array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 164

3 أزمات في تاريخ العلاقات العراقية ـ الكويتية انتهت باجتياح صدام للجارة

الثلاثاء، 10 آب/أغسطس 2021

دائماً يكون الهجوم هو المُدبر خاصة وأن المهاجم هو الذي يملك عنصر المبادأة وفي يده تحقيق عنصر المفاجأة بأضلاعها الأربعة من حيث اختيار الوقت الذي لا يتوقعه العدو وثانياً المكان الذي لا يتوقعه العدو وأيضاً الأسلحة وأخيراً الأسلوب كما أن المهاجم هو الذي يقرر بعد حسابات دقيقة كيفية تطبيق كل مبادئ الحرب.

و قد ينظر القارئ إلى جذور الأزمة وتكرارها ما بين العراق الكويت ويقول:

أين الاندفاع والتعجل في مثل هذه الظروف وكل هذه الأحداث، وهذا ما أردت إيضاحه وبيانه وهو أن الذي قرر غزو الكويت نظر إليها نظرة الفأر إلى قطعة الجبن المُعلقة أمامه داخل صندوق فسال لعابه عليها وأخذ يفكر ويدبر ويخطط للدخول إلى الصندوق والاستيلاء على قطعة الجبن والفوز بها .. ولكنه أبداً لم يفكر فيما سيحدث له بعد أن يُمسك بقطعة الجبن ويحاول التهامها.

أما رد الفعل المدبر والمخالف للقانون القائل (لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه) فإن الناظر إلى ردة الفعل الأمريكي قد يجانبه الصواب إذا حسب رد الفعل منذ بداية إمساك الفأر بقطعة الجبن وإغلاق المصيدة عليه. ولكن رد الفعل كان محسوبًا منذ نُصب الفخ ووُضع الجبن داخل المصيدة إنتظاراً لدخول الفأر.

الغزو العراقي:

 ١-الهدف السياسي:

ضم الكويت إلى العراق واعتبارها إحدى محافظاته.

2- الهدف السياسي العسكري

إحتلال الكويت عسكرياً وأسر قيادتها السياسية (أمير البلاد) وإعلان قيادة جديدة للكويت تطلب انضمامها إلى دولة العراق لتكون المحافظة رقم 19

٣-  الهدف العسكري:

هزيمة الجيش الكويتي وتدمير قدراته القتالية والقضاء على أي مقاومة شعبية والاستيلاء على جزيرتي "وربه وبوبيان" وتأمين الحدود الخارجية مع المملكة العربية السعودية وفي جميع الاتجاهات

 ٤-  القوات المشتركة في العملية:

 أ-الفرقة التاسعة مشاه ميكانيكي

ب-الفرقة ال23 مدرع

جـ-الفرقة ال21 مدرع

د-الكتيبة 65 مغاوير + الكتيبة 68 مغاوير

هـ- كتيبة مشاه بحرية

و - اللواء 95 مظلي

 ز- عدد ٤ لواء مدفعية ميدان

ح- دعم جوي وبحري

 5- تشكيل العملية:

  • نسق أول استراتيجي الفرقة التاسعة مشاه ميكانيكي + الفرقة 21 مدرع + الكتيبة 65 مغاوير + الكتيبة 68 مغاوير +كتيبة مشاه بحرية +اللواء 95 مظلي +٤ لواء مدفعية ميدان مشكل في نسقين تعبويين :

 

  • نسق أول تعبوي: الفرقة التاسعة مشاه ميكانيكي + الكتيبة 65 مغاوير +الكتيبة 68 مغاوير + الكتيبة مشاه بحرية + ٤ لواء مدفعية ميدان.
  • نسق ثاني تعبوي: الفرقة 23 مدرع + اللواء 95 مظلي
  • احتياطي استراتيجي : الفرقة 21 مدرع.

