array(1) { [0]=> object(stdClass)#13009 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 193

زيادة الإنفاق العسكري وامتلاك الأسلحة الحديثة والتوسع في الصناعات العسكرية

الخميس، 28 كانون1/ديسمبر 2023

تعد القوة العسكرية عامل حسم في السياسة العالمية. وقد استمرت دول الخليج في سعيها خلال 2023م، إلى امتلاك أسلحة قوية للدفاع عن نفسها والتأثير على الأحداث في منطقتها والعالم. وفي الآونة الأخيرة، زادت دول مجلس التعاون الخليجي من اهتمامها بالقوة العسكرية، حيث خصصت ميزانيات ضخمة للتمارين والمناورات العسكرية ولتطوير قدراتها العسكرية. كما سعت دول الخليج إلى تطوير الصناعات العسكرية المحلية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي. كما حصدت سنة 2023م، تبعات البيئة الإقليمية غير المستقرة في اليمن وغزة.

🔴 صفقات السلاح  

شهد عام 2023م، ارتفاعًا في حجم صفقات التسلح لدول الخليج ووقعت دول الخليج أيضًا عددًا من الصفقات شملت شراء طائرات هليكوبتر وأنظمة دفاع جوي وصواريخ وأنظمة أسلحة أخرى، ولم تكن كلها غربية المصدر بل كان للصين نصيب في أسلحة الخليج 2023م؛ كما فتحت تركيا أبوابها للزبائن الخليجيين خاصة في مجال المسيرات، حيث أعلنت شركة بايكار أنها وقعت صفقة مع دولة الكويت لتزويدها بمسيرات بيرقدار tb2 قيمة الصفقة 370مليون دولار، وبصفقة "الرافال" تعمقت الشراكة بين السعودية وفرنسا. وتبقى أمريكا الشريك التسليحي الأكبر لدول الخليج فقد أعلنت وكالة الأمن والتعاون الدفاعي الأمريكية إقرار حزمة مبيعات عسكرية للسعودية بقيمة 500 مليون دولار، مع تسليم إخطار بذلك إلى الكونغرس

🔴 توطين التسلح الخليجي 

إلى جانب شراء الأسلحة المختلفة، بهدف الاكتفاء الذاتي في كثير من الأسلحة، والنهوض بالقطاعات العسكرية تسعى دول الخليج إلى توطين الصناعات العسكرية. ويهدف توطين الإنفاق العسكري إلى:

ـ تعزيز الأمن القومي.

ـ تشجيع التنمية الاقتصادية المحلية.

ـ خلق فرص عمل جديدة.

ـ تعزيز استقلالية الدولة في القرارات العسكرية والأمنية.

  ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق العسكري في الخليج عام 2024م، حيث رصدت السعودية مثلا في ميزانيتها لعام 2024م، نحو 269 مليار ريال (نحو 71 مليار دولار) لهذا القطاع، بزيادة بلغت 41 مليار ريال (10.93 مليارات دولار) عن إنفاق الحكومة على البند نفسه عام 2022م، وفي أحدث تقارير "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، كشف النقاب عن ارتفاع وتيرة الإنفاق العسكري الخليجي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، وكانت السعودية من بين أبرز المنفقين، محتلةً المركز الخامس عالمياً. ورغم أن دول الخليج تعمل على توطين الإنفاق العسكري، فإن مشترياتها من الأسلحة مستمرة، وتستهدف رؤية دول الخليج لقطاع الصناعات العسكرية توطين نصف الإنفاق الحكومي العسكري.

 🔴 التمارين والمناورات العسكرية

تعكس التمارين العسكرية المشتركة بين دول الخليج حالة التوافق بين الدول الخليجية والتحالف بينها، وقد أجرت دول الخليج خلال 2023م، سلسلة تدريبات عسكرية، وذلك بالتزامن مع تزايد التوترات الإقليمية بهدف رفع قدرتها القتالية وتعزيز التعاون بينها وبين الشركاء الدوليين أو الإقليميين. وكانت قوة التمرينات العسكرية وكثرتها تتماشى مع تزايد التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة التي تعيش على حافة الحرب منذ سنوات؛ فتوالت التمارين والتدريبات العسكرية الرامية لتعزيز الجاهزية القتالية ورفع مستوى الأداء الفردي والمشترك،

