array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 105

توتر العلاقات الروسيةــ التركية.. التداعيات والتوتر الإقليمي

الأحد، 06 آذار/مارس 2016

   (هذه أرضنا ...أرضنا المقدسة...أتتنا الحضارة من هناك ... فلولا سوريا لما كانت روسيا اليوم)، بهذه الكلمات وصف النائب في البرلمان الروسي "سيمون باغداساروف" سوريا في أكتوبر 2015 م، (1). وعلى الرغم من اختلاف طبيعة التوترات التاريخية، لم يختلف " سيمون باغداساروف" بابتكار المبُرر التاريخي لوصول روسيا للمياه الدافئة عبر المشكلة السورية، عن القيصر الروسي " نيكولاي الأول 1796ـــ 1855م " ، والذي ابتكر هو الآخر مُصطلح " رجل أوروبا المريض " لوصف الإمبراطورية العثمانية قبيل اندلاع حرب القرم في عام 1853م( 2 )  بهدف تنفيذ وصية القيصر " بطرس الأكبر 1672ــــ 1725 م" المؤسس الحقيقي للإمبراطورية الروسية، بضرورة وصول روسيا للمياه الدافئة (مياه البحر الأبيض المتوسط  والخليج العربي)(3)، وقد اعتمدت  الزعامات الروسية المتعاقبة مبدأ الوصول إلى" المياه الدافئة" كهدف استراتيجيثابت في سياساتها الخارجية منذ ذلك التاريخ.

     وفي تركيا لابد من استذكار ما قاله مؤسس تركيا الحديثة "مصطفى كمال أتاتورك" في 29 أكتوبر 1933 م " الاتحاد السوفيتي اليوم صديق وجار ... ونحن في حاجة لهذه الصداقة والوفاق، لكن لا أحد يمكنه التنبؤ كيف ستكون هذه العلاقة في المستقبل وهذه الإمبراطورية يمكن أن تتفكك... والدول التي يتحكم فيها يمكن أن تفلت منه ويتم رسم ميزان قوى عالمي جديد وحينئذ يجب على تركيا أن تعرف ماذا تفعل؟."(4).

      وشهدت كل من روسيا وتركيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين العديد من التطورات في مختلف ميادين الحياة، وبخاصة الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية بهدف إحياء الدور الإقليمي والدولي لكل منهما، وتمخض عن ذلك عودة روسيا لتمارس دورها المحوري على الصعيد الدولي وتثبيت سياسة عالم مُتعدد الأقطاب، وظهور تركيا كدولة إقليمية كبرى على الصعيد الدولي، وخاصة عقب تطور اقتصادها ليحتل المرتبة (16) على المستوى العالمي، مما أهلها لدخول عضوية مجموعة دول العشرين.

