array(1) { [0]=> object(stdClass)#13490 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 134

خريطة الإرهاب: تحديات متعددة المصادر أمام الكرملين

الثلاثاء، 05 شباط/فبراير 2019

بالرغم من اتفاق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تنسيق الضربات الجوية في سوريا، في اللقاء الذي جمعهما على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك 2015م، وذلك لتجنب حدوث صدام عسكري عرضي بين المقاتلات الحربية للبلدين، والتي تجوب الأجواء السوريّة، إلا أن الرئيس بوتين فاجئ المجتمع الدولي بعد يومين من الاتفاق، أي في 30 سبتمبر 2015م، بقراره دخول الجيش الروسي إلى سوريا وتوجيه ضربات جوية على مواقع تنظيم داعش، وصرح بالقول " إنه يعتبر تدخل بلاده في سوريا الطريق الوحيد في الحرب على الإرهاب الدولي".

آثار هذا التدخل العسكري في سوريا حزمة من التحليلات والتساؤلات حول طبيعة الدوافع الحقيقية الكامنة وراء قرار التدخل، ويرى كثير من المحليين أن هذا التدخل ينطوي على العديد من الأسباب كحماية مصالح روسيا في سوريا، حيث أن لدى موسكو مصالح اقتصادية وعسكرية كبيرة في سوريا وخصوصًا القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، والموجودة هناك منذ فترة الاتحاد السوفييتي. كذلك خلق التوازن، وملء الفراغ في منطقة الشرق الأوسط الذي خلفه تردّد إدارة الرئيس السابق أوباما وتخبطها وعدم وضوح سياستها في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، والانسحاب المتسرع من العراق، وعقد صفقة الاتفاق النووي مع إيران، الذي بدوره أطلق يدها، ومنحها زخمًا لم تكن تحلم به، والإطاحة بحلفاء أمريكا في ثورات ما يسمى بالربيع العربي. هذا الوضع الجيوسياسي الجديد شجع روسيا على التسلل لملء الفراغ الأمريكي في المنطقة. نشرت فورين بوليسي مقالا للكاتبة جوليا إيوفي أشارت فيه بوضوح أن "لعبة روسيا في سوريا بسيطة جدا"، موضحة أنها تعتمد على ملء الفراغ الذي تركته أمريكا في المنطقة. وأشارت الكاتبة أن "نمو التأثير الروسي في المنطقة يتناسب طرديًا بشكل مباشر مع غياب التأثير الأمريكي في المنطقة". أضافت أن "روسيا لا زالت ترى أنها قوى عظمى تخوض صراعًا لا نهاية له مع قوة عظمى أخرى، وهي الولايات المتحدة".

ويمكن إضافة سبب آخر وهو محاولة تحجيم الدور الإيراني في سوريا. فبعد الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 وشبه الانفتاح والتقارب مع الولايات المتحدة والتفاهم على بعض ملفات المنطقة، تغير المزاج الروسي نحو إيران وزادت خشيته من تعاظم دورها في سوريا والهيمنة على الكعكة السورية. ففي مايو 2018م، بعد لقاء مفاجئ بين الرئيس بوتين مع الرئيس السوري بشار الأسد، في سوتشي جنوب روسيا، أكد بوتين على ضرورة سحب "جميع القوات الأجنبية" من سوريا. وقد قال في وقت لاحق مسؤولون روس إن المقصود من هذه التصريحات القوات الإيرانية وميليشياتها، بالإضافة إلى غيرها من القوات الأجنبية. وهذا يظهر مدى التنافس بين طهران وموسكو في سوريا. وبالتالي دخلت روسيا للحد من تنامي الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، بحيث تكون روسيا قادرة على الإمساك بالورقة السورية وفرض التسوية السياسية الذي يعزز نفوذها ويخدم مصالحها. فالأدوار التي كان يتم تنسيقها في الماضي بين روسيا وإيران، وصلت إلى مرحلة ينبغي أن يحصد نتائجها طرفٌ واحد، وروسيا تريد أن تقطف ثمار جهودها العسكرية في سوريا، وأنها هي من قامت بحماية النظام السوري. وقد حصل مثل هذا الأمر في الحروب السابقة، عندما برز التنافس بين الحليفين السوفيتي والأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، على تقاسم ألمانيا.

