array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 98

الحشد الشيعي في سوريا .. وإعادة ترتيب المخاوف الخليجية

السبت، 01 آب/أغسطس 2015

المتتبع للأحداث الدراماتيكية المتسارعة والمتصاعدة للأزمة السورية خاصة بعد أن رمتإيران بكل ثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي لصالح الأسد، هل سوف يعنيه الآن بقاء نظام الأسد أم رحيله عن الحكم ؟ هذا التساؤل ينبغي أن يكون الهاجس الخليجي الأول الذي يتصدر الاهتمامات خاصة بعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب ، فكل المؤشرات والمعطيات تعطينا نتيجة واحدة فقط، وهى أن دمشق قد أصبحت تحت الوصاية الإيرانية وبمباركة أمريكية، وقد خرجنا من متابعتنا العميقة لتلك الأحداث، أن الرهان الأمريكي على طهران في استقرار منطقة الشرق الأوسط قد أصبح الآن من المسلمات السياسية، فهل الوعي السياسي الخليجي يدرك مثل هذه الحقائق الجديدة أم لا يزال في فردانيته وأوهام البعض بأن الخطر ،، الوجودي ،، سوف يتجاوزه ؟

وبالتالي فهل رحيل الأسد أم بقائه في السلطة ينبغي أن يشكل شغل الخليج السياسي الآن على الأقل أم أن الظرفية الراهنة تحتم عليهم إدارة جديدة للأزمة السورية في ضوء معطيات التغلغل الإيراني في سوريا، وإدارة طهران لها عسكريا ، وكذلك في ضوء محاولة داعش الاستفراد بالمشهد السوري، والكشف عن استهدافاتها الخليجية، فأين المعارضة السورية ؟ ولماذا لم تبرز خلال الظرفية الراهنة كقوة ثالثة على الأقل ؟ ربما علينا أن نطرح التساؤل الأخير على إدارة الرئيس أوباما وعلى دول الخليج خاصة تلك التي تدخلت في الأزمة السورية بقوة المال وراهنت على سقوط الأسد في بضعة أشهر ؟ 

  • مساءلة النظام السياسي الخليجي.

التساؤلان اللذان ينبغي أن يطرحا على النظام السياسي الخليجي الآن بالذات بعد أن أصبحت إيران وداعش لوحدهما يتحكمان في مستقبل سوريا، ولنا تصور مستقبل الدور الإيراني في سوريا بعد الاتفاق النووي، التساؤلان هما، كيف ترك النظام الخليجي الأسد يرمي بلاده في الأحضان الإيرانية ؟ وكيف ظل أي النظام الخليجي يتفرج على الأزمة السورية حتى أصبح هناك لاعبين أساسيين فقط يحددان مستقبل سوريا – على الأقل خلال المرحلة الراهنة - هما إيران مع ميليشياتها الشيعية من جهة والجماعات الإرهابية وبالأخص ما يطلق على نفسه بتنظيم الدولة الإسلامية ،،داعش ،، ؟ التساؤلان يثيران مجموعة اشكاليات كبرى يعاني منها الفكر السياسي الخليجي، لعل أبرزها، طغيان الفردانية السياسية على كل وحدة من وحداته الست، والاستفراد بالمصلحة الضيقة لها وفق مزاجية سياسية متباينة، وكذلك النظرة القصيرة المدى للرؤية السياسية الخليجية ، وتباين الرؤى حول المخاطر والإكراهات التي سوف يواجهها الخليج، ربما يكون وراء كل ذلك غرور المال وضمان شراء الحليف الأمريكي، وغياب أو تغيب الأطر البرغماتية الإستراتيجية، بدليل جمود الفكر السياسي الخليجي منذ عدة عقود في وقت يتغير فيه العالم بسرعة زمنية مخيفة جدا،بينما ظل الفكر الخليجي يعيش في أبراجه العالية وفي هواجسه القديمة، وكأن أوضاعه ستكون بمنأى عن المتغيرات والإستهدافات الإقليميةوالعالمية رغم علمه بها، وربما يكون وراءه كذلك مزاعم البعض بأن علاقاته الإقليمية والدولية سوف تحصنه دون غيره من المخاطر المقبلة ، والنتيجة .

