array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 163

ترجمة أولويات مجلس التعاون للعقد الخامس في مبادرات وبرامج ترتكز على ثلاثة محاور

السبت، 03 تموز/يوليو 2021

مع مرور الذكرى الأربعين لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو 1981 م، في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز تساؤلات عدة عن سر تماسك هذا الكيان وتمسك أبناء دول المجلس به في موازاة انتقادات حادة لبطء الإنجاز وتباطؤ المسيرة.

 

وبين هذه التساؤلات وتلك، ثمة جملة من الحقائق من المهم استذكارها ومسيرة مجلس التعاون تدشن عقدها الخامس والذي سنعرج على ملامحه وطموحاته وتحدياته.

 

أولى تلك الحقائق هي رسوخ مسيرة مجلس التعاون رغم كل التحديات والصعاب التي اعترضت مسيرته خلال الأربعين عامًا الماضية ليبقى من أنجح التجارب التكاملية وأكثرها حيوية وتفاعلاً، بقناعة راسخة بأنه البيت الكبير والسور المنيع الذي يحمي مكتسبات دوله وأمن أبنائه.

 

حيث تمكن مجلس التعاون من صون أمنه الجماعي ومن الانتصار لقضاياه العادلة والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته انطلاقًا من أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ.

 

وظل مجلس التعاون أمينًا على مبادئه، متمسكًا بقيمه، وفيًا لقضايا أمته، ومؤمنًا بانتمائه العربي وامتداده الإسلامي ومساهماته الإنسانية.

 

واستطاع مجلس التعاون تعزيز مرجعيته الإقليمية والدولية، كما حافظ على سياسته المتوازنة ليكون صوتًا للحكمة والاتزان ومرجعية الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وأثبت مجلس التعاون حضورًا فعالًا في المحافل الدولية وعواصم القرار وساهم بإيجابية مع المجتمع الدولي للتصدي لقضايا الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والاستقرار وقضايا المناخ والبيئة والطاقة، فكانت رئاسة المملكة العربية السعودية المتميزة والمستحقة لقمة مجموعة العشرين في العام 2020  م ،شاهدًا على ذلك.

 

كما حققت دول المجلس مراكز متقدمة في مؤشرات التنمية الشاملة واستطاعت أن تتبنى رؤًى وطنية نشاهد ونعيش مخرجاتها بكل فخر واعتزاز، الأمر الذي مكنها من الفوز باستضافة أحداث عالمية ستشهدها دول المجلس في الفترة القادمة مثل معرض اكسبو 2020 في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والمقرر انطلاقه في أكتوبر 2021 م، وبطولة كأس العالم والمقرر انطلاقها في 2022 م، في دولة قطر.

 

كل تلك الحقائق وأكثر تفسر ترحيب عدد كبير من دول العالم والمنظمات الدولية بمخرجات قمة السلطان قابوس والشيخ صباح والتي احتضنتها محافظة العلا في المملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021  م، والتي شكلت انطلاقة جديدة لمسيرة مجلس التعاون المباركة إيمانًا من المجتمع الدولي بأهمية مجلس التعاون و تأكيدًا على دوره المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار و دفع التنمية، الأمر الذي يحقق معه لأبناء مجلس التعاون الاعتزاز بالبيت الخليجي الكبير الذي زادته التحديات تماسكًا و قوة و شموخًا، وكذلك التطلع للعقد الخامس من مسيرته بكل عزيمة و إصرار على الرغم من التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كورونا و كذلك ما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة تستوجب فهم أبعادها و الاستعداد للتعامل مع تداعياتها في موازاة التركيز على أولويات العقد الخامس والبناء على ما تم إنجازه.

 

فبداية العقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون، المتزامنة مع جائحة كورونا وما فرضته من تحديات غير مسبوقة وعلى كافة المستويات والمجالات والتي كشفت عن مشهد جديد لعالم ما بعد كورونا والذي يختلف تمامًا عن عالم ما قبله، تفرض أهمية تحديد أولويات تشكل عنوانًا عريضًا للعشر سنوات القادمة، وتترجم إلى برامج ومبادرات ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية:

المحور الأول: الحفاظ على المكتسبات والمنجزات التي تحققت خلال العقود الأربعة الماضية والبناء عليها.

المحور الثاني: تطوير آليات العمل والمتابعة في الأمانة العامة تقوم على مبدأ المبادرة والقيادة ولمواكبة التطور الكبير والمتسارع في دول المجلس والعالم.

المحور الثالث: إبراز وتعزيز قوة التكامل الخليجي للمواطن الخليجي أولاً، والتركيز على استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة تحقيقًا لبنود الاتفاقية الاقتصادية، وكذلك العمل على تعزيز الاستثمار الخليجي المشترك وتوطين رأس المال الخليجي في مشاريع الأمن الغذائي، وأمن الطاقة والمياه، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وتطوير وتنمية رأس المال البشري ومشاريع التكامل الاقتصادي.

 

تشكل الذكرى الأربعون محطة مهمة في مسيرة مجلس التعاون، نتطلع للمستقبل بكل إصرار وأمل في ظل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم لتحقيق طموحات المواطن الخليجي، كما نستذكر بكل إجلال وتقدير القادة المؤسسين الذين سبقوا عصرهم بإيجاد هذا الكيان الذي أصبح اليوم بعد الله الحصن المنيع لدوله وأبنائه، كما نستذكر بالشكر والعرفان جهود جميع الأخوة الأمناء العامون الذين تولوا مسؤولية قيادة دفة الأمانة العامة وكذلك جميع الأخوة والأخوات الذين عملوا طوال هذه المسيرة المباركة. كل عام و  الجميع بخير ،كل عام و مجلس التعاون بخير.

مقالات لنفس الكاتب