array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 142

تأسيس سياسية مستقرة للعلاقات القرغيزية ـ السعودية واتخاذ مسار لتحسين التعاون

الثلاثاء، 08 تشرين1/أكتوير 2019

اعترفت المملكة العربية السعودية باستقلال الجمهورية القرغيزية في 30 ديسمبر عام 1991م. وأُقيمت العلاقات الدبلوماسية في 19 أكتوبر عام 1992م. وقد تأسست أولى الاتصالات السياسية الجادة بين البلدين في يونيو 1992م، عندما زار وفد سعودي بقيادة الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير قيرغيزستان. وفي أكتوبر من العام نفسه، قام رئيس الجمهورية القرغيزية بزيارة رسمية للسعودية، وهو ما وضع أساس التعاون السياسي بين البلدين. حيث يقع الشرق الأوسط، وتحديدًا المملكة العربية السعودية، من ضمن أهم أولويات السياسة الخارجية لقيرغيزستان، ولذلك يعتبر التعاون مع المملكة أمرًا بالغ الأهمية.

وتحظى المملكة العربية السعودية بدور فائق الأهمية في النظام الحديث للعلاقات الدولية الإقليمية والعالمية في العالم الإسلامي، ويرجع ذلك إلى مكانتها التاريخية واحتضناها للأماكن الإسلامية المقدسة الرئيسية، وهو ما يساهم إلى حدٍ كبيرٍ في تحديد سياستها الخارجية ودورها القيادي في العالم العربي والإسلامي. وتُعد الاتفاقية العامة للتعاون بين الجمهورية القرغيزية والمملكة العربية السعودية المبرمة في 8 يناير 2014م، هي الوثيقة الأساسية التي تضع مبادئ العلاقات بين الدولتين.

وفي 22 مايو سنة 2007م، قدم السفير السعودي فوق العادة والمفوض السيد/ هشام بن عبد الوهاب بن زرعة لدى الجمهورية القرغيزية أوراق اعتماده للرئيس مع إقامته في مدينة ألماتي.  

وقدم سفير الجمهورية القرغيزية فوق العادة والمفوض السيد/ جيه شاريبوف أوراق اعتماده إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في 2 سبتمبر 2007م.

وتأسست سفارة الجمهورية القرغيزية في الرياض عام 2007م، ويمكن وصف العلاقات الثنائية مع العالم العربي والسعودية منذ تأسيس البعثة الدبلوماسية بنقطة التحول نوعًا ما. ففتح السفارة في السعودية قد عزز العلاقات الثنائية بدرجة كبيرة.

وعلى مدار الفترة الماضية، أُجريت العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين على مختلف الأصعدة، حيث يحرص الجانبان على الإبقاء على الحوار الفعال بينهما. كذلك تم تطوير الممارسات المتعلقة بالاستشارات السياسية المنتظمة، كذلك يُجرى تبادل الوفود على مستوياتٍ عدة.

وقد زار المملكة العربية السعودية رئيس وزراء الجمهورية القرغيزية السيد/ إيه دزوماجولوف (1997م)، ورئيس مجلس ممثلي الشعب "جوغوركو كينيش" (البرلمان) للجمهورية القرغيزية السيد/ إيه بوروباييف (2005م)، ووزير الخارجية القرغيزي السيد/ إي كاراباييف (2008م)، ومستشار رئيس الجمهورية القرغيزية في القضايا التجارية والاقتصادية السيد/ إس دزيينبيكوف (2004م)، ووزير العمل والتوظيف والشباب للجمهورية القرغيزية السيد/ إيه أليمكولوف (2012م)، ووزير الخارجية القرغيزي السيد/ إي أبدلداييف (2014م)، والنائب الأول لرئيس الوزراء القرغيزي السيد/ تي سارباشيف (2015م)، ورئيس "جوغوركو كينيش" (البرلمان) للجمهورية القرغيزية السيد/ إيه جيينبيكوف (2016م)، ووزير الداخلية للجمهورية القرغيزية السيد/ إم تورجانباييف (2016م)، ووزيرة العمل والتنمية الاجتماعية للجمهورية القرغيزية السيدة/ تي إساكونوفا (2017م)، ووزير النقل والطرق للجمهورية القرغيزية السيد/ جيه كاليلوف (2017م)، ووزير الزراعة والصناعة وتحسين الغذاء السيد/ إن موراشيف (2017م)، ووزير الخارجية القرغيزي السيد/ ش أيداربيكوف (2019م)، ورئيس الوزراء للجمهورية القرغيزية السيد/ إم أبيلجازييف (2017 و2019م)، ورئيس الجمهورية القرغيزية السيد/ إس جيينبيكوف (2019م).

