صدر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بمصر، كتاب (تحليل النظم الإقليمية: دراسة في أصول العلاقات الدولية الإقليمية) للدكتور محمد السعيد إدريس المستشار بالمركز، من حيث تأطير المحتوى، تضمن الكتاب ثلاثة فصول وخاتمة.
جاء الفصل الأول بعنوان (التعريف بمفهوم النظام الإقليمي ومصادره الفكرية والسياسية) وتضمن أولًا: النظام الإقليمي.. أهميته ومعاييره وتعريفه، وجاء تحت هذا العنوان: 1 ـ المدخل إلى النظم الإقليمية. 2 ـ التعريف بالنظام الإقليمي. 3 ـ منظوران للنظام الإقليمي. 4 ـ معايير تعريف النظم الإقليمية. 5 ـ تصنيف النظم الإقليمية.
ثانيًا: الروافد الفكرية والسياسية لمفهوم النظم الإقليمية:
1 ـ الإقليمية REGIONALISM.
2 ـ التكامل LNTEGRATION.
الفصل الثاني (تفاعلات النظم الإقليمية)، وتضمن:
أولًا: تحليل محددات تفاعلات النظم الإقليمية:
1 ـ هيكلة النظام الإقليمي وخصائصه البنائية.
2 ـ طبيعة النظام الإقليمي.
3 ـ دور القوى الخارجية.
ثانيًا: تحليل أنماط تفاعلات النظم الإقليمية:
1 ـ دراسة أنماط التفاعلات وفقًا لمصدرها وأنواعها.
2 ـ دراسة أنماط التفاعلات وفقًا لطبيعتها وخصائصها.
الفصل الثالث: (التحولات الجديدة في النظام العالمي وأثرها على النظم الإقليمية) وتضمن:
أولًا: تأثير الخصائص الجديدة للنظام العالمي في النظم الإقليمية:
1 ـ المعايير التي تحكم نسبية تأثر النظم الإقليمية بتحولات النظام العالمي.
2 ـ مجالات تأثير تحولات النظام العالمي في النظم الإقليمية.
ثانيًا: الإقليمية الجديدة ومستقبل النظم الإقليمية:
1 ـ التعريف بالإقليمية الجديدة: الدوافع ـ النماذج ـ الخصائص.
2 ـ الإقليمية الجديدة والنظام العالمي.
2 ـ الإقليمية الجديدة والنظم الإقليمية.
وأخيرًا الخاتمة.
ويرى المؤلف في مقدمة الكتاب: أن الاهتمام بالدراسات الإقليمية، وبالذات العلاقات الدولية الإقليمية أخذ يتزايد مع ظهور الموجة الجديدة من الإقليمية الجديدة NEW REGIONALISM
كما تعبر عنها ظاهرة الكتل الاقتصادية، فمع ظهور الإقليمية الجديدة بشكل مواز تأكد أن أغلب العلاقات والتفاعلات العالمية تتم ضمن أطر إقليمية وبالذات داخل الكتل الاقتصادية العملاقة وبين الدول الأعضاء في هذه الكتل، الأمر الذي ضاعف من أهمية وضرورة التركيز على دراسة أنماط العلاقات والتفاعلات التي تحدث داخل النظم الإقليمية من إطار العلاقات الدولية الإقليمية.
