2018م، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي لعام 2015م، حيث اعتبره متساهلاً مع طهران؛ وخلافًا لرغبات حلفائه الأوروبيين المتمسكين بالاتفاق، واصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز حملته بممارسة ضغوط قصوى على النظام الإيراني؛ مما خلق مشهدًا تعبويًا عكر صفو أمن الخليج. وعليه أجبرنا على مرافقة شيطان الحرب في تفاصيل عام 2019م، على ضفتي الخليج العربي، لرصد وتتبع ميزان القوى العسكرية عام 2019م، ومن ثم كيف يتجه هذا الميزان في العام المقبل، وما الذي يجب أن تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تصحيح ما بدا من سلبيات، أو تعزيز الإيجابيات.

*بداية صيف الأزمات 2019

         في خضم مرحلة من التوتر اللفظي المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة أكّد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، حيث قال "لكنّنا على استعداد تامّ للردّ على أيّ هجوم، سواء تمّ شنّه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية" من دون أن يحدّد طبيعة التهديدات المنسوبة لطهران. ثم تبعها قرار البنتاغون إرسال قوة نارية جبارة إلى الشرق الأوسط، في رسالة تحذير حازمة لطهران، بعدما تحدثت تقارير استخباراتية أمريكية عن تحضير إيران لمهاجمة مصالح لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وقد تشكلت القوات التي تم حشدها من مجموعة حاملة الطائرات الأميركية "إبراهام لينكولن" التي تضم جناحًا جويًا متقدمًا، إضافة إلى سفينة حربية وأربع مدمرات. وحاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" هي كما يراد لها دبلوماسية من 90 طن من القوة النارية، وكرمز لحزم واشنطن العسكري. تبعها تعزيزات مقاتلة مثل "إف 18"، ومقاتلة لشن هجمات إلكترونية كـ EA-18G وطائرات الإنذار المبكر، فضلاً عن طائرات مروحية من عدة أسراب تنفذ مهامًا مختلفة. وسفينة "ليتي غولف" الحربية المخصصة لإطلاق الصواريخ. كما ضمت المجموعة الأميركية مدمرة "يو إس إس بين بردج" ومدمرة "يو إس إس غونزاليس" و"يو إس إس ميسن" و"يو إس إس نيتز"، وقاذفة القنابل "بي 52" التي بإمكانها تنفيذ مهام مختلفة مثل الهجمات الاستراتيجية ووقف الدعم الجوي وإجراء عمليات حظر جوي [1].

*التعرض للسفن التجارية

       وحين بدأ خنق صادرات النفط الإيرانية، قررت طهران تبني عقيدة قتالية تقول " إن لم نصدر نفطنا فلن يصدر غيرنا نفطه" وبدأت منذ مايو 2019م، أزمة التعرض للسفن التجارية وناقلات النفط قرب مضيق هرمز، وتصاعد التوتر لأعلى مستوياته، بعد أن أعلنت دولة الإمارات، أنّ 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لـ عمليات تخريبية في مياهها الإقليمية في خليج عمان قبالة إيران، وبالقرب من إمارة الفجيرة[2].

* التحالف الدولي لأمن ملاحة الخليج

على إثر تشديد العقوبات الأميركية على طهران وبعد سلسلة من الهجمات على ست ناقلات نفط، وإسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة استطلاع أمريكية، قرب مضيق هرمز تكررت الاعتداءات الإيرانية على سفن مدنية من جنسيات عدة عبرعمليات تخريبية في مياه الخليج ،فبرزت في 9 يوليو 2019م، لأول مرة على لسان رئيس هيأة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد فكرة تشكيل تحالف عسكري دولي لحماية أمن الملاحة البحرية في الخليج العربي ، وشرعت الولايات المتحدة في التواصل مع مسؤولين من 62 دولة، بينها ألمانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية والنرويج ودول أخرى للانضمام للتحالف ومناقشة تشكيله. ويهدف التحالف إلى حماية السفن التجارية وناقلات النفط التي تعبر مضيقي هرمز وباب المندب، إذ ستقوم الولايات المتحدة بمهمات قيادة عمليات المراقبة البحرية والاستطلاع وتوفير سفن حربية لمهمات القيادة والسيطرة. وقد أعلنت بعض الدول مثل أستراليا وبريطانيا ودول الخليج انضمامها إلى التحالف الذي تقوده واشنطن لحماية السفن في منطقة الخليج. وقد كانت ردة الفعل الإيرانية التحذير أكثر من مرة على لسان مسؤولين من أن تأسيس تحالف عسكري بزعم تأمين الملاحة في مضيق هرمز “سيجعل المنطقة غير آمنة”، وأكدت أن حل التوتر يحتاج إلى الحوار وليس إلى تحالف عسكري[3].

