array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

مسـتقبل أمـن الطاقـة في الخليـج: الجيش الذكـي وخطـوط أنابيـب النفـط البديلـة

الإثنين، 13 أيار 2019

تتعرض منطقة الخليج العربي، أحد أكبر مصادر الطاقة التقليدية في العالم إلى تحديات تتصاعد أحيانًا إلى مستوى التهديد لأمنها القومي الشامل وخاصة السياسي والاقتصادي والعسكري مما يُهدد استقرار المنطقة كما يُهدد استخراج وإمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية عبر الممرات الاستراتيجية البحرية التي تتعرض أيضًا للتهديد سواء بشكل مباشر بأعمال التخريب الإرهابية أو أعمال القرصنة أو بشكل غير مباشر بزيادة أعباء التأمين البحري أو اتخاذ طرق ملاحة بديلة أطول مما يزيد من

تزايدات التحديات والتهديدات بعد الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩م، ولكن التهديد المباشر وصل مداه باحتلال العراق للكويت عام ١٩٩٠م، مما عرض دول مجلس التعاون إلى تهديد مزدوج، إيراني /عراقي، إلى أن تم احتلال العراق عام ٢٠٠٣م، وخروجه من معادلة القوة الإقليمية والعربية.

  • اتخذ التحدي والتهديد منحًا جديدًا، بجلب قوات أجنبية غربية بقيادة الولايات المتحدة في شكل تعاون استراتيجي لحماية منطقة المجلس، ولحين بناء دول المنطقة قوتها الذاتية لمواجهة التهديد الإيراني المتصاعد باحتلال الجزر الإماراتية وبناء ترسانة صاروخية متدرجة في المديات تغطي كل دول المجلس مع السعي لامتلاك قدرات نووية أوقفها ولو مؤقتا اتفاق (5+1) الذي يتعرض للتصدع، كما تتعرض شبه الجزيرة العربية إلى تهديد إقليمي مزدوج بين الهلال الإيراني الشيعي والحزام الاستراتيجي التركي، حيث شمل الهلال الإيراني كلاً من (العراق – سوريا – لبنان – غزة – اليمن) ، واشتمل الحزام التركي كلاً من ( شمال العراق – قطر – الصومال – السودان) ليضيفا بعدًا جديدًا للتحديات والتهديدات.

المحتويات:

خلفية تاريخية – الأهمية الجيوـ استراتيجية والاقتصادية – صادرات نفط الخليج والممرات الدولية – أمن الطاقة وتهديد المصادر وطرق الإمداد – استراتيجية المواجهة لتأمين مصادر الطاقة العربية بالخليج.

أولًا: خلفية تاريخية:

ظلت منطقة الخليج العربي مطمعًا للقوى الاستعمارية حتى زوال الإمبراطورية العثمانية الذي تزامن مع اكتشافات النفط في المنطقة ارتباطًا بالاستعمار التقليدي لكل من بريطانيا العظمى وفرنسا، والذي بدأ في الجلاء عن المنطقة تدريجيًا في أعقاب الحرب العالمية الثانية 1945م، حيث ولدت الحرب الباردة الصراع على مناطق النفوذ بين القطبين الشرقي والغربي، كانت منطقة الخليج وما حولها أحد أهم مناطق النفوذ حول العالم لاحتوائها على الاحتياطي الأكبر من مصادر الطاقة البترولية التي كانت عصب الثورة الصناعية الثانية بعد حقبة الفحم.

تعرض منطقة الخليج لاحقًا إلى تهديد إقليمي مزدوج من كل من العراق وإيران بعد ثورة الأخيرة في 1979 وبلغ التهديد مداه باحتلال العراق للكويت والذي تم تحريه دوليًا وعربيًا ثم تم معاقبة العراق واحتلاله في 2003م، ليخرج من معادلة القوة الإقليمية والعربية، ليبقى التهديد الإيراني المتصاعد عسكريًا ونوويًا محتملاً، ومذهبيًا أيضًا.

ثانيًا: الأهمية الجيوـ استراتيجية والاقتصادية لمنطقة الخليج:

1-   الأهمية الجيوـ استراتيجية:

وتنبع من الموقع الجغرافي المتوسط بين مصادر الطاقة في الخليج العربي وأسواقه العالمية حيث الإمداد الشرقي إلى جنوب وجنوب شرق وشرق آسيا والإمداد الغربي إلى أوروبا والأمريكيتين وأيضًا إلى شرق وغرب إفريقيا والإمداد الجنوبي إلى استراليا.

