array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 147

الإعلام العربي والعالم الجديد: ثلاث دوائر للتحديات وثلاثة مستويات للحلول

الأربعاء، 04 آذار/مارس 2020

موضوع الإعلام وتأثيره في حياة الأفراد والمجتمعات هو موضوع قديم جديد، بدأ الاهتمام به مع ظهور وسائل الاتصال الجماهيري كالصحافة والإذاعة، وازداد بشكل مضطرد مع ظهور التليفزيون والبث الفضائي العابر لحدود الدول والقارات، وصولاً إلى التطورات الحديثة المذهلة في عالم الاتصالات والمعلومات. في هذا السياق، درس الباحثون والمفكرون الآثار الاجتماعية والسياسية لوسائل الإعلام، فهي أداة هامة للتنشئة والتربية، فتقوم بغرس القيم والتوجهات النفسية لدى الأطفال والنشء والشباب، وهي أيضًا أداة لنشر المعلومات والأخبار والأفكار بين أفراد المجتمع عمومًا، ويمكن أن تكون أداة إثارة وتحريض لتبني أنماط سلوكية عدوانية تجاه الغير في داخل الدولة وخارجها.

  وتؤثر وسائل الإعلام على العلاقات بين الدول والشعوب من خلال الأخبار التي تنقلها عن الأحداث التي تحدث في هذه الدول، والتفسيرات في نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية لهذه التطورات،والصورة التي ترسمها عن ثقافات وعادات وطرق حياة شعوب هذه الدول. قد تتسم هذه العملية بالدقة والموضوعية فتُعطي أدوات الإعلام صورة صادقة بما فيها من إيجابيات وسلبيات، وقد تكون منحازة إما في صف هذه الدولة فتبرر لها سلوكها، أو ضدها فتطرح كل ما هو سلبي وغير إيجابي عنها.  

   وعمومًا فمع كل الحديث عن الموضوعية والمهنية والمواثيق الأخلاقية التي تنظم سلوك الإعلام إلا أنه من الصعب للغاية القول بوجود إعلام محايد تمامًا. فأي عمل إعلامي يرتبط بالجهة التي تملك وتمول، والأشخاص الذين يديرونه، والهدف الذي أنشئت هذه الأداة الإعلامية من أجله. فكل إعلام لدية " أجندة" أو قائمة أولويات، ويصبح هذا الأمر أكثر وضوحًا عندما تكون الأدوات الإعلامية مملوكة للدولة، أو تخضع لتوجهاتها حتى إن كانت مملوكة ملكية خاصة، ويصدق نفس الشيء على الأدوات الإعلامية التي تُديرها أحزاب سياسية.

  وينطبق ذلك في حالة الدول العربية. ففي أغلب هذه الدول، تؤثر الدولة على توجهات الإعلام وتتحكم فيها أحيانا، فيصبح الإعلام أداة من أدوات الدولة السياسية في الداخل والخارج، وذلك بتبرير السياسات التي تتبعها الحكومة وإبراز إيجابياتها وتحسين صورة القادة والنخب الحاكمة، والتأكيد على السمات الإيجابية للدول الحليفة لها في الخارج. وفي المقابل، تقوم بتسفيه الآراء المعارضة والشخصيات التي تتبنى فكرًا مخالفًا، وتنتقد الدول التي تتبع سياسات مخالفة وتنظم حملات موجهه ضدها من آن لآخر. وفي مثل هذه الحالات، يتأثر الإعلام بشكل مباشر بالتوجهات السياسية للدولة.

   وفي مجال ضبط المفاهيم وتحديد المصطلحات، لا بد من التمييز بين مفهومي " الإعلام العربي" و" الإعلام في العالم العربي". يتفق الاثنان في أنهما ينطقان باللغة العربية ولكنهما يختلفان بعد ذلك. فتعبير الإعلام العربي يشير إلى أدوات الإعلام التي تشرف عليها وتحدد سياساتها جهات عربية بغض النظر عما إذا كانت الدول أو شركات خاصة وأشخاص، وسواء كانت قنوات أرضية تبث في داخل الدولة، أو شبكات فضائية عابرة للحدود. أما تعبير " الإعلام في العالم العربي "، إشارة إلى ما تقدم، فإنه يشير إلى كل القنوات والشبكات التي تديرها دول أو هيآت أجنبية وموجهة إلى العرب، مثل قنوات الحرة، وفرنسا 24 ساعة، وBBC.