يقدم المؤلف تعريفًا مبسطًا لمفهوم النظام الإقليمي على (أنه نمط منتظم من التفاعلات بين عدد من الوحدات السياسية داخل إقليم معين، ويعرف النظام الإقليمي بأنه مستوى تحليلي وسط بين تحليل النظام العالمي وتحليل السياسة الخارجية للدول، وبهذا المعنى أخذ يكتسب أهمية كبيرة كمنهاجية تحليلية نتيجة العديد من التطورات السياسية، إضافة إلى تطورات أخرى في نظرية العلاقات الدولية وظهور مدارس فكرية لها رؤى واجتهادات نقدية لمقولات " مدرسة القوة"، أو ما يعرف بـ "مدرسة النظام الدولي" التي ركزت على الدول، بوصفها وحدة التحليل الأساسية، وعلى القوة واستخداماتها في العلاقات الدولية ، فقد أشارت تلك المدارس الفكرية الجديدة إلى فواعل أخرى في النظام العالمي لا تقل أهمية عن "الدول القومية"، وإلى ظواهر أخرى أخذت تكتسب أهمية كبيرة نتيجة استخدام القوة مثل الاعتماد الاقتصادي المتبادل والتكامل، ثم كان ظهور مدرسة الإقليمية في أوائل الستينيات بمثابة التتويج لتلك الاجتهادات في أبرز أهمية النظام الإقليمي كمنهاجية تحليلية للعلاقات الدولية.
ويصل الدكتور محمد السعيد إدريس في نهاية كتابه إلى أنه يكشف تحليل النظم الإقليمية التي وردت في الكتاب وتفاعلاتها وخصوصية ارتباطها بالنظام العالمي عن أهمية ومكانة كبيرتين لمنهاجية تحليل النظم الإقليمية، وسوف تتزايد هذه الأهمية والمكانة بالتحولات الجديدة في النظام العالمي، وخاصة تنامي ظاهرة الإقليمية الجديدة، نظرًا للتمايز الآخذ في التبلور للعلاقات الدولية الإقليمية.
فمنهاجية تحليل النظم الإقليمية تسمح بالكشف عن الطبيعة الداخلية للعلاقات الدولية والإقليمية والتعرف على خصائص وأنماط التفاعلات التي تحدث داخل النظم الإقليمية وحدود استقلالية أو تبعية تلك التفاعلات للتفاعلات التي تحدث على المستوى الدولي الأوسع. كشف هذه الحدود يفيد في التعرف على سبل تطوير العلاقات داخل النظم الإقليمية وتغليب علاقات التعاون على علاقات الصراع بناء عرفة ما إذا كان ذلك يرجع لأسباب إقليمية داخلية أم أنه رهن بتفاعلات النظام الدولي وأدواته.
ويرى المؤلف أن منهاجية تحليل النظم الإقليمية بما تعنيه من تركيز على تحليل العلاقات الدولية الإقليمية، تعطي فرصًا أكبر للتعرف على أدوار ووزن الدول أعضاء النظم الإقليمية في تلك التفاعلات بدرجة تفوق كثيرًا ما يمكن التعرف عليه من خلال تحليل تفاعلات النظام الدولي. فدور الدولة ومكانتها داخل نظامها الإقليمي يفوق كثيرًا دورها ومكانتها على مستوى النظام الدولي خصوصًا إذا كانت تلك الدولة دولة صغيرة.
ويقول المؤلف إذا كان وزن الدولة وتأثيرها يختلف داخل النظام الإقليمي عنه على مستوى النظام الدولي، فإن أوزان وأدوار النظم الإقليمية تختلف هي الأخرى على المستوى الدولي وفقًا لوزن وأهمية كل نظام إقليمي عالميًا، ووفقًا لأنماط علاقاته وارتباطاته بالنظام الدولي. كما أن أوزان وأهمية النظم الإقليمية سوف تتغير وفقًا لمدى تأثرها بالتحولات الجديدة في النظام الدولي.
ويختتم المؤلف بقوله " وهكذا يفيد التحليل المقارن لعلاقة أكثر من نظام إقليمي بالنظام الدولي في فترة تاريخية محددة أو لعلاقة نظام إقليمي بالنظام الدولي في مرحلتين تاريخيتين أو أكثر من مراحل تطور النظام الدولي في معرفة التباين في علاقة النظم الإقليمية بالنظام الدولي، ومستوى درجة استقلالية تفاعلات هذه النظم من تفاعلات النظام الدولي ومدى تبعيتها له، ووزن محددات البيئة الداخلية في هذه التفاعلات.