**الإمارات

 في الإمارات العربية المتحدة انطلق، يوم الاثنين 6 فبراير 2023م، التمرين العسكري المشترك "تعاون 3"، بين القوات المسلحة الإماراتية والقوات السلطانية العُمانية؛ في إطار التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات ورفع الجاهزية القتالية للجانبين. كما انطلق في الإمارات    5 فبراير 2023م، تمرين "درع الإمارات المشترك 51"، بمشاركة من القوات البرية، وحرس الرئاسة، والقوات البحرية والقوات الجوية، والدفاع الجوي، والطيران المشترك، وفي 12 مارس 2023 م، عقد تمرين علم الصـحراء 2023م، بقـاعـدة الظفرة الجويـة، بمشاركة عـدد من الـدول الخليجية والصديقة. في أغسطس 2023م، أعلنت الإمارات انطلاق التمرين العسكري المشترك "درع الصقر 2023" مع الصين.

**السعودية

 في 5 فبراير، انطلق تمرين "رماح النصر 2023" في مركز الحرب الجوي بالقطاع الأوسط في المملكة العربية السعودية، بمشاركة قوات من دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرى أمريكية وبريطانية وباكستانية ويونانية وأردنية، كما أجرت القوات الجوية السعودية، في 23 يناير الماضي، تمرين (OPERATION AGILE PHEONIX) بمشاركة القوات الجوية الملكية وسلاح الجو الأمريكي بهدف تعزيز القدرات القتالية. وجرى التمرين في قاعدة الملك فهد الجوية بالقطاع الغربي، ويهدف إلى اكتساب الخبرات، وتعزيز القدرات القتالية.وفي الـ27 من الشهر نفسه، اختتمت القوات البرية السعودية ونظيرتها الأمريكية المرحلة الخامسة من تمرين "التعايش" في محافظة الخرج، جنوب شرقي العاصمة الرياض. كما احتضنت المملكة، مناورات التمرين الثنائي "Backslide" بين القوات الجوية الملكية السعودية وسلاح الجو الملكي البريطاني، والتي جرت بقاعدة الملك فهد الجوية بالقطاع الغربي. ويهدف التمرين حينها إلى رفع قدرات وتكتيكات منظومة طائرات "تايفون" في العمليات القتالية، وتبادل الخبرات العسكرية بمجال تنفيذ وتخطيط العمليات الجوية ورفع مستوى الجاهزية القتالية. كما انطلقت مناورات التمرين البري المختلط "رماية الخليج العربي 2023"، في ميادين التدريب التكتيكية بالمنطقة الشمالية بحفر الباطن، بمشاركة وحدات من القوات البرية الملكية السعودية، والقوة البرية في الجيش الكويتي، بالإضافة إلى قوة سبارتن الأمريكية.

**قطر

 في 12 يناير 2023م، اختتمت أكاديمية الخدمة الوطنية في قطر تمرين مقدام التعبوي السابع "عاصفة الأحزاب"، الذي شارك فيه مجندو الأكاديمية من دفعة الثانوية العامة بهدف رفع مستوى القدرة القتالية لديهم. وشاركت القوات القطرية في تمرين "رماح النصر" الذي استضافته السعودية، وفي تمرين "درع الإمارات 51".  وفي أكتوبر 2023م، اختتمت القوات المسلحة البرية القطرية تمريناً عسكرياً بمشاركة القوات الإيطالية بهدف رفع الجاهزية والكفاءة تحت اسم تمرين نصر 2023م، بمشاركة القوات الإيطالية،