*الهجمات الصاروخية 2019

في 2019م، كانت الصواريخ الإيرانية التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن ضد السعودية أكثر من مجرد انتقام من المملكة لقيادتها تحالف عربي ضدهم بهدف استعادة الحكومة اليمنية المنتخبة شرعًا للسلطة، بل محاولة من قبل إيران لإطلاق صراع إقليمي أكبر أو اختبار أداء الصواريخ وكفاءتها ضد أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية الصنع المنتشرة في الخليج. وتحدثت تقارير عدة عن ثلاثة أنواع على الأقل من الصواريخ أطلقت على السعودية، مثل بركان-2 وقاهر-2 وبدر-1، حيث إن لكل قذيفة هدف مختلف. ولتغيير قواعد اللعبة استهدف الحوثيون أهدافًا في العمقين السعودي والإماراتي بطائرات مسيرة، وهو أمر خطير خاصة أن الهجمات وصلت للعمق. كما أن دقة إصابة الأهداف كانت مرتفعة للغاية بما يسمى عامل مضاعفة القوة بالتعبير العسكري، بمعنى أنه بدلاً من إرسال عدة طائرات لتنفيذ مهمة عسكرية يتم إرسال طائرة مسيرة صغيرة تصيب الهدف بدقة وبأقل تكلفة[4]. وإن كان الكثير من المحللين يرون في عمليات الصواريخ والمسيرات على مايبدو أقرب إلى الدعاية منها إلى العمل العسكري ذي التأثير الملموس في مسار الحرب وإمكانية تغيير موازين القوّة فيها وتعديل الأوضاع الميدانية التي نتجت عنها. لقد كان ختام هذه المرحلة في عام 2019م، الهجمات على منشآت أرامكو السعودية في بقيق وهجرة خُرَيص بطائرات مُسيّرة إيرانية وصواريخ كروز مما يعني استهداف ما يُعدُّ أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. وقد أثارت الهجمات التي وُصِفت بالإرهابية إدانات محلية وعربية ودولية عديدة، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اتصال هاتفي: «استعداد بلاده للتعاون مع السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها.[5]»

*2019 العام التعبوي في الخليج

رافق المنعطف الحاسم في عام 2019م، الكثير من الأنشطة العسكرية، حتى أننا يمكن أن نصف عام 2019م، في الخليج بالعام التعبوي. فلأن التمارين والمناورات جزء من عمليات إظهار القوة فقد شهد الخليج خلال عام 2019م، ولأن السوق الخليجية تشكّل جزءً كبيرًا من مستهلكي الصناعات الدفاعية، وهي سوق بالغة الأهمية. فقد رافق أزمات الصواريخ والمسيرات و تعرض السفن الكثير من الفعاليات في مجال المعارض والعروض والصفقات وتطور الصناعات العسكرية

