array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 167

4 أسباب وراء استمرار "الناتو": دعم أمريكا والعداء لروسيا والصين والتطرف الإسلامي

الخميس، 28 تشرين1/أكتوير 2021

الترتيبات الأمنية والدفاعية الغربية الكبرى مترابطة أشد الترابط، وموحدة، أو شبه موحدة، ضد "الأخطار المشتركة"، التي تتصدرها الصين الآن، بالنسبة لهذا الغرب، الذي تقوده أمريكا. لذلك، فإن الحديث عن الاتفاق الأمني الثلاثي، بين أستراليا، وأميركا، وبريطانيا، يجر – بالضرورة - للحديث عن الترتيب الأمني الغربي الأكبر، المتمثل الآن في حلف "ناتو".

  وقد احتفل حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال اجتماعه السنوي الدوري على مستوى القمة، أي رؤساء الدول الأعضاء التسعة والعشرين، يومي 3-4 ديسمبر 2019م، قرب لندن، بمناسبة مرور سبعين عامًا على إنشائه. ولكن، صاحب هذا الاحتفال ظهور عقبات وتصدعات، تواجه تماسك الحلف، ونشوب توترات فيما بين أبرز أعضائه... اعتبرها البعض تهديدًا لاستمرار الحلف العتيد، وبوادر قوية لتصدع قريب في بنيانه. والآن، يأتي حلف "أوكوس" ((AUKUS الذي أعلن بين كل من: أمريكا، وبريطانيا، وأستراليا، يوم 15 سبتمبر 2021م، ليفاقم من هذه الخلافات، خاصة بين فرنسا، وكل من بريطانيا وأمريكا. بعض المراقبين يرون أن "أوكوس" سيكون إضافة إيجابية لحلف ناتو، وللاستراتيجية الأمنية الغربية. حيث يمكن اعتباره "تفرعًا" من ناتو، وذراعًا له في المحيط الهادي. وآخرون يرون أن هذه الاتفاقية الأمنية الغربية الجديدة قد تؤثر سلبًا على ناتو.  ونسلط في هذا المقال بعض الضوء على هذا الحلف، وعلاقته بالناتو، وتأثيره، بصفة عامة، على التحالف الأمني الغربي. 

    كان يفترض أن يكون اجتماع 2019م، بمثابة مناسبة للاحتفال، ولاستعراض القوة، ولتهدئة الخلافات التي نشأت بين بعض كبار أعضائه، وفى مقدمتها: الخلافات بين تركيا وأمريكا، وبين أمريكا وأوروبا، وبين فرنسا وألمانيا. كما كانت هناك أمورًا استجدت، وعكرت جو "ناتو" أكثر، وخاصة ما صرح به، حينئذ، الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" لمجلة " الإيكونيميست"، قائلاً: " أعتقد أن ما نمر به حاليًا هو موت دماغي للناتو، ومن الناحيتين الاستراتيجية والسياسية. إننا نمر بمشكلة". ثم جاء اتفاق "أوكوس" ليغضب فرنسا أكثر، ويوتر العلاقات الفرنسية أكثر بكل من لندن وواشنطن، لدرجة استدعاء سفيري فرنسا في بريطانيا وأمريكا، احتجاجًا على إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات تعمل بالطاقة العادية من فرنسا، واستبدالها بصفقة غواصات تعمل بالدفع النووي، من أمريكا.

                                   

   وقد كانت روسيا، وما زالت، هي الهاجس الأمني – السياسي الأكبر لمعظم أعضاء هذا الحلف. ومعروف، أنه بعد زوال الاتحاد السوفييتي، طلبت روسيا الانضمام لحلف "ناتو" كعضو كامل العضوية، فرفض طلبها، لكونها دولة منافسة. ثم طالبت لاحقًا بعدم توسع حلف "ناتو" شرقًا تجاه حدودها الغربية، فلم يستجب لهذا الطلب أيضًا.  وما ذكر عن روسيا، يقال أيضًا، ودون شك، عن بقية خصوم أمريكا والغرب، وفي مقدمتهم الصين التي تكاد أن تصبح دولة عظمى، ذات حضارة مختلفة، منافسة جدًا للغرب، وفى كل المجالات، بما فيها المجال الاقتصادي والتقني.  بل أن الصين قد أصبحت بالفعل هي المنافس (العدو) الاستراتيجي الأول لأمريكا، والغرب. إضافة لغير ذلك من التحديات والأخطار المعروفة، وما زال أعضاء الناتو حريصين على بقاء ودعم حلفهم.

