array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 106

حزب الله ابتلع دولة لبنان وتمدد خارجها إيران .. الدولة للغرب والميليشيات للعرب

الأحد، 03 نيسان/أبريل 2016

ــ أنَى لحزب سياسي أن يكون له جيش واستخبارات وشبكة اتصالات وولاء خارجي لخصوم دولته ويضع بطاقة الترشح بيد والمتفجرات بالأخرى؟

ــ كيف لحركة تحرر تحارب غير المحتل لأرضها وتحارب خارج بلادها وتساعد على احتلال دول أخرىوتبيح القتل والحرق بالاسم والمذهب؟

ــ ثورة الخميني خدعت كل الجماعات الإسلامية السنية في العالم بشعارات الحرية وعدم التعصب وتحرير القدس وقطع العلاقات مع إسرائيل

ــ أزمة إيران: الازدواج بين الدولة والإمبراطورية وبين الرئيس والمرشد وبين الجيش والحرس الثوري ورعاية شعبها ورعاية شيعية العالم

ــ اقتصاد "قم" يزيد عن اقتصاد الدولة الإيرانية ولا يخضع للرقابة وهو "خمس" أموال شيعة العالم لتغذية أحلام الإمبراطورية والميلشيات

ــ طهران تريد أن تكون الدول العربية كالبيت الوقف لا يُباع ولا يسكن .. اليمن ولبنان والعراق وسوريا الملاعب مكشوفة أما الخفية فهي كثيرة

ــ إيران لها وجهان.. وجه الدولة يدعم أمريكا والوجه الثوري تصدره للبسطاء ويصورها بالشيطان الأكبر والعدو الأعظم 

 

إيران قوة إقليمية كبرى وذات حضارة قديمة كبيرة سواءً قبل الإسلام أو بعده، وتملك من مقومات الحضارة الكثير .. وخرج من هذه البلاد قديمًا أساطين العلماء والفقهاء أيام الخلافة الأموية والعباسية فمنها خرج الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، وأبو حامد الغزالي، وأئمة آخرين في كل علوم الفقه والحديث والطب وغيرها.

وكانت تطلق عليها قديمًا العراق حيث كانت موطنًا لعلماء أهل السنة العظام .. ولكن إيران الحديثة لم تكن محظوظة بحكامها أو أنظمتها السياسية شأن الكثير من دول العالم الإسلامي .. فقد حكمها الشاه بهلوى وأولاده جيلاً وراء جيل فجعلوا إيران غنيمة باردة لأمريكا والغرب، وكان ولاؤها لإسرائيل أكبر من ولائها للعرب، وعلاقتها الدبلوماسية والعسكرية بإسرائيل أقوى من علاقتها بالعرب والعالم الإسلامي.

ورغم سلبيات حكم الشاه الكثيرة في إيران إلا أنه لم يتدخل في الشأن العربي ولم يكون ميليشيات مسلحة في البلاد العربية المجاورة .. ولم يسع لزعزعة الاستقرار في بلاد الجوار العربي، ولم يسع لتكوين إمبراطورية فارسية تستخدم المذهب الشيعي على حساب كل الدول المحيطة وخاصة العربية منها، وكان نظامه أشبه بالأنظمة الملكية الحالية في العالم الإسلامي التي تحب الاستقرار، ولا تميل للمغامرات العسكرية ولا المقامرات بالميليشيات هنا وهناك، وكانت علاقتها بالدول العربية طبيعية فلا هي حميمة ولا هي عدائية.

ثم جاءت ثورة الخميني التي أطاحت بالشاه ونظامه وأعدمت الكثير من شركائها في الثورة فضلاً عن رجالات الشاه وكبار ضباط الجيش الإيراني الذين كانت لديهم كفاءة عسكرية كبيرة وسرحت الباقية.

وحينما قامت ثورة الخميني في إيران خدعت كل الجماعات الإسلامية السنية في العالم الإسلامي لأنها رفعت في البداية شعارات الحرية وعدم التعصب المذهبي وتحرير القدس، وقطعت العلاقات مع إسرائيل وأغلقت سفارتها وفتحتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأظهرت أنها تدعم تطلعات الشعوب نحو الحرية ومحاربة الاستبداد، وكان أروع ما فعلته هو تسليم السفارة الإسرائيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي لم تكن على مستوي هذا الحدث الكبير.