التمارين والمناورات

بدأت كل الأطراف المنخرطة في أمن الخليج في إظهار قوتها، وكان على دول الخليج أن تكون الأولى، ففي فبراير 2019م، أنطلق في المنطقة الشرقية السعودية، تمرين"درع الجزيرة المشترك 10" بين قوات المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، الذي يعد من أضخم المناورات العسكرية في المنطقة، وقد استمرت فعالياته شهرًا وشهدت تدرب القوات المشاركة فيها على عدد من الفرضيات العسكرية التي ترفع من مستوى الجاهزية القتالية لها، فضلا عن الاستفادة القصوى من تطبيق مفهوم العمل المشترك. وتعد مناورات “درع الجزيرة” واحدة من أضخم المناورات العسكرية في المنطقة، حيث تشارك فيها جميع أفرع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي. وبالتزامن مع المناورات السعودية الخليجية، بدأ الجيش الإيراني، مناوراته "الولاية 97" البحرية الكبرى في الخليج، وتشمل "التدريب على حرب بحرية حقيقية"، وإطلاق صواريخ من الغواصات لأول مرة في تاريخ تدريبات البحرية الإيرانية في الخليج[6].

وفي 9 يوليو 2019م، بدأ للأسطول الأميركي الخامس ودول مجلس التعاون الخليجي دوريات أمنية مكثفة في المياه الدولية للمنطقة، في وقت تجري فيه البحرية الأميركية مناورات بحرية في بحر العرب لمواجهة تهديدات محتملة من إيران[7]. وفي سبتمبر 2019م، أعلنت إيران أنها ستجري مناورات للمرة الأولى مع روسيا والصين في المحيط الهندي وبحر عمان، وهي المرة الأولى منذ الانقلاب 1979م، الذي تقوم فيه إيران باجراء مناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين كقوتين رئيسيتين. وسوف تقام المناورات المشتركة في شمال المحيط الهندي وبحر عمان حيث المياه الدولية[8]. وفي الأسبوع الأول من أكتوبر 2019م، انطلقت مناورات التمرين البحري المختلط "جسر – 20" والمسنود "أمواج -4" في مياه الخليج العربي[9]. بالتزامن مع مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية والدفاع الجوي الملكي السعودي، متمثل بمجموعة الدفاع الجوي الخامسة، وسلاح البحرية الملكي البحريني، في منطقة عمليات الأسطول الشرقي في مياه الخليج العربي.ويهدف التمرينان إلى تأمين وحماية المياه الإقليمية في الخليج، وتعزيز التعاون والتنسيق بين أفرع القوات المسلحة، وتعزيز وتبادل الخبرات القتالية بين القوات المسلحة السعودية والقوات المسلحة في مملكة البحرين.

معارض السلاح وتطور صناعة السلاح الخليجية 2019

للتحرر من الاعتماد الإقتصادي على النفط أصبحت دول الخليج فعالة في بناء شركات تصنيع دفاعية عالية التقنية، فبعد الاعتماد المُكثّف على الاستيراد الخارجي لسلاح دون النظر إلى كيفية دعم هذه المعدات بشكل مستقل، باتت الدول العربية أكثر اعتمادًا على نفسها[10]. ففي معرض ايدكس في فبراير 2019م، للصناعات الدفاعية في أبوظبي بلغت قيمة الصفقات النهائية المبرمة مع الشركات الأجنبية والمحلية 5,4 مليارات دولار. وكان نصيب دولة الإمارات صفقات تسليح تجاوزت قيمتها خمسة مليارات دولار على مدى خمسة أيام وشملت منصات إطلاق صواريخ من شركة “رايثيون” الأميركية. وهذا لا يمنع أن ركزت الإمارات على تطوير صناعة دفاعية محلية مما يُسلّط الضوء على سعيها إلى التحوّل إلى مورِّد عالمي للأسلحة إلى الأسواق المتخصصة. وفي سبتمبر 2019م، أعلنت شركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI في اليوم الثاني من معرض DSEI عن توقيع عقد ضخم بين شركة SAMI Navantia و Navantia الإسبانية بقيمة 900 مليون يورو للتعاون لتنفيذ برنامجٍ خاصٍ لدمج أنظمة قتالٍ ضمن سفن Avante 2200 لصالح القوات البحرية السعودية. ويشمل العقد تزويد 5 سفن من نوع Avante 2200 لصالح السعودية بنظام القتال هذا. وهذه الأنظمة لن تُزوَّد فقط على “كورفيت” من إنتاج Navantia، بل سيتم تزويدها على كل القطع البحرية التي ستتعاقد عليها القوات البحرية الملكية السعودية. كما أن من انجازات صناعات الدفاع الخليجية في 2019م، أعلنت الهيأة العامة للصناعات العسكرية السعودية، عن إطلاق برنامج تراخيص مزاولة أنشطة الصناعات العسكرية في المملكة، ضمن استراتيجية توطين الصناعات العسكرية التي يسعى إلى تحقيقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهي محددة في 3 أنواع من التراخيص: تراخيص التصنيع العسكري، وتراخيص تقديم الخدمات العسكرية، وتراخيص توريد المنتجات أو الخدمات العسكرية، فيما يشمل كل نوع من أنواع التراخيص الرئيسية 6 مجالات خاصة بقطاع الصناعات العسكرية، وهي: الأسلحة النارية، والذخائر، والمتفجرات العسكرية، والمعدات العسكرية، والتجهيزات الفردية العسكرية، والإلكترونيات العسكرية.[11]