**الكويت

في الثالث من يناير، نفذ الحرس الوطني الكويتي تمرين "أسد الجزيرة 5"، وفي 5 فبراير، انطلق تمرين "تعاون 1" في ميدان الأديرع شمالي الكويت بمشاركة القوات العسكرية والأمنية ولجنة الدفاع المدني. وشملت فعاليات التمرين "تطبيق الأساليب الحديثة في التخطيط المتعلق بالتكامل الأمني والعسكري وإسناده من الأجهزة المدنية تحت مظلة لجنة الدفاع المدني"، كما انطلق في الكويت  5 فبراير  تمرين "محارب الصحراء 7"، الذي استمر حتى الـ23 من الشهر نفسه، بمشاركة قوة برية بريطانية. وقال الجيش الكويتي إن هذا التمرين يعد من التمارين المشتركة الدورية التي يقيمها بالتعاون مع الجيش البريطاني بهدف زيادة التعاون العسكري بين الجانبين، وتوحيد المفاهيم العسكرية والتدريب المشترك ومحاكاة عمليات اقتحام وحرب المدن. ومن 26 نوفمبر حتى 7 ديسمبر 2023م، عقد في الكويت تمرين «تكامل 1» وهو تمرين خاص بقوات درع الجزيرة، ينفذ بالاشتراك مع القوات البرية للدول الأعضاء كل 4 سنوات، وتكمن أهميته في تحقيق مفهوم التكامل بين القوات البرية المشاركة، ورفع مستوى التنسيق بينها، وفهم بيئة عمليات المناطق.

**سلطنة عمان

في الرابع من فبراير، انطلق التمرين العسكري العماني البريطاني المشترك "خنجر عمان 2023"، الذي ينفذه الجيش السلطاني العماني ممثلاً بقوة أمن الساحل ووحدات من الجيش البريطاني في منطقة التمارين العسكرية بمحافظة الوسطى. ويتضمن التمرين، عدداً من المعاضل والأنشطة العسكرية والتدريبات الميدانية المشتركة. ويأتي تنفيذ هذا التمرين بهدف إدامة الكفاءة القتالية لمنتسبي الجيش السلطاني العماني، وفي إطار تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة. كما احتضنت عُمان التمرين البحري الخليجي "اتحاد 2023" في أكتوبر 2023م.

**البحرين

في 25 يناير، اختتمت المرحلة الختامية للتمرين المشترك "الدفاع المتوهج 23"، الذي اشترك في تنفيذه عدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل، والحرس الوطني، والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية.

 **وتعود أسباب كثافة التمارين العسكرية الخليجية 2023م، إلى زيادة التهديدات الأمنية في المنطقة، وخاصة من جانب إيران وميليشياتها الموالية لها، ورغبة دول الخليج في تعزيز التعاون العسكري بينها، وتطوير قدراتها الدفاعية، والرغبة في تبادل الخبرات العسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز التعاون العسكري بين الدول الخليجية، وتطوير قدراتها الدفاعية والاستعداد لمواجهة أي تهديدات أو تحديات أمنية في المنطقة.

🔴 انسحاب الإمارات من هيكل التعاون البحري

في الـ 31 من مايو 2023م، أعلنت دولة الإمارات انسحابها من تحالف Combined Maritime Forces (CMF) الأمني البحري، الذي تقوده الولايات المتحدة في مناطق الخليج وبحر العرب والبحر الأحمر. يضم التحالف 34 دولة، ويعمل على تأمين المنطقتين ومكافحة الإرهاب والقرصنة، خاصةً في مناطق تمر عبرها أهم طرق الشحن في العالم. يتخذ المقر الرئيسي للتحالف في البحرين، مع الأسطول الخامس للقوات البحرية الأمريكية والقيادة العسكرية المركزية. أوضحت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أن انسحاب الإمارات جاء نتيجة لتقييم مستمر للتعاون الأمني مع الشركاء، مشيرة إلى ضرورة تحفيز الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لردع إيران. يأتي هذا القرار بعد سيطرة الجيش الإيراني على ناقلتي نفط في خليج عمان، مظهرًا لفشل الولايات المتحدة في منع هجمات وكلاء إيران وإحداث شكوك حول التزام واشنطن تجاه الأمن في المنطق

 🔴 مسرح عمليات اليمن

أحرزت المحادثات التي جرت بين السعودية وجماعة الحوثي في الرياض خلال الفترة من 14 إلى 19 سبتمبر 2023م، بعض التقدم في قضايا شائكة، بما في ذلك الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن وآلية دفع أجور الموظفين الحكوميين. حيث إن الجانبين اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات وتركز المحادثات على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع أجور الموظفين الحكوميين، وجهود إعادة البناء، بالإضافة إلى تحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن. يمكن اعتبار إحراز تقدم في المحادثات بين السعودية وجماعة الحوثي خطوة إيجابية، خاصة في ظل تعقيدات الأزمة اليمنية وتعدد الأطراف المتورطة فيها.