ولكن شيئًا فشيئًا بدأ يظهر للعيان حقيقة الأزمة الكبرى في النظام السياسي الإيراني الذي يعاني معاناة شديدة من الازدواج الديني والسياسي، فأزمة إيران هي أزمة داخلية في المقام الأول تنعكس دومًا على الخارج وتصدر إلى الدول الأخرى.

فإيران ممزقة ومزدوجة بين وجه الدولة الحكيم العاقل الذي يعرف حدود العلاقات الدولية، وهذا ما تصدره إيران للغرب عن طريق رئيسها وحكومتها، وبين الوجه الآخر وهو وجه الإمبراطورية الذي يرعى الميليشيات المسلحة التابعة لإيران في كل مكان مثل الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين، وهذا الوجه يقوده الحرس الثوري ويحركه التعصب المذهبي ليس لخدمة المذهب الشيعي الذي تعايش مع السنة وأهلها طوال 14 قرنًا من الزمان ولكن لخدمة الإمبراطورية الإيرانية، وهذا الوجه تصدره إيران للعرب.

ولعل العرب هم السبب في طمع الجميع في بلادهم وذلك لتفرقهم وتمزقهم وإعطائهم الفرصة تلو الأخرى لكل العابثين ببلادهم ومصائرهم التي تتحدد أحياناً  في عواصم الغرب، ومشكلاتهم لا تحل في بلادهم.

لقد وجدت إيران خرقًا وخللاً وضعفًا في الأمن القومي العربي فلم تجد فيمن حولها غنيمة باردة سوى العرب وبلادهم، فلماذا لا تأكلها ولا تبني على أنقاضها إمبراطوريتها، فريسة سهلة ضعيفة فلماذا لا تلتهمها.

إن أزمة إيران الحقيقية تتمثل في الازدواج الخطير في نظامها السياسي بين الدولة والإمبراطورية، بين الرئيس والمرشد، بين الجيش الإيراني  والحرس الثوري، بين رعاية الشعب الإيراني أو رعاية الشعب الشيعي في كل العالم، بين رعاية إيران الدولة القومية أو رعاية الميليشيات المسلحة في كل مكان، بين اقتصاد الدولة واقتصاد "قم"الذي يزيد عن اقتصاد الدولة الإيرانية نفسها لأنه يجمع "الخمس" من كل الشيعة في العالم – أي يجمع "خمس"دخل الشيعي في كل مكان ويرسله للمرشد في إيران – واقتصاد "قم"هو الذي يغذي أحلام الإمبراطورية عبر هذا "الخمس" الذي يجمعه من شعوب شيعية كثيرة ضمنها دول خليجية أو غير خليجية تعاديها إيران وتنصب لها الفخاخ، إنه الازدواج بين اقتصاد الدولة الذي تراقبه وزارة المالية والجهاز المركزي للمحاسبات والأجهزة الرقابية للدولة الإيرانية، وبين اقتصاد "قم " والحرس الثوري والميليشيات الذي لا تعلم عنه أجهزة الدولة المحاسبية شيئًا ولا تستطيع أن تراقبه.

نفس هذا الازدواج تراه بين سجون الدولة وسجون الحرس الثوري، بين قدرات الجيش الإيراني المحدودة الحركة خارج إيران وقدرات الحرس الثوري الهائلة لتدريب وتسليح وتمويل الميلشيات التابعة للإمبراطورية في كل الدول الإسلامية والعربية، بدءً من لبنان ومروراً بالعراق واليمن وبلاد كثيرة في آسيا وإفريقيا، ولا تستطيع أن تفعل ذلك طبعًا مع أوروبا وأمريكا وحلفائهما.

وهذه الازدواجية تجعل المرشد أقوى من الرئيس سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وشعبيًا.

وتحول الرئيس الإيراني إلى مجرد ظل للمرشد يدور في فلكه ويغرد في سربه بألحانه ولا يستطيع الخروج قيد أنملة عن هذا الفلك .. فإذا فكر الرئيس في الخروج ولو قليلاً عن فلك المرشد فسيلقى مصير الرئيس الأسبق خاتمي الذي جعله المرشد رئيسًا هامشيًا بلا صلاحيات ولا قرارات، وكان الجميع لا ينفذ تعاليمه وأوامره.. وكان الحرس الثوري يجهر بمعاداته ومخالفة أوامره وتوجيهاته.