وقد زار الجمهورية القرغيزية رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد (2014م)، ووزير العدل السعودي الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (2007م)، والأمير الوليد بن طلال (2008م)، ورئيس اللجنة الوطنية للتوظيف في السعودية السيد/ سعيد البدة (2008م)، ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبد الرحمن الجريسي (2008م)، ونائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الدكتور عبد العزيز العمار (2013م)، والمدير التنفيذي ومستشار المدير التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية السيد/ يوسف البسام (2013 و2019م)، ووزير الزراعة السعودي السيد/ فهد بن سليمان بالغنيم (2013م)، ونائب وزير الخارجية السعودي الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود (2014)، ورئيس مجلس الشورى في المملكة الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (2013 و2019م).

التعاون التجاري والاقتصادي

تتمثل آلية التنسيق الرئيسية للتعاون التجاري والاقتصادي في لجنة التعاون القرغيزي السعودي التي عُقد أول اجتماعاتها في الرياض يومي 14 و15 مارس 2017م. وسيُعقد الاجتماع الثاني في أكتوبر 2019م، في بيشكيك. وتهتم السفارة بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وبخاصةً التعاون مع الصندوق السعودي للتنمية.

وقد أطلق الصندوق السعودي للتنمية حاليًا خمسة مشاريع في قيرغيزستان بقيمة إجمالية بلغت 120 مليون دولار أمريكي من أجل إعادة تأهيل طريق بيشكيك-توروجارت وطريق تاراز-تالاس-سوسامير (المرحلة الثالثة) وطريق (بالكتشي-جلال-أباد) بين الشمال والجنوب، وإعادة بناء وتوسعة مستشفى الأطفال في بيشكيك وبناء مدارس ثانوية.

فضلاً عن ذلك، خُصصت منحة بقيمة 3.7 مليون دولار أمريكي من الصندوق السعودي للتنمية لإعادة بناء معهد بحوث الجراحة والقلب وشراء المعدات له، ولبناء منطقة حجر صحي في منطقة تشوي لتصدير اللحوم للسعودية، ولتجهيز المراكز الطبية في قرية كارا-كولدزا وقرية تيوب.

ووفقًا لمشروع "إعادة بناء طريق باليكتشي-كاراكول-باليكتشي" الذي بلغت قيمته الإجمالية 130 مليون دولار أمريكي، والذي اعتمدته مجموعة التنسيق العربية خلال اجتماع الطاولة المستديرة الثالث المنعقد في 11-12 يوليو 2017م، أبدى الصندوق السعودي للتنمية استعداده لتخصيص 35 مليون دولار أمريكي.

كذلك تم توقيع مشروع في قطاع الزراعة بقيمة 30 مليون دولار أمريكي بين الصندوق السعودي للتنمية ووزارة المالية في الجمهورية القرغيزية.

كما أبدى الصندوق السعودي للتنمية بالاشتراك مع شركائه في مجموعة التنسيق العربية استعداده لتخصيص أموال لتمويل مشاريع استراتيجية للبنية التحتية الاجتماعية الاقتصادية في الجمهورية القرغيزية بقيمة 358.1 مليون دولار أمريكي، وهو ما سيغطي قطاعات الصحة والمياه والزراعة والنقل.

