array(1) { [0]=> object(stdClass)#13179 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 199

النظام العالمي الجديد يقدم للعرب أفضل الخيارات ويفرض عليهم التنسيق للمشاركة في صياغته

الخميس، 27 حزيران/يونيو 2024

عقب انهيار الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينات، انتهت الحرب الباردة بين القوتين العظمتين، وبرزت أمريكا باعتبارها القطب الأوحد التي لا تنافسها قوى أخرى، غير أن هذا لم يمنع مؤرخين وباحثين تناقشوا عما اذا كانت أمريكا ستظل محتفظة بهذه المكانة ظهر في الجدل مدرستان: تقول الأولى أن أمريكا مازالت تحتفظ بقواها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، وإن كانت هذه المدرسة تتحفظ بأن هذا مشروط بمعالجة أمريكا لقضايا داخلية: التعليم، الصحة، البنية التحتية، ونظامها السياسي، وأما المدرسة التي اعتقدت أن أمريكا في تراجع نسبي إزاء صعود قوى جديدة وفي مقدمتها الصين. في هذا السياق ظهر محليون يتحدثون عن " عالم بلا أمريكا" "عالم اللاقطبية" وإزاء تطورات السنوات الأخيرة خاصة الحرب الروسية/الأوكرانية، والحرب على غزة، ومواقف القوى المختلفة، بدأ البعض يعتقد أن النظام العالمي، يمر الآن بالسيولة والفوضى وعدم اليقين. يعالج هذا المقال ما لحق بالنظام العالمي منذ نهاية الحرب الباردة حتى اليوم والجدل الذي ثار حول مستقبل مكانة أمريكا وصعود الصين اقتصادياً وعلميًا، وأخيراً يناقش تعامل العالم العربي مع هذه البيئة الدولية المتغيرة.  

هل أمريكا في اضمحلال " وجهتي نظر"

مثلماً ربط عالم السياسة الأمريكي بول كيندي في عمله "صعود وسقوط القوى العظمى" الذي صدر عام 1987م، والذي فحص فيه بعض الإمبراطورات الكبرى في التاريخ، بما فيها روما، وإسبانيا، وبريطانيا، ونتائج آثار انحدارهم كان موضوعة الأساسي: أنه مع نمو الامبراطوريات فأنها تصبح أكثر طموحاً وتبالغ في الثقة في نفسها أو تحاول أن تمد وجودها وإلى حد كبير من خلال القوى العسكرية والغزو والسيطرة.  ويعمل الاتفاق على التسلح والحفاظ على الامبراطورية على تفتت القوة الداخلية الاقتصادية وأن التمدد الإمبريالي imperial overseas يؤدي إلى الانحدار الداخلي، وفي المقام الأول اقتصادياً ولكن حتمًا اجتماعياً وسياسياً بدورة يعصف بالتالي قوة البلد الدولية " واليوم نستعيد وجه النظر أن تتنبأ "باندحار" وتعتبر أن جوهر المشكلة الأمريكية هو الانحدار الاقتصادي لان معظم القوة والنفوذ الأمريكي كان نتيجة ثروتها الاقتصادية الضخمة. وتركز وجهة نظر هذه على العجز في الميزانية الأمريكية وتعتبر أن هذا العجز هو جانب واحد من "العجرة التؤام" twin Decline وتقصد كذلك بالعجز التجاري فالعجز التجاري شأنه شأن العجز في الميزانية هو نتيجة عيش الأمريكيين بأكثر من إمكانياتهم يضاف إلى هذا مشكلات الأمن الاجتماعي والرعاية الصحية ومن مؤشرات نهاية القرن الأمريكي عند هذه المدرسة نهاية الوفرة والمساواة. Affluence and equality فمع بداية "القرن الأمريكي" 1941م، كانت الولايات المتحدة ملتزمة بكل من النظام الداخلي والعالمي الذي يقوم على التحرر من الحاجة والخوف وقد بدت هذه المبادئ في مقال هنري لوس محرر مجلة تايم" الذي كان ينشر فيه " القرن الأمريكي" وكذلك في بيانات هامة من الرئيس فرانكلين روزفلت في نفس العام وكان يعاد تقريرها وتوضيحها من كل رئيس في فترة ما بعد الحرب وكان الالتزام الأمريكي بالحرية، والمساواة والرخاء، أكثر من إنجازات البلد في هذه المجالات، إلا أنه كان أحد مكونات الجاذبية الأمريكية عبر العالم وقوتها التي لا تضارع ونفوزها في القرن العشرين. ولكن مع بداية القرن الواحد والعشرين، فإن الخطاب الأمريكي لم يعد يتماشى مع الواقع لا في الداخل والخارج، فالمستويات المرتفعة لكل من الفقر وعدم المساواة في الولايات المتحدة وضعت البلد في ضوء في غير صالحها مقارنة بغيرها من الدول المتقدمة بل وتحت مقارنة ببعض دول العالم الثالث، وكان فشل الولايات المتحدة في الإنجاز قد أثر على جهودها وسمعتها في مخاطبة هذه المشكلات عالمياً وأكثر من هذا فتت صورة البلد عالمياً.