2-   الأهمية الاقتصادية:

وتنبع من احتواء منطقة الخليج على أكبر احتياطات الطاقة التقليدية في العالم من النفط والغاز حيث تبلغ قرابة 40 % من الإنتاج والاحتياطي العالمي كما أن معظم دوله مؤسسة ومؤثرة في منظمة الدول المصدرة للبترول على مستوى العالم "أوبك "وعلى مستوى الدول العربية "أوابيك".

وحتى في حالة التراجع النسبي للنفط أمام الغاز الطبيعي خلال العقود القادمة فسوف تكون المنطقة في موقع متقدم أيضًا في مجال الغاز وخاصة السعودية وقطر وإيران سواء للإمداد بالغاز المسال أو عبر شبكة أنابيب داخل الإقليم وخارجه.

ثالثًا: صادرات نفط الخليج والممرات البحرية الاستراتيجية:

يرتبط إنتاج النفط الخليجي وصادراته إلى العالم ارتباطًا وثيقًا بالممرات البحرية الاستراتيجية التي تربط بين مناطق الاستخراج وأسواق الاستهلاك حيث أن تهديد غلق المضايق يوقف سلسلة الإمداد بالطاقة بدْءًا بمضيق هرمز الذي يفضي من الخليج العربي إلى خليج عمان ثم بحر العرب فالمحيط الهندي ثم شرقًا إلى جنوب وجنوب شرق آسيا، أو غربًا إلى شرق إفريقيا أو إلى أوروبا والأمريكيتين عبر البحرين الأحمر والأبيض حيث تتحكم المضايق البحرية في كل من باب المندب فقناة السويس ثم جبل طارق.

ونستعرض مختصرًا عن المضايق المؤثرة بشكل مباشر على الصادرات الخليجية:

حيث يعرف المضيق في الموسوعة بأنه ممر بحري بين مسطحين مائيين يفصل بينهما جزأين أو أكثر من اليابس.

1-   مضيق هرمز "باب السلام"

وهو أهم المضايق، حيث يُعتبر البوابة الأولى لصادرات الخليج العربي لكل دول مجلس التعاون الخليجي عدا أجزاء من الإمارات العربية وسلطنة عمان وأيضًا معظم الساحل الإيراني في الخليج وكل صادرات العراق ويشاطئ كلاً من إيران شمالًا وسلطنة عمان جنوبًا بعرض 50 كم وعمق 60 م ويسمح بمرور خطيّ ملاحة في وقت واحد. ويعبر من خلاله حوالي 40% من إنتاج النفط العالمي ويصل إلى معدل سفينة في كل 6 دقائق وقت الذروة كما أنه المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت وقطر والبحرين.

2 – باب المندب:

يربط بين البحر الأحمر شمالًا والمحيط الهندي جنوبًا من خلال خليج عدن ويشاطئ كلاً من اليمن شرقًا وجيبوتي غربًا بعرض 26 كم وبعمق 30 مترًا ويسمح بمرور خطي ملاحة في وقت واحد ويعبر من خلاله 25 – 30 سفينة يوميًا وزاد من أهمية افتتاح قناة السويس عام 1869م.

2-   قناة السويس

تقع داخل الأراضي المصرية وتربط بين البحرين الأحمر جنوبًا والأبيض شمالًا بطول 165 كم وبعمق 20 مترًا وتم ازدواج في القناة لتكون في اتجاهين وتم الاستكمال بعد الانتهاء من حفر الأنفاق أسفل الاتجاهين وزيادة العمق لاستقبال الناقلات العملاقة.

4 ـ جبل طارق

يربط بين البحر الأبيض شرقًا والمحيط الأطلنطي غربًا ويشاطئ كلاً من المغرب جنوبًا وجبل طارق شمالًا وبعرض 14 كم وعمق 300م، ويسمح بمرور خطي ملاحة اتجاهين في وقت واحد. وتعبر منه صادرات النفط الخليجية إلى كل من غرب أوروبا والأمريكيتين عبر الأطلسي.

رابعًا: أمن الطاقة الخليجي وتهديد المصادر وطرق الإمداد البحرية:

1 – تهديد مصادر الطاقة:

وتشمل تهديد البنية الأساسية للاستخراج من حقول ومنصات ومعدات وأنابيب نقل ومنشآت بترولية أو بتروكيمائية ومناطق إيواء القوة العاملة في المجال بالإضافة إلى الكتلة السكنية القريبة حيث العمق الجغرافي المحدود لمعظم دول الخليج العربية عدا السعودية وسلطنة عمان نسبيًا.