وتشهد الروابط الثقافية والإنسانية تطورًا: ففي الفترة من 6 إلى 9 مايو 2013م، ولأول مرة في قيرغيزستان، عُقدت فعاليات الأيام الثقافية السعودية. وأُقيمت حفلات موسيقية كجزء من الفعاليات، وافتُتح معرض في المتحف القومي القرغيزي للفنون الجميلة باسم الفنان القيرغيزى جي أيتييف، والذي يضم لوحات ورسومات وأعمالاً فنية.

وفي الفترة من 22 إلى 26 نوفمبر 2016م، وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات القرغيزية السعودية، عُقدت فعاليات الأيام الثقافية القرغيزية في السعودية. وترأس وزير الثقافة والإعلام والسياحة لقيرغيزستان السيد/ تي كازاكوف الوفد القرغيزي المكون من 36 شخصًا. وبعد الاجتماع، وقَّع وزير الثقافة والإعلام والسياحة لقيرغيزستان ووزير الثقافة والإعلام السعودي مذكرة تفاهم.

وفي الفترة من 23 إلى 25 يونيو 2016م، وصلت معونة إنسانية لمطار أوش الدولي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالمملكة لمساعدة المواطنين القرغيزيين المتضررين من الزلزال الذي وقع في 17 نوفمبر 2015م.

كذلك تقدم بعثة الحج القرغيزية منذ عام 1992م، المساعدة لحجاجنا، وقد تولت الإدارة الدينية لمسلمي قيرغيزستان تنسيق هذا العمل. ويبلغ عدد الحجاج من قيرغيزستان 6100 شخص سنويًا.

وفي الفترة من 26 إلى 28 فبراير 2019م، أجرى وزير خارجية قيرغيزستان السيد/ ش أيداربيكوف زيارة رسمية للسعودية، والتي التقى خلالها بوزير الخارجية ورئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، وقد جاءت تلك الزيارة في توقيت مناسب وكانت من الأهمية بمكان، حيث أفضت الى رفع مستوى العلاقات ذات المنفعة المتبادلة بين قيرغيزستان والسعودية.

وأشار وزيرا الخارجية القرغيزي والسعودي إلى أهمية تنمية التعاون في المجالين الثقافي والإنساني. وأكد الجانب القرغيزي تحديدًا على الاهتمام الكبير بتعلم اللغة العربية في قيرغيزستان والحاجة إلى توقيع اتفاقية بين وزيري التعليم حول التعاون في هذا المجال.

كما أشار الطرفان إلى نمو الرحلات المتبادلة لمواطني البلدين، خاصةً لأغراض سياحية في قيرغيزستان. وفي هذا الصدد، أعلن الوزير أيداربيكوف عن نية الجانب القرغيزي فتح خطوط جوية مباشرة للمملكة.  

واتفق الوزيران على ضرورة حل عدد من القضايا الهامة من أجل زيادة التعاون التجاري والاقتصادي، وخاصةً القضايا المتعلقة بلوجستيات النقل وإنشاء طرق أخرى إلى جانب خطوط الاتصال الجوية.

واتفق الطرفان على العمل على تنفيذ مشاريع استثمارية وائتمانية ثنائية طموحة تهدف إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة للجمهورية القرغيزية. ودُعي الجانب السعودي لدراسة إمكانية المشاركة في بناء محطة الطاقة الكهرومائية "كامبار-أتا".

واقترح الجانب السعودي تنمية التعاون الوثيق بين قوات الأمن من كلا البلدين من أجل محاربة الإرهاب والتطرف على نحوٍ مشترك. وأكد الوزيران مجددًا على الرغبة المشتركة لكلا البلدين في التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف والإتجار بالمخدرات والجريمة العابرة للحدود.

وعند التطرق لآفاق تنمية التعاون الثنائي بين قيرغيزستان والسعودية، اتفق الطرفان على أهمية زيادة تواتر الزيارات على أعلى المستويات.