غير أن عالم السياسة الأمريكي جوزيف ناي من بين الذين تصدوا لنظرية بول كيندي والمدرسة التي تشكلت حوله وعرفت بمدرسة الاضمحلال Delimits والتي اعتبرت أن الولايات المتحدة بفعل تمددها الامبريالي وتأثيرها السلبي على عناصر قوتها الاقتصادية سوف تلقى مصير قوى عظمى سابقة مثل البرتغال، وفرنسا، وبريطانيا، وقد شارك جوزيف ناي في هذا الجدل بكتابه "مقضي عليها أن تقود" bound to lead . حيث اعتبر أنه رغم التراجع النسبي في قوة أمريكا الاقتصادية إلا أنها مازالت تمتلك عناصر القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية مما لا تملكه بشكل مجتمع، قوى أخرى.

وفي كتابه "هل انتهى القرن الأمريكي" يستعرض جوزيف ناي مقومات القوة الأمريكية العسكرية، والاقتصادية والتكنولوجية وقوتها الناعمة، يخلص إلى أن القرن الأمريكي سوف يستمر لحقب قادمة، غير أن ناي لا يتوقع ذلك بشكل مطلق ويجعل له متطلبات تحتاجها الولايات المتحدة لكي تضمن استمراره فعنده أن دوام "القرن الأمريكي" سوف يعتمد على مجموعة من التحالفات، فكيف ستحصل عليها إذا ما تصورت الدول الأخرى أن الولايات المتحدة تتحول إلى الداخل؟ وكيف ستمنع إعادة توجهها إلى آسيا من أضعاف التزاماتها في مناطق أخرى مثل أوروبا والشرق الأوسط؟ وفي آسيا حيث التنافس وكذلك التعاون مع الصين جوهري، سيكون من المهم تفادي المبالغة في عسكرة السياسة. ورغم إقرار ناي أن القوة ستظل مكوناً هاماً للنفوذ، ولكن باعتبار أن القوة أداه فظة. فإنه من الخطأ أن توازي القيادة بالعمل العسكري المنفرد. كما ينبه إلى أنه رغم أن الاستراتيجية الأمريكية التي حفظت التوازن في أوروبا وشرق آسيا كانت هامة للقرن الأمريكي، إلا أن محاولة احتلال والتحكم في السياسات الداخلية للشعوب ونزعاتها القومية في ثورات الشرق الأوسط يمكن أن يقصر من أجل القرن الأمريكي. هذا فضلاً عن أن القوة العسكرية لا تفيد في التعامل مع القضايا عابرة القارات مثل الانترنت، والتغير المناخي أو الاستقرار المالي، في ضوء هذا يعتبر ناي أنه إذا أرادت أمريكا إطالة أمد القرن الأمريكي عليها أن تصيغ البيئة الدولية وتخلق دوافع للآخرين من خلال التجارة، والتمويل والثقافة والمؤسسات. وأن تدرك أن القوة ليست هي الهيمنة، وعلى أمريكا أن تستمع من أجل أن تجعل الآخرين يشتركون فيما اسمته هيلاري كلينتون "عالم متعدد الشركاء" كما يذكر جوزيف ناي الولايات المتحدة أنه حتي في قلب "القرن الأمريكي" فإن نفوذ الولايات المتحدة لم يمكن مطلقاً، ويستعيد تحديداً عام 1956 حين لم نستطع أن نمنع القهر السوفيتي والثورة في المجر، وفقدان فرنسا لفيتنام أو غزو حلفاء لها: فرنسا، انجلترا و إسرائيل للسويس ويخلص جوزيف ناي في النهاية أنه مع نفوذ أقل، ومع عالم اكثر تعقيداً، فإن الولايات المتحدة سوف تحتاج إلى استراتيجيات ذكية في الداخل والخارج إذا ما أرادت أن تحافظ على وضعها ويستخلص جوزيف ناي أن استمرار القرن الأمريكي لن يبدو كما كان في القرن العشرين، فنصيب الولايات المتحدة من الاقتصاد العالمي سيكون نصف ما كان عليه في منتصف القرن الماضي، كما أن التغيير الذي يمثله صعود قوى جديدة وكذلك الدور المتزايد للفاعلين غير الدوليين سوف يجعل من الأكثر صعوبة لأي أحد أن يمتلك نفوذًا منفرداً.