أ‌ـ التهديد الإيراني:

وهو تهديد مباشر سياسي اقتصادي وعسكري ومذهبي كالآتي:

1-   التهديد السياسي:

وهو فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة واستمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى) وضمهم إلى القضاء الإداري الإيراني، ورفض الاحتكام إلى المحكمة الدولية لتوقع الخسارة لضعف الأسانيد الجغرافية والتاريخية الإيرانية.

2-   التهديد الاقتصادي:

بالتلويح بإغلاق مضيق هرمز الذي يُشكل البوابة الأولى للصادرات البترولية الخليجية.

3-   التهديد العسكري:

ويتمثل في امتلاك قوى صاروخية كبيرة ومتدرجة في المدى من 300 كم إلى 500 كم إلى 1150 كم من أجيال سكود الروسية والكورية المطورة إيرانيًا تحت مسميات أخرى أبرزها سلسلة شهاب وزلزال ذات رؤوس حربية متدرجة في الوزن حيث يمكن أن تغطي الخليج وعمق الساحل في الجانب العربي كما أن الإطلاق بكثافة عالية يُمكن أن يخترق جزء منه المنظومة الصاروخية الخليجية.

كما تمتلك إيران قوات بحرية متفوقة وخاصة في مجال الغواصات (٣٣) غواصة، وكذلك إمكانية الإنزال البحري الكبير على الشاطئ، وتحاول تحييد القوة الجوية الخليجية المتفوقة عددًا ونوعًا بتقوية دفاعاتها الجوية بالحصول عبر أنواع وأجيال متطورة من روسيا الحليفة في سوريا من طرازات (س) المختلفة كما أن التهديد النووي الإيراني مازال مستمرًا حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق (٥+١) والذي قد تحاول إيران الالتفاف حوله كما فعلت كوريا الشمالية في اتفاق مشابه سابقًا.

4-التهديد الإرهابي:

وهو ما يُمكن أن تلجأ إليه إيران باستخدام عناصر خليجية ذات انتماء مذهبي إلى إيران، للقيام بأعمال الإرهاب والتخريب، وأقلها بث حالة من الفوضى والعصيان كما حدث في البحرين ومحاولته في السعودية.

5-التهديد المذهبي:

وهو محاولة استقطاب العناصر الخليجية الشيعية ومحاولة جذب انتمائها إلى إيران بما يضر بالوطن الأم، ولعل العراق مثال لذلك مع مد هلال النفوذ الإيراني لتطويق شبه الجزيرة العربية، من العراق إلى سوريا إلى جنوب لبنان إلى غزة ثم إلى اليمن.

إذن شبه الجزيرة العربية مهددة بين الهلال الإيراني والحزام التركي كما يرد لاحقًا

 

2-التهديد التركي:

ويتمثل في التمدد العسكري بإنشاء حزام استراتيجي من القواعد العسكرية والتواجد العسكري المحيط بشبه الجزيرة العربية وعبرها من خلال القواعد في شمال العراق والقاعدة التركية في قطر والتواجد العسكري في الصومال وأخيرًا في السودان على شاطئ البحر الأحمر.

التقارب التركي الإيراني المزدوج في قطر استنادًا إلى الموقف القطري غير المنسجم مع دول مجلس التعاون والذي أدى إلى المقاطعة الرباعية (السعودية – الإماراتية – البحرينية – المصرية) مما يشكل تهديدًا مزدوجًا إيرانيًا تركيًا.

إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر:

1 – اعتبرتها تركيا بمثابة عودة رمزية للبحرية التركية إلى الخليج والمحيط الهندي منذ هزيمة الأسطول العثماني أمام نظيره البرتغالي في خمسينيات القرن السادس عشر.

2-تم توقيع إنشاء القاعدة بين البلدين وفى إطار عام 2014 م، وبدء التنفيذ في 2016 م، في إطار التعاون والشراكة العسكرية بين البلدين.