أولا: "داعش" في القوقاز: خاصرة روسيا الرخوة

حديث الرئيس بوتين عن أن تدخل بلاده في سوريا كان لمحاربة تنظيم داعش ليس كله مبالغة وإنما يعتبر سبب رئيسي آخر للتدخل الروسي في سوريا. فظهور تنظيم داعش واستيلاؤه على طائرة حربية روسية في سوريا مثل نقطة البداية لقلق وتخوف من هذا التنظيم، وتنامى هذا الخطر لدى الكرملين بعد وصول داعش وتغلغله النشط في شمال القوقاز (الشيشان وداغستان)؛ خصوصًا بعد إعلان العديد من "مجاهدي القوقاز" من أربع جمهوريات قوقازية هي:( داغستان، والشيشان، وأنغوشيا، وقبردينو الروسية) ولاءهم لتنظيم داعش في شريط فيديو بث على الانترنت.

وقبيل إعلان مبايعة «داعش»، نشر التنظيم في يوليو 2014م، على صفحاته في المواقع الاجتماعية خريطة دولته المستقبلية خلال السنوات الخمس المقبلة والتي تمتد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى القوقاز، مرورًا بسهوب آسيا الواسعة، وصولا إلى عمق أوروبا. وهذا يدل على أن التنظيم يود مد نفوذه إلى عدة مناطق من العالم وأن إقليم القوقاز يقع ضمن دائرة النفوذ. ويأتي إعلان المبايعةعقب تصريحات متكررة من التهديدات الداعشية لموسكو وتوعد التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق والقوقاز باستهداف المدن الروسية، ردًا على التدخل العسكري الروسي في سوريا والتحالف الروسي مع إيران وحزب الله ونظام الأسد. فقبيل نهاية مارس 2017م، نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع تنظيم داعش شريط فيديو وصورة صممها بعض المنتمين للتنظيم تتضمن شعارًا مفاده "سوف نحرق روسيا" و"اقتلوهم حيث ثقفتموهم" وصورة لمبنى الكرملين في الخلفية، كما ظهرت صورة أخرى لشخص يطلق الرصاص على رأس الرئيس بوتين، ونشر رسالة قائلا فيها "سوف نحرق روسيا". وفي تسجيل مصور على موقع يوتيوب (في سبتمبر 2014م)، قال مسلح من تنظيم داعش "هذه رسالة لك يا فلاديمير بوتين، هذه هي الطائرات التي أرسلتها إلى بشار، وسنرسلها لك بإذن الله، تذكر ذلك". وأضاف "سنحرر الشيشان والقوفاز كاملا"، وقال مسلح آخر بجانبه "لقد اهتز عرشك وأصبحت تحت التهديد وستسقط عندما نأتيك إلى عقر دارك".

وتزامن مع هذه التهديدات التي تتوعد روسيا بهجمات إرهابية، بتصاعد وارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية في القوقاز، تصدّرها استهداف دورية عسكرية روسية في انغوشيا شمال القوقاز (يونيو) 2014م، ومحاولة تنظيم "داعش" مهاجمة قاعدة جوية روسية في قيرغيزستان بداية يوليو2015م، بالتوازي مع ضبط قوات مكافحة الإرهاب الروسية خلية إرهابية في جمهورية قبرديمز بلقاريا، كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات في العطلات، كما ضبط الأمن الروسي في 9 يونيو 2015م، خلية إرهابية تدير معامل لتصنيع القنابل في داغستان. وفي أكتوبر 2015م، أوقف جهاز الأمن الروسي مجموعة كانوا يحضرون لعمليات إرهابية في موسكو، تلقوا تدريبًا في معسكرات تابعة لتنظيم داعش في سوريا. وفي مارس 2017 م، تبنى تنظيم داعش الهجوم على قاعدة عسكرية للحرس الوطني الروسي في الشيشان، خلف ستة قتلى في صفوف قوات الأمن الروسية، بالإضافة لمقتل المهاجمين.وبالتالي قلق روسيا مردّه تاريخها القديم مع المتمردين في شمال القوقاز، وخصوصًا الشيشان خلال فترة التسعينيات التي شهدت صراعات دموية كبيرة. ودخول كثير من أفراد هذه الأقاليم إلى تنظيم داعش، والتي تعدها روسيا جزءًا من الفدرالية الروسية (شمال القوقاز)، أو مناطق تعدها مناطق نفوذ (أذربيجان وأسيا الوسطى)، وهو ما يثير قلقًا أمنيًا لدى روسيا.