   وفي مجال فهم تطور وضع الإعلام بصفة عامة ودوره الاجتماعي، ينبغي التمييز بين مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين والتي شهدت عملية " بناء مؤسسات الدولة" في عديد من البلاد النامية في افريقيا وآسيا. في هذه المرحلة، كان التركيز على الدور التوجيهي للإعلام في إرساء أسس "الثقافة الوطنية"، وقيم الانتماء الوطني للدولة. فقد عانى كثير من هذه الدول من مظاهر الانقسام الاجتماعي، وتعدد الولاءات القبلية والمذهبية والطائفية والمناطقية، وكان التحدي الذي يواجها هو بناء "المشتركات الوطنية" وتنمية " ثقافة الدولة" باعتبارها الوعاء الجامع لتلك الانقسامات. وترتب على ذلك، أن أصبح تحقيق التكامل الاجتماعي مهمة ملحة، وشارك الإعلام في إنجاز هذه المهمة بالترويج للقيم وأنماط السلوك والأهداف المشتركة بين أبناء الشعب، وللسياسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية التي توفر الفرص المتساوية بينهم دون تمييز.

   وظهر في هذا السياق، مفهوم" تعليم المواطنة"، أي تأكيد قيمة المواطنة الجامعة لكل أبناء الدولة على الانتماءات الفرعية الأخرى، ودور الإعلام في نشر هذه الثقافة باعتباره أحد الأدوات الرئيسية للتنشئة السياسية والاجتماعية. كما ظهر مفهوم الدور التنموي والذي يشير إلى دعم الإعلام لسياسات التنمية الاقتصادية التي تتبناها الحكومة، ولعملية التحديث الاجتماعي الذي مرت به هذه الدول. وفي هذه المرحلة، كان أغلب أدوات الإعلام مرتبط بالدولة وبأهدافها بصورة أو بأخرى، بحيث تم استخدامها بما يخدم أهداف التكامل الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وتحقيق وحدة مضمون الرسالة الإعلامية وتكرارها في مختلف الأدوات والأجهزة الإعلامية.

    وبدأت مرحلة أخرى مع منتصف الثمانينيات وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، والتي اتسمت من ناحية أولى بتصارع المبتكرات التكنولوجية والتي اسميت وقتها باسم " الثورة العلمية والتكنولوجية" أو " ثورة الاتصالات والمعلومات". ومن ناحية ثانية، بتبلور ظاهرة العولمة التي أدت إلى مزيد من الاندماج بين مختلف أرجاء المعمورة وتزايد الاعتماد المتبادل فيما بينها. وأدى ذلك إلى ثلاث نتائج هامة في مجال الإعلام:

  1. عولمة الإعلام.

 أصبحت العولمة هي الحقيقة الأساسية والعنصر الحاكم للدول والمجتمعات، وهي العملية التي تشير عمومًا إلى سرعة تدفق السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأفكار والبشر من مكان لآخر بأقل قدر من الحدود والقيود. وكان لها تجلياتها السياسية المتمثلة في أفكار الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، والاقتصادية المتمثلة في حرية السوق وحرية التجارة الدولية والتي جسدتها منظمة التجارة العالمية، والثقافية المتمثلة في ظهور قواعد عامة تكون بمثابة النموذج الذي تسترشد به مختلف الدول، والاتصالية وهذا هو ما نركز عليه هنا.

 وكان من شأن التطورات في مجال الاتصالات والمعلومات، وما ارتبط بها من ظهور شبكة المعلومات العالمية " الانترنت"، ووسائل التواصل الاجتماعي، سقوط حاجز الزمان والمكان.  وأصبح العالم وحدة اتصالية واحدة، وهي مجال الرسالة الإعلامية، وترتب على ذلك أن هذه الرسالة استطاعت الوصول إلى كل أنحاء العالم لحظة بثها، وأن يتابع الناس مباريات كرة القدم والمناسبات السياسية والاحتفالات الفنية بل والحروب والأعمال العسكرية في" الزمن الواقعي “لها أي لحظة حدوثها.