هذه الإذواجية تجعل الحرس الثوري أقوى عدة وسلاحًا وعتادًا وأقرب لتنفيذ المهام الصعبة والسرية داخل إيران وخارجها ولا يملك الرئيس سلطانًا عليه ولا يعرف عن أسراره ولا سجونه أو نشاطاته خارج إيران شيئًا، ولا عن تفاصيل حروبه في العراق وسوريا واليمن شيئًا، ولا يعرف شيئًا عن دوره المشين في مساعدة أمريكا في غزو العراق وأفغانستان واحتلالهما.

فإيران التي تزعم رغبتها في تحرير فلسطين والقدس تساعد أمريكا وحلفائها على احتلال بغداد ويتقدم الحرس الثوري الإيراني الجيش الأمريكي لاحتلال بغداد مع جحافل المجموعات الشيعية التي دربها الحرس الثوري وسلحها وأعد لها الخطة مع أمريكا لاحتلال العراق، ونفس الكلام حدث في احتلال أفغانستان وإن كان بسيناريو مختلف، ولذلك منحت أمريكا العراق غنيمة باردة لإيران التي رغبت قبل دخولها للعراق في تقسيمها فلما تملكته أرادت توحيده تحت ولايتها، ولكن هيهات هيهات فقد تمزق العراق إلى غير رجعة.

فكيف تساعد إيران أمريكا وحلفائها على احتلال دولتين إسلاميتين هما العراق وأفغانستان، ثم تدعي في الوقت نفسه عن طريق ميليشياتها العربية ووكلائها بالإنابة أنها تريد تحرير القدس وفلسطين.

الاحتلال كله واحد فالاحتلال الأمريكي صنو الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق أسال من الدماء وهتك من الأعراض وذبح من النساء والأطفال بالاشتراك مع داعش والقاعدة ما هو أكثر بكثير مما صنعه الإسرائيليون في الفلسطينيين وأضعاف الجرائم التي ارتكبها صدام في العراق.

بل إن السبب الرئيسي في تكوين داعش في العراق ونزوع بعض العراقيين إلى دعمها هو ردة الفعل السلبية للظلم الذي وقع على أهل السنة من الميليشيات الشيعية التي يرعاها الحرس الثوري الإيراني.

إن كل الدول السُنية تستنكر أفعال وأقوال وتصرفات داعش والقاعدة وأخواتها وبعض الدول العربية شنت حرباً لا هوادة فيها على داعش والقاعدة وأخواتهما، ولكننا في المقابل لم نسمع استهجاناً إيرانياً واحداً للتطهير المذهبي البشع الذي يقوم به الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية الأخرى في العراق ضد أهل السنة ولا حرق قراهم، ولا قتل مواشيهم والعمليات القذرة التي تقوم بها الميليشيات الشيعية العراقية بالقتل بالاسم والمذهب وأخذ الأسرى المدنيين وتعذيبهم وتهجيرهم قسرًا عن بلادهم أو إجبارهم بطريقة أو بأخرى على ترك العراق، ولم نسمع استنكارًا إيرانياً لعشرات الميليشيات التابعة لها في لبنان أو اليمن أو سوريا أو غيرها .

إن أزمة الدولة الإيرانية المستحكمة أنها تصدر وجه الدولة العاقل المتزن للغرب، ووجه الإمبراطورية والحرس الثوري والميلشيات المسلحة مثل الحشد الشعبي للعرب.

ولا تكتفي إيران والحرس الثوري وأتباعها بالميليشيات القديمة بل تؤسس ميليشيات جديدة باستمرار في بلاد العرب، وتقيم شبكة إعلامية وعقائدية واستخباراتية ضخمة خارج إيران لا تعلم عنها الدولة الإيرانية شيئاً، وتضخ المليارات في عروق هذه الميليشيات والأحزاب والجماعات التابعة لها في كل مكان.

ومن أزمات الدولة الإيرانية أنها تعاني من ازدواجية الدولة والإمبراطورية في نظرها إلى المواطن الشيعي في كل مكان.

فالرئيس يعتبر نفسه مسؤولاً عن الإيرانيين أما المرشد والحرس الثوري ومدرسة "قم" يعتبرون أن المواطن الشيعي في كل مكان ليس من رعايا دولته بل هو من رعاياهم.

فالشيعي السعودي أو الإماراتي أو اللبناني أو العراقي أو الكويتي أو البحريني هو من رعايا الإمبراطورية .. وليس من رعايا السعودية أو الإمارات أو لبنان أو العراق.