ثانيًا: إمارة القوقاز ذراع القاعدة في روسيا

بعد الهدوء النسبي التي اتسمت به الشيشان بعد حربين كبيرتين عامي 1995 و1999م، كان إعلان تأسيس تنظيم إمارة القوقاز كمظلة للمجموعات المسلحة في شمال القوقاز في عام 2007م،بقيادة دوكو عمروف، رئيس الانفصال الشيشاني، الذي تولى قيادة التمرد ضد روسيا بعد مقتل سلفه عبد الخالد سعيدولاييف خلال عملية عسكرية، مرحلة جديدة من الصراع مع روسيا و"انتقال المقاومة -الشيشانية-من طابعها القومي الشيشاني لانفصال الشيشان إلى طابع إسلامي يهدف إلى انفصال جميع جمهوريات القوقاز عن الاتحاد الروسي". فتنظيم إمارة القوقاز يهدف إلى إقامة دولة إسلامية مستقلة على المنطقة بكاملها من البحر الأسود إلى بحر قزوين (داغستان والشيشان وإنغوشيتيا وقبردينو - بلقاريا وقراتشاي – تشيركيسيا) الواقعة اليوم تحت سيطرة روسيا. وبالتالي فقد حظي التنظيم (إمارة القوقاز) منذ تأسيسه بقيادة عمروفبدعم وتأييد من العديد من الشبكات والجماعات ذات العلاقة الوثيقة بتنظيم القاعدة كشبكة أنصار المجاهدين والتي أعلنت في ديسمبر ٢٠١٠م، عن بدء حملة جديدة لدعم إمارة القوقاز، كما طلبت من المجاهدين والممولين دعم الجهاد القوقازي. وبحسب تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية " أن تنظيم القاعدة يقدم دعمًا ماليًا متزايدًا لحركة التمرد الإسلامي في شمال القوقاز ويناصرها". وحتى بعد مقتل دوكو عمروف في مارس 2014م، وتولي الأمراء الذين جاؤوا من بعده على أصحاب كيبيكوف الذي يطلق عليه علي أبو حمد الداغستاني ومحمد أبو عثمان الغيمراوي لم تنقطع هذه الصلة. وقد كانت جميع جمهوريات القوقاز منذ إعلان تأسيس الإمارة في 2007م، وهي تشهد هجمات واعتداءات وتتعرض لعمليات تفجير وإطلاق نار بشكل شبه يومي أي بمعدل الـ 300 حالة عنف سنويًا. ونفذت عمليات داخل موسكو بين عامي 2011 و2012م، وأشهرها عملية محطة القطار في لوبيانكا، وعملية انتحارية في مطار دوموديدفو.ووفقًا للأرقام الرسمية من قبل الحكومة الروسية فقد تزايدت الهجمات الإرهابية في شمال القوقاز في الفترة ما بين 2007-2010م، فقتل ما يزيد عن 442 شخصا في صيف 2009م، فقط، بينما قتل 150 شخصًا في سنة 2008 م. وقُتل 235 فردًا من وزارة الداخلية وأصيب 686 بجروح وذلك في سنة 2009م، بينما قتل أكثر من 541 مسلّحًا وأنصارهم واحتُجز حوالي 600 شخص في نفس السنة غير أن هذه الحوادث تراجعت منذ عام 2010م، بالمقارنة مع الفترة ما بين 2008 و2009م، عرفت الفترة ما بين 2010 و2014م، تراجع النشاطات المعادية لروسيا في شمال القوقاز، مع تراجع في عدد القتلى بنسبة النصف. ترجع أسباب هذا التراجع إلى مقتل أغلب القادة المعاديين للروس.

إلا أن قتل محمد أبو عثمان الغيمراوي (محمد سليمانوف) الأمير الثالث للإمارة في ضواحي قرية غيمري بداغستان عام 2015م، على يد القوات الروسية، أدى إلى إضعاف "إمارة القوقاز" وجعل التنظيم دون قيادة، وهو ما دفع كثير من أتباعه للانضمام لداعش. ففي أواخر يونيو 2015م، أعلن التمرد المسلح في القوقاز مبايعة زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، من خلال تسجيل صوتي باللغتين العربية والروسية، وقد رحّب المتحدث باسم " داعش" أبو محمد العدناني بتلك البيعة، من خلال رسالة صوتية تحت عنوان "يا قومنا أجيبوا داعي الله"، أعلن فيها إنشاء ولاية جديدة وهي ولاية القوقاز، وتعيين رستم أسيلداروف المعروف أيضًا باسم الأمير أبو محمد قادري واليًا على "القوقاز" ودعا كل المسلحين إلى إعلان الولاء. وبحلول فبراير 2015م، انشق عدد لا يستهان به من أفراد وقادة إمارة القوقاز في كل من قسميها الشيشاني والداغستاني وانضموا لداعش. وقد ظهر فيديو في سبتمبر 2015م، يظهر فيه أبو محمد قادري وهو يدعو أنصار داعش في القوقاز للانضمام إلى القتال هناك بدلا من السفر إلى العراق وسوريا.