 

كل وحداته مهددة (وجوديا) بمجموعة إكراهات خارجية كبرى ، بعضها عاجلة ، والأخرى آجلة، وهذا الأجل الأخير يمكن استشرافه من معطيات الحاضر ، ورغم ذلك، ليس هناك إحساس جماعي بالخطر الوجودي، وكذلك لا يزال الرهان المطلق على الحليف الأمريكي رغم انكشاف أكاذيبه التي كانت أخرها، الزعم بالخطر الداخلي وخاصة من قبل الشباب الخليجي، واعتبره الرئيس أوباماخطرا وجوديا ، نافيا بذلك الخطر الخارجي وخاصة الإيراني، ورغم تسليمنا بأهمية استدراك وتصحيح الشأن الداخلي ، لكنه خطرا متخليا ، وإلا ، فمن يهدد الآن الدول الست ؟ طبعا قوى خارجية قد أصبحت معروفة بالضرورة ، ومن ثم فإن مرئياتأوباما مردودة على صاحبها، بدليل تفجر الأخطار الخارجية أولاأي قبل الداخلية ، لكن ، وهذا هو الأهم ، هل سيكون لأنكشافات أوباما من  تأثير على تحول الفكر السياسي الخليجي ؟ لن نغوص في اشكاليات الفكر السياسي الخليجي ولا في اختلالاته البنيوية رغم أهميتها لأنها ستعيننا على معرفة الأسباب والظروف التي تقف وراء مجموعة انفجار أزمات إقليمية، الراهنة والسابقة، وإنما سنركز على القضية السورية التي تعد من بين أهم تداعيات هذا الفكر ، لنرى إلىأين ساهم الفكر الخليجي رغم تباينه في تعقيدها وتأزمها، وفي وضع دمشق قلب الوطن العربي تحت الوصاية الإيرانية ؟ سنتناولها من أخر تداعياتها التي أصبحت تفتح أفاقا مقلقة جدا سواء ظل الاسد حاكما أو مخلوعا .

ـسوريا أصبحت تحت الوصاية الإيرانية بمباركة أمريكية ورهان واشنطن على طهران من المسلمات 