*المؤتمرات والندوات الأمنية والمبادرات 2019

في الخليج، يجتمع العالم كله ليقرر لنا الحل لمعضلة أمن الخليج بأساطيل مرة، ومرة بمدّ مظلة النفوذ. أما الجديد فهو المبادرات والوساطات. كالمبادرة الأوروبية والمبادرة الأمريكية، وآخرها مبادرة موسكو في 27 سبتمبر 2019م، والمبادرة أو الوساطة الباكستانية وغيرها الكثير وإن لم تنجح فإنها خير مؤشر على فقدان الاستقرار في الإقليم. أما أغربها فظهرت في مايو 2019م، حين اقترحت إيران توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج.وفي 2 نوفمبر 2019م، تقدمت طهران لدول الخليج رسميًا بطرح "مبادرة هرمز للسلام" لتشكيل تحالف دولي لضمان أمن الخليج ويضم إيران والسعودية والعراق والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت، وينشط تحت رعاية الأمم المتحدة. وقد أرسل نص المبادرة لدول الخليج، وتقوم المبادرة على مبادئ رئيسية هي: عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي. وهدفها هو الارتقاء بالسلام والتقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة.

وإلى جانب المبادرات عقد الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل حول أمن الخليج بعضها في الخليج نفسه وبعضها في عواصم دولية عدة من باب أن أمن الخليج أمر يهم العالم الصناعي برمته. أما الجديد في الأمر فهو ظهور أشرعة سفن جديدة في الخليج ولعل آخرها قول مسؤول ياباني في أكتوبر 2019م، إن طوكيو تعتزم إرسال قوات الدفاع الذاتي إلى مضيق هرمز بهدف تأمين وحراسة السفن التي تنقل نفطها من ناحية، وتأمين الوضع في الشرق الأوسط من ناحيةأخرى[12]

*الموازن الإيراني

دفعت العقوبات والقرارات الاستراتيجية الإيرانية التي استمرت لعقود منذ الثورة دفعت طهران إلى الاكتفاء الذاتي العسكري والتركيز أكثر على صناعاتها المحلية الخاصة، لكن تلك الصناعات لم تكن من نتاج ذهن الإيرانيين أنفسهم، فقد كانت هناك ثلاثة سُبل استغلتها طهران لاستحواذها على التكنولوجيات العسكرية ولا زالت تسير على نفس النهج، وهي التعليم الأجنبي والذي لم تنتبه له الدول الغربية وكون الطلبة الايرانيين مشاريع أعداء في المستقبل لانقيادهم لتوجيهات الولي الفقيه انقيادًا تامًا. كما تحصل على مبتغاها عبر المساعدة العلنية من الصين وروسيا، وتقوم بكين وموسكو بذلك نكاية بالغرب واستمرارًا لصراع طويل بين الكتل الدولية. أما ثالث الأساليب فهو التجسُّس، وهذا الجهد مواز لجهود التصنيع والدبلوماسية والعمل العسكري ولن يتوقف فالتجسس من ركائز السياسة الإيرانية بشكل عام.

