صدر كتاب (المقاربات الإيجابية لبناء السلام) عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في المملكة الأردنية الهاشمية في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة، وهو للمؤلفين سنثيا سامبسون ـ محمد أبو نمر ـ كلوديا ليبلر ـ ديانا ويتني في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية فؤاد سروجي وراجعه ودققه عماد مراد، وجاء الكتاب في أكثر من 500 صفحة من القطع المتوسط، وجمع بين دفتيه ستة أقسام رئيسية، القسم الأول بعنوان (أصول ومشاهدات) وضم عدة مباحث هي: "نحو نظرية وممارسة المقاربات الإيجابية لبناء السلام وتطبيقاتها العملية"ـ البحث التقديري في المؤسسات والتنمية الدولية " ــ "بحث تقديري في بناء السلام ، تخيل المحتمل ".

القسم الثاني بعوان (نحو ثقافات السلام) وضم مباحث هي: "ثقافة السلام لليوم والغد " إيجاد ثقافة للسلام في سلفادور ما بعد الحرب "، "عامل النجاح بدون وجود نظرية للتغيير"، "المقاربات الإيجابية لبناء السلام"، "التعايش الخلاق في إسبانيا الإسلامية كنموذج للسلام الإيجابي"

القسم الثلاث (التحول الاجتماعي وضم مباحث "بناء السلام في جمهورية غينيا"، تخيل ناغالاند"، "نحو نظرية ممارسة البحث التقديري في بناء السلام المعقد وسياقات التنمية ".

القسم الرابع (مبادرات التغيير)، وضم مباحث "نموذج لتحول النزاع في الكنيسة الموحدة الإصلاحية"، "البحث التقديري كوسيلة لحل النزاعات".

القسم الخامس (رأب الصدع والمصالحة) وضم مباحث "إعادة كتابة الروايات في جنوب إفريقيا الجديدة"، "التجاوز"، "القوة الإيجابية للصوت في بناء السلام"، "رحلة شفاء".

القسم السادس (تصميم المنظمات العاملة لبناء السلام)، وضم مباحث " مبادرات الديانات المتحدة والبحث التقديري"، "الكلمات توجد العالم"، ثم الخلاصة للمؤلفين الأربعة.

وجاء في التقديم: أن هذا الكتاب جاء في خضم التبعات الفورية للاعتداءات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر 2001م، حيث التأم شمل خمسة وسبعين شخصًا في مؤتمر عقد بالجامعة الأمريكية تحت عنوان " مقاربات إيجابية لبناء السلام: استكشاف مهني" ورغم الاضطراب الهائل الذي عم أمريكا والعالم كله في ذلك الوقت، لم يلغ أحد مشاركته نتيجة الأحداث باستثناء مشاركة واحدة، قالت إن السبب ليس خوفًا من الطيران بل لأنها لا تريد أن تبقى بعيدة عن منزلها إذا وقعت حرب ما. 

الكتاب لا يقدم دواءً شافيًا لجميع حالات السلام، لأن هذه الأدوية الشاملة لا يمكن تركيبها في عالم أصبح يتسم بالعصبية نتيجة دمار الإرهاب الذي جر معه العالم إلى أبعاد جديدة ونتيجة تعلق القوى العظمى في هذا العالم بسياسات القوة العسكرية، كذلك لا يقدم الكتاب طريقة جديدة وشاملة في صنع الأشياء أي وصفة لترك القديم.

هذا الكتاب يعنى بإيجاد طرق محددة لتنفيذ مثل هذه الأهداف العليا ولإدراك الإمكانات الجديدة في بناء السلام، ويطلب منا أن نشترك معًا في تقدير أفضل التصورات لممارسة بناء السلام، كما يدعونا إلى الاقتناع بأن نظامًا عالميًا جديدًا قد وجد وأننا مشاركون في إيجاده.

المقاربات الإيجابية هي مجموعة من الأفكار، والنظريات والنشاطات التي تعمل باتجاه إحداث تغيير في العلاقات والمنظمات والمجتمعات وغيرها من الأنظمة الإنسانية، والمقاربات تولي اهتمامًا خاصًا بالتطبيقات المحتملة في بناء السلام من خلال البحث التقديري وهو عبارة عن منهج إيجابي للتغيير يشمل تحريك الأطراف المعنية داخل نظام معين عبر عملية من أربع مراحل هي: الاستكشاف، الحلم، التخطيط والتنفيذ أو الهدف.

وفي الخلاصة يلقي المحررون الضوء على الاستنتاجات الأساسية ويناقشون السياقات الملائمة لاستخدام المقاربات الإيجابية في بناء السلام، إضافة إلى التحديات الرئيسية لاستخدامها/ ويقترحون جدول أعمال لاستخدام المقاربات الإيجابية.