  • نبذة تاريخية: مما لاشك فيه أن الطريق الروسي للوصول للمياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسطوالخليج العربي لم يكن سهلا، واكتنفته العديد من العوائق، وفي مقدمتها أراضي الإمبراطورية العثمانية سابقا وتركيا حالياً، ولهذا السبب فقد ورثت العلاقات الروسية التركية لتراكم تاريخي مثير للجدل إذ سبق وأن اشتبكت الدولتان بحروب دامية تكررت عبر التاريخ لــ (12) مرة .. ومع ذلك فقداتسمت العلاقات الروسية التركية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991م، وانتهاء الحرب الباردة (1947 ــــ1991م)، بالتوتر تارة   وعدم الاستقرار تارةً أخرى، بسبب التنافس المباشر بين الدولتين في مناطق استراتيجية عدة مثل القوقاز، وآسيا الوسطى، والبلقان واستمر ذلك التنافس طوال عقد التسعينيات من القرن الماضي. إلا أن العلاقات الثنائية بين البلدين بدأت بالتحسن التدريجي مع تسلم الرئيس الروسي بوتين السلطة مطلع عام 2000 م، ثم تسلم أردوغان الحكم في تركيا مطلع عام 2000 م، أيضاً، وانتهاج الطرفين سياسة خارجية مرنة إزاء بعضهما البعض استهدفت تقليل عوامل التوتر بين البلدين وتعزيز أواصر التعاون في المجالات كافة (5). وخلال المدة (2000ـــ 2016م)، تطورت العلاقات بين الدولتين في كافة الميادين.  
  • المشكلة السورية:منذُ خمسُ سنوات واجه نظام بشار الأسد مُعارضة شديدة تمثلت في بادئ الأمر بمظاهرات سلمية، سرعان ما تحولت إلى تصادم عسكري، وبخاصة عقب حصول انشقاقات عسكرية وتشكيل الجيش السوري الحر، وتنظيمات عرقية ودينية مختلفة، ولم يتمكن أيٌ من الطرفين من حسم المعركة لصالحه في سوريا ومع حالة انقسام أطراف المعارضة السورية والمداخلات الإقليمية والدولية بين مُؤيد لسوريا كروسيا والصين وإيران، وبين مُعارض لها كالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وتركيا والدول العربية، تغير ميزان القوى منذ عام 2014 م، لصالح قوى المعارضة وسيطر الجيش الحر على أجزاء من مدن شمال سوريا، فيما فرضت التنظيمات المتطرفة "الدولة الإسلامية وجبهة النصرة " سيطرتهما على مساحات واسعة من الرقة وتدمر في شرق سوريا، والموصل وصلاح الدين والأنبار في العراق وتشكيلهما لما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام والتي عرفت إعلاميا  بـ (داعش). وقد أثار تغيير موازين القوى لصالح المعارضة السورية حفيظة حلفاء نظام بشار وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية.
  • التدخل العسكري الروسي في سوريا:فاعلية روسيا في السياسة الدولية وهذه الفاعلية لم تأت من فراغ فهي تمتلك سابع اقتصاد في العالم، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي الروسي(GDP) لعام 2014م، نحو (1,860) تريليون دولار، فيما وصل إجمالي الاحتياطيات المالية للسنة ذاتها نحو (386,2) مليار دولار (6) . أما في الميدان العسكري، فتمتلك روسيا قطعات عسكرية تقدر بــ (771,000) دبابة و(1,337) طائرة مقاتلة، فضلا عن الأسلحة الاستراتيجية فهي تمتلك أكثر من (7000) رأس نوويولديها انتشار عسكري واسع في دول آسيا الوسطى وفي دول القوقاز وبعض القواعد في دول أوروبا الشرقية.وبطبيعة الحال إن مصالح روسيا تزداد مع زيادة قدراتها المادية وانتشارها العسكري، لذا فإن لروسيا مصالح استراتيجية في مناطق عديدة من مناطق ودول العالم ومنها منطقة دول الشرق الأوسط (7).

      وكرد فعل على إسقاط الطائرة الروسية، وصف الرئيس الروسي بوتين العملية إنها تمثل " طعنة في الظهر ثم وقع على مرسوم بتنفيذ عقوبات اقتصادية ضد تركيا وكذلك حظر التواجد والتحرك غير القانوني للسفن التركية قرب الموانئ الروسية"، ووقف حرية دخول الأتراك بدون تأشيرة إلى روسيا، (9 ).كما وصف بوتين الأتراك خلال مؤتمره الصحافي في 17 ديسمبر 2015م: "لقد ارتكبوا عملاً عدائياً ضد سلاح الجو الروسي. لكن لا يمكننا القول إننا نعتبر تركيا بلداً عدواً هذا غير صحيح... نعم تدهورت علاقاتنا ولا أعلم كيف يُمكننا الخروج من هذا الوضع، وعلى إي حال الكرة لم تعد في ملعبنا بل في ملعب الأتراك".( 10).

  ويمكن تفسير ردود الفعل الروسية، بكون القيادة السياسية في روسيا فوجئت بالإجراء التركي بإسقاط الطائرة، وأثارت هذه الحادثة حفيظة روسيا ومسّت كبرياء دولة عظمى، وبذلك لا يمكن أن تسمح روسيا أن تمر هذه الحادثة دون إجراءات عقابية ضد تركيا. ومن الناحية الاقتصادية ستؤثر هذه الحادثة على تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وعلى سبيل المثال، بلغ إجمالي قيمة الصادرات الروسية لتركيا في عام 2014م، نحو (25) مليار دولار، فيما كانت مقدار الواردات الروسية من تركيا (5,9) مليار دولار للسنة ذاتها، وتعززت هذه العلاقات بتوقيع" أردوغان وبوتين " (11) اتفاقية تعاون مشترك، شملت إنشاء محطة للطاقة النووية في (أكويو)، على ساحل البحر المتوسط بتكلفة (20) مليار دولار. وأكد أردوغان أن كلا البلدين يستهدفان رفع قيمة تجارتهما المشتركة لتتجاوز (100) مليار دولار سنويا، وتعتبر روسيا الشريك التجاري الأول لتركيا.

