array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 147

الصحافة الورقية العربية على مفترق طرق وأمام خيارين: التجديد والتكيف أو الاندثار

الأربعاء، 04 آذار/مارس 2020

تواجه الصحافة الورقية في العالم العربي تحديات كبيرة وأزمات كثيرة باتت تهدد مستقبلها وتجعلها معرضة للاندثار والانقراض ما لم تقم بالتجديد والتكيف مع المتغيرات حتى تستطيع البقاء والصمود والاستمرار وتجاوز هذه التحديات وتشهد الصحافة الورقية في العالم العربي أزمة كبيرة بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان وانعكست في العديد من الجوانب والمؤشرات:

- إغلاق الكثير من الصحف الورقية: شهدت السنوات الأخيرة تراجع عدد الصحف الورقية المطبوعة في العالم العربي مع إغلاق الكثير من الصحف وتحول بعضها إلى الاعتماد على الطبعات الإلكترونية ووقف إصدار الطبعات الورقية، ففي المملكة العربية السعودية، أعلنت صحيفة الحياة العريقة في يوليو 2018م، عن إغلاق مكتبها في لبنان بعد توقف طبعتها الورقية في بيروت نتيجة أسباب مالية حيث تحولت النسخة الدولية إلى الصدور عبر الانترنت فقط، بينما بقيت النسخة السعودية للصحيفة على حالها وتطبع في دبي.

وفى مصر، التي لديها تجربة صحفية عريقة تزداد على مائة وخمسين عامًا، تواجه الصحافة الورقية أزمة حادة، مع إغلاق العديد من الصحف خاصة الحزبية والمستقلة نتيجة للأزمات المالية، حيث تراجع أعداد الصحف الورقية الصادرة. فقد تراجع عدد الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية الصادرة في مصر من 142 صحيفة، منها 23 صحيفة حزبية، في عام 2010م، إلى 75 صحيفة، منها 3 صحف حزبية في عام 2015م، ثم إلى 80 صحيفة عامة منها 8 صحف حزبية في عام 2014م، بانخفاض بلغت نسبته 6 في المائة. ثم تراجعت بشكل حاد في 2019 م، حيث يبلغ عددها حاليًا 23 صحيفة، منها 9 صحف قومية، و13 خاصة، وواحدة حزبية هي صحيفة الوفد، وذلك وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. كما أغلقت العديد من الصحف الخاصة والحزبية مثل صحف البديل في عام 2015م، والأحرار، والطريق، والكرامة، والجيل،بينما أعلنت صحف أخرى تحولها من الصدور اليومي إلى الصدور الأسبوعي، حيث أعلنت صحيفة التحرير، التوقف عن الصدور اليومي والاكتفاء بعدد أسبوعي يصدر كل يوم ثلاثاء. وأرجعت سبب الإغلاق إلى انصراف أغلب قطاعات المجتمع عن قراءة الصحف المطبوعة، خصوصًا الشباب، واتجاههم إلى الحصول على معلوماتهم من الصحافة الإلكترونية. وفي نهاية عام 2013م، تحولت صحيفة المصريون من النسخة اليومية إلى الأسبوعية. وهناك العديد من الصحف الورقية التي تواجه خطر الإغلاق مع اشتداد أزماتها المالية، وهو أمر ينطبق على غالبية الصحف العربية خاصة الصحف الخاصة والحزبية، ففي لبنان توقفت صحيفة السفير الشهيرة عن الصدور نهاية عام 2016م، جراء مصاعب مالية بعد 42 عامًا من تأسيسها. وهناك اليوم ما يقارب 11 صحيفة يومية لبنانية، بينها صحيفة فرنسية وأخرى إنجليزية والباقي باللغة العربية، يواجه خطر الإغلاق، وغالبية موظفيها مهددون بالتسريح أو هم لا يتقاضون رواتبهم بانتظام، وهناك من خُفّضت أجورهم.