 

فهذا الحلف يحمي – كما قال أمينه العام في اجتماع 2019م – قرابة مليار شخص. واعترف الأعضاء بوجود خلافات بينية، لابد من السعي لحلها، في أقرب فرصة ممكنة. لقد أنشئ حلف شمال الأطلسي (NATO) يوم 4 / 4 / 1949م، للدفاع عن الغرب المتنفذ وتوابعه، ضد ما يهددهم من أخطار، وفى مقدمتها الخطر الشيوعي الذي كان يمثله الاتحاد السوفييتي السابق. وقام هذا الحلف العسكري أساسًا، أثناء صراع الدولتين العظميين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي). كان تأسيسه سببًا، ونتيجة، للحرب الباردة التي اندلعت بين هذين الطرفين، خلال الفترة 1945-1991م. وكرد فعل على قيام حلف "ناتو"، أنشأ الاتحاد السوفييتي وحلفاؤه حلف وارسو، يوم 14 / 5 / 1955م. وأصبح هناك معسكرين متنافرين متضادين (القطبية الثنائية)، يسيطران على العالم، المعسكر الغربي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكـــر الشرقي (حلف وارسو) بزعامة الاتحــــاد الســوفييتي.

 

   وكان هدف حلف ناتو، وما زال، هو: الحفاظ على حرية وأمن أعضائه، كـــما جــاء في الموقع الإليكتروني الخاص بالحلف، ومقره بروكسل.  فالحلف يعبر عن: " التزامه بالقيم الديمقراطية، وتقاسم الموارد التي من شأنها تعزيز الدفاع والأمن للدول الأعضاء، من خلال منع وايقاف الصراعات، مع التأكيد على أن "استخدامه للعمل العسكري لا لبس فيه، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية". ذلك بعض مما جاء في النظام الأساسي للحلف.

                                  

   إنه تحالف عسكري -دبلوماسي، أنشئ بموجب معاهدة شمال الأطلسي، والتي تعرف أيضًا بمعاهدة واشنطن، وذلك لمواجهة التهديد الشيوعي، المتمثل في الاتحاد السوفييتي، بصفة أساسية، بعد أن نشر الأخير قواته في وسط وشرق أوروبا، عقب الحرب العالمية الثانية. وأعضاؤه الأصليون 16 دولة، هي: بلجيكا، أمريكا، فرنسا، الدنمارك، كندا، أيسلندا، إيطاليا، لوكسمبرج، هولندا، النرويج، البرتغال، بريطانيا. ثم انضمت إليه فيما بعد اليونان، تركيا، ألمانيا الغربية (ألمانيا)، إسبانيا. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، التحقت به 13 دولة، كانت أعضاء في حلف وارسو، وهي: تشيك، المجر، بولندا، بلغاريا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، ألبانيا، كرواتيا، الجبل الأسود... أي أن عدد أعضائه الآن وصل الى 29 دولة، حوالي نصفهم كانوا أعضاء في حلف وارسو.