وهذه الأزمة فكرية وسياسية ومذهبية في المقام الأول .. وهي التي تمنح الفرصة تلو الأخرى وتعطي الذريعة تلو الأخرى لإيران للتدخل في الشأن العربي، فعندما أعدمت السعودية 45 مواطنًا سعوديًا متورطين في قضايا إرهابية بينهم سعودي شيعي انتفضت إيران كلها لذلك وقام بعض أنصار الحرس الثوري بحرق السفارة السعودية في طهران تحت سمع وبصر كل الأجهزة الأمنية الإيرانية ومباركتها، وسوف يستمر هذا الأمر ما دامت هذه الفكرة مستمرة في العقل السياسي الإيراني.

فهل تستطيع دولة عربية أن تتدخل في الشأن الإيراني بحجة الدفاع عن السنة الموجودين فيها، وسنة الأحواز هناك محرومون من أدنى حقوقهم ويعاملون أسوأ معاملة، ورغم ذلك فإن كل الدول تحترم قواعد السياسة الدولية في عدم تدخل الدول في شؤون الدول الأخرى.

ومن أزمات الدولة الإيرانية الفكرية والسياسية أنها ترفع راية الحسين بن علي " رضي الله عنهما " ذلك الصحابي الجليل الثائر على الظلم السياسي والاجتماعي والمحب للعدل والإحسان، وفي الوقت نفسه تدعم أعتى الحكام الديكتاتوريين في المنطقة مثل بشار الأسد الذي قتل وجرح وعذب ربع شعبه وشرد نصف شعبه وحول الجمهورية إلى "عزب وأبعديات "خاصة به وبأسرته وأقاربه ووصل إلى الحكم عبر مهزلة دستورية لم يحدث لها مثيل في العالم.

فقد تم تغيير الدستور السوري لينص على أن عمر الرئيس لا يقل عن 34 عاماً وهو عمر الرئيس بشار وقتها.. فهل هناك دستور على وجه الأرض يتعامل بكسور الأرقام وهل هناك سابقة تعديل للدساتير خلال أسبوع واحد" وسلقها سلقاً "كما يقول إخواننا المصريون ؟! .

ترى هل لو كان الحسين أو الحسن بن علي أو أبيهما "رضوان الله عليهم جميعًا "أحياءً ؟! .. هل كانوا سيدعمون بشار الأسد أو يقفون في صفه , أم في وجهه ؟!.

إيران تتعامل ببراجماتية واضحة، وهذا ليس عيبًا في السياسة إذا كان ليس على حساب دول أخرى أو التدخل في شؤونها أو صنع تفجيرات فيها أو صناعة فتن مذهبية أو طائفية في البلاد الأخرى.

والغريب في الشأن الإيراني أنها في الوقت الذي تنصر فيه الطغاة والجبارين مثل بشار الأسد تصدر للبسطاء من شعبها والشعوب المحيطة عبر الحرس الثوري وميليشياتها وإعلامها أنها على نهج الحسين وأبيه .. والحقيقة نهج إيران لا يمثل نهج الأنبياء أو الصحابة الأطهار.

إن بشار الأسد لا يختلف عن القذافي أو صدام حسين أو المالكي وكل هؤلاء أرسوا قاعدة " لا سيما الإمارة ولو على الحجارة ".

ومن أزمات إيران الفكرية والسياسية أن لها وجهان في التعامل مع أمريكا .. فوجه الدولة البرجماتي يدعم أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان ويتفاوض معها بحكمة وأناة ورفق.

أما الوجه الآخر الثوري فتصدره للبسطاء والدهماء لتصور لهم أن أمريكا هي الشيطان الأكبر والعدو الأعظم .. وهي تترك مسؤولية ذلك الوجه الثاني للحرس الثوري ودعاة الإمبراطورية والمتحدثين إلى الشعوب العربية والميليشيات الشيعية.

وتعاني إيران كذلك من ازدواجية فكرية وسياسية حينما تحب التعامل مع الدول في الغرب وتفضل التعامل مع الميليشيات العربية ولا تحب التعامل أو دعم الدول العربية .. فتتعامل مع حزب الله في لبنان وتقويه وتدعمه بحيث يكون جيشه ومخابراته واقتصاده وشبكة اتصالاته أقوى من الدولة اللبنانية، وتتركه سعيدة يلتهم الدولة ويهضمها بسهولة .. ونفس الأمر مع الحوثيين، فهي تسعد بأن حزب الله أقوى وأغنى وأكثر تماسكًا من الدولة اللبنانية، وتسعد أن ولائه للمرشد الإيراني أعظم بكثير من ولائه للحكومة اللبنانية التي لا يعيرها أي التفات، ونفس الأمر بالنسبة للحوثيين.