- تراجع أعداد توزيع الصحف العربية: انعكست أزمة الصحافة الورقية العربية في التراجع الحاد في أعداد توزيع تلك الصحف بسبب الأزمات المالية والعوامل الأخرى، وفى الوقت الذى يتزايد فيه عدد سكان العالم نجد التراجع الكبير في نسب توزيع الصحف الورقية، ففي مصر على سبيل المثال تراجعت أعداد توزيع الصحف الورقية المصرية بكل أنواعها، قومية وخاصة وحزبية، من 3,5 مليون نسخة عام 2000م، إلى 2,5 مليون نسخة عام 2010م، ثم تراجعت إلى نصف مليون نسخة عام 2015م، ثم تراجعت حاليا إلى ما يقارب 400 ألف نسخة لكل الصحف المصرية جمعاء، وهو ما يعكس التراجع الحاد في نسب التوزيع. وفى لبنان تتضارب الأرقام حول عدد النسخ التي تطبعها الصحف اللبنانية مجتمعة، لكنها تتراوح بحسب التقديرات بين 35 ألف نسخة و50 ألف نسخة، لا يُباع منها مع الاشتراكات، والمساعدات غير المباشرة أكثر من 10 آلاف نسخة.

- ترشيد الإنفاق وتقليص الصفحات: مع اشتداد أزمة الصحف الورقية في العالم العربي لجأت الكثير من الصحف العربية إلى ترشيد النفقات مثل تسريح بعض العمالة التي تعجز عن دفع مرتباتها، وبعضها لجأ إلى وقف استقدام عمالة جديدة سواء صحفية أو إدارية وغيرها، وقد جمدت الصحف المصرية القومية التعيينات الجديدة لسنوات، في ظل التكلفة العالية لتلك العمال، واعتمدت على الاستعانة بالكوادر الصحفية التي تخرج إلى سن المعاش. ويبلغ عدد العاملين في الصحافة المصرية حوالي 75 ألف شخص ما بين صحفيين ومصورين وإداريين وعمال مطابع وغيرهم، بينما يبلغ عدد العاملين في المجال الصحفي في المملكة العربية السعودية ما بين 3,5 و5 آلاف شخص.

كما لجأت الكثير من الصحف العربية إلى تقليص أعداد صفحات الصحف اليومية والأسبوعية وكذلك المجلات بشكل كبير لتوفير تكاليف الطباعة في ظل ارتفاع أسعار الورق والأحبار عالميًا، وكذلك تقليل الاعتماد على استخدام الألوان، في محاولة لتقليل النفقات إلى أقصى مدى ممكن، فمثلاً قلصت صحيفة الأهرام المصرية عدد صفحاتها من 36 صفحة يوميًا إلى 20 صفحة فقط، وذات الحال في صحف مثل الأخبار والجمهورية والمصري اليوم والشروق والوطن وغيرها، إضافة إلى تقليص عدد صفحات الأعداد الأسبوعية من تلك الصحف. كما أن الصحف السعودية قلصت أيضًا من عدد صفحاتها إلى النصف، كذلك تصغير حجم الصفحة في محاولة للتغلب على الأزمة المالية والتكلفة الكبيرة للطباعة وذات الحال أيضًا في لبنان.

أسباب عديدة:

تعود أزمة الصحافة الورقية في العالم العربي إلى العديد من العوامل:

-الانخفاض الحاد في الموارد: عانت الصحف العربية ومنها المصرية واللبنانية والسعودية بشكل خاص من أزمة نقص الموارد والفجوة المتزايدة بين النفقات المتصاعدة والإيرادات المتناقصة، وذلك لتراجع المصدر الأساسي للدخل وهو الإعلانات التجارية, وكذلك الاشتراكات اليومية والأسبوعية والشهرية، فصحيفة مثل الأهرام المصرية كانت تحقق عوائد تصل إلى مليار جنيه سنويًا من الإعلانات التجارية في عام 2000م، لكنها تراجعت بشكل حاد نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر في العقد الأخير، وذات الحال في الصحف اللبنانية والسعودية، حيث تقل الإيرادات بشكل مستمر بينما تزداد النفقات مثل مرتبات للعاملين والتأمين الصحي وتكلفة الطباعة وغيرها، بشكل متوالية هندسية، وهو ما ساهم في اشتداد الأزمة التي تواجهها الصحف العربية الورقية.

