array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 183

التنسيق العربي الانطلاقة الأبرز ويمثل نواة تكتل جديد له ثقله خلال الفترة المقبلة

الإثنين، 27 شباط/فبراير 2023

لقد شهد العالم العديد من الأزمات الكبرى التي تصارعت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة ومنها جائحة كورونا كوفيد ١٩ عام ٢٠٢٠ م، التي أنهكت البشر وأوقفت  دوران عجلة الاقتصاد العالمي، ثم جاءت  الحرب الروسية ـ الأوكرانية عام ٢٠٢٢م، التي كانت نتيجة لقرارات اتسمت بالتهور واشتعلت على أثرها حربًا طويلة وممتدة ، وصراعات دولية ما أدى ذلك إلى إنهاك شديد للعديد من دول العالم، واستنزاف لمخزون فائض القوى بما يمكن تسميته بعثرة مفاجئة للقوى الاستراتيجية الدولية،  فانفصمت تحالفات وتضادت مصالح وخفتت نبرات الاستعلاء لبعض القوى  في خضم تلك الخطوب التي طالت الجميع دون استثناء مما جعل الكتل المتناثرة تتجه نحو التجمع ومحاولة الاصطفاف من جديد ولكن وفق نسق جديد يبحث عن الحلول البرجماتية وبغض النظر عن الخلافات الأيدلوجية .

وقد كانت منطقة الشرق الأوسط هي القبلة المبتغاة لتحقيق أهداف من وراء هذه التجمعات حيث استضافت قمم عربية ـ دولية مثل تلك التي ضمت الرئيس الأمريكي وقادة المملكة العربية السعودية و دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، والعراق، واجتماع آخر للرئيس الصيني مع نفس القادة في السعودية، وكذلك قمة المناخ الدولية في شرم الشيخ بمصر وكل ذلك  كان بمثابة محاولات من القوى الدولية لمواجهة تلك الخطوب بمزيد من التنسيق مع الدول الخليجية والعربية وبهدف إيجاد صيغ تفاهم عسى أن يساهم ذلك في وضع استراتيجيات لمواجهة تداعيات تلك الأزمات الكارثية على العالم أجمع من حيث التأثير السلبي وإيجاد الحلول المناسبة للأزمات الاقتصادية ونقص الغذاء ونقص إمدادات الطاقة، إضافة إلى وضع حد للحروب العسكرية والعمل على عدم انتشارها وتمددها إلى مناطق أخرى من العالم، لكن الملاحظة الإيجابية أن التنسيق العربي استمر وتطور وبات هو الأبرز وأصبح يمثل نواة لتكتل جديد له ثقله وتأثيره خلال الفترة المقبلة.

 

إن المنطقة العربية تشهد تحديات استراتيجية حقيقية ومخاطر تحيط بأطرافها وأزمات تنبع من داخلها، فما بين التهديد الإيراني لدول الخليج العربي. لا سيما بعد الفشل في ملف الاتفاق النووي الإيراني، إلى حالة عدم الاستقرار السياسي بدولة ليبيا والتي تمثل برميل نفط قابل للاشتعال لو لم تتكاتف القوى لأجل الوصول لحل سياسي مقبول عربياً، هذا بالإضافة للكيانات ذات التوجه الإرهابي على أطراف دولتي سوريا والعراق، ثم يجئ التهديد الجديد لاستقرار المنطقة بعد تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية ذات توجه عدائي وأفعال لا تتسم بالحكمة والمسؤولية، فهي حكومة تحوي بين أعضائها عناصر يصفها الغرب بالتطرف مثل " إيتمار بن غغير " الذى تولى حقيبة وزارية ذات أهمية كبرى في مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي وهى وزارة الأمن الوطني الإسرائيلي والتي تختص برسم سياسة الحكومة مع فلسطين حكومة وشعباً .. ! ، وهو الوزير الذى استقالت سفيرة إسرائيل بفرنسا اعتراضاً على حصوله على تلك الحقيبة الوزارية، ثم أصدرت رابطة المحامين اليهود بالولايات المتحدة الأمريكية بيانًا نددت فيه بممارسات نواب بالكنيست الإسرائيلي ضد منظومة القضاء والقانون، بل تصاعدت أصوات بعض الكتاب. والصحفيين مثل "توماس فريدمان الذي طالب (بایدن) بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوة لحماية الفلسطينيين من ممارسات أعضاء حكومته وحماية إسرائيل ذاتها من الانفجار الذاتي والتحول إلى منبع جديد لإشعال الأزمات بالمنطقة، فلقد بات المجتمع الإسرائيلي منقسماً على نفسه مما يهدد باتخاذ إجراءات متطرفة تجاه الأراضي الفلسطينية لاسيما المسجد الأقصى الذي يعد هدفاً معلناً للاستيلاء. عليه جزئياً من قبل وزراء حاليين بالحكومة الإسرائيلية. لذا حذر (فريدمان)، الرئيس الأمريكي من تداعيات تلك الأفعال التي لو حدثت على أرض الواقع لشكل ذلك أكبر تهديد على الأمن الإقليمي والدولي بأكمله.