سير  العملية :

 

 عندما انتصفت ليلة 1-2 من أغسطس 1990ميلادي عبرت الفرقة التاسعة مشاة ميكانيكي  خط الحدود العراقيةــ الكويتية ( دافعة أمامها لواء مدرع  يعمل كمقدمة لتأمين تحركها بتدمير أي دفاعات والقضاء على المقاومات التي تعترض تقدمها ) بمحاذاة الساحل الكويتي على الخليج, و خلال 3 ساعات تم الاستيلاء على خليج الكويت (الخط من البحرة إلى الجهرة ) بالتعاون مع كتيبتى المغاوير 65, 68 و فى نفس التوقيت كانت كتيبة المشاة البحرية تقوم بالإبرار على الساحل الجنوبى لجزيرة "بوبيان" دون مواجهة  أي مقاومة .

و باستغلال أعمال قتال الفرقة التاسعة مشاه ميكانيكي بمحاذاة الساحل قامت الفرقه 23 مدرع بعملية تطويق واسعة داخل عمق دولة الكويت من الشمال إلى الجنوب وبعد ما لا يزيد عن خمس ساعات كانت تتقدم شرقًا في اتجاه الكويت العاصمة وجنوبها على أربعة محاور الأول مدينة الكويت العاصمة والثاني في اتجاه الأحمدي والثالث في اتجاه ميناء عبد الله و الرابع مدينة الخيران.

 ومع الساعات الأولى ليوم 2 أغسطس قبل بزوغ الشمس ومع أول ضوء كانت المروحيات العراقية تقوم بإبرار اللواء 95 مظلي فوق أهدافها في "دسمان والسالمية والسرة" حول قصر الأمير رغم المقاومة المستميتة من القوات المسؤولة عن حراسة القصر.

 تمت هذه العملية الخاطفة تحت ستر القوات الجوية العراقية التي كانت تعمل من قاعدتي (جليبة) و(الرميلة) الجويتين مع دعم بحري من القطع البحرية العراقية الممثلة في زوارق الصواريخ و زوارق الطوربيد.

 و قبل أخر ضوء يوم 2 من أغسطس كانت كل المواقع الهامة والحيوية داخل الكويت من البنوك والمصالح الحكومية تحت سيطرة القوات العراقية بالإضافة إلى محاصرة السفارات الأجنبية.

وطبقًا للرواية الكويتية، فقد قاومت القوات الكويتية المحدودة قدر طاقاتها باستماتة وكبدت القوات العراقية العديد من الخسائر في القوات الجوية والبرية ...ولكنها الحرب وحكمتها المتوارثة القائلة  "للنصر ألف أب ولكن للهزيمة أب واحد وقد تولد يتيمة"

في العاصمة السعودية الرياض وبعد أن انتصف أطول يوم في تاريخ الكويت وأتمت القوات العراقية احتلالها كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحاول الاتصال بالرئيس العراقي صدام حسين الذي اختفى تماماً من المشهد و يجيء الرد من بغداد أن صدام خارج العاصمة وليس لديه أي وسيلة اتصال وأدرك الملك فهد أن صدام حسين يتهرب منه وفي صباح اليوم التالي اتصل صدام حسين بالملك فهد فبادره الملك فهد بأن يتدارك الموقف ويأمر بسحب قواته فيكون رد صدام عليه لا تقلق جلالة الملك سوف أبعث إليك بـ"عزة إبراهيم" و معه رسالة بها كل التفاصيل، ويصل "عزة إبراهيم" ويستقبله الملك فهد على الفور ويسأله عن مضمون الرسالة التي أرسلها الرئيس صدام حسين، فيرد عزة إبراهيم : "بصراحة سيدي أن الكويت جزء من العراق وقد عاد الفرع إلى الأصل" فيرد الملك "اذاً لماذا جئت اليوم ..انتهت المقابلة"

وقبل التطرق إلى تحليل هذا الغزو وما أوصل أمتنا العربية إليه، نُلقي نظرة سريعة على جذور النزاع والأسباب التي دفعت إليه فهذه الأزمة لم تكن الأولى في تاريخ العلاقات العراقية الكويتية ولا الثانية بل كانت الثالثة.

