array(1) { [0]=> object(stdClass)#12963 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 188

القوة الناعمة في سياسة الكويت تعتمد على المبادرات الإنسانية والحيادية في الوساطة

الأحد، 30 تموز/يوليو 2023

يقول جوزيف ني Joseph Nye إن القوة الناعمة هي القدرة على التأثير وتحقيق الأهداف عبر ما يسمعه الناس عنك وليس عبر ما تفرضه عليهم، وهو توصيف منمق طويل لما يقوله أجدادنا "اطعن والناس يكفونك" بمعنى عدم الحاجة لفرض قناعاتك، بل بتسويقها بطريقة مكشوفة بالقول أو العمل. وعند تأسيس مفهوم القوة الناعمة في أواخر الثمانينيات، أوضح ناي من جامعة هارفارد أن لها ثلاثة مصادر وهي:

 

ثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين.

 

وقيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج.

 

وسياستها الخارجية عندما يراها الآخرون شرعية وأخلاقية

 

وقد تحسّن مركز الكويت في مؤشر القوة الناعمة لعام 2022م، حيث ارتفعت 6 مراكز لتحتل المرتبة 36 عالميًا والمركز الخامس عربيًا من بين 120 دولة. وسجلت الكويت 39.1 نقطة من أصل 100 في المؤشر العام. يقيم المؤشر الثقافة والعلاقات الدولية والإعلام والتعليم والتجارة والأعمال وغيرها من العوامل التي تؤثر في تفضيلات الأطراف المتنوعة على المستوى الدولي. وقد تحسنت الكويت في الاستجابة لجائحة كورونا، والعلاقات الدولية، والتأثير، والسمعة. تعكس هذه الترتيبات تقدم الدول في بناء القدرات الناعمة وقوة تأثيرها الدولي.

 

أولاً: مصدر ثقافتها التي تجذب بها الآخرين.

 

 تعمل الفعاليات الثقافية والاجتماعية على تعزيز القوة الناعمة للكويت. تستضيف الكويت مجموعة واسعة من المعارض والعروض الفنية والموسيقية والمسرحية، وتشجع التبادل الثقافي مع الدول الأخرى. هذه الفعاليات تساهم في تعزيز الفهم المتبادل وتعريف العالم بثقافة الكويت وتراثها الغني. وكل ذلك تحت عدة هياكل من أهمها:

 

 1- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أذرع القوة الناعمة الكويتية إذ إن لهذه المؤسسة دورًا مشهودًا في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، حيث دأبت، منذ خمسينيات القرن العشرين، على تزويد القارئ في البلدان العربية كافة بإصدارات شهرية قيّمة تشمل مجلة «العربي» الغراء التي تعاقب على رئاسة تحريرها مفكرين أفذاذ؛ كما أخذت المؤسسة منذ أواخر السبعينيات في إصدار سلسلة كتب «عالم المعرفة» الشهرية التي تجمع بين مؤلفات عربية جديدة وترجمات في مختلف مجالات المعرفة. ويذكر للكويت أن هذه الإصدارات تباع بأسعار رمزية، وقد انضافت فصلية «عالم الفكر» التي أسست عام 1970م، ومجلة «الثقافة العالمية» التي تنشر منذ عام 1981م، ترجمات لطيف واسع من النصوص وتفرد في كل عدد ملفًا لقضية من صميم الفكر العالمي المعاصر.

 

 وتحت نفس الهيكل تتضمن عناصر القوة الناعمة الكويتية الصحافة المتنوعة، وتمثل الصحافة المتنوعة أداة قوية في بناء القوة الناعمة لدولة الكويت بعدة طرق:

 

-نشر الثقافة والفكر الكويتي، تعزز انتشار الصوت الكويتي وتعريف العالم بالقضايا الكويتية والإقليمية. من خلال المقالات والتحقيقات والتقارير الصحفية توفر الصحافة الفضاء للكتّاب والصحفيين للتعبير عن آرائهم والتعمق في القضايا الهامة التي تؤثر في الكويت والمنطقة.

 

-تعزيز الحوار العام، فالصحافة وسيلة لتعزيز تبادل وجهات النظر في المجتمع الكويتي. يتم مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في الصحف والمجلات المختلفة، مما يسهم في توعية الجمهور وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي.

 

-تعزيز الحرية الإعلامية، تعتبر الصحافة المتنوعة في الكويت مظهرًا للحرية الإعلامية وحقوق الصحافة. يحظى الصحفيون بالحرية في نشر المعلومات وتقديم التحقيقات والتقارير الهامة دون تدخل أو رقابة غير مبررة. تعزز هذه الحرية المكتسبات الديمقراطية وتعكس التزام الكويت بقيم حرية التعبير والديمقراطية.