ومن الأسلحة التي انتبهوا لها مبكرًا الصواريخ البالستية لتعويض نقص الطائرات ففي أكتوبر 2019م، تكشف مشروع صاروخي جديد يقوم خلاله حرس الثورة الإسلامية بصناعة النسخة الإيرانية من سلاح "تور أم 2" الروسي. أما المجال الآخر فهو الطائرات بدون طيار، حيث سلَّطت الوقائع الأخيرة في الخليج مع البحرية الأمريكية، وفي سوريا، واليمن، والعراق، الضوء على تطوُّر الطائرات الإيرانية بدون طيار. وفي سبتمبر 2019م، ومن مقر "خاتم الأنبياء للدفاع الجوي" تمت إزاحة الستار عن طائرة كيان وهي أحدث ما أنتجه الإيرانيون في مجال الطائرات المسيرة لتنضم إلى سرب الطائرات المسيرة الأخرى كطائرة "مبين" التي ظهرت خلال معرض "ماكس 2019" الجوي الدولي في بروسيا. ولا تخلوا التحركات الإيرانية من التضليل فقد كشف النقاب عن أن المنظومة التي كشفت طهران عنها تحت اسم "رعد" ليست سوى منظومة دفاعية قديمة، يعود تاريخ تصنيعها إلى ستينيات القرن الماضي وتسمى في الأصل "سكاي جارد"، وكانت تنتجها شركة أورليكون النمساوية خلال حقبة الستينيات من القرن العشرين[13]

الخلاصات

-التدخل العسكري الخليجي في اليمن لا زال مستمرًا ضد الحوثيين في 2019م، وقد كان هناك انسحاب جزئي للقوات الإماراتية من اليمن من باب "لم يكن هناك انتصار سهل ولن يكون هناك سلام سهل". فالحرب هناك يُنظر لها على أنها أزمة إنسانية لكن الإيجابي في الأمر أنها منعت قيام جمهورية الحوثيين الإسلامية في اليمن، واستمرار الحرب هو لعدم تحقق نجاح إيران بخلق دولة تتبعها في جنوب الجزيرة العربية.

-الإقرار بالتفوق الإيراني الحوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة يجب أن يكون أمر مفروغ منه على وقع الهجمات الحوثية الأخيرة على أرامكو. ونرى أنه لا بد من الإقرار بعد ضرب أرامكو بفشل منظومة الدفاع الأمريكية في مواجهة صواريخ الحوثيين، كل المثير في القضية هو أنه حال تلميح واشنطن إلى احتمال انطلاق صواريخ من إيران والعراق، أقرت إيران للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب على اليمن عام 2015م، بتقديم الحرس الثوري "دعمًا استشاريًا وفكريًا" لحليفتها جماعة الحوثي. فقد ذكرت إيران على لسان رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، عن دعم بلاده للحوثيين. مؤكدًا أن الوضع في اليمن يختلف بعض الشيء عن الساحتين العراقية والسورية.حيث أنه في الأخيرتين جاء الدعم بطلب من حكومتيهما، وقمنا بتقديم الدعم الاستشاري والأسلحة والمعدات .

- القصور الأمريكي في دعم الخليجيين لا يحتاج إلى أدلة ففشل الباتريوت والثاد وكل ما يمتلكه البنتاغون من الأقمار الاصطناعية والرادارات في السفن العسكرية والقواعد العسكرية في دول الخليج العربي لم تفشل في رد الاعتداء على أرامكو بل فشلت فيما هو أبسط من ذلك وهو معرفة مصدر الهجمات.

-هناك مصلحة أوروبية فجة بمنع تسليح الخليجيين بأعذار واهية وبضغوط من جماعات إنسانية وحقوقية لا تستطيع الوصول إلى اليمن لتحديد المسؤول عن الجوع جراء نهب المساعدات ولا من هو المسؤول عن المرض لسرقة الحوثة للأدوية وقتل المناوئين لهم في المستشفيات ، ولا يعرفون من المسؤول عن تجنيد الأطفال وزرع الألغام.