  ترتب على ذلك، أن هذا الإعلام لم يعد يستهدف جمهورًا محددًا كما كان الوضع في حالة القنوات التليفزيونية الأرضية. وأصبح الجمهور هم الناطقين بلغة هذا الإعلام أيا كانت جنسياتهم وأماكن وجودهم. وترتب على هذا التطور أيضًا، توفير حرية أكبر لمرسل الرسالة الإعلامية، والذي تحرر من خضوعه للقيود التي تضعها الدولة التي يعيش فيها على الأدوات الإعلامية الأخرى، وتمكين أي إنسان أن يصور " فيديو" يتضمن تسجيلاً لواقعة أو تعبيرًا عن رأي ويبثه على الانترنت.

 والخلاصة أنه ظهر عالم جديد هو" العالم الافتراضي" أو " الفضاء الالكتروني"، والذي يتسم بالحرية، وإخفاء شخصية المرسل، والتدفق المستمر للأخبار والآراء دون انقطاع (24 ساعة في 7 أيام). وفي هذا الفضاء توجد صحف ونشرات أخبار وشبكات إذاعية وتليفزيونية وسجالات دينية وسياسية مما أدى إلى وجود " تسونامي" من الرسائل الإعلامية مع تعدد لأشكالها ومضامينها. وهكذا، فإن هذا التطور الاتصالي-المعلوماتي خلق بيئة جديدة للإعلام العربي جوهرها وجود فضاء عالمي مفتوح تتدفق فيه الأخبار والمعلومات والآراء طول الوقت، ولا توجد فيه " أصوات مكبوتة" أو أصوات لا تستطيع أن تعبر عن نفسها.

  1. خصخصة الإعلام.

  مع العولمة وتزايد الدعوات إلى الحرية السياسية وإقامة نظم ديمقراطية، تقلصت سيطرة الدولة المباشرة على أدوات الإعلام التقليدية. وفي كثير من الدول العربية، صدرت قوانين تبيح للقطاع الخاص حق إصدار الصحف وتملك إدارة الشبكات التليفزيونية والتي تمتعت بدرجة أعلى نسبيًا من حرية التعبير عن الرأي، وإن كانت هذه الحكومات قد سعت إلى استعادة سيطرتها بأشكال أخرى مثل أن يكون ملاك هذه الأدوات من الأشخاص القريبين من الدولة وتوجهاتها أو أن يكونوا " واجهة" لأجهزتها الرسمية. وظهرت في بلادنا شركات خاصة مدعومة من الدول، أو من أحزاب سياسية، أو من جماعات طائفية أو مذهبية.

   في هذا السياق، تراجع الدور التحديثي والتنموي للإعلام، ومع ازدياد تكلفته ومصاريفه تحول إلى " صناعة" تتطلب استثمارات كبيرة، وإلى " سوق" تشتد المنافسة بين أطرافه مما أدى إلى ازدياد اللجوء إلى أساليب الإثارة، وذلك بنشر الأخبار الغريبة، والفضائح، والأحداث الخارجة عن المألوف، والتركيز على الجاذبية والإبهار لشد انتباه رواد هذا السوق. وازدياد الاعتماد على الإعلان كمصدر للدخل، مما أدى إلى مزيد من الالتباس بين " الإعلان" و" الإعلام"، وأن يحتل " دافع الربح" الأولوية القصوى وتنحسر اعتبارات “الخدمة العامة “.

  1. تكامل الأدوات الإعلامية.