  • استمرار الأخطاء الإستراتيجية الأمريكية .. هل بحسن نية ؟

لا يمكننا فهم ولا استيعاب تحول الرؤية الأمريكية لصالح طهران إلا إذا استدعينا المنظور الثيولوجي (الديني) ولجوء ادارة الرئيس أوباما وحتى بعض دول المنظومة الخليجية – للأسف _ إلى ربطه بالبعد الأمني القومي، ومن ثم تبني خيار المواجهة الفكرية المضادة، من هنا سينكشف لنا الحجاب لرؤية الاسباب التي تجعل من الرئيس الأمريكي باراك اوباما يخرج لنا بتصريح جديد على شاكلة تصريحه القديم، وذلك عندما يرى أنإيران يمكن أن تلعب دورا وصفه (بالجيد) في إعادة إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط التي تمزقها الحروب، والمفارقة الغريبة التي تدعو للسخرية من جهة وتكشف ماهية وحجم تحول الموقف الأمريكي من إيران من جهة ثانية، إيمان أوباما بأن وكلاء طهران لديهم القدرة على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية /داعش/ في العراق وسوريا، ومن ثم خلق الاستقرار، لن نتحدث عن الوكلاء في التجربة العراقية والتي وصلت بواشنطن ووفقا لتقارير استخباراتية عديدة منشورة إلى تقاسم القوات الأمريكية مع مليشيات شيعية قاعدة جوية عراقية، لأنها ليست حديثنا اليوم، وإنما الحديث عن الحالة السورية، والرهان على إيران وتنظيماتها الشيعية التي تجمعت في سوريا وشكلت جيشا واحدا – كما سيأتي لاحقا- وتصريحأوباما يعكس السياسة الأمريكية الجديدة ، وهذا ما نجده فعلا في الإستراتيجية الدفاعية الأمريكية الجديدة لخمس سنوات المقبلة والتي أعلن عنها مؤخرا ، وقد أوضحها بشيء من التفصيل الجنرال جوزيف ديفورد أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي وذلك عندما رتب المخاوف الأمريكية ترتيبا هرميا، جاءت روسيا في المرتبة الأولى والصين في المرتبة الثانية وكوريا الشمالية الثالثة وتنظيم داعش الرابعة، وهذا يفسر لنا بعض الأسباب التي تجعل من إدارة الرئيس أوباماتعمل على إضعاف بل وفشل المعارضة السورية، لأن النظام السوري ليس في قائمة الأولويات التي تهدد المصالح الأمريكية التي تحولت أي هذه المصالح إلى المحيط الهادي، وحتى داعش نفسها التي تهدد الأمن الخليجي بصورة مباشرة ومقلقة تحتل في القائمة المرتبة الرابعة، والجنرال جوزيف مرشح ليصبح الرئيس القادم لهيئة الأركان  الأمريكية المشتركة ليخلف مارتن ديمبسي في أكتوبر المقبل، وهو القائد للقوات الأمريكية في أفغانستان سابقا والقائد الحالي لمشاة البحرية، فماذا نخرج من تنظير أوباما وتطبيقاته على الأرض ؟ إن هناك رهانا أمريكيا على المليشيات الشيعية لمحاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وماذا يعني ذلك ؟ يعني ترسيخ الوجود الإيراني المستدام في العراق وسوريا ، وماذا يعني ذلك ؟ يعني بقاء نظام بشار الأسد المحمي أصلا من قبل تلك الميلشيات، إذن، كيف ستتمكن المعارضة السورية من إسقاط بشار الأسد والمليشيات الشيعية هى التي تحميه وتستقوي من قبل الأمريكان ؟ لا يمكننا أن نتجاوز هذا التطور في الأزمة السورية لأنه سوف يحدد مستقبل سوريا سواء ظل الأسد في الحكم أم غادره مهما كانت صورها ، إذن، كيف سيكون المشهد السوري في كلا الاحتمالين ؟ سنؤجله قليلا حتى نستكمل استدلالاتنا بالتحول الأمريكي لصالح إيران ضد الخليج تحت دوافع البعد الثيولوجي كمحدد أساسي إن لم يكن الوحيد ، ووفق تقارير لمنظمات دولية فقد وضع الأمريكان يدهم مع شخصيات وقوى إيرانية شيعية متورطة بجرائم إنسانية، ونستشهد هنا بمنظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة على سبيل المثال، ففي إحدى تقاريرها الحديثة، ذكرت أن تلك القوى مسئولة عن عمليات اختطاف وقتل وحشي للعراقيين السنة، فكيف تراهن واشنطن عليها في تحقيق الاستقرار ؟ إذن ، هل ينبغي أن نعطي لهذا البعد وزنه واعتباره حتى نفهم سر العلاقة الجديدة بين واشنطن وطهران ؟ وهو أي السر قد أصبح يتجاوز البعد الاخلاقي وحقوق الإنسان التي ترفعها واشنطن كسيف مسلط على رقاب عالمنا الثالث عامة وخليجنا خاصة ؟ وهو السر نفسه الذي وقف وراء حتمية التوصلإلى اتفاق نووي مع إيران، وهنا نقف معارضين مع كل من يرى أن الاتفاق النووي سوف يساهم في الاستقرار والأمن في الخليج، كيف ؟ هذا التساؤل في غاية الأهمية، وهو آني وعاجل، ونتمنى أن نفرد له مساحة نقاشية وتحليلية مستقبلا ، وسوف ندعم رأينا سالف الذكر من خلال الفقرة التالية التي نخصصها عن الحشد الشيعي العالمي بقيادة طهران لنصرة الأسد ، وتأثير ذلك مستقبلا على الوضع في سوريا وإقليميا .

ومن خلال ما تقدم، هل يمكن للفكر السياسي الخليجي أن يستشرف ماهية الوضع في سوريا وتداعياته على الأمن الخليجي من منظورين قوتي إيران وميلشياتها في سوريا، وداعش الذي يحتل مساحة كبيرة من الأراضي السورية ؟ ؟ وهل نتوقع من هذا الفكر التحول إلى البرغماتية لمواجهة الإكراهات ،، الوجودية ،، المحدقة به من سوريا والعراق واليمن أم سيظل على جموده الراهن الذي ساهم في بروز تلك القوتين؟ ربما علينا أن نعمل جاهدين على رفع هذا الوعي، بهدف إحداث التحول ، وفي الفقرة التالية سوف تعيننا  كثيرا على ذلك .