وقد شهدت مصر ظروفًا وأوضاعًا اقتصادية صعبة بعد التغيرات السياسية عام 2011م، وانعكست على التراجع السلبى للأداء الاقتصادي بشكل عام نتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني وانخفاض معدلات السياحة وتراجع الاستثمارات وارتفاع الأسعار، وهو ما انعكس بدوره على المؤسسات الصحفية والإعلامية، حيث تراجعت الإعلانات التجارية بشكل كبير والتي تعد المصدر الأساسي للدخل في تلك الصحف كما أدى تراجع نسب التوزيع إلى تراجع الموارد أيضًا، وأدى ذلك التراجع الحاد في الموارد إلى توقف مشروعات التطوير والتوسع في تلك الصحف واقتصارها فقط على تلبية الحد الأدنى من أجور العاملين وتكاليف الطباعة والتي تمكنها من الاستمرار والطباعة، ورغم إجراءات التقشف التي انتهجتها الكثير من الصحف مثل تقليص أعداد الصفحات وترشيد النفقات وتقليص العمالة، إلا أنها لم تساهم بشكل كبير في حل الأزمات المالية، ولذلك مع استمرار نقص الموارد وعدم إيجاد بدائل مالية سريعة، فمن المتوقع أن تتجه المزيد من الصحف العربية الورقية إلى التوقف عن الصدور والإغلاق، أو الاكتفاء فقط بالصدور الأسبوعي أو الشهري بدلاً من الصدور اليومي. كما تفاقمت الأزمة المالية مع تفاقم ديون الصحف، ففي مصر تبلغ ديون الصحف القومية للحكومة والهيآت الحكومية المختلفة، أكثر من 19 مليار دولار، وهو ما يكبل أيضًا حركة تلك الصحف في الاستمرار وفى إدارة الأزمة المالية.

-الأزمات الاقتصادية العربية: فمع التراجع الاقتصادي الذى شهدته العديد من الدول العربية في أعقاب ما عرف بالربيع العربي، ارتفعت تكاليف الحياة اليومية، وانعكس ذلك في عزوف الأفراد عن شراء الصحف والمجلات الورقية والاكتفاء بقراءتها إلكترونيا، خاصة وأن العديد من الصحف العربية خاصة المصرية لجأت إلى زيادة أسعارها أكثر من مرة، بنسب تتجاوز الـ50%، مما شكل عبئا على قارئ الصحف خاصة من الطبقة الوسطى التي تسعى لتلبية الحاجات الاقتصادية الأساسية مثل الطعام والدواء والتعليم وغيرها, مقابل تقليص نفقاتها خاصة تقليص شراء الصحف والاقتصار في بعض الأحيان على شراء صحيفة واحدة بدلا من صحيفتين.

- انتشار الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي: شكل التطور الكبير والانتشار الواسع في وسائل الإعلام خاصة المرئية مثل الفضائيات، وكذلك المواقع أو الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها، تحديًا كبيرًا للصحافة الورقية، فمن ناحية الصحافة المطبوعة لم تستطع اللحاق بنفس سرعة تلك الوسائل في نشر ونقل الأخبار والمعلومات والتحليلات، ففي حين ينتظر قارئ الصحافة الورقية إلى صباح اليوم التالي لمعرفة الأخبار والمعلومات الخاصة بالأحداث المحلية والعالمية، فإن قارئ الصحافة الإلكترونية ومتابع القنوات الفضائية ومستخدم وسائل التواصل الاجتماعي يتابع تلك الأحداث في نفس اللحظة وعبر الصوت والصورة الحية، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالتحليل من قبل الخبراء والمختصين لتقديم صورة كاملة بكل أبعادها حول تحليل الحدث ومتابعة تطوراته أولاً بأول، وبالتالي لم يعد القارئ لينتظر صدور الصحافة الورقية لمتابعة تفاصيل الأحداث التي عرفها مسبقًا عبر الوسائل الأخرى. ومن ناحية أخرى فإن الصحافة الورقية ما زالت متمسكة بالقوالب الصحفية البنكية فيما يتعلق بنشر الأخبار التقليدية دون تقديم محتوى صحفي متميز ومختلف عن الصحافة الإلكترونية والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تجذب القارئ ويتجه لشراء تلك الصفحات، ولذلك لم يعد هناك ما يعرف بالسبق أو الانفراد الصحفي في الصحافة الورقية، كما أن المعالجات الصحفية تتسم بالنمطية، وكل ذلك جعل القارئ العربي يعزف عن شراء وقراءة الصحف الورقية المطبوعة ويتجه بدلا من ذلك إلى متابعة وسائل الإعلام المرئية التي تقدم له خدمة صحفية وإعلامية شاملة, كما يتجه للمواقع الإلكترونية التي تقوم بتعديل أخبارها أولاً بأول.

كذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير على الصحافة الورقية المطبوعة خاصة ان تلك الوسائل أصبحت تعد مصدرًا للمعلومات وصناعة الأحداث وتقوم الصحافة الإلكترونية بالنقل عنها، فتغريدات الرئيس ترامب على تويتر أصبحت مصدرًا أساسيًا للصحافة الورقية والإلكترونية, كما تصاعدت ظاهرة ما يعرف بالمواطن الصحفي والمواطن الإعلامي، حيث لم تعد الصحافة والصحفيين فقط مصدر نقل المعلومة ونشرها، بل أصبح المواطن العادي إعلاميًا وصحفيًا عبر ما يبثه عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وفى بعض الأحيان يتجاوز متابعو بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر أعداد من يقرؤون الصحف الورقية. وهذا يعنى أن هناك تغيرًا كبيرًا في وسائل المعرفة والحصول على المعلومات، فلم تعد الصحافة الورقية المحتكر للمعلومات والأخبار وأشكال العمل الصحفي الأخرى مثل الحوارات والتحقيقات والتحليلات, كما كان في الماضي حيث كانت وسائل المعرفة محدودة، لكن هناك مصادر أخرى للمعرفة والمعلومات نقلها وتحليلها والتفاعل حولها خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، والتي غالبًا ما تتسم بلغة بسيطة ومتاحة لكل الأفراد وهذا التزاحم في مصادر المعرفة والمعلومات انعكس بشكل سلبى كبير على الصحافة الورقية، التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في تلك الخريطة التي تزداد تعقيدات مع انتشار الهواتف الذكية والوسائط الإلكترونية المتعددة.

مستقبل الصحافة الورقية:

الصحافة الورقية في العالم العربي في مفترق طرق حقيقي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها والأزمات المالية التي تؤثر سلبًا على مستقبلها، وتجعلها أمام خيارين: إما التجديد والتطوير والتكيف وإما الاندثار والانقراض كما حدث مع بعض الصحف والمجلات التي توقفت عن الصدور.

وفى الواقع أن أزمة الصحافة الورقية ليست فقط أزمة عربية بل هي أزمة عالمية، مع توجه الكثير من الصحف والمجلات العالمية الشهيرة في أمريكا وأوروبا إلى وقف طبعاتها الورقية والاكتفاء فقط بالطبعات الإلكترونية، كما أن الصحافة كمهنة وكمصدر للمعلومات ستظل دائما مستمرة ولن تندثر ولكن ما يحدث هو تغير في القوالب الصحفية، بعبارة أخرى أن مهنة الإعلام والصحافة ستظل أبدية لكن الصحافة الورقية بشكلها الحالي هي التي تحتاج إلى تطوير وتجديد للتكيف مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها المجال الإعلامي والصحفي، إضافة إلى ثورة المعلومات والمعرفة و انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة الورقية مقابل انتشار الوسائط الإعلامية الأخرى مثل الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحافة الورقية لديها العديد من المزايا المهمة أبرزها هو توثيق المعلومات التي تنشرها على خلاف المعلومات الواردة في وسائل التوصل الاجتماعي والتي لا يمكن التأكد من صحتها، حيث يمكن لأى شخص أن يبث أي شيء دون وجود رقيب أو مرجعية للتحقق من صحة ذلك، كما أن الصحافة الورقية تتسم بالرصانة والموضوعية والتغطية الصحفية الموثقة بالمصادر والمعلومات، وتعد ذاكرة تاريخية للأحداث التي يمر بها العالم العربي خاصة في العقد الأخير، إضافة إلى أنه ما زال هناك قارئ الصحيفة العربية الورقية الذى تستهويه قراءة الصحف ورقيًا مع قهوة الصباح.