 أدى ازدياد دور "العالم الافتراضي" أو "الفضاء الالكتروني" إلى اندماج بين الأدوات الإعلامية. فعلى سبيل المثال، أصبح لكل شبكة تليفزيونية فضائية موقعها الالكتروني الذي يحوي نصوص الأخبار، ونسخ من الفيديوهات التي تم بثها على القناة. وبنفس المنطق، أصبح لكل صحيفة أو مجلة بوابتها الالكترونية التي تحوي أخبار ومواد إعلامية غير تلك الموجودة في الجريدة أو المجلة المطبوعة، هذا فضلاً عن توافر هذه المادة المطبوعة الكترونيا. وازداد التفاعل بين الوسائط الإعلامية، فعلى سبيل المثال، تنشر احدى الجرائد الكبرى كالواشنطن بوست أو النيويورك تايمز مقالاً يتضمن تسريبات لمعلومات سرية، فسرعان ما تتلقف القنوات التليفزيونية هذا المقال وتجري مناقشات وحوارات بشأنه في برامجها، ثم تفتح بوابتها الالكترونية لتعقيبات المشاهدين ورواد الموقع. ومن هذه الأمثلة أيضًا، الخدمات التي تقدمها التليفونات الذكية مثل بث نشرات موجزة للأخبار، وإمكانية متابعة البث التليفزيوني. ويترتب على ذلك، نشوء تحالفات استراتيجية بين هذه الوسائط.

    إن هذه التطورات تصب في خانة حرية الرأي وتعدد الرسائل الإعلامية، فلم يعد ممكنًا لدولة ما أن تمنع مواطنيها من معرفة خبر ما، أو أن تفرض عليهم تفسيرًا رسميًا واحدًا لحدث من الأحداث. فقد منح هذا التطور التكنولوجي قوة مضافة للإنسان العادي الذي يستطيع أن يتنقل بين القنوات المختلفة ذات الآراء والتوجهات السياسية المتباينة. ومؤدى ذلك، أن الاعلام الجديد أصبح أداة تحرير للفرد والجماعات، ووفر لهم سبل التعبير عن آرائهم أيا كان موقعهم الجغرافي او قلة عددهم. وأصبح هذا الإعلام بحق " صوت من لا صوت له"، ولم يعد هناك موضوعات محظورة أو قضايا حساسة بل وضعت جميعها على مائدة النقاش والحوار.

   وكما كان الإعلام الجديد قوة للتحرير والاستنارة، فقد أصبح أيضًا سبيلا للتحريض والحض على الكراهية والدعوة لأفكار منحرفة ومتطرفة لإثارة الفتن الدينية والطائفية، بل وأحيانًا أداة لتحسين صورة قتلة وإرهابيين وتمجيد سيرتهم. ويتحقق ذلك من خلال قيام مواقع مجهولة بنشر أخبار خاطئة وكاذبة والتهويل من بعض الأحداث والتضخيم منها وإخراجها من سياقها، ثم صياغة الأخبار عنها بشكل إثاري وتكرارها وبث صور مفبركة لدعمها. وباسم حرية الرأي والتعبير، ذاعت شهرة قنوات فضائية تحض على عدم الاستقرار في دول أخرى، أو تدعو إلى الفوضى الاجتماعية والتحلل من الالتزامات الأخلاقية، وهناك فضائيات تروج للنزاعات الاستهلاكية في مجتمعات فقيرة مما يؤدي إلى ظهور التوترات الاجتماعية والأحقاد الطبقية. وتكون نتيجة كل ما تقدم هو تغييب العقل وتزييف الوعي.   

  وإيزاء هذا الوضع، برزت انتقادات للإعلام العربي ومطالبات للإعلاميين مثل: ضرورة الالتزام بالموضوعية والمهنية والاحترافية واحترام القواعد الأخلاقية في عملهم، وأن يميزوا بوضوح بين الخبر والرأي، وبين نقل الخبر والتعليق عليه بالموافقة أو التحفظ أو الاعتراض. وأن المطلوب من الأداة الإعلامية أن تحترم متابعيها، وأن تعطيهم الفرصة لتكوين آرائهم بناء على ما توفره لهم من بيانات ومعلومات، وأن تتيح لهم الآراء المختلفة بشأن الموضوعات التي تتناولها.  ولكن تحقيق هذه المطالبات لا يتوقف على شخص الإعلامي أو مدير الأداة الإعلامية وحسب، وإنما على ملاكها أو أصحاب القرار في توجهها السياسي. فالإعلاميون ينفذون السياسات المقررة في الصحيفة أو القناة أو الشبكة التي يعملون بها.