فالأولى بدأت عام 1961م، عندما أعلن في 19 يونيو من ذلك العام عن الاتفاق بين الكويت وبريطانيا والذي تضمن أربع مواد تدور حول إلغاء اتفاق 23 يناير 1899م، وكان أهمها اعتراف بريطانيا اعترافًا قانونياً باستقلال الكويت وسيادتها الكاملة وعلى الجانب العراقي أعلن رئيس وزرائها "عبد الكريم قاسم" يوم 25 من يونيو 1961م، أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق وأن العراق لم تعترف باتفاقية 1899م، لأنها وثيقة مزورة وأن الشعب الكويتي جزء من الشعب العراقي وأصدرت الحكومة العراقية في 26 من يونيو مذكرة ووزعتها على سفراء الدول العربية والأجنبية في بغداد ذكرت فيها "أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق وأنها كانت تتبع البصرة منذ أيام الحكم العثماني وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى"  طلبت الكويت من السعودية وبريطانيا التدخل لحمايتها وعلى الفور أرسلت بريطانيا قواتها إلى الكويت وتقدمت بطلب لمجلس الأمن للاعتراف باستقلال الكويت واستخدم الاتحاد السوفيتي الفيتو ضد القرار لأنه لم يتضمن انسحاب القوات البريطانية من الكويت.

أما عربياً فقد اجتمع مجلس الجامعة العربية وأصدر في 20 من يوليو 1961م، قراراً دعا فيه إلى التزام الكويت بسحب القوات البريطانية من أراضيها في أقرب فرصة على أن تلتزم العراق بعدم استخدام القوة لضم الكويت ورؤي أنه للمساعدة الفعالة لحماية استقلال الكويت أن يتم إنشاء قوات أمن عربية قوامها 4000 جندي اشتركت فيها كل من مصر والسعودية والأردن والسودان وتونس لتنتهي هذه الأزمة ،وبعد مقتل عبد الكريم قاسم خلال ثورة 1963م،اعتراف العراق باستقلال الكويت وشهدت العلاقات العراقية ــ الكويتية أفضل مستوياتها مع الرئيس عبد السلام عارف.

 الأزمة الثانية عام 1973:

مع بداية السبعينات وزيادة توثيق العلاقة بين الاتحاد السوفيتي والعراق وإبرام معاهدة الصداقة بينهما، طمحت العراق في إنشاء قوة بحرية بمساعدة الاتحاد السوفيتي ولكن العراق المخنوق بحرياً في منطقة "شط العرب" التي يتقاسم السيادة عليها مع إيران لم يكن له أي موانئ على الخليج العربي فحاول الاتفاق مع الكويت للحصول على حق استخدام جزيرتي (وربة وبوبيان) نظراً لقرب هاتين الجزيرتين للشاطئ العراقي وأنهما تواجهان القاعدة البحرية العراقية (ام القصر) و تحدان من أي مناورة بحرية أمامه كما أنهما تُعتبران منفذاً لشحن بترول العراق عبر الخليج، إضافة إلى ذلك رغبة العراق في إنشاء ميناء عميق أمام الجزيرتين في حال استولت عليهم وقد قامت العراق باحتلال جزء من المناطق الحدودية المتنازع عليها في مارس 1973م، و لكنها انسحبت سريعاً في مواجهة الضغط العربي العام عليها.

 وفي حين تجلي الأطماع العراقية في كلتا الأزمتين إلا أن الأولى كانت تضم الكويت بالكامل لدولة العراق أما الثانية فكانت أقرب إلى نزاع إقليمي طالبت فيه العراق ضم أجزاء معينة من أراضي يعترف أنها كويتية لاعتبارات تتعلق بمصالح الملاحة في مياه الخليج.