عالم اللاقطبية:

مع نهاية التسعينيات استقر رأي المحللين والباحثين والخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أصبحت تمتلك القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية مجتمعة بما لم يتحقق لأية قوة أخرى، ومن هنا ظهر أن العصر هو عصر القطب الواحد الذي لا تنافسها فيه قوى أخرى حدث هذا مع نهاية ولايتي الرئيس الأمريكي بل كلينتون (1994- 2000) غير أنه مع مجيئ إدارة جورج بوش الابن، ميراث تتصرف على هذا الأساس. على أن السنوات الثماني الأخيرة وما تخللها من حروب خاضتها الولايات المتحدة التي أطلقتها ضد الإرهاب وتوسعها العسكري في العالم والتكلفة المادية.۳ تريليونات دولار والتكلفة الأخلاقية التي نالت من صورة وعلاقات أمريكا مع العالم، وتوازي هذا مع بزوغ قوى تحمل إمكانات أن تصبح أقطابًا دولية مثل الصين وروسيا والهند. هذا التطور الذي لحق بالوضع الدولي للولايات المتحدة بشكل أخل بنظام القطب الواحد هو ما دعا خبيرًا استراتيجيًا مثل ريتشارد هاس Richard Hass الذي سبق أن رأس إدارة التخطيط السياسي بالخارجية الأمريكية ويرأس حاليًا مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إلى أن يعيد التفكير في خريطة العالم وقواه، وانتهى ريتشارد هاس من دراسته التي نشرتها مجلة Foreign Affairs في عدد مايو - يونيو ۲۰۰۸م، أن العالم المقبل هو عالم اللا قطبية Non Polar System ، وفي تفصيل ذلك اعتبر ريتشارد هاس أن العلاقات الدولية سوف تتميز في القرن الحادي والعشرين باللاقطبية وانتشار القوة بدلا من تركيزها. وسوف يتضاءل تأثير الدولة القومية في حين يتزايد تأثير الفاعلين من غير الدول. وأن السمة الأساسية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين هي التحول إلى اللاقطبية. عالم تسيطر عليه ليس قوة واحدة ولا اثنتان أو أكثر قليلاً وإنما مجموعة من اللاعبين يمتلكون ويمارسون أنواعًا عديدة من القوة. وهذا يمثل تحولاً بنيويًا. وعلى عكس التعددية القطبية، والتي تتضمن عدة أقطاب مختلفة تتركز فيهم القوة، يتسم النظام اللاقطبی بوجود مراكز متعددة تحوز قوة كبيرة.

وفي تقدير ريتشارد هاس أنه قد يبدو للوهلة الأولى أن العالم الآن متعدد الأقطاب، حيث تبدو فيه الصين والهند واليابان، وروسيا والولايات المتحدة تحوز أكثر من 50٪ من سكان العالم، و۷۵% من الناتج العالمي و۸۰٪ من الإنفاق على الدفاع عالميًا. وإن أهم سمات النظام العالمي، المعاصر هو تلاشي سيطرة دور الفاعلين من الدول على احتكار وفي أحيان أخرى فقدانهم لسيادتهم.

ويضيف هاس أنه إضافة إلى القوى الست الرئيسية، هناك قوى إقليمية عديدة مثل البرازيل، الأرجنتين، تشيلي، المكسيك، فنزويلا، نيجيريا، جنوب إفريقيا، مصر، إيران، إسرائيل، السعودية، باكستان، أستراليا، إندونيسيا، كوريا الشمالية، والعديد من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية.

في هذا العالم ستبقى الولايات المتحدة هي المركز الرئيسي للقوة فهي تنفق أكثر من 500 بليون دولار سنويًا على التسلح. وأكثر من 700 بليون دولار، مع تضمين العمليات في أفغانستان والعراق والدول الخارجية والقوة البحرية التي تعد الأقوى في العالم. ويصل حجم الناتج القومي الإجمالي إلى 14 تريليون دولار وهو الأكبر في العالم. أيضًا هي أكبر مصدر للثقافة من خلال أفلام السينما الأمريكية والتلفاز، ثورة المعلومات، الابتكار. لكن قوة الولايات المتحدة في العالم لا يجب أن تعمينا عن حقيقة التراجع النسبي في مكانة الولايات المتحدة في العالم ويتوازى مع هذا التراجع النسبي انخفاض مواز في التأثير والاستقلالية ومقارنة بمعدلات نمو الاقتصاديات الأخرى بخاصة الآسيوية التي يزداد معدل نموها بمقدار ثلاثة أمثال معدل نمو الاقتصاد الأمريكي الآن، ومع توقع استمرار تراجع مشاركة الولايات المتحدة في واردات العالم بنسبة 15٪. مما يضاعف من ذلك أن السيادة الأمريكية تبدو مهددة بأشكال أخرى، مثل الفاعلية العسكرية والدبلوماسية. فمقاييس الإنفاق العسكري لا يعكس بالقدر نفسه مقاييس للقدرة العسكرية. فقد أبرزت أحداث الحادي عشر من سبتمبر كيف أن مجموعة صغيرة من الإرهابيين يمكن أن تسبب خسائر مادية وبشرية كبيرة جدًا. ويعتبر ريتشارد هاس أن القوة والتأثير ليسا مترادفين في زمن اللاقطبية. فقد أسهمت الحرب على العراق في خفض مركز الولايات المتحدة في العالم فقد أثبتت الحرب أنها حرب باهظة الثمن عسكريًا، اقتصاديًا، ودبلوماسيًا كذلك بشريًا.