ثالثًا: "إمارة القوقاز" تنتقل إلى سوريا

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011م، اتجه العديد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وقد شكل تنظيم إمارة القوقاز مصدرًا رئيسيًا للمقاتلين الأجانب بسوريا، حيث اتجه العديد من الشيشان إلى القتال في سوريا. وفي مقابلة للرئيس الروسي بوتين مع قناة "سي بي إس" الأميركية تحدث عن وجود "أكثر من 2000 مقاتل من دول الاتحاد السوفياتي السابق في سوريا. إلا أنه في فبراير 2017م، في مقابلة أخرى زاد العدد إلى أربعة آلاف مقاتل، وهو تقدير يتوافق مع تقديرات كثير من المحللين المستقلين. غوردن خان الباحث في معهد ميدلبيرن للدراسات الدولية في كاليفورنيا، نشر في فبراير 2015 م، دراسة شاملة عن مسلحي شمال القوقاز في صفوف "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة جاء فيها: "في نهاية عام 2011 أو بداية 2012م، أرسل أمير القوقاز الأعلى دوكو عماروف إلى سوريا أربعة قادة هم طرخان باتيراشفيلي (ابو عمر الشيشاني)، مراد مرغاشفيلي (واسمه أيضا مسلم، وأحيانًا أبو وليد الشيشاني)، ورسلان ماتشالاشفيلي (سيف الله الشيشاني) ومبعوثه الشخصي صلاح الدين الشيشاني مع المبالغ المالية اللازمة لتنفيذ واجباتهم هناك".

وبالنظر إلى خريطة الفصائل القوقازية المسلحة في سوريا نجد أنهم يتوزعون ما بين تنظيمات مستقلة تنظيميًّا تدين بالولاء لـ"إمارة القوقاز الإسلاميّة"، وتُنسّق عسكريًّا مع باقي المجموعات وأخرى تتبع داعش وتنظيم فتح الإسلام (جبهة النصرة سابقًا). واعتمادًا إلى دراسة صادرة عن المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في يونيو 2014م، للباحث جيدو ستينبرج Guido Steinberg، الخبير في العلاقات الدولية تحت عنوان بـ "قاعدة الشيشان: الجماعات القوقازية والمزيد من تدويل النضال السوري" مجاهدي القوقاز ينقسمون في سوريا إلى أربعة تنظيمات رئيسية، تتباين من حيث حجمها، وإن كانت جميعها تتسم بسمة مشتركة، هي التدريب الجيد على المعارك، فهي بمنزلة قوات النخبة في الحركة الجهادية بسوريا، وهى:

1)   جيش المهاجرين والأنصار(JMA) وتعتبر القاعدة الفعلية لمقاتلي الشيشانيين الذين ينحدر معظمهم من القوقاز. نشأ التنظيم من مجموعة كتيبة المهاجرين التي ظهرت في سبتمبر 2012م، في حلب، وهي لواء متمرد من المقاتلين الشيشان كان يُقاتل في سوريا إلى جانب ما تُسمى بـ«جبهة النصرة» والتي كان يقودها أبو عمر الشيشاني أو طرخان باتيرشفيلي، وهو اسمه الأصلي، لدى وزارة الدفاع الجورجية، الرجل جورجي الجنسية ويتحدر من منطقة متاخمة للحدود مع القوقاز الروسي. حيث يشير غوردن خان إلى أنه "في نهاية عام 2012م، اتحد مجاهدو "امارة القوقاز" وعدد كبير من المسلحين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا، فيما يسمى بـ "جبهة النصرة" التابعة لـ"القاعدة". وفي مارس 2013م، اندمجت جماعة الشيشاني في جهاديين آخرين، لتشكيل مجموعة أكبر وأكثر تنظيمًا تُسمى جيش المهاجرين والأنصار (جيش المغتربين والأنصار) وأصبح أبو عمر الشيشاني قائدًا للتنظيم وعين أبا وليد الشيشاني نائبًا له. وفي نوفمبر 2013م، بايع أبو عمر الشيشاني أبو بكر البغدادي الذي عينه فيما بعد قائدًا لقوات التنظيم شمالي سوريا (حلب والرقة واللاذقية وشمالي إدلب) ثم القائد العام لقوات التنظيم. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في (مارس) 2016م، مقتل أبو عمر الشيشاني في شمال شرقي سوريا.