ثم حدثت الانتكاسة ففي 25 سبتمبر 2023م، شن الحوثيون هجوماً بطائرات مسيرة على مواقع القوة البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي للسعودية، مما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من العسكريين، ونددت قيادة القوات المشتركة للتحالف باليمن بالهجوم، ووصفته بأنه "عمل غادر".  فقد أتى في ظل هدنة بين القوات الحكومية والحوثيين في اليمن، التي بدأت في أبريل 2023م. ويثير هذا الهجوم تساؤلات حول جدوى هذه الهدنة، وإمكانية استمرارها في ظل استمرار الهجمات الحوثية.

أما التطور الإيجابي فقد حدث في 12 ديسمبر، 2023م، حيث قالت مصادر إعلامية إنه وبجهود ووساطة سعودية، بدأت التحضيرات البروتوكولية لتحديد مكان وزمان توقيع اتفاق وقف الحرب باليمن بين الحكومة وحركة أنصار الله الحوثي في اتفاق نهائي وأن المبعوث الأممي تسلم نسخته.

🔴 العدوان الصهيوني على غزة

  ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن هناك 183 صراعًا مسلحًا إقليميًا في العالم عام 2023م، وهو الرقم الأعلى منذ 30 عامًا. ونقلته "بلومبرغ" عن المراجعة السنوية للصراعات التي أعدها ونشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية The International Institute for Strategic Studies IISS، حيث تابعت أن عدد حوادث العنف خلال العام ارتفع بنسبة 28%، وعدد الوفيات بنسبة 14%، فيما حذر المحللون من أن بعض الزعماء أصبحوا ينظرون إلى الحرب مرة أخرى بوصفها "أداة سياسية مفيدة". وخلصت الدراسة إلى أن معظم الصراعات الإقليمية في القارة الأمريكية تنجم عن التنافس بين المجموعات الإجرامية، لكن من غير المستغرب أن تظل أوكرانيا هي المكان الأكثر عنفًا على كوكب الأرض، ولكن مع وجود عنف في أماكن أخرى مثل سوريا والبرازيل وميانمار والمكسيك والعراق ونيجيريا والصومال واليمن وأفغانستان وغيرها.  وأعداد اللاجئين الذين شردتهم الحرب مذهلة: أكثر من 6 ملايين في سوريا، و5 ملايين في أفغانستان، ومليون في ميانمار، وفقًا للدراسة.

 ثم حدث العدوان الصهيوني على غزة، وجاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر ليكون الأكثر قسوة ودموية مقارنة بما جاء في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نظراً إلى معطياته الميدانية الخاصة بأعداد الشهداء والجرحى من جهة، والقوة النارية المستخدمة من جهة أُخرى، وتجاوز إسرائيل لحاجز التردد في الأعمال الوحشية. هذا العدوان الإسرائيلي ويمكن اعتباره قفزة نوعية في الاعتداءات الإسرائيلية  ففي ثناياه وقوف مشين من الغرب و خطط بالترحيل القسري وإغلاق للمعابر التي يأتي منها الغذاء و الدواء. ويبدو من الصعب النظر إلى العدوان الأخير على غزة بمعزل عن جملة من التطورات السياسية الإقليمية التي كان للخليج ثقل فيها فعلى مستوى الشارع الخليجي فقد تفاعل كما لو أن الحرب تدور في شوارعه.  وعلى الصعيد الرسمي، اعتمدت العواصم الخليجية مقاربة متماسكة وفاعلة منذ دخول الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الأول، رداً على هجمات 7 أكتوبر، وقامت دول الخليج باستخدام نفوذها الإقليمي والدولي لوضع حد للأعمال العدائية.  فقد استضافت المملكة العربية السعودية عشرات الزعماء في قمة إسلامية / عربية، حيث أصدروا بيانًا مشتركًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ويتهمون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بل ويشيرون بامتعاض إلى الدعم الأمريكي المطلق لآلة القتل الصهيونية رغم أن دول الخليج حليف مميز لواشنطن. كما سعت قطر إلى الحفاظ على سمعتها كوسيط فعال، وشجبت كل دول الخليج ضمن هيكل مجلس التعاون الوحشية الصهيونية وصمت المجتمع الدولي.  وفي إعلان الدوحة، الذي صدر بعد اجتماع القمة الخليجية الـ44، حذر قادة دول مجلس التعاون من «مخاطر توسع المواجهات، وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي، مما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليَين». ومرد ذلك أن إيران التي لم تطبق مبدأ وحدة الجبهات مع حماس راحت تستغل مكملاتها الاستراتيجية من حزب الله إلى الحوثيين إلى الحشد الشعبي مما يشي بتعكير الأمن الإقليمي.