                                     

   وبعد انهيار المعسكر الشرقي، وزوال الاتحاد السوفييتي عام 1991م، توقع الكثير من المراقبين والخبراء المتخصصين، أن يصفى حلف ناتو، وينتهي، بسبب سقوط الاتحاد السوفييتي وحلفائه، وهو العدو الأكبر (السابق) لحلف ناتو، والسبب المباشر لقيامه وتأسيسه. وكانت المفاجأة الكبرى ... أن استمر حلف ناتو، بل وتصاعدت قوته، وتمدد شرقـــًا، ليضم في عضويته دولا كانت بالأمس في صف العدو اللدود. وأكثر من يثير الاستغراب، ويعبر عن القلق نتيجة لهذا التطور غير المتوقع، هو الاتحاد الروسي، وريث الاتحاد السوفييتي السابق. فلقد توسع حلف ناتو شرقًا... حتى أصبح طول الحدود المتاخمة بين دوله وروسيا 1600 كيلو متر، بعد أن كانت حوالي 700 كيلو متر. ويتساءل بعض المراقبين: لماذا حصل هذا التطور، واستمر حلف ناتو، بل وقوي عن ذي قبل، رغم زوال المسبب الأساسي لقيامه؟!

    لقد استمر حلف ناتو، على مدار الاثنين وسبعين عامًا الماضية، وقوي في العقود الثلاثة الأخيرة، لعدة أسباب، أهمها ما يلي: 

(1) – حرص الولايات المتحدة على بقائه ودعمه، ورغبتها في استخدامه كذراع عالمي لمد الهيمنة، وبسط النفوذ، ودعم كونها الدولة العظمى الأولى، وقيادتها لأهم الأحلاف في العالم.

(2) – عداء الغرب العقائدي والحضاري التقليدي التاريخي نحو روسيا، وخشيته الدائمة من اكتساح أوروبا من قبل الروس.

 (3) – عداء الغرب العقائدي والحضاري التاريخي الساخن تجاه الصين، ودول الشرق بعامة.

 (4) – محاربة ما يسمى بـ "التطرف الإسلامي" الذي وضعه الغرب في قائمة الأعداء ... واعتبره العدو البديل للاتحاد السوفييتي، في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، بين الدولتين العظميين سابقًا. ويندرج ضمن هذا البند ما يسميه الغرب المتنفذ بـ "مكافحة الإرهاب"، والذي كثيرًا ما يعنى: الحرب، عبر فزاعة الإرهاب المفتعلة، كمبرر للحرب والغزو، من أجل الهيمنة، واستغلال البلاد الأضعف.

                                 

    إن حرص الولايات المتحدة على استدامة نفوذها، كدولة عظمى أولى، وخشيتها الحالية من المارد الصيني القادم بقوة، أمر مفهوم، وعملها على بقاء حلف "ناتو "، يجب أن يفهم في هذا الإطار أيضًا. ويمكن، اعتبار أن اصرار أمريكا على بقاء وتقوية هذا الحلف ناجم أصلاً من حرصها على دعم نفوذها هي، وهيمنتها الكونية الخاصة، وفزعها من منافسة وعداء وخطورة الخصوم التقليديين لأميركا والغرب، وخاصة الصين الآن.

   ومعروف، أن روسيا، رغم كونها – بالدرجة الأولى – دولة أوروبية كبرى، إلا أن هناك عداء أوروبي تاريخي تقليدي لها. فعلى مدار التاريخ الحديث والمعاصر، كانت هناك صراعات وحروب شعواء بين روسيا والدول الأوروبية الكبرى. وكان هناك اجتياح عسكري روسي لكثير من بلدان أوروبا المجاورة لروسيا. كما أن كون غالبية الروس تعتنق المذهب المسيحي الأرثوذكسي جعل لروسيا تقاليد وحضارة مختلفة عن غالبية دول أوروبا وغالبيتها البروتستانتية. وساهم قيام "الشيوعية" في روسيا، في الفترة 1917 – 1991م، وهيمنتها على أوروبا الشرقية، في جعل روسيا في عداء مع "الديمقراطيات" الغربية، ورثته روسيا، رغم تخليها عن التوجه الشيوعي الماركسي.

                                    

  ومع ذلك، أصبحت الصين، بما بلغته من قوة دولية مذهلة، هي التحدي الأول والأخطر للغرب، بصفة عامة، ولأمريكا على وجه الخصوص. وهذا أهم ما يفسر توجه الولايات المتحدة إلى منطقة المحيط الهادي (الباسيفيكي) وإلى شرقه بخاصة، لتطويق الصين، مستعينة بأستراليا، الواقعة جنوب شرق المحيط الهادي، وبريطانيا، الحليف التقليدي الأقرب لأمريكا، فكان اتفاق "أوكوس".