و تبنت الدولة الكويتية خلال الأزمة بخصوص الحدود ،نظريتها على أساس التمسك بمشروع الاتفاقية الإنجليزية العثمانية لسنة 1913م، والتي وافق عليها العراق عام 1932م، بعد إعلان استقلاله وبمناسبة إنضمامه إلى الأمم المتحدة، أما وجهة النظر العراقية في الأزمة فكانت ترى أن الحكومات التي دخلت طرفاً في الاتفاقية السابقة كانت واقعة تحت تأثير النفوذ البريطاني وأن وزارة الدفاع العراقية سبق واحتجت على الرسائل المتبادلة سنه 1932م،كما أن اللبس والغموض المترتبان عن صياغة اتفاقية عام 1913م، قد أدى إلى صعوبة تثبيت الحدود عن طريق إقامة الأعمدة على امتدادها و قد جرت المحاولة من هذا القبيل عام 1935م، ولم تفض عن نتيجة بسبب عدم الاتفاق على خط دقيق.

الأزمة الثالثة:

 بتاريخ 15/7/1990م، بعث وزير الخارجية العراقي طارق عزيز، مذكرة إلى الشاذلي القليبي أمين عام جامعة الدول العربية تضرر فيها من قيام حكومة الكويت بإنشاء مخافر ومنشآت عسكرية ومزارع على الأراضي العراقية مستغلة إنشغال العراق في الحرب مع إيران ،اتهم حكومتي الكويت والإمارات العربية بإغراق السوق النفطية بمزيد من الإنتاج غير الحصة المقررة من أوبك مما أدى إلى تدهور أسعار النفط من 18 دولار للبرميل إلى ما بين 11 و 13 دولارًا الأمر الذي أصاب العراق بخسائر بلغت 89 مليار دولار في الفترة من 81 - 1990م, موضحاً أن كل دولار ينقص في سعر البرميل يصيب العراق بخسارة سنوية قيمتها مليار دولار كما اتهم وزير الخارجية العراقي الكويت بإقامة منشآت نفطية على الجزء الجنوبي من حقل الرميلة العراقي وسحب النفط منه وأن قيمة النفط الذي سحبه الكويت يقدر بـ2400 مليون دولار خلال الفتره من 80-1990م,وطالب العراق بإلغاء الديون المستحقة على العراق لدول الخليج كما طالب بخطة عربية لتعويض العراق عن بعض خسائره في الحرب على غرار مشروع "مارشال".

  • في 17 من يوليو ذكرى الثورة العراقية وفي خطابه عبر الأثير اتهم صدام حسين حكام الخليج بالعمالة وأن تخفيضهم لأسعار البترول خنجر مسموم في ظهر العراق وهدد باحتمال التدخل العسكري لإعادة الأمور إلى نصابها واستعادة حقوق العراق.

 

  • وفي الكويت عقد المجلس الوطني جلسة عاجلة وأعد مذكرة رد كويتية صدرت بتاريخ 19-7-1990م، جاء فيها استغراب الكويت ودهشته من المذكرة العراقية التي لا تتفق مع روح العلاقات الأخوية بين البلدين وخاصة في الوقت الذي يتوصل فيه التنسيق بين البلدين في مجالات مختلفة، ودعت الكويت إلى تشكيل لجنة عربية في نطاق جامعة الدول العربية في موضوع ترسيم الحدود بين البلدين على أساس المعاهدات والوثائق القائمة بين البلدين، وأكدت المذكرة أن الجزء الجنوبي من حقل الرميلة يقع داخل الأراضي الكويتية وأن عمليات الإنتاج تتم داخل الأراضي الكويتية وفيما يتعلق بأسعار النفط أوضحت المذكرة أن الكويت عانت كما عانت العراق من ذلك.

 

  • صعد العراق الخلاف وكال الاتهامات للكويت، وعلى أثر ذلك سارع الكويت ألى إرسال رسائل إلى الرؤساء والملوك العرب وأرسل مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإحاطته بما تضمنته المذكرة العراقية ورد الكويت عليها.