وعند زيارة الرئيس القرغيزي للسعودية، اتفق الجانبان على العمل من خلال القنوات الدبلوماسية، وعلى استمرار الاتصالات السياسية وتنسيق العمل على مختلف الأصعدة التي تهم البلدين.

وتمت الإشارة إلى مهام تعزيز الحوار البنّاء على المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف وتقديم الدعم المتبادل للهيآت المنتخبة للمنظمات الدولية.

وفي الفترة من 22 إلى 25 مارس 2019م، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفد الحكومة القرغيزي برئاسة رئيس الوزراء السيد/ إم أبيلجازييف الى مدينتي الرياض وجدة بالمملكة، وحضر الوفد الحفل الختامي لمهرجان الإبل الثالث قرب الرياض، حيث شارك حوالي 1.5 ألف شخص من قيرغيزستان.

وفي 24 مارس، عقد رئيس الوزراء القرغيزي السيد/ إم أبيلجازييف اجتماعًا ثنائيًا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قصر اليمامة، والذي من خلاله نوقشت قضايا محورية في التعاون الثنائي، بما في ذلك قضايا في الجوانب التجارية والاقتصادية والاستثمارية والإنسانية. وأشار رئيس الوزراء إلى أن السعودية شريك هام وتحتل مكانة خاصة في السياسة الخارجية لقيرغيزستان.

وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان لدى الجانب السعودي مشاريع استثمارية جديدة في قيرغيزستان في قطاعات الزراعة والصحة والري والطرق، أو مشاريع أخرى محتملة في الجمهورية القرغيزية، فهي على استعداد للنظر في هذه المشاريع.

وأشار عاهل السعودية بدوره إلى أهمية الاستمرار في تنمية العلاقات الودية بين البلدين، وأكد على استعداده لدعم المبادرات القائمة لزيادة التعاون الثنائي. كما أكد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على دعمه لتنمية العلاقات في المجال التجاري والاقتصادي، ووجه جهات الدولة المختصة بالحرص على تشجيع القضايا ذات الفائدة المتبادلة.

وصرح الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأنه: "ينبغي لهيآت الدولة من كلا البلدين أن تتفاعل على نحوٍ وثيقٍ في هذا الأمر. وسأصدر التعليمات من جانبي من أجل تعزيز التعاون الاستثماري. علينا دائمًا أن ندعم القضايا التي تحدث في المجتمع الإسلامي. فنحن بلدان شقيقان."

كما أشار الملك إلى المساهمة الكبيرة من الجانب القرغيزي في نجاح مهرجان الإبل الدولي. وقد مثَّل الوفد القرغيزي في المهرجان الحصة الأكبر من المشاركين، حيث شارك أكثر من ألف شخص، وتم توفير الرسوم ورحلات الطيران الدولية والإقامة والوجبات لهم. وتم الاتفاق على أن قيرغيزستان سوف تشارك في مهرجان الإبل سنويًا.  

إن استمرار هذه المشروعات سيخلق ظروفًا مواتية لزيادة الحوار السياسي بين الجمهورية القرغيزية والمملكة ولتنمية الروابط التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية الثنائية.

وتم تنفيذ عدد من الاتفاقيات الحكومية بين قيرغيزستان والسعودية، بما في ذلك اتفاقية بخصوص تجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال واتفاقية بخصوص الحركة الجوية. ويوجد حاليًا خمس عشرة وثيقة ثنائية قيد النظر.

وبوجه عام، تشهد العلاقات بين الجمهورية القرغيزية والمملكة العربية السعودية تطورًا متزايدًا، وقد تم التأسيس لعلاقات سياسية مستقرة، واتخاذ مسار لتحسين التعاون التجاري والاقتصادي مع المملكة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزير مفوض ومستشار ـ سفارة الجمهورية القرغيزية لدى المملكة العربية السعودية

 

 

 

أمن من

 

 

مجلة آراء حول الخليج