وفي إطار الدفاع المتبادل لصد أي عمل عدائي عن أحد الطرفين !!! لاستيعاب 3000 جندي ولكنها قابلة للتوسع

3-قد يكون أحد أهداف تلك القاعدة من وجهة النظر التركية أنها تدعم نظام الحكم القطري الحالي خلال تلك الأزمة .. باستدعاء التاريخ حيث سبق أن دعم العثمانيون عام 1893م، حاكم قطر حينئذ قاسم بن حمد آل ثان ضد معارضيه لقلب نظام الحكم.

4 – يزيد ذلك من التواجد الأجنبي المهدد للخليج، فبعد التواجد الغربي وخاصة الأمريكي وحلف الأطلنطي أضيف تواجد إقليمي لتركيا والمتعاونة مع إيران في قطر مما يزيد من حدة التوتر.

3 – تهديد التواجد الغربي الكثيف في الخليج:

أ – رغم أن التواجد العسكري الغربي وخاصة الأمريكي، بدأ في أعقاب تحرير الكويت من الغزو العراقي 1991م، لتأمين الخليج العربي من التهديد المزدوج العراقي والإيراني إلا أنه يعتبر أحد مصادر التهديد للأمن القومي الخليجي ولكن دول مجلس التعاون قبلت هذا مضطرة لحماية أمنها القومي بشكل مرحلي لحين بناء قدراتها العسكرية الذاتية تدريجيًا حيث يواجه ذلك تحد كبير لمحدودية القوى البشرية لمعظم الدول الخليجية.

كما أن الدول العربية وطبقًا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية لم تستطع توفير القوى العسكرية الكافية لتحرير الكويت رغم أن مصر ساهمت بالقوة الثالثة غير الخليجية بعد كل من الولايات المتحدة ثم بريطانيا مما ألجأ الدول الخليجية إلى الولايات المتحدة والقوى الغربية والدولية الأخرى للقيام بتشكيل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بقيادة الجنرال شوارتزكوف.

ب – بدأ التواجد الأمريكي في العراق على مقربة من الخليج في أعقاب غزوه في 2003م، بدعاوى ثبت كذبها لاحقًا عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق يمكن أن يستخدمها الإرهابيون ضد الولايات المتحدة في أعقاب أحداث سبتمبر 2001م، ولامتصاص غضب الشعب الأمريكي عن تقاعس قيادته في حماية الأراضي الأمريكية والشعب الأمريكي. إلى أن تم سحب تلك القواعد عام 2014م، عدا قوات تدريب محدودة في إطار خطة أوباما بعد ما تم في أفغانستان في 2011م.

ج – القواعد الأمريكية والغربية في الخليج:

  1. يتواجد في المنطقة عدد 8 قواعد عسكرية غربية تشمل عدد 5  أمريكية و2  بريطانية وقاعدة فرنسية.
  2. تتواجد القيادة المركزية الأمريكية في قطر منذ عام 2002 – 2003م، كما تتواجد قيادة الأسطول البحري الخامس في البحرين.
  3. هناك تواجد أمريكي خارج الإطار الجغرافي لمنطقة الخليج ولكنه متداخل في أعمال التأمين العسكري للمنطقة طبقًا للموقف مثل قاعدة ديجوجارسيا جنوب اليمن وقاعدة جيبوتي المعنية أساسًا بمقاومة القرصنة.
  4. تهديد الحرب الغربية على إيران وانعكاسها السلبي على منطقة الخليج:

وهو ما يمكن أن يحدث بواسطة الولايات المتحدة منفردة أو بالتعاون مع حلفائها في المنطقة وخاصة القواعد البريطانية والفرنسية كما أن ذلك يمكن أن يكون مناسبًا للتدخل الإسرائيلي ضد القدرات والبنية التحتية النووية الإيرانية وهو ما تتحينه إسرائيل تحت غطاء غربي أمريكي قوي يجنبها مخاطرة أن تقوم بذلك منفردة وهو ما تحاول الولايات المتحدة كبح جماحه حاليًا. وفي جميع الاحتمالات سوف يكون الرد الإيراني استهداف الدول الخليجية العربية وخاصة مصادر الطاقة والأهداف الاستراتيجية.

  1. تهديد التقارب الإيراني العراقي مؤخرًا:

وقد يتبلور في الزيارة الأخيرة لروحاني وإعلانه ببغداد بالتقارب بين البلدين، وهو ما يخفي تشجيع ودعم للجنوب العراقي الشيعي والملاحقة لدول مجلس التعاون الخليجي بدءًا بالكويت.