   تعتبر اتفاقية "أوكوس" التي أبرمت مؤخرًا، بين أستراليا وأمريكا وبريطانيا، نقطة تحول استراتيجي وأمني خطيرة في مسار العلاقات الدولية الراهنة، وبخاصة بالنسبة للعلاقات المتوترة أصلاً بين دول العالم العظمى والكبرى، أو بعضها، على الأصح. وتتضمن هذه الاتفاقية، التي ما زالت تثير جدلاً سياسيًا واستراتيجيًا هائلاً في الأوساط السياسية الدولية، إنشاء حلف عسكري بين هذه الدول الثلاث، يبدأ بتزويد أمريكا لأستراليا بغواصات تعمل بالدفع النووي، وتعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة الباسيفيك. وأعلن هذا التحالف الجديد، ووصف بأنه: لمواجهة "الأخطار المشتركة" التي استلزمت إنشاء هذا الترتيب العسكري.

   ولا يهمنا هنا كثيرًا أن نذكر بأن أستراليا سبق وأن اتفقت مع فرنسا، عام 2016م، لشراء غواصات تعمل بالطاقة العادية (ديزل/كهرباء). ولكن أستراليا انسحبت من هذا الاتفاق، بإعلانها رغبتها في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، من أمريكا، بدلاً من الغواصات الفرنسية. وذلك أغضب فرنسا، الحليف العتيد للغرب. ولكن، يبدو أن فرنسا ستبتلع غضبها، إن حصلت على "تعويضات" مجزية من أستراليا، كما هو متوقع. ومع ذلك، فإن ما حصل سيدفع فرنسا أكثر نحو الاستقلال النسبي عن حلف "ناتو".

                                     

  ولا شك، أن هذا الحلف الجديد وحلف ناتو مترابطان، بشكل أو آخر. لذلك، فإن الحديث عنه يدفع للحديث عن التحالف العسكري الغربي الأكبر، ناتو. حيث يمكن اعتبار "أوكوس" تفرعًا من حلف ناتو الأكبر، موجه ضد العملاق الصيني، بصفة رئيسة. وذلك رغم أن رئيس وزراء أستراليا "سكوت موريسون"، ورئيس وزراء بريطانيا "بوريس جونسون"، ورئيس الولايات المتحدة "جوزيف بايدن"، أصدروا بيانًا مشتركًا، قالوا فيه: إن هذا الحلف الأمني، ونشر غواصات نووية (غربية) في المحيط الهادي وبحر الصين، لا يستهدف أي دولة...؟! ولكن مسببات إنشاء الحلف، وبهذا الزخم، تشير، بما لا يدع مجالاً للشك، أنه لمواجهة "الخطر المشترك"، الذي يواجهه الغرب، والمتمثل في الصعود المتزايد لقوة الصين، واتساع نفوذها العالمي.

                               

  ومعروف، أن هناك اتفاق أمني قديم بين أمريكا وأستراليا ونيوزيلاندا، يسمى حلف "أنزس" (ANZUS). ويبدو أن "أوكوس" سيحل بديلًا لانزس، أو مكملاً له. فحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي عن مصير "أنزس". ومعروف، أنه لم يتم ضم نيوزيلاندا إلى "أوكوس" بعد، لأن نيوزيلاندا تحظر استخدام الطاقة النووية على أراضيها. ويتضمن "أوكوس" التعاون بين أعضائه في المجالات العسكرية الاستراتيجية، كالحروب الإليكترونية، والصواريخ عابرة القارات، والذكاء الصناعي، والحروب النووية. ويسمح لأستراليا بالحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية. وستزود أمريكا أستراليا باليورانيوم عالي التخصيب، لتشغيل هذه الغواصات، التي غالبًا ما ستكون من طراز "فيرجينيا"، وتنطلق من قاعدة "ستيرلينغ" في مدينة بيرث. وقد لقيت هذه الصفقة (الحلف) تأييدًا ودعمًا من معظم زعماء الأحزاب السياسية الأسترالية. ولكن بعض هؤلاء الزعماء وقف معارضا لهذه الاتفاقية، لأنها قد تفقد أستراليا سيادتها، كما قال أحدهم.