ويضيف هاس أن العالم اللاقطبي ليس ناتجًا عن ظهور دول أخرى أو منظمات أو فشل وغباء سياسة الولايات المتحدة، وإنما هو نتيجة حتمية للعولمة. لقد زادت العولمة مستوى، سرعة، وأهمية التدفقات عبر الحدود لكل شيء، من الأدوية ورسائل البريد، الغازات الصديقة للبيئة، السلع المصنعة، والبشر وحتى إشعاعات التلفاز والراديو والفيروسات والأسلحة.

ويخلص هاس إلى أن العالم اللاقطبي سوف ينعكس بشكل سلبي على الولايات المتحدة وكذلك على بقية دول العالم. مع العالم اللاقطبي وسعي كل قوة لحيازة القدرات المختلفة والتأثير في العالم، سوف يكون من الصعوبة العمل الجماعي عبر المؤسسات الدولية وبناء رد فعلى جماعي. إن اللاقطبية سوف تزيد من المخاطر والتهديدات التي تواجه دولة مثل الولايات المتحدة. ويمكن أن تتمثل هذه التهديدات في شكل الدول المارقة، جماعات إرهابية، منتجي الطاقة الذين يحددون ويحجمون من إنتاج كميات الطاقة أو من خلال اتخاذ إجراءات معينة في البنوك المركزية الأمر الذي سيؤثر بالطبع في الدولار الأمريكي. ويضرب مثلاً على ذلك بإيران، فسعيها الحثيث لكي تصبح دولة نووية هو نتيجة لحالة اللاقطبية، بفضل صعود أسعار البترول، حازت القوة وتؤثر على الأحداث في العراق ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية وأبعد من ذلك.

وينتهي ريتشارد هاس إلى أن اللاقطبية سوف تكون خطيرة وصعبة، ولكن درجة أكبر من التكامل العالمي سوف تدعم الاستقرار العالمي وعنده إن تأسيس مجموعة Core group من الدول والحكومات وغيرهم الملتزمين بالتعاون الدولي سوف يعد خطوة مهمة للأمام، يمكن تسميتها اللاقطبية المنسقة -Concerted non polarity وإن لم تلغ اللاقطبية ولكنها ستساعد في حسن توجيهها وتزيد من فرص عدم انهيار وتفكك النظام الدولي.

غير أن عالم السياسة ٍSher les Kupchen أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون والزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في كتابه No one's world يتحدى وجهة النظر هذه ويجادل أن العالم مقبل على تنوع سياسي وأيديولوجي، وأن القوى الصاعدة لن تخضع لقيادة الغرب ولن تتحول إلى طريق الغرب. فقد كان صعود الغرب نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية فريدة بالنسبة للغرب والولايات المتحدة، ومع صعود المناطق الأخرى فهم يتبعون طرقهم الخاصة للحداثة ويثبتون مفاهيمهم الخاصة للنظام الداخلي والدولي كذلك يجادل كوبشنا أن النظام الغربي لن يستبدل بقوة عظمى أخرى أو نموذج سياسي مسيطر. فالقرن الـ ۲۱ لن يتبع أمريكا أو الصين أو آسيا أو أي قوة أخرى فسوف يكون عامًا لا يتبع قطبًا أو قوة بعينها، فلأول مرة في التاريخ فإن عالمًا يقوم على الاعتماد المتبادل interede pendence سيكون بدون مركز جاذبية أو حارس عالمي ولا يقتصر كوبشان على مجرد تشخيص ما يقع في المستقبل، ولكنه يقدم استراتيجية لعقد صفقة بين الغرب والآخرين The Rest الصاعد بصياغة توافق حول قضايا الشرعية والسيادة والحكم.

ويستخلص كوبشان أن التحول العالمي القادم يحمل إمكانية أن يأتي معه بأخطار جيوبولويتيكية، ولهذا السبب فإن الغرب والقوى الصاعدة يجب أن يواجهوا بشكل عاجل كيف يمكن إدارة هذا الانتقال بشكل سلمي.