 

2)   تنظيم صلاح الدين الشيشاني، وهي المجموعة الأولى المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار، حيث أثار انضمام أبي عمر الشيشاني إلى تنظيم داعش انشقاقًا في صفوف جيش المهاجرين والأنصار واعتراضًا على بيعة أبي عمر. كان صلاح الدين الشيشاني، أحد قادة القوقاز في المجموعة عامي 2014 و2015م، الذي قرر الانفصال عن أبي عمر الشيشاني في نوفمبر 2013م، وتزعم تشكيل مجموعة تصل بحسب التقديرات إلى 800 مقاتل تحت نفس اسم المجموعة "جيش المهاجرين والأنصار" ولكن يضاف إليه "إمارة القوقاز الإسلامية". يعود سبب انفصال صلاح الدين الشيشاني بحسب الفيديو المنسوب إليه إلى ما رآه من تناقض بين بيعته لأبي بكر البغدادي وبيعته لـ"دوكو عمروف" قائد "إمارة القوقاز الإسلامية". بدأت المجموعة المنشقة في التنسيق العسكري مع جبهة النصرة ولكن دون الدخول في معارك ضد تنظيم داعش. في عام 2014م، زار الشيشاني الرقة، المعقل الأهم لداعش بسوريا بطلب من جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية؛ توحيد بوصلة المعارك ضد الجيش السوري. إلا أن المحاولة باءت بالفشل حيث أبلغه داعش بأنه يعتقد بكفر النصرة، والجبهة الإسلامية، كما دعاه ابو عمر الشيشاني إلى مبايعة التنظيم. وفي عام 2015م، أعلنت المجموعة المنشقة انضمامها إلى جبهة النصرة، التي غيرت اسمها لاحقًا إلى جبهة فتح الشام، قبل أن تضم فصائل أخرى من ضمنهم "جبهة أنصار الدين"، ويصبح اسمها "هيأة تحرير الشام". لكن صلاح الدين قرر ضمن مجموعة من المقاتلين القوقاز، بعد انفصالهم عن "جيش المهاجرين والأنصار" الذي فضل الانضمام إلى جبهة النصرة، تأسيس "جيش العسرة" الذي فضل العمل منفردًا ملتزمًا للحياد في المعارك بين المعارضة وتنظيم داعش. وفي عام 2016 م، لقى صلاح الدين الشيشاني مصرعه بنيران الجيش السوري في محافظة حماة.

 

3)   تنظيم سيف الله الشيشاني، وهي المجموعة الثانية المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار، حيث قاد سيف الدين الشيشاني، الذي كان نائبًا لعمر في السابق، ما تبقى من مجموعته للانضمام لجبهة النصرة في أواخر عام 2013م، كان سيف الدين مقيمًا في مدينة اسطنبول لسنوات قبل أن يدخل إلى الأراضي السورية في أواخر عام 2012م، أو بدايات 2013م، وينضم إلى مجموعة "جيش المهاجرين والأنصار" التي كان يقودها أبو عمر الشيشاني حتى أصبح الرجل الثاني في المجموعة. انشق سيف الدين عن أبي عمر بين شهري يوليو وأغسطس 2013 م، وبايع جبهة النصرة في نوفمبر من 2013م، في عام 2014م، قاد سيف الدين الهجوم على سجن حلب المركزي وقتل أثناء محاولات اقتحام السجن.

 

