array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 100

"النصر المهدور".. اعتراف أمريكي بمسؤولية واشنطن عن الطائفية وتقسيم العراق

الخميس، 01 تشرين1/أكتوير 2015

صدرت عن مركز الخليج للأبحاث في عام 2007م، الترجمة العربية لكتاب " النصر المهدور: الاحتلال الأمريكي والجهود المتخبطة لإحلال الديمقراطية في العراق" للمؤلف الأمريكي لاري دايموند، وهو زميل في مؤسسة هوفر، وأستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة ستانفورد، كما شارك في تحرير مجلة الديمقراطية ذائعة الصيت منذ تأسيسها في عام 1990م، وعمل كمستشار منذ شهر إبريل 2004 م، لسلطات التحالف في بغداد.

الكتاب تنبأ بالفراغ والديكتاتورية والطائفية وحالة الاستقطاب الإقليمي والدولي التي وقع تحت تأثيرها العراق لرعونة أمريكا وتصيد إيران، حيث أرادت طهران فرض النموذج الإيراني على العراق مع تقسيم ثرواته وأرضه بين الشيعة والأكراد على حساب السنةالعرب، واستشهد بتقرير لجنة دراسة الوضع في العراق التي تشارك في رئاستها جيمس بيكر، ولي هاملتون، حيث طالبت بانتهاج سياسة جديدة لإحلال الاستقرار في العراق ، وأوصت بالتوصل إلى حل وسط للقضايا الكبرى عن طريق الوساطة لتحقيق أكبر قدر من الوفاق الوطني ، كما وصفت اللجنة الوضع في العراق حينذاك بأنه " خطير متدهور" .

يرى دايموند أن الولايات المتحدة أهدرت النصر العراقي الذي تحول إلى غنيمة إيرانية، ويشير إلى أن الوضع استمر في التدهور بالعراق في ظل حكومة المالكي، ثم أخذ منحنى قتال الحرب الأهلية يتصاعد منذ الهجوم على مسجد العسكري في سامراء، تلك العملية التي جاءت محكمة التنفيذ، كانت مقدمة لعملية الاقتتال بشعة بعد الانتخابات في عام 2005م، حيث تصاعدت الهجمات ليصل إلى سبعين هجوماً في اليوم ، وتضاعف عدد قتلى الهجمات إلى ما لا يقل عن 500 قتيل في الشهر.

ويسجل لاري دايموند أن الدستور العراقي قد حمل بذور الفتنة الطائفيةفقد تم إقراره دون موافقة السنة العرب، وأعتبردستور 2005م، وثيقة كردية ــ شيعية مفروضة على السنة العرب، وأن إفساح الدستور لإنشاء منطقة شيعية كبرى تغطي النصف الجنوبي من العراق تضم 70% من ثروة البلاد من النفط والغاز ، وبدعواته لإجراء استفتاء شعبي بحلول نهاية عام 2007م، من شأنه أن يسمح لإقليم كردستان بضم منطقة كركوك الغنية بالنفط، ، وقد أعطى الدستور الأكراد والشيعة السلطات والموارد، في حين ترك للسنة جدب صحرائهم.

 ويرى المؤلف أن المأساة تمثلت في أن أمريكيا لم تفهم الوقائع ومضت في عجرفتها تكرر نفس الأخطاء التي دأبت على ارتكابها منذ اللحظة التي أقدمت فيها على غزو العراق ومن ثم فرضت احتلالاً سياسياً من حيث الأساس، وحتى عندما اتضح أن إقصاء السنة العرب من العملية السياسية قد أدى إلى دفعهم إلى التمرد ، وأن استيعابهم الكامل والعادل في تلك العملية السياسية هو الذي سيمهد لإنهاء المقاومة، فقد ظلت إدارة بوش تتخبط ، حتى عندما أصبح تعذر التوصل إلى اتفاق لصيغة دستور متوازن يحظى بقبول واسع بحلول الموعد المحدد لذلك الدستور وهو الخامس عشر من أغسطس 2005م، أصر الرئيس بوش على التقيد بذلك الموعد على الرغم من أن الدستور المؤقت سمح بفترة تمديد تصل إلى ستة أشهر ، وعلى الرغم من ميل أعداد كبيرة من الشخصيات والجماعات العراقية إلى التأجيل ، جاءت بارقة أمل تمثلت بترتيب تمخض عنه اتفاق في اللحظة الأخيرة برعاية السفير الأمريكي زلماي زادة في 12 أكتوبر ، أي قبل ثلاثة أيام فقط من الاستفتاء على الدستور في عام 2005م، ولعل من أهم المحاور التي تطرق إليها الكتاب هو غياب استعداد الإدارة الأمريكية على الصعيدين الاستراتيجي والفني للتعامل مع الوضع في العراق. وتظل رؤية دايموند مهمةحيال هذا الملف، لأنه يعرض تفاصيل من داخل المطبخ السياسي الأمريكي، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى الخبرة في كل ما يرتبط بتاريخ وتركيبة المجتمع العراقي في وقت يعكف فيه فريق الاستراتيجيين عديمي المعرفة على تهميش كل من يمتلك الخبرة .

مجلة آراء حول الخليج