أما عن استعادة الولايات المتحدة لقيادتها، فإن كوبشان يبدأ من أن الولايات المتحدة سيكون لديها الكثير لتقوله حول شكل التحول العالمي أكثر من أي أمة أخرى، سوف تبقى الولايات المتحدة أكثر قوة في العالم وبلدا ذا نفوذ حتى لو أن بيئة بزغت بشكل تدريجي عبر هذه الحقبة والحقبة التالية بيئة متعددة الأقطاب. ولكن الولايات المتحدة عليها أن تصلح بيئتها إذا كانت ستكون قادرة، مع حلفائها الأوربيين، لإرساء الانتقال القادم في النظام العالمي. وعلى العكس، فإن جهود الإبقاء على الهيمنة في معظم مناطق العالم سوف تزيد من تآكل التأييد الداخلي لسياسة الأمة الخارجية، وتثتثير الاستقطاب وعدم الاستقرار. كذلك فإن استراتيجية السيطرة سوف تنفر القوى الصاعدة والتي يعتبر تعاونها جوهريا لإدارة التحول العالمي. ومنذ هجمات ۱۱ سبتمبر ۲۰۰۱م، انشغلت الولايات المتحدة بتهديد الإرهاب والحروب التالية في أفغانستان والعراق. وكانت النتيجة عسكرية دراماتية لحرب ضد الإرهاب وهو ما أدى إلى استنفاذ زائد للموارد ورأس المال السياسي. وبدلاً من هذا فإن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم القوة بطريقة جراحية لمحاربة الإرهابيين ولكن تبقى بعيدًا عن جهود احتلال وإعادة بناء الدول الفاشلة، وما بدا في العراق وأفغانستان، فإن بناء الدول Nation building لا تعرف نهاية.

في ضوء هذا ينصح كوبشان أن الصفوة الأمريكية ستكون حكيمة بأن تبدأ في وضع الأساس الداخلي لمفهوم أكثر تواضعًا لدور أمريكا في العالم. ولدهشتهم فإنه جمهورًا أكثر من مستعد من المحتمل أن يتحمل أعباء أقل وأن يشارك في مساواة أكثر مع القوى الصاعدة في مسؤوليات الإعداد للعالم القادم. وقد أظهر استطلاع للرأي في نهاية ۲۰۱۰م، أن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين ينظرون بشكل إيجابي لصعود أمم أخرى لأنهم سيكونون أقل اعتمادًا على قوة الولايات المتحدة وتلعب دوراً أعظم في التعامل مع التحديات العالمية، وعلى الأقل الآن، فإن الرأي العام الأمريكي يعلم أفضل من قادته ويذهب كوبشان بناء على هذا التحليل أن الغرب أيضًا يجب أن يستعد، وأن يرحب في النهاية، بالتنوع السياسي والتعددية التي تبدو بالحتم في الأفق. ومن جانبهم فإن القوى الصاعدة الأخرى عليها أن تصل إلى مفاهيمها الخاصة عن العالم الجديد وأن تعمل بشكل بناء مع الغرب للوصول إليه بشكل سلمي

عالم ما بعد أمريكا:

كان فريد زكريا Fareed Zakaria، الكاتب والمحلل الأمريكي – الهندي الأصل في مناقشة مؤشرات التراجع decline الأمريكي، وتزايدت الأصوات التي تتحدث عن هذه الظاهرة وانعكاساتها على مكانة أمريكا الدولية، وعن مدى احتفاظها بمكانة القوة الأعظم الوحيدة في العالم وهو الوضع الذي بلغته الولايات المتحدة في عام ۲۰۰۱م، باعتراف الأصدقاء والخصوم، غير أن ما واجهته الولايات المتحدة بعد ذلك من إخفاقات، سواء في وضعها الداخلي واقتصادها، أو في سياساتها الخارجية، جدد الحديث عن تراجع الدور الأمريكي، وهو الوضع الذى شارك في مناقشته فريد زكريا في كتابه "عالم ما بعد أمريكا The Post-American World. وكما يوحي عنوان الكتاب، فإن زكريا بالإضافة إلى تحليله لمقومات القوة الأمريكية، يركز على تصور ما سيكون عليه العالم بعد أن أصبحت الولايات المتحدة ليست هي الدولة الوحيدة التي تقود وتوجه النظام العالمي، ويفصل زكريا ذلك من خلال استعراضه لإمكانيات وقدرات قوى مثل الصين والهند واليابان