  • أهداف التدخل العسكري الروسي في سوريا: أدركت موسكو أن البيئة الإقليمية والدولية مناسبة لتحقيق الحلم الروسي بالوصول إلى المياه الدافئة عبر البوابة السورية عندئذ أقدمت على التدخل العسكري في سوريا إضافة إلى تحقيق أهداف أخرى يمكن تلخيصها بالآتي:  
  1. الحيلولة دون سقوط نظام بشار الأسد: وتعزيز القدرات العسكرية للجيش السوري، كخطوة لاستعادة المدن التي سقطت في يد هذه المعارضة.والتوجه لمحاربة الجماعات المتطرفة، في محاولة للقضاء عليها، لأنها تشكل خطراً مباشراً على روسيا لتغلغلها في المقاطعات الروسية الجنوبية، (11 ). خاصة وأن عدد المسلمين في روسيا يقدر بـ (28) مليون نسمة ويشكلون نحو (20%) من عدد السكان.
  2.   الحفاظ على الزبون الأوروبي:  تمثل صادرات الغاز الطبيعي المُسال أحد أبرز الروافد الرئيسية للاقتصاد الروسي، وتُعَدّ أوروبا الزبون الأكثر احتياجًا له، إذ تستورد أوروبا قرابة (65%)، من احتياجاتها من الغاز الروسي ما يجعل روسيا تولي مسألة "الحفاظ على احتياج الزبون الأوروبي لها" اهتمامًا دائمًا.ولاسيما أنالخيار الثاني لأوروبا يتمثّل في الغاز القطري، ولكن لابدّ من إنشاء خطّ أنابيب غاز من قطر إلى أوروبا مرورا بسوريا، وهنا تصنع روسيا من سوريا العقبة الكؤود التي تمنع إتمام هذا المشروع، ليظلّ الاتحاد الأوروبي في احتياجه الدائم للغاز الروسي، بلا وجود لأي بديل آخر متاح.
  3. الحفاظ على الاستثمارات الروسية في الطاقة بسوريا: المثلث الجغرافي الذي سمّاه بشّار الأسد بـ"سوريا الآمنة" ليس أكثر من منطقة واعدة بالنفط والغاز، هي ومياهها الإقليمية في البحر المتوسّط، و امتياز الاستثمار في مصادر الطاقة السورية حازته روسيا بشكل حصري. ففي ديسمبر 2013م،  وقعت شركة "سويزنفت جاز" الروسية عقداً مع الحكومة السورية للتنقيب عن البترول في المياه الإقليمية السورية لمدة (25) عاماً، قبل أن تعلن الشركة ذاتها عن تخلّيها عن خطط التنقيب لصالح عملاق الطاقة الروسي "غاز بروم".
  4. احتواء التوجّه الإيراني لتصدير الغاز إلى أوروبا: في 25 يوليو 2011م، وقّعت سوريا والعراق وإيران اتفاقية لمدّ أنبوب غاز بطول (5600) كيلومتر، لنقل قرابة (61) مليون قدم مكعب من الغاز الإيراني من حقل "بارس" يوميًا، مبتدئًا من إيران ومارًا بالعراق ثم سوريا إلى البحر المتوسّط، وصولا إلى أوروبا المتعطّشة إلى الغاز الطبيعي، لذا فإن وجود روسيا في الأراضي السورية سيقطَع الطريق أمام إمكانية تصدير الغاز الإيراني الحليف إلى دول الاتحاد الأوروبي.
  5.  إنشاء منظومة أمنية إقليمية تؤمّن المكاسب الروسية: عبر تطبيق خطّة روسية طويلة الأمد تهدف من خلالها موسكو إلى مدّ شبكاتها الصاروخية في المنطقة الواصلة ما بين طهران وبيروت، مرورًا ببغداد ودمشق، والسيطرة على أجواء المنطقة من خلال إنشاء شبكة دفاع جوي مع هذه الدول(12).
  • الموقف التركي : تتلخص أهدافوأدوات السياسة التركية  مع الدول المجاورة بصورة عامة وسوريا  منها على وجه التخصيص بتقليص الأزمات عبر تنفيذ الاستراتيجية التي وضعها رئيس الوزراء التركي داود أوغلو باتباع تركيا سياسة " تصفير الأزمات" مع الدول المجاورة، إلا أن تركيا اضطرت عقب تدهورالأوضاع في سوريافيمارس 2011م، إلىتغيير جانب من سياساتها لتحقيقعدة أهداففيسوريا بما يخدم الأمن القومي التركي، وفي مقدمتها السعي لإسقاطنظامبشارالأسد،  منعالأكرادالسوريينممثلينفيحزبالاتحادالديمقراطيالكردي من إقامةمنطقةحكمذاتيشمالسوريابموازاةالحدودالتركية (13).