     وهكذا، فإننا يجب أن ننظر إلى الإعلام العربي في إطار بيئته الداخلية وسياقه العالمي، وأن السعي لتحقيق الأهداف الإيجابية المرجوة من الاعلام لا يكون بإصدار القوانين وحسب، ولكن بتهيئة الوسط الإعلامي والمشتغلين فيه بمجموعة من القيم في شكل " ميثاق شرف أخلاقي" أو " مدونة قيم"، وأن يدور حوار مستمر بين الإعلاميين العرب حول ما هي القواعد الأخلاقية التي تنظم التعبير عن الرأي، وإيجاد التوازن بين حرية الفرد في التعبير عن رأيه وحماية حقوق الآخرين من الاعتداء عليها، وبين حقوق الأفراد وحقوق الجماعة أو المجتمع، وأن يمتد هذا الحوار إلى شركاء الإصلاح في مجالي السياسة والتنمية. فالإعلامي هو جزء من منظومة الإصلاح الشامل في المجتمع بجوانبه الاقتصادية والتنموية والسياسية، وهو ليس طرفًا منعزلاً بل هو جزء من الجدل الاجتماعي، وهو – شأنه شأن أبناء أي فئة أخرى-له توجهاته وأفكاره التي يشارك بها في هذا الجدل.

   ومؤدى هذا، أن إصلاح الإعلام أو تطويره ينبغي أن يكون جزءًا من استراتيجية أكبر للإصلاح الاجتماعي، وأن يتم تمكين الإعلام بالقدرات والمعلومات التي تمكنه من تحقيق مهمته. مثل أن يكون لدى الإعلام خريطة موضوعية عن الواقع الاجتماعي والثقافي الذي يخاطبه، ومعرفة بالاتجاهات والأفكار والألويات السائدة بين الأفراد والقوى الاجتماعية الذي يسعى للتأثير عليهم. ولكن هذا لا يكفي، فمن الضروري أيضًا معرفة الأدوات الاتصالية الأكثر تأثيرًا على هؤلاء الأفراد والقوى. فعلى سبيل المثال، تشير نتائج البحوث والمسوح الاجتماعية إلى تراجع تأثير الصحافة بشكل كبير على الشباب والأجيال الأصغر سنًا لصالح المواقع الالكترونية وأدوات الاتصال الاجتماعي، بل أن القنوات التليفزيونية التي نعرفها تتراجع أهميتها تدريجيًا لصالح قنوات "الانترنت" كاليوتيوب ونت فليكس. فإذا أردنا أن نخاطب الشباب أو نتحاور معهم فإن علينا استخدام الأدوات الاتصالية التي يتعاملون معها.

 توجد تحديات جمة تواجه الإعلام العربي سواء في علاقته بالرأي العام في داخل كل دولة على حدة، أو على مستوى الدول العربية الأخرى التي يتابع جمهورها قنوات فضائية، أو على مستوى التواصل مع الغرب، وتقديم الصورة الصحيحة عن العرب والمسلمين. وهناك ما يمكن عمله على المستويات الثلاثة. الأول، زيادة صدقية الإعلام العربي في داخل كل دولة، مما يؤدي إلى مزيد من ارتباط المواطن به وقبوله لتوجهاته. والثاني، أن يكون الإعلام عنصر تواصل بين الشعوب العربية حتى مع وجود خلافات بين دولها وحكوماتها، وأكثر قدرة على التصدي للأدوات الإعلامية المغرضةالتي تسعى لبث الفرقة بين العرب وإحداث اختراقات تزيد من ضعف وهشاشة الأمن العربي، والمساهمة في صنع رأي عام عربي واع ومستنير يلتف حول دوله وقياداته ويصبح قوة مضافة إليهم. والثالث، أن يكون أداة للتفاعل البناء مع الثقافات الأخرى في العالم، وقناة للحوار بين العرب والشعوب والأمم الأخرى من أجل بناء عالم أكثر أمنًا وعدالة.

مقالات لنفس الكاتب