وكانت نقطة البداية عند زكريا هي الأزمة المالية التي حدثت عام ٢٠٠٨م، وهو يعتبر أنها كانت أسوأ انهيار مالي منذ العام ۱۹۲۹م، وأفضى إلى أسوأ تباطؤ اقتصادي منذ الكساد الكبير، حتى إن جميع الأحداث التي وقعت فيه كانت غير مسبوقة، ضياع ما يقارب ٤٠ تريليون دولار من قيمة الأسهم في الاقتصاد العالمي وتأميم أكبر مؤسسات الرهن في أمريكا: وأضخم إفلاس في التاريخ ليمان براذرز واختفاء البنك الاستثماري وخطط إنقاذ وتحفيز

كتاب زكريا لا يظهر انحطاط أمريكا بقدر ما يظهر عن نهوض جميع الأمم الأخرى. إنه يلقي الضوء على التحول الكبير الذي يجري في العالم اليوم: تحول بالرغم من أنه يحظى بنقاش واسع، فإنه لم يُفهم بعد بشكل جيد. وهذا طبيعي في الواقع، فالتغيرات -حتى تلك التي تحدث للبحار -تجري بصورة تدريجية. فالعالم لم يبد لنا مألوفًا، بالرغم من أننا نتحدث هنا عن حقبة جديدة. لكنه، في حقيقة الأمر، عالم مختلف إلى حد بعيد.

وعنده أن ثمة مظهر آخر متصل بهذه الحقبة الجديدة ألا وهو انتقال القوة من الدول إلى لاعبين آخرين. إن البقية الناهضة اليوم تتضمن لاعبين غير حكوميين، ومنظمات وأفراد تنامت قوتهم على حساب تقوض التراتبية والمركزية والسيطرة في العالم. إن الأنشطة والوظائف التي كانت ذات يوم تقع تحت سيطرة الحكومات أصبحت الآن تجرى بمشاركة هيئات دولية مثل منظمة التجارة العالمية والاتحاد الأوروبي. ثمة شركات ورؤوس أموال تنتقل من مكان إلى آخر بحثًا عن المكان الأمثل للقيام بمشاريعها، مكافأة بعض الحكومات ومعاقبة الأخرى. والإرهابيون وتجار المخدرات، والمتمردون والميليشيات من كل الأصناف، كل هؤلاء يجدون حيزًا لممارسة أنشطتهم في زوايا وشقوق النظام الدولي. إن القوة تنتقل من الدول في كل الاتجاهات. وفى هذا الجو أصبحت الاستخدامات التقليدية للقوة الوطنية -الاقتصادية والعسكرية معًا ـ أقل تأثيرًا.

وعلى هذا فمن المرجح أن يكون النظام الدولي الناشئ مختلفًا تمامًا عن الأنظمة التي سبقته فمنذ مائة عام، كان هناك نظام متعدد الأقطاب تديره مجموعة من الحكومات الأوروبية، مع تغير دائم في التحالفات والمنافسين والحسابات غير الصحيحة والحروب. ثم جاء نظام الحرب الباردة ذو القطبين الرئيسيين؛ وكان أكثر استقرارًا في كثير من النواحي، ولكن مع مبالغة كلتا القوتين العظميين في رد فعلهما على كل خطوة تقوم بها القوة الأخرى. منذ العام ۲۰۰۱م، عشنا تحت سيطرة أمريكية مطلقة، عالم أحادي القطب فريد من نوعه توسع فيه الاقتصاد العالمي المفتوح وتسارع بشكل دراماتيكي. وهذا التوسع يقود الآن التغير التالي في طبيعة النظام الدولي. على المستوى العسكري -السياسي يعتبر زكريا أننا لا نزال نعيش في عالم القوة الواحدة. لكن توزع القوة في جميع المستويات الأخرى -الصناعية المالية، التعليمية الاجتماعية الثقافية -يتحول بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، وهذا لا يعنى أننا ندخل عالماً معاديًا لأمريكا، لكننا ننتقل إلى عالم ما بعد أمريكا، عالم يحدد معالمه ويرسم توجهاته الكثير من الأشخاص في الكثير من الأمكنة. ويتساءل زكريا: ما أنواع الفرص والتحديات التي تقدمها هذه التغيرات؟ وما الذي تنذر به هذه التغييرات بالنسبة إلى الولايات المتحدة؟ وكيف ستبدو هذه الحقبة الجديدة فيما يتعلق بالحرب والسلم الاقتصاد والأعمال، الأفكار والثقافة؟

باختصار، ماذا يعنى أن نعيش في عالم ما بعد أمريكا.