ـــ تـعاني مشاريع صناعة السلاح الخليجية رغم نهضتها الحالية من ضعفها وتضخم هياكلها وغياب التمويل والخبرة، أما أسوأ المعوقات فهو تفويت فرصة دخول برامج الأوفست المبادلة التوازن بمسمياتها المختلفة حين استحوذت عليها الغرف التجارية الخليجية وحولتها عن مسارها، فكان مقدار الاستفادة من برامج الأوفست في المجال العسكري صغيرًا نسبيًا ومحدود الآثار خصوصًا فيما يتعلق ببناء قاعدة صناعية عسكرية، أو بتدريب الكوادر العسكرية. لقد استحدث برنامج الأوفست في الخليج لتسليح الجيوش فاستحوذت عليه الغرف التجارية. حيث التقى طموح التجار وتحقيقهم للكسب في مشاريع هامشية مع استفادة شركات السلاح التي لا يسرها الاكتفاء الخليجي ولو في مجال صناعة الملابس أو الأحذية العسكرية.

-لا مقارنة بين الإنفاق الدفاعي الخليجي وبين إنفاق إيران. حيث تُظهرُ قراءة الإحصاءات أنَّ الإنفاق السعودي والإماراتي يتفوَّق على الإنفاق الإيراني، لكن يغيب عن المقارنة تبنَّي طهران استراتيجيات قاسم سليماني بالحرب غير المتماثلة مثل الإرهاب، أو ربما التكنولوجيا النووية، لمواجهة الخليجيين.

-كما أن هناك تطور سريع في الصناعة العسكرية الإيرانية، في مجال الروبوتات والذكاء الصناعي، وذلك يمكن أن يؤثر على التوازن العسكري مع دول الخليج. ولنا عبرة في كيف حققت إيران تقدمًا كبيرًا في مجال إنتاج الطائرات من دون طيار، وهي في طريقها لتطوير قاعدة صناعة الروبوت ومعدات الذكاء الصناعي، ولعل الأمريكان قد قدروا ذلك بعد إسقاط إيران وبسهولة طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار بصاروخ محلي الصنع فوق مياه الخليج الشهر الماضي.

 

 

 

 

[1]. https://www.skynewsarabia.com/world/1250531-تفاصيل-القوة-الأميركية-المتجهة-للمنطقة-وسط-التوتر-إيران

[2].https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1251471-الإمارات-تعرض-4-سفن-تجارية-لعمليات-تخريبية-ولا-أضرار

[3].https://www.aa.com.tr/ar/السياسة/إيران-التحالف-العسكري-المزعوم-لتأمين-الملاحة-سيجعل-المنطقة-غير-آمنة/1539341

[4].https://www.dw.com/ar/طائرات-الحوثيين-المسيرة-هل-تقف-الرياض-وأبو-ظبي-عاجزتين/a-48905559

[5].https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2818736&language=ar

[6].https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201902231039261821-تمرين-درع-الجزيرة-مناورات-الولاية-97/

[7].http://sdarabia.com/2019/05/شاهد-بالصور-مناورات-لحاملة-الطائرات-ا/

[8]. إيران تعلن عن مناورات مشتركة مع روسيا والصين، إيلاف . 21 سبتمبر 2019

https://elaph.com/Web/News/2019/09/1265487.htm

[9].https://www.youm7.com/story/2019/10/6/انطلاق-التمرين-البحرى-المختلط-جسر-20-و-أمواج-4-بين/4447227

[10]. http://sdarabia.com/2019/02/الدول-العربية-والتصنيع-العسكري-المحل/

[11].https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2019/09/09/saudi-military-industry-mbs

[12].https://alkhaleejonline.net/سياسة/اليابان-بصدد-إرسال-مدمرات-وقوات-دفاع-ذاتي-إلى-الخليج

[13].https://arabicpost.net/تحليلات-شارحة/مواد-شارحة/2019/08/15/3-طرق-سرية-تحصل-بها-إيران-على-التكنولوجي/

 

مجلة آراء حول الخليج