خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الملك السابع للمملكة العربية السعودية التي تأسست على يد والده المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود في عام 1932م، والملك سلمان صاحب التاريخ الطويل في العمل الإداري والسياسي هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للملك المؤسس من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلسها وأمين سرها والمستشار الشخصي لأخوته ملوك المملكة السابقين ، وقد ولد ـ حفظه الله ـ في الخامس من شوال عام 1354هـ الموافق 31 ديسمبر 1935م، وكعادة تربية أبناء الملك المؤسس فقد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في العاشرة من عمره ، وتلقى تعليم ه في مدرسة الأمراء بالرياض التي كان يديرها إمام وخطيب المسجد الحرام عبد الله خياط.
دخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ميدان العمل العام مبكرا، وكانت البداية في 11 رجب 1373هـ (13 مارس 1954م) حيث تم تعيينه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن سمو الأمير نايف بن عبد العزيز، وفي عام 1955 تم تعيينه أميراً لمنطقة الرياض، وظل في هذا الموقع حتى 25 ديسمبر عام 1960م، عندما استقال، وفي الرابع من فبراير عام 1963م، صدر مرسوم الملك سعود بن عبد العزيز بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى.
استطاع أن يحول مدينة الرياض إلى مدينة عصرية وحاضرة مرموقة للدولة السعودية، فمن مدينة صحراوية صغيرة ، تحولت إلى مدينة مترامية الأطراف كما طور الجزء التاريخي منها وحافظ على هويته التاريخية والحضارية، وأصبحت الرياض في الوقت الحاضر مدينة عالمية المواصفات تضاهي العواصم الكبرى في العالم.
وخلال توليه أمير منطقة الرياض قام بالعديد من الزيارات الرسمية للكثير من دول العالم، وكان قريباً جداً من أخوته الملوك مما جعله يطلع على التجارب الداخلية والخارجية والقضايا الإقليمية والدولية بدقة ويشارك في العديد من الأحداث المهمة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
وقد عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إنسانيته واهتمامه بالعمل الإنساني الداخلي والخارجي منذ فجر شبابه حيث شارك ورأس العديد من اللجان المعنية بالتبرعات والمساعدة ، ما أتاح له المشاركة في الكثير من الأزمات والقضايا العربية والإسلامية.
وبعد وفاة أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في 5 نوفمبر عام 2011م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للدفاع، وشهدت فترة توليه وزارة الدفاع اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاعات الوزارة وقام بزيارات مهمة للخارج منها زيارة إلى المملكة المتحدة، وزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وثالثة لإسبانيا وكان محل حفاوة وتقدير من زعماء هذه الدول.
وبعد وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز في 18 يونيو 2012م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ أمراً ملكياً باختياره وليا للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.
وفي فترة ولايته للعهد أبدى اهتماماً كبيراً للأحداث الدولية والإقليمية إضافة إلى اهتمامه المتأصل بالشأن الداخلي، لذلك قام بجولات مهمة للخارج زار خلالها باكستان، اليابان، والهند.
وفي الثالث من ربيع الثاني عام 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م، تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وفور توليه الحكم أصدر العديد من الأوامر الملكية لترتيب بيت الحكم، وأجرى تعديلات وزارية لضخ دماء جديدة في دولاب العمل الحكومي ما من شأنه تبسيط الإجراءات الحكومية والاهتمام بشأن المواطن في أدق متطلباته.
ولعل القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ بإطلاق عملية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين بناء على طلب الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي فجر يوم الخميس السادس والعشرين من مارس 2015م، يعد من القرارات الهامة والجريئة والناجحة التي تم اتخاذها وسط تمويه كامل ونجاح كبير ولقد وجد هذا القرار المساعدة والتأييد العربي والإسلامي، والتأييد الدولي والأممي مع مساندة شعبية داخل المملكة وفي الشارع العربي والإسلامي.