4)   تنظيم جند الشام وأجناد القوقاز: تعد من التنظيمات القليلة – على خلاف التنظيمات الثلاثة الأخرى – التي استطاعت الحفاظ على استقلالها، وابتعدت عن شبكة التحالفات التي سعت إليها التنظيمات الأخرى، مع الابقاء على التنسيق المستمر مع جبهة النصرة وداعش. جاء ذلك لتفادي التورط في الصراع بين الجماعات الجهادية وخاصة جبهة النصرة وتنظيم داعش. وتمركزوا في مجموعتين رئيسيتين؛ جند الشام وأجناد القوقاز (وتشكلت مجموعة ثالثة، هي جيش العسرة لاحقا). إذ قام أمراء هذه التنظيمات بإصدار بيان في أغسطس 2017م، ينص صراحة على نفورهم من الفتنة. ويقود تنظيم جند الشام مراد مارغوشفيلي ويُعرف أكثر باسمه المستعار مسلم أبو وليد الشيشاني، الذي يمتلك خبرة قتالية كبيرة، ويحظى بسمعة جهادية متميزة اكتسبها من خدمته مع القائد ثامر السويلم (المعروف بخطاب) في الحرب الشيشانية الثانية. يعتبر هذا التنظيم من التنظيمات الشيشانية القوية الذي يدير عملياته في شمال محافظة اللاذقية في المنطقة الجبلية بالقرب من الحدود التركية، قبل أن ينقل معظم أفراده إلى ريف إدلب الغربي بسبب سهولة الحركة، مع احتفاظه بتمركزات في جبل التركمان في ريف اللاذقية. أما تنظيم أجناد القوقاز فيقوده عبد الحكيم الشيشاني الذي يتمتع بخبرة كبيرة في الحروب، يُقدّر عدد مقاتليه بحوالي 500 مقاتل. وهناك أيضًا قادة آخرون يقودون ميليشيات أخرى تابعة بشكل مباشر أو غير مباشر لأجناد القوقاز. ينشط هذا التنظيم بشكل أساسي في ريف اللاذقية الشمالي. بسبب استقلاليته يعاني أجناد القوقاز من نقص في التمويل ووفقًا لعبد الحكيم فإن الجماعة لا تتلقى أي مساعدات خارجية مما يحد من قدرتها على العمل بنجاح. وفي 10 أكتوبر2015م، كتبت صحيفة "Independent" البريطانية: "أقسمت التشكيلات الشيشانية، وهي "جند القوقاز" و"جند الشام" و"جماعة طرخان" – قائد ولاية "الشيشان" المستقلة، على القيام بعمليات هجومية ضد روسيا. وليست لأي من هذه المجموعات علاقة بـ"الدولة الإسلامية" – تنظيم داعش-ولكنها مرتبطة بـ "المتمردين المعتدلين". وهذا الأمر يوضح أسباب الانتقادات التي وجهها الغرب للغارات الجوية الروسية على مواقع "المعتدلين" بحسب الصحيفة. بالإضافة إلى ما سبق هناك مجموعة جند الأقصى والتي تعرف سابقًا باسم سرايا القدس كانت تتبع لجبهة النصرة ثم انفصلت عنه، كمجموعة بارزة حافظت على توجه مستقل، وتضم قرابة 200-300 قوقازي ينشطون في ريف إدلب. وثمّة أعداد أخرى من القوقازيين ينضوون في مجموعات صغيرة تضم خليطًا من المهاجرين كـ "كتيبة الإمام البخاري" الأوزبكية التابعة لـ"حركة أحرار الشام، وغيرها وينشطون كذلك في ريف إدلب.

 

رابعًا: إعادة تموضع مقاتلو القوقاز.. تحديات وسيناريوهات المستقبل

بعد ثلاث سنوات من التدخل الروسي في سوريا يرى كثير من المتابعين أن هذا التدخل ساهم في دعم النظام السوري لاستعادة كثير من الأراضي التي كان يستولي عليها "داعش" وأدت إلى تصدع المجموعات القوقازية داخل سوريا وتهميشها، كما أن المجموعات القوقازية المستقلة والمجموعات المتحالفة مع جبهة النصرة، كذلك عانت من الانحسار في ظل التراجع لحركة المتمردين بصورة عامة وخاصة بعد سيطرة الجيش السوري على كامل مدينة حلب في ديسمبر 2016م، ويمكن القول إلى أن هناك 3 سيناريوهات أمام مستقبل المقاتلين الشيشان في سوريا الذين يمثلون العمود الفقري لتنظيم داعش، تتمثل في عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو إعادة تمركزهم في أفغانستان، أو تفكك التنظيم وتحوله إلى اللامركزية ، ويمكن تلخيص هذه السيناريوهات فيما يلي:

1-   عودة مقاتلو الشيشان وشمال القوقاز إلى بلدانهم الأصلية: وهذا مايقلق روسيا والدول الأوروبية، فروسيا تخشى عودة مئات المتشددين روسيي المولد لينضموا إلى حركة تمرد الذين يقاتلون في داغستان ومناطق أخرى شمال القوقاز بعد تدريبهم في معسكرات داعش والتنظيمات الجهادية الأخرى، واكتسابهم خبرات عسكرية واسعة، والبداية في نشر أفكارهم المتطرفة أو تأسيس تنظيمات إرهابية على غرار داعش، من أجل إقامة دولة إسلامية كما يزعمون. وقد عبر عن هذا الأمر الرئيس بوتين حين قال " هناك الآلاف من المنضمين للتنظيمات الإرهابية من مواطني الدول الأوروبية وروسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرًا أن المرء ليس بحاجة لأن يكون خبيرًا في الشؤون الأمنية ليعلم أنه إذا انتصر هؤلاء في سوريا فسيعودون إلى بلادهم ويعودن إلى روسيا أيضًا". ولهذا فقد اتخذت روسيا بالتعاون مع دول الجوار إجراءات شديدة لتأمين الحدود مما يجعل من عملية اختراقها أمرًا غاية في الصعوبة. كما أن بوتين قدم تعديلاً لقانون مكافحة الإرهاب وأقره البرلمان لمحاسبة من يقاتلون في الخارج عند عودتهم إلى البلاد جنائيًا. وبموجب القانون فإن التدريب "بهدف ممارسة نشاط إرهابي" عقوبته السجن 10 سنوات اما عقوبة الانضمام لجماعة مسلحة في الخارج "تتعارض أهدافها مع المصالح الروسية" فهي ست سنوات.