     وقد أثار التدخل العسكري الروسي في سوريا حفيظة أنقرة التي استنفرت قواتها العسكرية لمراقبة حدودها الجنوبية وما أعقبه بإسقاط المقاتلات التركية لطائرة عسكرية روسية لاجتيازها الحدود التركية.

  • تداعيات التوتر بين روسيا وتركيا على دول مجلس التعاون الخليجي:

أفرزت ظاهرة التوتر في العلاقات الروسية التركية انعكاسات عديدة على دول مجلس التعاون الخليجي لعل أهمها الآتي:

 أولا في الميدان السياسي:

  1. هذه التطورات، كان لها تأثير قوي ومباشر على الأجواء شديدة الإيجابية في العلاقات بين إيران وروسيا. ووضعتحجر الأساس لشراكة استراتيجية بين البلدين في مواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية وهو ما عبر عنه "بوتين " للقيادة الإيرانية أبرزها قرار موسكو برفع الحظر المفروض على توريد التكنولوجيا النووية لإيران، وتأكيد "بوتين" أن بلاده "لا تطعن حلفاءها في الظهر، ولا تعمل ضدهم خلف الكواليس كما يفعل الآخرون"، في إشارة إلى الولايات المتحدة. كما فتحت آفاقًا واعدة أمام إقامة منطقة للتجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي، وتعميق التعاون من خلال منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي (أوبك – غاز) وتأكيد الثقل الذي تمثله الدول الأعضاء في هذا المنتدى على مستوى سياسات الطاقة ( 14).
  2. ساهم هذا التوتر في إماطة اللثام عن التوجهات الاستراتيجية الروسية المدعومة من إيران وحققت روسيا ولأول مرة في التاريخ جانباً من حلمها بالوصول للمياه الدافئة في المتوسط والتمركز العسكري الروسي في سوريا مما أدى لإدخال دول الشرق الأوسط ضمن سياسة محاور جديدة.
  3. ساهم التدخل العسكري الروسي، في عرقلة تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لدول مجلس التعاون في الساحة السورية والمتمثلة وقف القتال، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية، وإنهاء الحرب الأهلية بتغيير النظام الحاكم في دمشق.
  4. أدى هذا التوتر، ولأول مرة إلى تعميق الفرز الطائفي في الشرق الأوسط، وتهيئة الأجواء لصراع ما يسمى "التحالف الشيعي" ضد " التحالف السني" كاستقطاب إقليمي جديد وطويل الأمد وتغذية هذا الاستقطاب وإظهاره بكونه مدعومًا دولياً، بمحور تحالف روسي إيراني سوري من جهة ودول الخليج وتركيا من جهة أخرى.

ثانياً. في الميدان الاقتصادي:

  1.  اتجهت تركيانتيجةللعقوبات الاقتصادية لتوثيق علاقاتها الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة الرياض 29ـــ 30/12/2015م، وكان من نتائج هذه الزيارة تأسيس "مجلس تعاون استراتيجي" تركي – سعودي شمل التعاون في الميادين العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى شؤون الطاقة والتعليم والثقافة والطب وغيرها. كما عملت تركيا على تفعيل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التركية مع قطر بالإعلان عن إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر وهي الأولى من نوعها منذ انتهاء عصر الإمبراطورية العثمانية (15). كما تسعى تركيا لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع السعودية بشكل كبير من خلال الحصول على استثمارات ضخمة تقدر بــ (250) مليار دولار ( 16).
  2.  على الرغم من كون السعودية وروسيا وإيران ودول مجلس التعاون من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم، إلا أن هذا التوتر، كان من العوامل التي ساهمت في تعميق الخلافات بين دول الخليج وروسيا من جهة وبين دول الخليج وإيران من جهة أخرى، مما أثر على فرص التنسيق لاحتواء أزمة انهيار أسعار النفط.
  • في ضوء ما تقدم، يمكن تثبيت الاستنتاجات الآتية:
  1. روسيا حددت انتهاء العمليات العسكرية في سوريا في 6 يناير 2016 م، في حين استمرت العمليات العسكرية ولا نستبعد إن روسيا حددت هذا التاريخ في بادئ الأمر لتحاشي إثارة حفيظة تركيا ودول الخليج، ولا نستبعد أن روسيا قد استدرجت لتوريطها في سوريا لاستنزاف جانبا من قدراتها العسكرية لتكون الساحة السورية أفغانستان جديدة لروسيا.
  2. عرقل التدخل العسكري الروسي المخطط التركي لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا وعرقل مسالك الدعم العسكري التركي لقوى المعارضة السورية، وتقوية الأنشطة العسكرية لحزب العمال الكردستاني التركي، مما يتطلب من تركيا إعادة ترتيب الأولويات لمواجهة التحديات المذكورة.
  3. بتقديرنا، إن تشابك المصالح المشتركة بين روسيا وتركيا، والضغوط الداخلية والإقليمية والدولية، وبخاصة في الميدان الاقتصادي ستدفع وبشكل تدريجي لتخفيف حالة التوتر في العلاقات الروسية ـ التركية، وسيعمل كلا الطرفين لاستخدام قنوات متعددة، ومنها دول الخليج   وبخاصة السعودية لما تمتلك من ثقل سياسي واقتصادي في الساحة الدولية، لإعادة ترتيب العلاقات الثنائية وبما يخدم التوجهات السياسية والاقتصادية لكل منهما سواء أكان ذلك في المدى المنظور أم على الصعيد الاستراتيجي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*). كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين / بغداد