  • خيارات الشعب السوري .. داعش أم الميلشيات الشيعية .

 كل من يحلل مجموعة التحولات والتبدلات في الأزمة السورية والموقف الأمريكي من إيران ،، تنظيرا وتطبيقا ،، سوف يخرج منها بأن طهران تنسخ تجربتها في العراق لتطبقها على الحالة السورية بمباركة أمريكية صريحة ، فرهانأوباما على طهران عبر وكلائها الشيعة، مسألة حقيقية لم تعد محل شك أو في طور الرؤى ، وإنما أصبحتا نهجا وممارسة ، فطهران قد حشدت حتى الآن (24) تنظيما شيعيا من مختلف العالم ، يعمل في سوريا تحت قيادة إيرانية مباشرة ، مثل كتائب القدس الإيرانية التي تحمي الأسد وعائلته داخل قصورهم وفي تنقلاتهم ، ومعروف عن هذه الكتائب أنها تقوم بتنفيذ عمليات عسكرية ،،سرية،، خارج إيران ، وهى  تسيطر على الأوضاع في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا وربما اليمن بقيادة اللواء قاسم سليماني، ويكون لها مهام مفصلية مثل حماية النظام السوري، بينما بقية الكتائب يكون لها مهام قتالية متعددة، مثل حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي، وحزب الله السوري الذي تم تشكيله فعلا ، وهذه ليست أحزاب بالمعني التقني، وإنما ميلشيات عسكرية، وبالتالي علينا أن نفتح هنا رؤية مستقبلية بشأن حزب الله السوري سواء رحل الأسد أم ظل في السلطة ، بمعنى أن إيران ستشكل حالة مستدامة في سوريا ، كحالة حزب الله في لبنان ، وقد بدا حزب الله السوري فعلا أمرا واقعا على الساحة السورية، مما قد يشكل ذراع طهران في سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وقد أكد الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري الإيراني سابقا عن تأسيس إيران حزب الله في سوريا على غرار حزب الله في لبنان ، وتقدر المصادر عدد عناصره حاليا (15) ألفا، ويتواجد كذلك في سوريا ميليشيات مثل لواء أبو الفضل العباس و لواء صعدة، وهو تنظيم يمني من الحوثيين،وكتائب سيد الشهداء،وكتائب حيدر الكرار للقناصة،و لواء اللطف ولواء المعصوم و وكتائب الزهراء ، ولواء الإمام الحسين ، وكتائب شيعية افغانية ... الخ وقد اقامت طهران جسرا جويا وبريا من إيران الى سوريا لنقل المقاتلين بعد تدريبهم داخل أراضيها، وتدريبهم في معسكرات شيعية في العراق وجنوبلبنان، واللافت فيما سبق، الحشد الشيعي الطائفي المتعدد الجنسيات من اليمن والعراق ولبنان وسوريا وافغانستان .. الخ يقاتل دفاعا عن نظام الأسد ، مما يظهر المشهد السوري وفق سيناريوهين  متصارعين ، وكلاهما يشكلان خطران على الوجود الخليجي داخل حدوده الجغرافية الراهنة، وهما الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم داعش والقاعدة من جهة والمليشيات الشيعية من جهة ثانية،وهذا يسقط خيار المعارضة السورية، والمسؤوليةتقع على عاتق  النظام الخليجي، فالسياسة الخليجية تجاه الصراع في سوريا ليست موحدة كما أنها ليست ثابتة، وتتلقى في كل يوم طعنات من حليفها الأمريكي،أحدثها الاتفاق النووي الذي جاء متناغما مع تلك التطورات سالفة الذكر، بل وداعما لها، فكيف يقبل هذا النظام استفراد إيران وميلشياتها وتنظيم داعش بالقوة في الأزمة السورية.