يجيب زكريا تفصيلاً عن هذا السؤال معتبراً أن الكثير من المراقبين والمعلقين قد نظروا إلى حيوية هذا العالم الناشئ واستنتجوا أن الولايات المتحدة وصلت إلى نهاية أيامها. ويعبر أدى جروف، مؤسس شركة إنتل، عن هذا الأمر بصراحة شديدة قائلاً: "تواجه أمريكا خطر السير على خطى أوروبا باتجاه الانهيار. وأسوأ ما في الأمر أن لا أحداً يعلم بذلك. إنهم جميعًا يعيشون حالة من الإنكار، يربتون على ظهور بعضهم بينما تتجه التايتانيك مباشرة نحو جبل الجليد وبأقصى سرعتها". ويقول جابور شتاينغارت -محرر في صحيفة دير شبيغل الألمانية -في كتابه الشهير: العولمة تنتقم. خسرت الولايات المتحدة صناعتها الرئيسية، وتوقف شعبها عن توفير المال، وتزداد حكومتها اقتراضًا من المصارف المركزية الآسيوية، في حين أن منافسيها يزدهرون

وعلى هذا فإن أمريكا ستواجه منافسة اقتصادية لم تشهد مثل شدتها من قبل. وبالرغم من وضوح الإصلاحات المطلوبة، فإن النظام السياسي الأمريكي غير قادر على القيام بها لأنها تتطلب تحمل الألم الآن بغية الحصول على المكاسب على المدى البعيد، علمًا بأن النظام الاقتصادي والاجتماعي الأمريكي يعرف كيف يستجيب ويتأقلم مع مثل هذه الضغوط. لكن التحدي الأصعب الذي تواجهه الولايات المتحدة هو التحدي الدولي، فهي تواجه نظاماً عالميًا مختلفًا تمامًا عن ذاك الذي اعتادت على التحرك ضمنه. صحيح أن الولايات المتحدة لا تزال اللاعب الأكثر قوة في الوقت الحاضر، لكن الميزان يتغير مع كل عام ينقضي.

في هذا يــــــــبدو مصطلح صامويل هانتينغتــــــــــــــــــــــون "أحادية متعددة الأقطــــــــــــــــاب: uni-multipolarity أو ما يدعونه الإخصائيون الصينيون في الجغرافيا السياسية قوى عديدة وقوة عظمى واحدة، يعبر عن النظام الدولي الحالي بصورة أكثر دقة. اللغة المشوشة تعكس واقعًا مشوشاً. باختصار، تبقى الولايات المتحدة القوة العظمى في العالم، ولكن عالمًا يحوي عدة قوى كبرى وهامة أخرى، هو عالم تزداد فيه فعالية وثقة جميع اللاعبين. وهذا النظام الدولي الهجين -الأكثر ديمقراطية، ودينامية، وانفتاحاً وتواصلاً -هو على الأرجح، النظام الذي سنعيش في ظله خلال عدة عقود قادمة من الأسهل علينا أن نعرف ما هو موجود من أن نعرف ما هو غير موجود.

يؤكد زكريا في النهاية أهمية استعادة أمريكا الثقة في نفسها وهي تواجه التحولات الدولية الجديدة، فيعتبر أنه قبل أن تصبح الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ أي من هذه الاستراتيجيات، لا بد لها من أن تقوم بتعديل أوسع بكثير. إنها بحاجة إلى التوقف عن الخوف. إنه الخوف الذي أنتج جوًا من الشك والذعر في الولايات المتحدة، والخوف الذي جعلها ترتكب أخطاء استراتيجية، بعد أن أقنعنا أنفسنا بأنه يجب أن نتصرف بسرعة ولوحدها -بشكل استباقي ومن جانب واحد -نجحت في القضاء على عقود من النوايا الطيبة الدولية، ونفرت الحلفاء وتجرأ الأعداء، ولم تحل سوى القليل من المشكلات الدولية الكبرى التي نواجهها. وكي تستعيد الولايات المتحدة مكانتها في العالم عليها أولا أن تستعيد

ثقتها بنفسها.

ومؤخراً أعاد فريد ذكريا تقييمه لواقع ومستقبل الولايات المتحدة لقوة أعظم وحيدة، فقد كتب مقالاً في محله Foreign Affairs  الأمريكية عدد يناير - فبراير 2024م، تحت عنوان: the self – doubting super power  يستهل بالقول إن معظم الأمريكيين يعتقدون أن بلدهم في حالة من الانحدار، وبذلك بعدد من الاستطلاعات فيها ما أجراه جهد PEW تساءل فيه كيف يتصور ما سوف يكون عليه بلدهم عام 2050م، أجاب 54% من الذين جري استطلاعهم أن الاقتصاد الأمريكي سوف يكون أضعف وأن نسبة أكبر، 60% وافقوا أن الولايات المتحدة ستكون أقل أهمية في العالم. ويصف زكريا أن هذا ليس مفاجئا، فالمناخ العام يسوده أن أمريكا تتجه إلى الطريق الخطأ، ووفقًا للاستطلاع لمعهد جالوب أن نسبه الأمريكيين الذين يشعرون بالرضى عن الطريق الذي تتجه إليه أمريكا أقل من ذلك. وعلق زكريا في مقاله أن أمريكا لا يجب ان تتخلى عن العالم الذي صنعته.