 

  • الهوامش:

 (1). Anna BorshchevskayaRussia's Syria PropagandaNovember 11, 2015, Washington Institute, It is available at: http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/russias-syria-propaganda

(2). مراد بكتين ،روسيا تصل للمياه الدافئة عبر تركيا، صحيفة الشرق الأوسط ، لندن  6/12/2012

 

 (3). محمد علي شاهين ، الحلم الروسي بالوصول الى المياه الدافئة ، 1/3/2014 مجلة الغرباء ، في الانترنيت وعلى الرابط:http://www.alghoraba.com/index.php?option=com_content&task=view&id=896&Itemid=148

   (4). د. خضير عباس النداوي ، الإستراتيجية النفطية الأمريكية في  دول حوض بحر قزوين ، ط1 ( الأردن / عمان: دار دجلة ناشرون وموزعون ، 2014) ص187.

(5). د. محمد ياس خضير،التدخل العسكري الروسي في سوريا وآفاقه المستقبلية، مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية ، 21/9/2015،في الانترنيت وعلى الرابط:http://mcsr.Net/news79

(6). http://data.albankaldawli.org/indicator

(7). د. خطار أبو دياب بوتين والاختراق الاستراتيجي في شرق المتوسط، صحيفة العرب ، لندن ، 5/12/2015.

(8).  صحيفة الحياة اللندنية في5 أيلول/ ديسمبر 2015

(9). بوتين يوقع مرسوما يتضمن إجراءات اقتصادية ضد تركيا ، موقع ترك برس ، 28 نوفمبر 2015.

(10) بوتين: «لا مجال» لتحسين العلاقات الروسية-التركيةصحيفة الحياة ، لندن،17 ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥

(11). عبد الباري عطوان ،هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الأسد ونظامه  صحيفة رأي اليوم ، لندن ، 22 أيلول / سبتمبر 2015 ، في شبكة الانترنيت وعلى الرابط: http://www.raialyoum.com/?p=319409

(12). فارس الصغير ،الأسباب الخفية للتدخّل الروسي في سوريا ، صحيفة اضاءات ، القاهرة 20/10/2015

(13). مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، موجز سياسات ، ابوظبي ، العدد (10)، أكتوبر 2015 ، ص 1.

(14). د. محمد السعيد إدريس،  حسابات معقدة : الأزمة السورية وتحولات العلاقات الإيرانية الروسية ، المركز العربي للبحوث والدراسات ،القاهرة ،  5 كانون الأول / ديسمبر 2015 ، في الانترنيت وعلى الرابط: http://www.acrseg.org/39664

(15). د. محمد السعيد إدريس، مجلس التعاون الاستراتيجي التركي ـــ السعودي وتحالفات اردوغان الإقليمية ، المركز العربي للبحوث والدراسات ، القاهرة ،  6 كانون الثاني / يناير 2016، في الانترنيت وعلى الرابط: http://www.acrseg.org/39789

(16). خورشيد دلي ، ثلاثة مرتكزات لحركة تركيا الخارجية الجديدة ، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المستقبلية ، ابوظبي ، في 19/1/2016 في الانترنيت وعلى الرابط: http://futurecenter.ae/analys.php?analys=739

 

 

مجلة آراء حول الخليج