6 – تهديد الحرب الإيرانية بالوكالة من خلال الحوثيين باليمن:

وهو ما يهدد دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام التي تدعم الحكومة اليمنية الشرعية ضد الانقلاب الحوثي من خلال عاصفة الحزم.

حيث يتنامى رد الفعل الحوثي باستهداف القطع البحرية والناقلات البترولية الإماراتية والسعودية شمال باب المندب، حيث سحبت تلك القطع البحرية إلى إريتريا، وبمعاينة المختصين لأماكن الإصابة الصاروخية وجد أنها تنتمي إلى أنواع إيرانية الصنع كما أن الدعم الإيراني تنامى بالإمداد الصاروخي الباليستي عبر الموانئ الصغيرة شرق المكلا وميناء المخا شمال باب المندب – ما كانت القوات الحوثية لتقدر على الاستمرار في أعمال القتال واستخدام تلك الضربات الصاروخية لولا الدعم الإيراني الكثيف لتقوم الميلشيات الحوثية بدور الحرب بالوكالة ضد السعودية والإمارات نيابة عن إيران.

2-أمن الطاقة وتهديد طرق الإمداد البحرية:

وهو الشق الثاني لتهديد مصادر الطاقة الخليجية العربية بعد تهديد المصادر ذاتها وبنيته التحتية وتتمثل أهم مصادر تهديد طرق الإمداد البحري والأنابيب للطاقة في الآتي:

أ – إغلاق المضايق البحرية الاستراتيجية:

  1. الإغلاق المتعمد: وهو ما تهدد به إيران لإغلاق مضيق هرمز بإغراق سفينة أو عدة سفن قديمة أو إغلاقه بأعمال قتال بحري مخططة.
  2. الإغلاق بالأعمال الإرهابية: بالتعرض لناقلات النفط كما تم ضد الناقلة السعودية بواسطة الحوثيين شمال باب المندب كما سبق أو ما تحاوله بعض الجماعات الإرهابية في سيناء ضد المجرى الملاحي لقناة السويس.

ب – التهديد بأعمال القرصنة البحرية:

كما يتم بواسطة الإرهابيين والقراصنة الصوماليين في خليج عدن والقرن الإفريقي سواء للسرقة أو أخذ رهائن وطلب فدية أو للقتل أو الترويع طبقًا لتوجهات متطرفة دينية أو سياسية.

هـ -التهديد بقطع أنابيب نقل الطاقة

وهو ما يستهدفه الإرهابيون لسهولته متى عُرف مسار تلك الخطوط حيث يصعب تغطيتها أمنيًا عبر مساراتها الطويلة وعلى مدار الساعة وهو ما تم سابقًا لخطوط التابلاين وفي شمال سيناء.

خامسًا: استراتيجية المواجهة لتأمين مصادر الطاقة العربية في الخليج:

إن مصادر الطاقة الخليجية لا تشكل بعدًا اقتصاديًا فحسب بل إنها عماد الأمن القومي الاقتصادي ضمن منظومة الأمن القومي الخليجي الشامل.

 -1استراتيجية المواجهة السياسية

 - تجاه إيران:

إلزام إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي باستخدام الجهود الخليجية والعربية والدولية...

إنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في إطار خليجي وبواسطة مقبولة مثل سلطنة عمان أو الذهاب إلى المحكمة الدولية، كف يدها عن الحرب بالوكالة ضد الخليج العربي وخاصة السعودية والإمارات بدعمها للميليشيات الحوثية في اليمن

. ب – تجاه تركيا

العمل على إيقاف التعاون التركي ــ الإيراني في قطر وإيقاف تمددها في العراق كما أن التقارب التركي الإسرائيلي يعد تهديد غير مباشر لدول الخليج العربي

. جـ - تجاه قطر:

العمل على عودتها إلى الصف الخليجي بالالتزام بما تم داخل مجلس التعاون، كما أن عليها أن تثبت بالدليل القاطع أنها لا تمول الإرهاب ولا تأوي إرهابيين

د – تجاه الولايات المتحدة والدول الغربية

رغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني (5 + 1) إلا أنه يجب استمرار نفاذ الاتفاق والتفتيش على المنشآت والبنية الأساسية النووية الإيرانية مع استمرار العقوبات الاقتصادية في حالة كسرها للاتفاق أو محاولة الالتفاف حوله كما صنعت كوريا الشمالية سابقًا...