 

2-   إعادة التمركز في أفغانستان: بعد خسارة داعش مواقعه في سوريا والعراق، بدأ ينشط في نقل عناصره إلى أفغانستان، حيث يعمل هناك على استقطاب أعداد كبيرة من مقاتلي حركة "طالبان" إلى صفوفه، مما يمثل تهديد كبير لروسيا. ويشير تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أغسطس 2018م، إلى أن أعدادًا كبيرة من المقاتلين الأجانب توجهت إلى أفغانستان كملاذ بديل عن سوريا والعراق. وبحسب التقرير فإن ما يقدر بنحو 3500-4500 من مقاتلي تنظيم داعش موجودون في أفغانستان، وأن هذه الأعداد تتزايد. وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع نظيره الباكستاني خواجا محمد آصف في 20 فبراير 2018م، "نشعر بقلق شديد جراء ما يحصل في أفغانستان وإزاء التقدم الذي يحرزه تنظيم داعش الإرهابي وتزايد نفوذه". وأضاف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في أفغانستان في مارس 2018م، " أن مما يثير القلق الروسي الأكبر قيام "داعش" بإنشاء شبكة واسعة من معسكرات لتدريب مسلحين، بمن فيهم منحدرون من روسيا ودول آسيا الوسطى". وذكر زامير كابولوف، مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى أفغانستان، مدير القسم الآسيوي الثاني بوزارة الخارجية، في 12 (نوفمبر) 2018م، عقب الاجتماع الثاني لمشاورات موسكو "مواطنون من القوقاز وآسيا الوسطى يشكلون أغلبية داعش بأفغانستان". وخشية موسكو تكمن من إمكانية انتقال داعش من افغانستان إلى دول مجاورة مثل طاجاكستان واوزباكستان ومنها إلى روسيا. إلا أن تحقق هذا السيناريو مرهونًا بقدرة قيادات التنظيم على الاستقرار في أفغانستان، لا سيما أنه مقر تنظيم القاعدة وتحت سيطرة طالبان لسنوات عديدة،كما أن عدم وجود حواضن اجتماعية لداعش في أفغانستان قد تمثل عائقًا هامًا أمام تحقق هذا السيناريو.

3-   - تفكك التنظيم وتحوله إلى اللامركزية: يتمثل السيناريو الثالث في تشظي التنظيم وتفككه بحيث يتحول إلى فكرة عابرة للحدود، ينشط بشكل كبير في المجال الافتراضي. وبالتالي يتم توجيه عمليات إرهابية وتنفيذها عن بعد من خلال الإنترنت وعبر تطبيقات مشفرة والذي يتم من خلاله كذلك تدريب المنتسبين الجدد.ولعل أوضح مثال على هذا الأسلوب حادث الدهس المروع الذي وقع في موسكو في يونيو 2018م، بعد ثلاثة أيام من انطلاق بطولة كأس العالم، التي استضافتها روسيا، وأدى إلى سقوط 8 جرحى. فمنفذ الهجوم لم يكن يخضع إلى التنظيم ولم يكن يستلم منه التعليمات بل قام بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكاناته الذاتية، وتحرك بتأثير من دعاية التنظيم. وتكمن الخطورة في هذا الأسلوب هي صعوبة متابعتها أمنيًّا وذلك لنقص أو غياب المعلومة، لأن الفكرة هي التي تلعب دورًا في جذب هؤلاء المنتسبين إلى التنظيم ويصعب على الأجهزة الأمنية مقاومة الفكرة بالفكرة، وكذلك لأن غالب الاشخاص الذين ينتمون لها هم أشخاص غير معروفين للجهات الأمنية. وقد رصدت أجهزة الأمن الروسية زيادة في أعداد المنضمين الروس إلى تنظيم داعش كما رصدت زيادة في أعداد مواقع الانترنت التي كان وظيفتها جذب مجندين جدد إلى التنظيم، وعلى إثر ذلك قامت الأجهزة الأمنية الروسية باعتقال حوالي 2000 فرد في موسكو، بالإضافة إلى إغلاق 32 موقعًا الكترونيًا روسيًا ينشر أفكارًا داعشية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مدير إدارة الدراسات الاستراتيجية والأمنية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ـ كاتب سياسي وباحث في العلاقات الدولية.

