array(1) { [0]=> object(stdClass)#13490 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 86

البحث العلمي والأمن في دول الخليج..بين الواقع والطموح

الثلاثاء، 01 تشرين2/نوفمبر 2011

يمثل البحث العلمي ثروة مهمة وقوة للدولة تحقق الأمن الوطني، وبنوك التفكير التي تتولى البحث العلمي تعتبرالسلطة الخامسة،وعندما كانت بريطانيا الدولة العظمى الأولى في القرن الـ19 كان البحث العلمي سرقوتها بما توفر لديها من اختراعات، ثم ورثت الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا العظمى في البحث والتقدم العلمي وجذبت العلماء من مختلف دولالعالم.

جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في الأبحاث المنشورة لعام 2010، واحتلت الصين المرتبة الثانية بعد أن كانت تحتل المرتبة السادسة في الفترة ما بين 1999-2003، ومن المتوقع أن تحتل الصين المرتبة الأولى في عام 2013، في الأبحاث المنشورة كما جاء في الجمعية الملكية للعلوم في بريطانيا ويتوقع أن تكون الدولة العظمى الأولى في المستقبل، وتتقدم دول صاعدة في البحث العلمي كما هو الحال في الهند والبرازيل، لكن الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي هو أقل مستوى للإنفاق في العالم كما جاء في تقرير اليونسكو للعلوم لعام 2010.

تقرير اليونسكو وواقع الدول العربية

إن تقرير اليونسكو لعام 2010 الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للعلوم، أشار إلى أن الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي فيأقل مستوى له في العالم، ففي الدول العربية الإفريقية وصل ما بين 4.0 في المائة – 3.0 في المائة، خلال السنوات 2002 -2007 من جملة الناتج القومي، بينماوصل الإنفاق في الدول العربية الآسيوية 0.1  في المائة، في الفترة نفسها، بينما وصل متوسط الإنفاق على البحث العلمي على المستوى العالمي إلى 1.7  في المائة من جملة الناتج القومي، ووصل الإنفاق العلمي في إسرائيل ما بين 4.6  في المائة و4.8  في المائة خلال عام 2006.وعندما يشير التقرير إلى الدول العربية الآسيوية فإن دول مجلس التعاون الخليجي تأتي في مقدمتها، دخل مرتفع وإنفاق في أسفل القائمة على البحث العلمي.

جامعات عريقة لكن بإنتاج علمي قليل

توجد في الدول العربيةجامعات عريقة، كما أشار التقرير، وكانت المنطقة العربية في عصورها الزاهية منارة للعلم والاختراعات،وفي عهد هارون الرشيد والمأمون انتشرت الاختراعات والترجمة ونقلت للغرب عنطريق الأندلس وصقلية، ولما تراجعت وأصبحت الجامعات العريقة متدنية المستوىلأسباب متعددة لسنا في مجال بحثها، أصبحت الدول العربية لا تخرج سوى 373 باحثاً لكل مليون نسمة، علماً أن العدد المتوسط على المستوى العالمييبلغ 1081 باحثاً، فضلاً عن أن الكثير من العلماء العرب فضلوا الهجرة إلىالغرب ولا يسهمون بالتالي في الإنتاج المحلي الإجمالي لبلدانهم.وأوضحالتقرير أن عالماً واحداً فقط من أصل أفضل 100 عالِم من حيث عددالاقتباسات على المستوى العالمي ينتمون إلى المنطقة العربية.

الإنفاق العربي على البحث العلمي

يشير تقرير اليونسكو إلى أن الإنفاق على البحث العلمي في مصر لا يتعدى 0.23  في المائة منالناتج القومي، وأن هذه النسبة ثابتة منذ عام 2007، رغم تأكيد الحكومةالمصرية نيتها زيادة هذه النسبة إلى 1.0  في المائة خلال خمسسنوات مقبلة، وعلى أية حال فهي نسبة قليلة مقارنة بالمعدل العالمي.

وتخطط قطر إلى الوصول بالنسبة إلى 2.8 في المائة في غضون خمس سنوات أيضاً. وفي المقابل، شهد الإنفاق المحلي الإجمالي على البحثوالتطوير في تونس ارتفاعاً مطرداً منذ عام 2000، وكشف التقرير أن تونساحتلت عام 2007 المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث كثافة أنشطةالبحث والتطوير التي تجاوزت بقليل نسبة 1.0  في المائة  من الناتج المحليالإجمالي.كما قررت تونس تخصيص 1.25  في المائة من الناتج المحلي الإجماليلتمويل أنشطة البحث والتطوير بحلول عام 2009، مع الإشارة إلى أن الشركاتالتجارية ستتحمل 19 في المائة من هذا الإنفاق.

دول مجلس التعاون تأتي في مقدمة الدول العربية الآسيوية في مجال الإنفاق العلمي

وقامت المملكةالعربية السعودية باعتماد خطة وطنية للعلوم والتكنولوجيا عام 2003، واحتلتجامعة الملك سعود مرتبة بين الجامعات العالمية وتم تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ورغم ذلك فإن الإنفاق على البحث والتطوير لا يتجاوز 0.05  في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة بالفعل ضئيلة جداً، وجاءت البحرين في المرتبةالأخيرة بالإنفاق على البحث العلمي بنـسبة 0.04  في المائة من قيمة الدخلالقومي.