فهل هناك في العالم كله جماعة تبتلع دولة، أو حزب يهضم دولة ؟!.

إن إيران تحب أن تكون الدول العربية "كالمرأة الموقوفة، أو الوقف بتعبير المصريين " فلا هي مطلقة ولا متزوجة، هي كالبيت الوقف .. لا يباع ولا يسكن.. فهكذا اليمن، ولبنان، والعراق ، وسوريا أهم الملاعب التي تلعب فيها إيران على المكشوف، أما الملاعب الأخرى الخفية فهي أكثر من أن تحصى.

ترى لو أن حزبًا سياسيًا في بريطانيا وأمريكا أصبح له جيش وصار سلاحه وتدريبه أقوى من جيش الدولة .. وأصبح ولاؤه لدولة أخرى أكثر من ولائه لدولته وذكره للدولة الأخرى أكثر من ذكره لدولته، وأنشأ جهاز استخبارات ومنظومة اتصالات أقوى من استخبارات واتصالات الدولة، ثم لم يتوقف عند هذا الحد بل أرسل بعض ضباطه واستخباراته وجنوده ليدربوا ويسلحوا مجموعات في بلاد أخرى دون علم أو إذن الدولة أو الفرقاء السياسيين، ولم يتوقف عند ذلك بل أخذ يقاتل في ثلاث دول مثل اليمن أو العراق أو سوريا.

ترى ماذا تفعل أمريكا أو بريطانيا مع مثل هذا الحزب البريطاني أو الأمريكي ؟! .

وهل هناك حزب سياسي في العالم كله يضع أوراق الترشح في صندوق الانتخابات بيد ويضع باليد الأخرى المتفجرات أو يحاصر القرى السورية أو يدرب الميليشيات المختلفة في عدة بلدان على الاغتيالات والتفجيرات.

وهل هناك حزب سياسي يحارب في ثلاث دول خارجية دون إذن أو علم دولته أو الفرقاء السياسيين له، هذا لم يحدث في تاريخ الأحزاب السياسية منذ انشائها وحتى اليوم .. ولا يشفع له في ذلك تصديه لإسرائيل وحمله لها على الانسحاب من لبنان، فهذه فضيلة لا تبرر الخطايا الأخرى ولا تغفرها ولا تهضمها.

إنك لو أردت أن تصنف حزب الله سياسيًا لتملكتك الحيرة، فهو حزب سياسي ولكن أنى لحزب سياسي أن يكون له جيش واستخبارات وشبكة اتصالات وولاء خارجي لخصوم الدولة، وكيف يضع بطاقة الترشح بيد والمتفجرات بالأخرى.

فإذا صنفته كحركة تحرر من الاحتلال الإسرائيلي للبنان فكيف لجيشه أن يزداد عشرات المرات بعد جلاء إسرائيل عن لبنان.

وكيف لحركة تحرر أن تحارب غير المحتل لأرضها، وكيف تحارب خارج بلادها، وكيف تساعد على احتلال دول أخرى، وكيف تساعد على الحروب الطائفية، والقتل والذبح والحرق بالاسم والمذهب، وكيف يكون ولاؤها دائماً لدولة أخرى غير دولتها تذوب فيها عشقاً وهيامًا؟!.

إن الازدواجية التي تعانيها إيران وحزب الله هي السبب في كل المشاكل التي أحدثتها السياسة الإيرانية الطائفية وهذه تحتاج إلى إصلاح كبير لإلغاء هذه الازدواجية ليكون الرئيس الإيراني وحده هو المسؤول والمتحدث عن إيران، ويكون جيشه هو المسؤول الوحيد عن أمور الدفاع والأمن القومي الإيراني وتعامل العرب بنفس الوجه الواحد الذي تعامل به الغرب،وجه الدولة الحكيم العاقل الذي يعترف بالعلاقات السياسية الدولية وقواعدها المرعية.

اللهم اهد بلادنا جميعًا للصلح والوفاق والسلام، ورعاية جيرانها، وتوجيه جهودها لنصرة الإسلام والأوطان بعيدًا عن المذهبية والعرقية والمصالح الضيقة.

مجلة آراء حول الخليج