                                     

  لا يمكن، في الواقع، التقليل من أهمية إنشاء هذا التحالف الثلاثي الغربي. فهو نذير بأن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين قد بدأت بالفعل، وأن على العالم أن يدرك بأن النظام العالمي قد تحول بالفعل إلى القطبية الثنائية. وإن صعدت روسيا قريبا، كما هو متوقع، سيصبح النظام العالمي "متعدد الأقطاب". وكما نعرف، فإن هناك تناغمًا استراتيجيًا بين الصين وروسيا، خاصة تجاه العدو المشترك، الغرب. وذلك قد يقود إلى تحالفهما، ولو مؤقتًا. فتمسى هناك قوتان هائلتان متناقضتان، ترغم النفوذ الأمريكي على التراجع، وقد تفقدها كثيرًا مما كسبته، في فترة "العصر الذهبي لأمريكا"، وهي الفترة التي امتدت حوالي ثلاثين عامًا، 1991-2021م. وغالبًا ما سيكون النظام العالمي متعدد الأقطاب القادم، أكثر مواتية (نسبيًا) بالنسبة لغالبية الدول النامية، من نظام القطب الأمريكي الواحد، الذي ساد العالم خلال الثلاثة عقود الأخيرة.

    وما ينطبق على الدول النامية، ينطبق على العـالم العـــربي باعتبار أنه جـــزء من العـــالم النامي. وقد أصبح من المسلم به أنه لكي يكون للعــــرب مكـــاناً في عالم اليوم، والمستقبل فإن على العرب أن يطبعوا أوضاعهم السياسية ويتحدوا ـ أو يقيموا فيما بينهم تضامنًا راسخًا ومستدامًا وصلبًا. لقد تجرع العرب قدراً كبيراً من المرارة... في

 ظل الأنظمة العالمية السابقة. ويسقيهم النظام العالمي الحالي المزيد – كما هو معروف. فالنظام العالمي القائم الآن ربما يكون أسوأ نظام عالمي بالنسبة للعرب باعتبار أن قطبه (الوحيد) له سياسات سلبية تجاههم.  أما بالنسبة لأعدائهم، ومنهم الحركة الصهيونية (إسرائيل) فربما يعتبر هذا النظام هو الأفضل، ولا تفوقه في الأفضلية إلا أن تكون إسرائيل نفسها هي القطب المتفرد بالقمة. 

                                   

  وأن من مصلحة العرب (كأمة) بما في ذلك دول الخليج العربية أن يتحول المنتظم الدولي الحالي إلى نظام التعدد القطبي... إذ أن ذلك سيسهل التحلل من ربقة بعض  الأقطاب  ... عبر  إمكانية  الاستعانة (الحذرة) بالأقطاب الأخرى، في التصدي للمناورات المعروفة للأقطاب المعادية، المضرة بالمصلحة العربية العليا. والمؤكد، أن تضامن واتحاد العرب -إن حدث-سيجعل منهم قوة هامة، في أي نظام عالمي... وبصرف النظر عن ماهية ذلك النظام، وطبيعة المسيطرين فيه.  فاتحادهم، سيجعل منهم (في المدى القصير) كياناً له سطوة وثقل الدولة الكبرى (إن لم نقل العظمى) ... والمعروف أن "الدولة الكبرى" تكون أقرب لمنزلة ونفوذ "الدولة العظمى"، من غيرها. كما أن "الدولة الكبرى"، تكون أقدر ـ في أي نظام عالمي ـ على حماية مصالحها، وتحقيق أهدافها العليا، من الدولة المتوسطة أو الصغرى أو الدويلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو مجلس الشورى سابقاــ أستاذ العلوم السياسية.

مقالات لنفس الكاتب