هـ -تجاه روسيا الاتحادية

إيقاف تحركها للاستقطاب الإيراني وخاصة بعد مرحلة التقارب الاستراتيجي بينهما في سوريا وأن صالح روسيا السياسي الأكبر في المنطقة يكمن في عدم الانحياز إلى إيران بل التقارب مع دول الخليج.

2-استراتيجية المواجهة الاقتصادية لتأمين مصادر نقل الطاقة

  1. تأمين مصادر الطاقة وبنيتها الأساسية برًا وبحرًا:

يعتمد ذلك على التأمين العسكري والأمن ضد الأعمال العسكرية المعادية وضد أعمال الإرهاب والتخريب وتقع تلك المسؤولية على القوات المسلحة وفروعها المختلفة للشق الأول أما الثاني فتقع المسؤولية على قوات الشرطة وحرس الحدود وحسب التبعية التنظيمية مع التنسيق بينهما

ب – تأمين السحب الإيراني الجائر من الحقول المشتركة مع بعض دول الخليج العربي.

جـ -تأمين طرق وسائل الإمداد للطاقة:

  1. استخدام أنابيب النقل:

لتفادي إغلاق المضايق البحرية الحاكمة، فمثلما لتفادى إغلاق مضيق هرمز فيمكن مد أنابيب ناقلة تشمل كلاً من "الكويت – السعودية – البحرين – قطر – الإمارات) إما إلى إمارة عجمان جنوب هرمز، المطلة على خليج عمان ولكنها قريبة من التهديد الإيراني. لذلك يمكن التفكير في مد خطوط الأنابيب عبر سلطنة عمان إلى بحر العرب فالمحيط الهندي

  1. في حالة إغلاق باب المندب أيضًا فيمكن إنشاء شبكة أنابيب من منطقة الخليج إلى موانئ البحر الأحمر.

3 – استراتيجية المواجهة العسكرية لتأمين مصادر ونقل الطاقة:

وتتمثل في دعم وتطوير نقاط القوة العسكرية الخليجية في مواجهة إيران أساسًا مع العمل على ملفات نقاط الضعف والعمل على بناء القوة الذاتية العسكرية الخليجية لتحل محل التواجد الأجنبي في المنطقة تدريجيًا، وأهم تلك المحاور كالآتي:

أ – الحفاظ على التفوق الجوي الخليجي في مواجهة إيران:

عددًا ونوعًا خاصة أن القوات الجوية الإيرانية تعاني منذ الثورة الخمينية وتوقف الدعم الأمريكي للطائرات وقطع الغيار ولكنها ستكون على الطريق لتطوير قواتها الجوية بدعم روسي حديث وخاصة بعد التقارب والتحالف بينهما في سوريا.

ب-زيادة القدرات الصاروخية الباليستية الخليجية

وخاصة الأنواع والطرازات شديدة الدقة لتكون بديلاً أحيانًا للقوات الجوية لتفادي خسائر الطيارين

ج – تحيد التفوق البحري الإيراني خاصة قدرات الإنزال البحري على الشاطئ العربي للخليج.

د – تحيد التفوق الصاروخي الإيراني وذلك بالآتي

1 – زيادة وتطوير المنظومات المضادة للصواريخ الباليستية على كافة الاتجاهات المحتملة وخاصة من طرازات باتريوت وثاد وما يستجد في الترسانة الغربية وخصة الأمريكية في هذا المجال.

2 – سرعة الانتهاء من إرساء نظام القبة الحديدية الخليجية الأمريكية حيث توفر سرعة الإنذار مع سرعة الاعتراض وإنهاء الخلافات السياسية الخليجية في هذا الصدد وهو ما تعتبره الولايات المتحدة أحد أهم أسباب تأخير التنفيذ...

3 – التخطيط للضربات الجوية الاستباقية الكثيفة والمركزة.

هـ -سرعة بناء القوة الذاتية الخليجية للاستغناء التدريجي عن القوات الأجنبية كالآتي:

  1. بناء الجيش الذكي: الذي يعتمد على الكيف والتكنولوجيا المتقدمة للتغلب على مشكلة القوات المسلحة المحدودة ارتباطيًا بمحدودية القوة البشرية لمعظم الدول الخليجية عدا السعودية.
  2. الاهتمام بالتجنيد الإلزامي للتغلب على نقاط ضعف التطوع الذي يمكن أن ينخفض خلال مراحل الخطر للإحجام أو تراجع معدلات التطوع كما أن التجنيد الإلزامي يعطي ميزة وجود قوات احتياطية يمكن استدعائها وقت الحاجة سواء التوتر أو الحرب.
  3. الموازنة الاستراتيجية بين مزايا التجنيد الإلزامي وتأثيره السلبي على قوة العمل مما يزيد الحاجة إلى المزيد من العمالة الأجنبية.

