array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

الأمن السعودي يترصد (القاعدة) ويفشل مخططاته داخلياً ودولياً

السبت، 01 كانون2/يناير 2011

حققت أجهزة الأمن السعودية إنجازاً جديداً عبر كشفها مؤخراً 19 خلية تابعة لتنظيم (القاعدة) وأبطلت مخططاته التي كانت تستهدف سياسيين وإعلاميين ومنشآت نفطية، لتضيف بذلك صفحة جديدة إلى إنجازات كبيرة حققتها منذ نحو شهر حين كشفت معلومات عن إرسال طرود مفخخة إلى الغرب، كما كشفت عن مخططات إرهابية كانت تستهدف تفجير أماكن سياحية في دول أوروبية عدة.

إن أجهزة الأمن السعودية تمكنت خلال الأشهر الثمانية الماضية من إيقاف ما مجموعه 149 شخصاً ممن لهم علاقة بالأنشطة الإرهابية بينهم 124 سعودياً والباقون وعددهم 25 شخصاً هم من جنسيات مختلفة، وقد توزعوا جميعهم على 19 خلية في عدد من مناطق المملكة، وعثر بحوزتهم على مبالغ نقدية مقدارها نحو مليونين ومائتي ألف ريال بالإضافة إلى أسلحة ومتفجرات وأجهزة اتصال وكمبيوترات وأقراص مدمجة. كما كانت هذه الخلايا تعمل على تجنيد المغرر بهم وترسلهم إلى مناطق مختلفة من العالم، حيث تسود بؤر التوتر بذريعة (الجهاد).



ولقد شكلت هذه الخطوة التي قامت بها الأجهزة الأمنية السعودية والتي تم الكشف عنها في 26/11/2010 ضربة قاصمة لتنظيم (القاعدة) الذي أمضى وقتاً طويلاً في إعداد العنصر البشري، وإيصال التجهيزات، ورسم المخططات، وتوفير الإمكانات التي كانت مرصودة بالكامل من الجهات الأمنية المعنية في المملكة العربية السعودية إلى أن اكتملت المعطيات فكانت مفاجأة إلقاء القبض على كامل عناصر الخلايا ومن ضمنهم عناصر نسائية عمل تنظيم (القاعدة) على استخدامهن ليكنّ بمثابة تكتيك جديد في تحركاته ظناً منه أن الشبهة في مثل هذه الأحوال تكون بعيدة. وسبق للسعودية أن برزت كلاعب كبير في المعركة العالمية ضد الإرهاب والتطرف من خلال توفيرها المعلومات الأساسية التي أماطت اللثام عن قضية الطرود المفخخة المرسلة من اليمن إلى الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر الماضي.

وهذا ما يؤكده كلام جون برينان، وهو من كبار مستشاري الرئيس الأمريكي باراك اوباما لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، بقوله إن الولايات المتحدة تشعر بالامتنان للسعودية (على معونتها في تطوير معلومات ساعدت على تأكيد الخطر المحدق من اليمن). وقال مسؤولون أمريكيون آخرون إنه لولا المعلومات السعودية لوجدت العبوات الناسفة على الأرجح طريقها إلى طائرات الشحن المتجهة إلى شيكاغو، واحتمال تفجيرها في الجو. كما كانت المملكة وراء الكشف عن محاولات زرع متفجرات في أماكن سياحية في دول أوروبية عدة. والمفارقة هنا أنه بدلاً من أن تتضافر جهود الدول الأوروبية من أجل مواجهة موجة الإرهاب المتجددة على أيدي تنظيم (القاعدة) فقد حاولت كل دولة أن تؤكد لمواطنيها أنهم بمنأى عن أي مخاطر، وأن الدول الأوروبية الأخرى هي المهددة، الأمر الذي كشف إلى أي حد أن التنسيق الأمني بين الدول الأوروبية كان هشاً ودون مستوى التحديات المحدقة.



والمفارقة الأخرى المهمة هي أن أجهزة الاستخبارات الدولية هي التي كانت دائماً تتحدث عن أنها مصدر الكشف عن المخططات الإرهابية وتتهم نظيراتها العربية بأنها شبه نائمة، لكن أتت هذه التطورات الأخيرة لتثبت عكس ذلك تماماً، حيث تبين أن أجهزة الاستخبارات الدولية غافية أو مشغولة في ملفات أخرى أقل أهمية، فيما أجهزة الأمن السعودية يقظة وتنشط ليس من أجل حماية أمن السعودية فقط بل أيضاً الأمن الدولي. وهذه المسؤولية التي أخذتها أجهزة الأمن السعودية على عاتقها ليست بالأمر اليسير لأن مثل هذه المهام تتطلب دراية وحنكة وحكمة وقدرة لوجستية وتكتيكاً عالي الدقة، كما تتطلب توفر معلومات شفافة وصحيحة عما يخطط له تنظيم (القاعدة)، خاصة أن الدراسات المختصة تفيد بأن الخلايا الإرهابية ليست مترابطة وتخضع لقرارات مركزية، بل تتمتع كل خلية أو كل مجموعة خلايا بحرية باتخاذ القرار الذي تراه مناسباً وبما يتوافق مع الإيديولوجية العامة التي تحكم مسار هذا التنظيم، مما يعني أن الخرق من قبل الأمن السعودي يجب أن يحصل في أماكن عدة من العالم وعلى مستويات مختلفة، وهذا على ما يبدو أنه تم إنجازه مما يبشر بأن القدرة على شل تنظيم (القاعدة) باتت متاحة تمهيداً للقضاء نهائياً عليه وإن استوجب الأمر بعض الوقت من منطلق أن مواجهة عدو متخف أصعب بكثير من مواجهة عدو ظاهر ومكشوف. 

مقالات لنفس الكاتب