طهران حشدت 24 تنظيماً شيعياً متطرفاً من مختلف دول العالم لحماية الأسد ونظامه في سوريا    

ما يحدث حاليا من تلاقي في المواقف بين واشنطن وطهران من جهة والتعاون العسكري الميداني بين البلدين، يذكرنا بتصريح سابق للواء قاسم سليماني الذي يستوقفنا فيه قوله،إنه يتعين على الولايات المتحدة التفاوض مع إيران لحل مشكلات الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، لماذا؟ لأنه يرى أن بلاده قد أصبحت تسيطر على الأوضاع في تلك المناطق ، وفعلا فالنفوذ الإيراني قد وصل كذلك إلى غزة وآسيا الوسطى وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وعندما نتوقف عند التنسيق والتعاون القائم حاليا بين واشنطن وطهران ونستدعي كذلك اصرارهما على التوصل لاتفاق نووي، وبتحليل تصريح سليماني سالف الذكر، سوف يتجلى لنا بان إدارة اوباما قد انصاعت فعلا لتهديد سليماني، وما رهان اوباما نفسه على إيران عبر ميليشياتها الشيعية سالف الذكر إلا  ترجمة عملية لهذا الانصياع على اعتبار قدم تصريحات سليماني وحداثة تصريحات أوباما، فهل هذا سوف يعني شيئا للنظام الخليجي الجماعي ؟ كل ما سبق يدلل على أن الاخطار المحدقة المقبلة ستمس الكل دون استثناء وفق أولويات تملية حسابات الظرفيات ، قوة داعش المخيفة وتمددها الإقليمي، واتجاهها للتطرف والدموية بصورة غير مسبوقة، وبروز إيران كقوة إقليمية رهيبة بميليشياتها الشيعية أكثر من قدرتها النووية، من هنا يجب على واشنطن أن تتفاوض معها، وتتوصل إلى اتفاق، لأنها أي واشنطن لا تعترف دائما إلا بالأقوى من أجل ضمانة مصالحها في المنطقة، وطهران قد أصبحت كذلك فعلا .

ذالكم طبيعة الواقع الشيعي / الإيراني في سوريا - حجما وماهية – فهل سيكون عابرا ؟ الرؤية المدججة بالمعلومات والتحليلات الموضوعية تعطينا نتيجة واضحة لا لبس فيها، وهى من أجل ديمومة الوجود الإيرانيفي هذا القلب العربي الإسلامي كخطوة إضافية للتمدد والانتشار في المنطقة، فقد أوضحنا العدد الكبير للميليشيات الشيعية التي تقاتل الآن في سوريا، وكيف حشدتها طهران من دول عديدة، وكأنها ثورة شيعية، لن تعرف الحدود، وإذا كان عدد حزب الله السوري (15) الف مسلحا -عقائديا وعسكريا -فكم سيكون العدد الاجمالي للميليشيات في سوريا فقط ؟ إنها بمثابة جيش شيعي تقوده إيران بطموحات إقليمية أكبر مما يعتقد المتشككون في الاتفاق والمرحبون به على السواء ؟ فهل هذا يعني شيئا للدول الخليجية الست ؟ من هنا ينبغي أن ننظر للاتفاق النووي الإيراني مع الغرب بسلبية كبيرة بعد انكشافات الحشد الشيعي الإيراني في سوريا وفي ضوء التجربة الإيرانية في العراق ؟ فطهران قد عملت على تأسيس تلك المليشيات من عدة عقود ، فهل تهدم بناءها بهذا الاتفاق أم تعززه ، وفيه الامكانية لذلك ؟ ولماذا انشأتها ؟ بالتأكيد لتصدير ايديولوجيتها، وترى في الظرفية الزمنية الراهنة فترة ذهبية للتصدير، فهل تستغلها أم يكبح جماحها الاتفاق النووي؟ وإدارةأوباما تقف مجددا في نفس أخطائها الاستراتيجية عندما تجرد الفكر الشيعي من أية مسؤولية في القضايا الكبرى التي تفجر العالم على عكس الفكر السني الذي تعتقد أنه وراء المصائب كلها .. القضية كبيرة ، ونتمنى أن نتوسع في الملف النووي مستقبلا عبر ربطه بالتداعيات المحتملة على الأمن الخليجي من منظور الحشد الشيعي في سوريا والعراق ولبنان واليمن ، وهى دول تحاصر الخليج من كل الاتجاهات

مقالات لنفس الكاتب