الخلاصة: العالم العربي وتحولات النظام العالمي.  

رغم عدم تبلور ورسوخ النظام المتعدد الأقطاب حيث مازال يمر بحالة من السيولة Liquidity والذي جعل بعض الباحثين إلى وصفه "باللاقطبية" None polarity  إلا أن الخبرة الدولية تظهر العالم العربي أنه حين تطور النظام إلى انفراد قوة واحدة هي الولايات المتحدة بالقوة كانت آثاره سلبية، بل ومدمرة على النظام العربي وتفككه، على العكس من بدايات ظهور قوى دولية ابتداء من العقد الماضي قدم هذا حرية حركة وبدائل لدول عربية وإمكانيات توسيع قاعدة علاقات دولية، ظهر بوضوح بالنسبة لمصر في مرحلة حرجة من تاريخيها بعد 30 يوليو 2023م، اتجهت بعد تجربة صعبة مع القوة كانت تعتمد عليها خاصة في مجال التسلح، إلى قوى أخرى شرقية مثل، روسيا والصين، ودول غربية مثل فرنسا وهو نفس النمط الذي اتبعته دول الخليج وبشكل خاص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة حيث بدأ تبني علاقات متطورة مع قوى مثل روسيا والصين في مجالات هامة مثل السلاح والطاقة غير أن توجه مصر، والسعودية ودولة الإمارات إلى تعدد علاقاتها الدولية لم يكن على حساب علاقاتها التقليدية مع قوة مثل الولايات المتحدة حيث بعد فترة من التوتر في علاقات مع الولايات المتحدة عادت العلاقات إلى مسارها الطبيعي، شهدت زيارات كل من ولي العهد السعودي لواشنطن والتقارير الإيجابية التي ظهرت عنها، كما زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط أجواء إيجابية للغاية، ولعله ما يستوقف نظر المراقب فيما يتعلق بقرار كل من السعودية ومصر توسيع قاعدة علاقاتهما الدولية، أن الأجواء التي أحاطت بزيارة كل من الرئيس السيسي لواشنطن في أبريل من هذا العام وزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية، لم تؤثر على علاقات البلدين مع قوة مثل روسيا، ففي أعقاب زيارة ترامب للمملكة السعودية مباشرة، زار ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان موسكو في 28 مايو والتقى بالرئيس الروسي حيث ناقشا قضايا حيوية لعلاقات البلدين الثنائية مثل الطاقة، والإقليمية مثل الأوضاع في اليمن، وسوريا وتداخل العامل الإيراني، وتردد أن ثمة إعداد لزيارة العاهل السعودي لموسكو وبالتوازي مع ذلك تقريباً شهدت القاهرة اجتماع وزير خارجية ودفاع كلا من مصر وروسيا في نطاق صيغة 2+2 وهو اللقاء الذي كان معناه المباشر هو استمرار وتجديد الشراكة المصرية الروسية.

نخلص من هذا الاستعراض لأنماط النظام الدولي وآثاره على العالم العربي وقضاياه وخبراته مع كل نمط، أن ما يتجه إليه النظام الدولي، بفعل عوامل وقوى موضوعية وتوزيع القوة العالمية، من نظام تتعدد فيه القوى، ولا تنفرد فيه قوة واحدة بقرار السلام والحرب وفرض أجندتها الخاصة، إنما هو أنسب النظم للدول الصغيرة والمتوسطة مثل الدول العربية حيث تقدم لها البدائل والخيارات التي تنفق مع مصالحها الأمر الذي يعتقد أن على هذه الدول أن تعمل من خلال حركتها الدولية والمنظمات الدولية والإقليمية على التمكين لهذا النظام الجديد الذي يقدم أيضًا صيغة صحية ومتوازنة لتناسق دولي وليس الهيمنة.

وفي التقدير أنه باعتبار حالة الاضطراب وربما الفوضى التي يعيشها النظام العالمي، وباعتبار أن ما سألنا كيف تأثر العالم العربي بحالة النظام العالمي وعلاقات قواه في كل محل، وهو ما يفرض على العالم العربي، وخاصة قواه الرئيسية أن تحتفظ بأعلى درجات التنسيق والمواقف المشتركة، وحبذا لو قامت بهذا" الدول النواة" التي تتحدث بصوت واحد، وأن يكون لها الحق في أن تشارك في صياغة النظام العالمي الذي يجري تشكيله.


 

مجلة آراء حول الخليج