لكن بالمقابل، نجد أن أرقام الإنفاق على صفقات السلاح في الدول العربية مرتفعة وأحياناً خيالية، فحسب تقرير معهد (ستوكهولم) لأبحاث السلام، فإن حجم إنفاق الدول العربيةعلى صفقات الأسلحة في عام 2009 بلغ 94 مليار دولار.وإذا كانت الدول العربية جاءت في مؤخرة القائمة بين دول العالم في البحث العلمي، فقد جاءت في مقدمة دول العالم في الإنفاق على الأسلحة مقارنة بالناتج القومي، ويظهر أن النزاعات في المنطقة مخطط لها لأن يستنزفالتسلح ميزانياتها بدلاً من الإنفاق على البحث والتطوير.والغريب أن الدول العربية طاردة لعلمائها، ففي دراسة لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية (مايو 2004)، نبهت إلى أن الدولالغربية الرأسمالية، استقطبت ما لا يقل عن 450 ألفاً من العقول العربية،وأن العالم العربي يسهم بـ 31 في المائة من هجرة الكفاءات من الدول الناميةإلى الغربية بنحو 50  في المائة من الأطباء و23  في المائة المهندسين و5  في المائة من العلماء من العالم النامي.

عالم واحد فقط من أصل أفضل 100 عالِم على المستوى العالمي ينتمي إلى المنطقة العربية

بنوك التفكير في الدول العربية

ارتبط واقع البحث العلمي بواقع بنوك التفكير في الدول العربية، فحسب التقرير الذي صدر في يناير 2011 عن جامعة الأمم المتحدة تحت عنوان (2010THE GLOBAL GO-TO THINK TANKS)، فإن عدد بنوك التفكير في 169 دولة بلغ عددها 4680، 57 في المائة منها في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية والنسبة الباقية موزعة على بقية مناطق العالم، ومما يؤسف له أن منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي هي الأقل حتى إن عدد مراكز الأبحاث في القارة السوداء (إفريقيا) أعلى نسبة منه في الشرق الأوسط، فنسبة عدد مراكز الأبحاث في إفريقيا 8 في المائة من المجموع العالمي بينما الشرق الأوسط والمغرب العربي 5 في المائة. ولهذا لا نستغرب التخبط السياسي والاقتصادي في هذه الدول لعدم توفر المعلومات الدقيقة والدراسات الجادة التي لا يمكن أن تأتي إلا من بنوك التفكير (مراكز الأبحاث) وأن عدد مراكز الأبحاث في إسرائيل لعام 2010 وصل إلى 54 مركزاً واحتلت بذلك المرتبة 18 في العالم بعدد مراكز الأبحاث، وكانت الولايات المتحدة احتلت المرتبة الأولى من حيث العدد 1816 مركزاً للبحث، والصين المرتبة الثانية 425 مركزاً وتفوقت الهند في عدد مراكز الأبحاث على المملكة المتحدة وألمانيا وروسيا في عدد المراكز حيث احتلت المركز الثالث بـ 292 مركزاً.

مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط

إذا نظرنا إلى عدد مراكز الأبحاث في الدول وربطها بالتقدم نجد أن الدول المتقدمة تأتي في المقدمة (كما يبين الجدول أعلاه):

جدول يبين مراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية في بعض الدول الغربية )2010)

 

الدولة

عدد المراكز

الرتبة في عدد المراكز

1

الولايات المتحدة

1816

1

2

الصين

425

2

3

الهند

292

3

4

المملكة المتحدة

278

4

5

ألمانيا

191

5

6

فرنسا

176

6

7

الأرجنتين

131

7

THE GLOBAL “GO-TO THINK TANKS The Leading Public Policy Research Organizations In the World.The United Nations University January 2011.

ونجد أن الدول العربية هي أقل المناطق على مستوى العالم في مراكز الأبحاث في المجال السياسي والاستراتيجي وأقل في المراكز العلمية الأخرى، فقد بلغ عدد مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط حسب أرقام عام 2010 (333) مركزاً، تشمل الدول العربية وإيران وتركيا وقبرص وإسرائيل. وتأتي إسرائيل في المرتبة الأولى بعدد مراكز الأبحاث العلمية فيها (54) مركزاً تليها مصر (34) وإيران (32) وتركيا (27) مركزاً.

وإذا نظرنا إلى أهم مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط والمغرب العربي، أي أول 25 مركزاً، نجد أن مركز كارينيغي للشرق الأوسط يأتي في المرتبة الأولى يليه مركز الخليج للأبحاث وفي المرتبة الثالثة يأتي مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وفي المرتبة الرابعة يأتي مركز بروكنغز في الدوحة، ونلاحظ أن مركز كارينيغي (الأول) ومركز بروكنغز (الرابع) هما فرعان لمراكز أبحاث أمريكية. وتحصد إسرائيل 7 مراكز من 25 مركزاً في الشرق الأوسط والمغرب العربي، وتأتي دول المجلس في المرتبة الثانية بالعدد في الخمس والعشرين الأولى والدولة الثالثة تركيا.

إن العالم العربي بحاجة إلى قفزة نوعية للبحث العلمي، والبحث ثروة، والبترول لن يبقى دائماً، ونحتاج إلى الاستثمار في البحث العلمي لننتقل إلى عالم الإنتاج العلمي والصناعات في عصر التكونولوجيا والثورة المعلوماتية، كما نحتاج إلى مراكز دراسات وطنية تخدم أوطانها، فالسياسة والتخطيط وصنع القرارات المحلية والخارجية تحتاج إلى المعلومات، والمعلومة قوة، ولا يستوي العالم مع الجاهل، وكما قيل الجاهل عدو نفسه، والعالم العربي دخل في كثير من المطبات والتخلف بسبب عدم توفر المعلومات والبحث العلمي الجاد.

 

مقالات لنفس الكاتب