 🔴 الحوثيين في أزمة غزة وأمن البحر الأحمر 

  سلَّطت أزمة قطاع غزة الضوء على حركة المتمردين الحوثيين (حزب الله الجنوبي)، والتي   هي عضو في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران. فقد أعلن عبد الملك الحوثي، زعيم الحركة، وشخصيات رئيسية أخرى عن استعدادها للقيام بعمل عسكري إذا تدخلت الولايات المتحدة بقوة السلاح إلى جانب إسرائيل. وكانت فرصة للحوثيين لتعزيز ثلاث نقاط جوهرية لأجندتهم السياسية. تتمثل الأولى بالتزامهم بالقضية الفلسطينية. والثانية هي أن الحوثيين باتوا مرتبطين على نحو أقوى بنظرائهم في “محور المقاومة“، والثالثة التي يؤكد عليها الحوثيون بوضوح لجماهيرهم المحلية والدولية هي أن قوتهم العسكرية تتنامى.

لقد برزت حركة الحوثيين خلال حرب غزة باعتبارها العضو الأكثر تقبلاً للمخاطر في محور المقاومة، وشكلت تهديداً واضحاً لحرية الملاحة الدولية إلى إسرائيل، فقد أطلق الحوثيون، منذ 27 أكتوبر، صاروخين باليستيين متوسطي المدى على الأقل على إسرائيل، كما أطلق الحوثيون ما لا يقل عن ثماني دفعات من صواريخ “كروز”، وأطلقوا طائرات مسيرة متفجرة بعيدة المدى على إسرائيل، ركزت على ميناء إيلات في جنوب البلاد. أسقط الحوثيون طائرة أميركية دون طيار من طراز “إم كيو – 9 ريبر”. كما أنه خلال الأزمة تم توجيه الكثير من الصواريخ والطائرات المسيّرة على مسافة قريبة من سفن البحرية الأمريكية، واستولت قوة حوثية من المغاوير نُقلت عبر المروحيات على إحدى سفن الحاويات، وعرضت مؤخراً ثلاث سفن أخرى للقصف بصواريخ الحوثيين المضادة للسفن في البحر الأحمر يومي 1 و3 ديسمبر.

وهذا ما دفع بالصهاينة إلى الشكوى والتهديد، فقد أتت الشكوى الصهيونية من الحوثة بعد إعلان صنعاء أنّها ستمنع السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، أيّاً كانت جنسيتها، من المرور في بحر العرب والبحر الأحمر، إذا لم تدخل قطاعَ غزة حاجتُه من الغذاء والدواء. ونفذت ذلك فقد أعلنت وزارة الدفاع في حكومة صنعاء، أنّه "جرى التعامل المناسب مع سفينة لم تستجب لمنعها من المرور وأجبرت على التراجع، وسبب الشكوى الصهيونية من الحوثة أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن الخطر الذي تشكله التهديدات اليمنية على السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى "إسرائيل"، من الناحية الاقتصادية وليس فقط الأمنية.  أما تهديدات الصهاينة فمنها أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قال إن بلاده مستعدة للتحرك ضد جهود جماعة الحوثي في اليمن لتعطيلهم الملاحة في البحر الأحمر، و***من تهديدات الصهاينة أن "إسرائيل تمنح العالم بعض الوقت لتنظيم صفوفه من أجل منع ذلك. لكن إذا لم يكن هناك ترتيب عالمي، لأنها قضية عالمية، فسنتحرك من أجل رفع هذا الحصار البحري، ومن تهديدات الصهاينة أن "إسرائيل" تحاول أنّ توجّه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنّ التهديدات اليمنية ليست مشكلتنا بل هي مشكلة عالمية، لذلك من المهم أن تتم معالجة الأمر عالمياً وليس من قبل "إسرائيل" لوحدها.

مقالات لنفس الكاتب