وبالتالي فليس هناك خيار أمام الصحافة الورقية سوى التجديد والتطوير للتغلب على التحديات والأزمات وذلك من خلال:

- تطوير القوالب الصحفية المهنية: من خلال التركيز في المعالجة الصحفية الورقية على أبعاد مختلفة تقوم بالأساس على الابتعاد عن التغطية الخبرية والاعتماد بشكل أساسي على التعمق والتخصص وصحافة التحليل التي تقدم تحليلًا شاملاً وفهمًا متكاملاً وعميقًا للأحداث المحلية والعالمية، تختلف عن المعالجة السريعة والسطحية سواء من قبل المواقع الإلكترونية أو القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يجذب القراء إلى شرائها لقراءة ما لا يجدونه في وسائل الإعلام الأخرى.

- إجراء عمليات التطوير المهني للصحف الورقية: عبر عمليات استطلاع رأي علمية لمعرفة تفضيلات وأولويات واهتمامات القراء والتركيز عليها عبر تعميق قنوات التواصل بين الصحفي ، المرسل، والقارئ، المستقبل، باعتبار أن القارئ هو الهدف من الرسالة الإعلامية والصحفية. وهنا تبرز أهمية الاهتمام فئات جديدة خاصة الشباب الذي يتجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي كذلك تقديم مادة صحفية مميزة لجذب هؤلاء وتناول قضاياهم وهمومهم، كذلك قضايا المرأة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرهم.

- الارتقاء بمهارات الصحفيين: من خلال التدريب المستمر خاصة على التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، والتركيز على التخصص الصحفي للصحفيين في المجالات المختلفة، مثل القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتخصص في مناطق ودول بعينها، إضافة إلى التبادل الصحفي بين الصحف العربية الورقية والصحف العالمية الشهيرة مثل النيويورك تايمز والاندبندنت وغيرها، لتبادل الخبرات والمهارات.

- زيادة الموارد المالية غير الصحفية: من خلال العمل على تنويع الموارد المالية للصحف لتغطية النفقات المتصاعدة خاصة الرواتب وتكاليف الطباعة والتوزيع, ولتوفير مزيد من الإيرادات لتمويل عمليات التطوير والتوسع، وعدم الاعتماد فقط على الموارد المالية من الإعلانات ولكن التوسع في موارد أخرى مثل أن تقوم المؤسسات الصحفية بأنشطة غير صحفية لزيادة دخلها مثل إنشاء الجامعات, كما حدث مع مؤسسة الأهرام التي أنشأت جامعة الأهرام الكندية لتوفير موارد مالية لها، كذلك التوسع في الأنشطة الاقتصادية المتنوعة والتي تستطيع من خلالها المؤسسات الصحفية العربية التكيف والتعايش مع الظروف الجديدة والاستمرار في تقديم الخدمة الصحفية وتغطية تكاليف الطباعة، إضافة إلى التوسع في الصحافة الإلكترونية وزيادة الإعلانات عليها.

وفى كل الأحوال وفى إطار نظرية التحدي والاستجابة، فإن على الصحافة الورقية العربية الاستجابة للتحديات الكبيرة التي تواجهها حتى تستطيع الاستمرار والبقاء وتتجنب مصير الانقراض والاندثار.

مجلة آراء حول الخليج