هوامش

  1. جيدو ستينبرج ، دور المقاتلين الشيشان في الصراع السوري، مجلة السياسة الدولية، 10/8/2014

http://www.siyassa.org.eg/News/3860.aspx

  1. نيل هاور ، مسلحو الشيشان وشمال القوقاز في سوريا، مركز رفيق الحرير للشرق الاوسط، 23/1/2018
  2. http://www.achariricenter.org/chechen-and-north-caucasian-militants-in-syria-ar/
  3. سامي السلامي ، التدخل الروسي في سوريا وجهاديو القوقاز.. أبعاد متداخلة، مجلة السياسة الدولية ، 15/10/ 2015
  4. http://www.siyassa.org.eg/News/3860.aspx
  5. ابراهيم العثيمين ، التدخل الروسيفيسورياوإعادة ترتيب رقعة الشطرنج، صحيفة اليوم السعودية، 16 / 10 / 2015https://www.alyaum.com/articles//
  6. علي عاطف حسَّان ، الأسباب والتداعيات: التنافس الروسي الإيراني في سوريا، ، المركز العربي للبحوث والدراسات ، 1/6/2018
  7. شيماء محمود، الموقف الروسي تجاه مكافحة الإرهاب ( دراسة حالة : تنظيم داعش) 2011-2016 ، مركز الاعلام
  8. تفجيرات سان بطرسبرج: لماذا أصبحت روسيا في صدارة أهداف التنظيمات الإرهابية؟، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 04 /3/ 2017

https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/2645/

  1. السياسة الروسية تجاه مكافحة الارهاب، مركز المسبار للدراسات والبحوث، يونيو 2015
  2. المقاتلون الشيشان والجهاد العالمي، المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات، 4/4/2017
  3.  
  4. روسيا اليوم، 26/ 11/ 2015

https://arabic.rt.com/press/801673 /

  1. خطاب صلاح الدين الشيشاني الانفصال عن أبو عمر الشيشاني (رابط الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=qCcbjF3yneQ

  1. صحيفة العرب اللندنية، 18/8/ 2015

https://alarab.co.uk/%

  1. صحيفة الحياة ، 27/10/2015

http://www.alhayat.com/article/703034/

  1. شبكة رؤية الاخبارية، 19/2/2018

http://www.roayahnews.com/articles/2018/02/19/4019/%

 

  1. روسيا اليوم 17/5/ 2018
  2. سكاي نيوز، 21 /5/ 2018
  3. والدراسات العربية – الروسية، 20 /7/ 2016
  4. صحيفة العرب اللندنية، 14/5/2015

https://alarab.co.uk

  1. روسيا اليوم، 3/7/2014

https://arabic.rt.com/news/751351/

  1. صحيفة اليوم السابع، 24 /6/ 2015

https://www.youm7.com/story/2015/6/24

  1. صحيفة العرب اللندنية، 14/5/2015

https://alarab.co.uk/

  1. إمارة القوقاز.. ذراع القاعدة في الشمال الروسي، موقع السكينة، 13/2/2012
  2. امارة القوقاز الاسلامية ، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  3. موقع الحرة ، 8/12/2017

https://www.alhurra.com/a/chechnya-syria-war/406357.html

  1. موقع بي بي سي العربية ، 4/9/2018

http://www.bbc.com/arabic/world-45404194

  1. موقع سكاي نيوز العربية ، 8/6/2018  

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/

  1. الشيشانيون في سوريا...3 مجموعات تتصارع بعيداً من أرضها، موقع 24، 10/10/2017

https://24.ae/article/378046/

  1. موقع بي بي سي العربية، 27 /2/ 2012
  2. موقع السورية دوت نت، 2 /9 / 2015

https://www.alsouria.net/content/

  1. موقع العربية نت، 10/3/2016

https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/syria/2016/03/10

  1. موقع بي بي سي العربية، 15/7/ 2016

http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160714_roots_of_isis_commander_omar_alshishani

  1. صحيفة العرب اللندنية، 24/2/2018

https://alarab.co.uk

 

 

 

 

 

 

 

 

مجلة آراء حول الخليج