 

فهذه الحكومة الفاشية المتطرفة تطلق بشكل صريح دعوات لتهويد المسجد الأقصى وزيادة وتيرة الانتهاكات بحقه وتهجير المقدسيين بشتى الوسائل والطرق من خلال قرارات الإبعاد والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وأصبحت الفاشية تياراً رسمياً في الحكومة الإسرائيلية.

وقد سمعنا نتنياهو على مستوى جميع النقاط التي تحدث فيها والتي تشير في مضمونها إعلان الحرب بشكل واضح على الشعب الفلسطيني وحتى على العالم العربي والإسلامي وما نراه من مخطط أثيوـ صهيوني على نفس المسار.

ولقد ظهرت بوادر تنسيق عربي مهمة تجاه المساعدات العربية التي ذهبت لدعم ومساعدة الشعب السوري بعد كارثة الزلزال المدمر الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين من مساكنهم، وكانت المساعدات العربية لفتة عربية أخوية إنسانية وهذه اللفتات تظهر عادة في الشدائد وعند الأزمات.

وعليه لابد من المزيد من التنسيق العربي ـ العربي وتفعيل العمل العربي المشترك للتصدي لمخاطر وتحديات الأمن العربي في جميع المناطق العربية خاصة تلك التي تواجه تحديات واضحة ومنها:

ــ رصد المخاطر والتحديات التي تهدد الأمن القومي العربي سواء القائمة أو المحتملة والعمل على مواجهتها وتوفير الدراسات الكافية حولها حتى يكون التصدي لها ناجحًا ومؤثرًا.

 

ــ أهمية التعاون والتنسيق العربي لمواجهة مخاطر امتلاك إيران السلاح النووي، والصواريخ الباليستية التي ترمي إلى زعزعة منطقة الخليج، تلك المنطقة التي تعد أهم مخزون نفطي في العالم، كما أنها منطقة استراتيجية من حيث الموقع والممرات المائية العالمية وخطوط التجارة العالمية.

ــ تفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك للتواجد العربي في أي مكان معرض لمخاطر عسكرية أو حروب واختراقات للأمن القومي العربي.

ــ إحياء عمل مؤسسات العمل العربي المشترك لتكون بمثابة حائط صد أمام الأزمات التي تواجه المنطقة.

ــ ضرورة التكامل العربي في كافة المجالات لتحقيق التعاون العربي ومن ثم الاكتفاء الذاتي بقدر المستطاع في الغذاء والدواء ومستلزمات الإنتاج والصناعات بمختلف أنواعها ومنها الصناعات العسكرية.

ــ ضرورة تنقية الأجواء الإعلامية العربية من أدوات الشحن وتعبئة الخلافات بين الدول العربية والحفاظ على ما تبقى من الأمن القومي العربي.

مقالات لنفس الكاتب