على المستوى العربي قام القادة العرب بمساع جادة وسريعة وجهود مكثفة لوقف التصعيد ومنع الأزمة، حيث قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بالتدخل لدى الرئيس العراقي "صدام حسين" الذي أرسل رسالة يخبره فيها أنه لاينوي الهجوم على الكويت لا حاضراً ولا مستقبلاً و بالتالي أرسل خادم الحرمين الشريفين رسالة بذلك إلى الأمير الكويتي, ومن مصر طار الرئيس "حسني مبارك" إلى بغداد، ومنها إلى الكويت ليطمئن القادة الكويتيين على ما أخبره به الرئيس العراقي "صدام حسين" بأن كل الشائعات والأقاويل التي تقول بأنه ينوي الهجوم على الكويت هي أقوال باطلة وغير صحيحة ,أما الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" الذي اتصل بولي العهد الكويتي ،ليخبره أنه تحدث مع الرئيس العراقي، فقد أكد أن الرئيس صدام عرض عليه أن يتأكد بنفسه من عدم صحة الكلام بأنه ينوي الهجوم على الكويت.

 و في الولايات المتحدة التي كانت تتابع كل الاستعدادات العراقية لغزو الكويت و تدعي أنها لم تكن تصدق إمكانية قيام العراق بذلك, وهي التي سعت إلى ضرب إيران بالعراق وضرب العراق بإيران لاستنفاذ قدراتهما عملاً بسياسة "الاحتواء المزدوج" وكان أصدق من أخبر عنها وزير خارجيتها "هنري كيسنجر" بقوله: "هذه أول حرب في التاريخ أتمنى ألا يخرج منها منتصر وأن يخرج كلا الطرفان مهزومين" و للقيادة الأمريكية في ذلك أسبابها الكثيرة وأولها المحافظة على ميزان القوة العربي الإسرائيلي في صالح إسرائيل وعندما طارت أخبار إحتلال العراق للكويت إلى الرئيس الأمريكي "بوش (الأب)" ،وإدارته أحست هذه الإدارة أنها فرصتها التي ينبغي ألا تفلتها، وأخذت تمسك بيدها طرف الخيط وبدأت على الفور استغلال الصدمة العربية على المستوى الرسمي والشعبي ورفض هذا التصرف العراقي غير المحسوب، لتجهيز المسرح العربي معنوياً ومادياً للحشد ضد العراق قبل أن يراجع الرئيس العراقي حساباته ويعود أدراجه إلى داخل حدوده، أو يحاول كسب الرأي العام العربي بأنه قوة لازمة لمواجهة إسرائيل وينبغي تعظيمها والوقوف إلى جوارها. وبدأت الإدارة الأمريكية على الفور الضغط للحيلولة دون حل عربي للأزمة، والإبقاء على الطرف العراقي في "المصيدة" وقد استفادت الولايات المتحدة بالفعل من مؤتمر القمة العربي الذي عُقد في القاهرة يوم 10 من أغسطس ليكون بمثابة عملية إغلاق للصندوق حول العراق وإيصاد كل أقفاله، وذلك من خلال الأجواء والملابسات التى أثارتها حوله.

و عسكرياً بدأت عملية الحشد على قدم وساق وراحت حاملات الطائرات والفرق المدرعة و قواعد الصواريخ تتسابق في عملية فتح استراتيجي لاتخاذ أوضاعها في مسرح العمليات منذ يوم 6 من أغسطس قبل مؤتمر القمة العربية (الذي عقد يوم 10 من أغسطس) و كانت صور وأخبار الحشود قاطعة في دلالتها على حرب أكبر من كونها تحرير للكويت ولكنها لتدمير القدرات العراقية والسيطرة على العراق ومقدراته ولكن أمريكا القوى الأعظم على الأرض في ذلك التوقيت لم تكن لتستهلك قدراتها منفردة في هذه الحرب فقامت بتشكيل تحالف عالمي لتحقيق أهدافها ،ولا مانع أن يتذوق كل مشترك بعضًا من غنائم الحرب على قدر ما تقرر هي بعد إنتهائها.

و تبدأ الحرب بأطول عملية جوية لمدة (42 يومًا) نفذت فيها (110 ألف) طلعة طائرة ،أما الحرب البرية فلم تستغرق سوى ثلاثة أيام فيما عُرف بـ"عاصفة الصحراء" وهذا حديث سوف نفرد له صفحات أكثر تفصيلاً في ذكراه القادمة إن شاء الله.

مقالات لنفس الكاتب