.و لتأمين طرق ومسارات صادرات الطاقة الخليجية يتم الآتي:

–1 المضايق والممرات البحرية الاستراتيجية :

بالإضافة إلى ما ذكر في استراتيجية المواجهة الاقتصادية خطوط النقل البرية البديلة إلى و من خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر فيتم الآتي:

أ – مضيق هرمز:

: العمل على منع إيران من إغلاقه عسكريًا باستخدام القوى الجوية الخليجية والمدعومة من قوات التحالف الاستراتيجي الأمريكي والغربي في المنطقة.

ب – مضيق باب المندب:

: التنسيق بين قوات عاصفة الحزم والقوات الدولية في المنطقة لمنع إغلاقه وعدم السماح للميليشيات الحوثية باحتلال النقاط الحاكمة المشرفة على المضيق وشماله مثل جزيرة بريم والساحل اليمني شمال حتى ميناء المخا قبل أن يتسع الحوض البحري لجنوب البحر الأحمر وتركيز التفتيش على السفن الإيرانية العابرة حيث سبق اكتشاف أسلحة وذخائر أسفل الحاويات.. التنسيق بين تأمين مدخل باب المندب الجنوبي ومقاومة القرصنة في المواجهة للساحل الصومالي وخليج عدن

جـ -قناة السويس:

: رغم أنها ممر مائي داخل جمهورية مصر العربية إلا أنه ممر دولي يخدم الملاحة الدولية لذلك تقع مسؤولية تأمينه ضد الإرهاب ليس على مصر فقط بل على المجتمع الدولي أيضًا

د – تأمين ناقلات النفط:

وخاصة أثناء عبورها للمضايق القريبة من الأعمال الإرهابية أو القرصنة بالتفكير في مرافقة قطعة بحرية عسكرية ذات إمكانية دفاع جوي وصاروخي عند عبور تلك المضايق وخاصة هرم وباب المندب رغم صعوبة ذلك بالتنسيق مع القوة الدولية

هـ -تأمين أعمال النجدة والإخلاء:

بالتنسيق مع القوى والدول الصديقة مثل ما تم شمال باب المندب مع إريتريا لنجدة الناقلة السعودية والسفينة العسكرية الإماراتية ويمكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع جيبوتي أيضًا.

3 – تأمين خطوط الأنابيب الناقلة البديلة:

يتم التأمين على طول تلك المسارات ضد أعمال التخريب بتوفير الحراسة والحماية المناسبة مع التنسيق مع القبائل والعشائر التي تمر تلك الخطوط من خلال مناطق مسؤوليتها.

خاتمة:

سوف يظل مستقبل أمن واستقرار الطاقة التقليدية في العالم مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأمنها واستقرارها في منطقة الخليج العربي، حيث أكبر احتياطي لها في العالم.

ويشمل ذلك التأمين كلاً من مناطق الاستخراج والبنية التحتية الفنية والكتلة السكنية التي تمد بالقوى العاملة في هذا المجال ... وأيضًا طرق ومحاور النقل البحري وارتباطها بأمن المضايق البحرية الاستراتيجية وخاصة هرمز وباب المندب وقناة السويس، مع إمكانية المناورة في حالة إغلاق بعض تلك المضايق باستخدام خطوط النقل عبر اليابس وخاصة إلى بحر العرب عبر سلطنة عمان لتفادي إغلاق مضيق هرمز أو إلى البحر الأحمر في حالة إغلاق مضيق هرمز وباب المندب معًا.

وقد شمل مقترح التأمين ليحقق ويدعم الأمن القومي الخليجي الشامل في أبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية سواء بالقوى الذاتية أو الدولية الداعمة حيث يكمن التهديد الرئيسي من إيران عسكريًا مع مد هلال نفوذها ليطوق شبه الجزيرة العربية عبر العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن ثم الحزام الاستراتيجي التركي العابر لشبه الجزيرة من العراق وقطر شرقًا إلى الصومال والسودان غربًا بالإضافة إلى أعمال الإرهاب والتخريب.

 

 

مقالات لنفس الكاتب