 

-توثيق الأحداث والمصالح الكويتية حيث يلعب الصحفيون والصحفيات دورًا حاسمًا في توثيق الأحداث والمصالح الكويتية ونشرها على المستوى الوطني والدولي. يقومون بتغطية الأحداث الهامة وتحليلها وتوضيح آثارها على الكويت وشعبها، مما يساهم في بناء صورة واضحة ودقيقة للبلاد في الساحة العالمية.

 

-نقل الرؤية والتطلعات الكويتية فتساهم الصحافة المتنوعة في نقل رؤية وتطلعات الكويت وقيمها وثقافتها إلى العالم. وتسليط الضوء على التقدم والإنجازات والتحديات التي تواجهها الكويت، وبالتالي يتم تعزيز الفهم والاحترام للبلاد وقضاياها.

 

بهذه الطرق، تعتبر الصحافة المتنوعة أداة قوية في بناء القوة الناعمة لدولة الكويت. تعزز الثقافة والحوار، تعكس الحرية الإعلامية، توثق الأحداث والمصالح الكويتية، تنقل الرؤية والتطلعات، وبالتالي تسهم في تعزيز الصورة والتأثير الإيجابي للكويت في المجتمع الدولي.

 

2-الديوانيات

 

وبالإضافة إلى الصحافة تسهم الديوانيات في بناء القوة الناعمة للكويت. حيث تعتبر الديوانيات تجمعات اجتماعية تقليدية يتم فيها مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، وتعزز التواصل بين الشباب وكبار الشخصيات في المجتمع الكويتي. تلعب هذه الديوانيات دورًا هامًا في تعزيز الثقافة والقيم والتواصل الاجتماعي من خلال عدة طرق:

 

--منبر للحوار والتفاعل الاجتماعي؛ تعتبر الديوانيات تجمعات اجتماعية تقليدية تجمع أفراد المجتمع الكويتي من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. يتم فيها مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية بشكل غير رسمي ومفتوح. تعزز الديوانيات التواصل والتفاعل الاجتماعي وتساهم في تعزيز العلاقات الشخصية والثقة بين أفراد المجتمع.

 

-تعزيز الثقافة والقيم الكويتية؛ تلعب دورًا هامًا في نشر وتعزيز الثقافة والقيم الكويتية التقليدية. يتم فيها مناقشة وتبادل الآراء والتجارب والمعرفة بشكل غير رسمي. كما تساهم الديوانيات في نقل التراث والقيم الكويتية إلى الأجيال الشابة وتعزيز الانتماء الوطني والثقافي للمجتمع.

 

-التأثير على صناعة القرار؛ تلعب الديوانيات دورًا مهمًا في صناعة القرار في الكويت. يتم مناقشة القضايا الحساسة والمهمة في الديوانيات، ويمكن أن تؤثر في رؤى وآراء الشخصيات البارزة وصانعي القرار في المجتمع الكويتي من برلمانيين ووزراء يمكن للديوانيات أن تسهم في تشكيل السياسات وتوجيه المسارات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

 

-الترويج للثقافة الكويتية في الخارج تلعب الديوانيات دورًا في تعزيز الثقافة الكويتية وترويجها في الخارج. يزور العديد من الضيوف الأجانب الديوانيات ويشاركون في المناقشات، مما يساهم في تبادل الثقافات وتعزيز فهم العالم للثقافة والتقاليد الكويتية.

 

وعليه تعتبر الديوانيات أداة قوية في بناء القوة الناعمة للكويت وتؤثر في صناعة القرار وتوجيهها، وتعد الديوانيات جزءًا أساسيًا من الهوية الكويتية وتعزز الروح الاجتماعية والترابط في المجتمع.

 

 3-الإنتاج والفعاليات الفنية

 

 تمثل الفنون بالتأكيد مصدرًا آخر مهما للقوة الناعمة كما أن لها مردودًا اقتصاديا لا يستهان به، ونستذكر هنا كيف تمكنت المسلسلات التركية من غزو العالم العربي ولدينا في الكويت تجربة فنية غنية ورائدة على مستوى دول الخليج العربي وقامات فنية لها حضورها في كل بيت خليجي، عبر المسلسلات والمسرح، والذي يعتبر أداة قوية في بناء القوة الناعمة للكويت والدول الخليجية الأخرى من خلال عدة طرق:

 

-الابتكار والإبداع الفني، يعزز الفن في المسلسلات والمسرح الابتكار والإبداع الفني في المنطقة. يشجع الفنانون والكتّاب والمخرجون والممثلون على تقديم أعمال فنية جديدة ومبتكرة تعكس التجارب والقصص المحلية والثقافة والتراث العربي الخليجي. يُظهِر هذا الابتكار والإبداع الثقافة الغنية والتنوع الثقافي في المنطقة، مما يساهم في تعزيز القوة الناعمة للدول الخليجية.

 

-نقل الرسائل الاجتماعية والثقافية؛ يستخدم الفن في المسلسلات والمسرح لنقل رسائل اجتماعية وثقافية هامة. يتم التركيز على قضايا مثل الهوية الثقافية، والعلاقات الاجتماعية، والمساواة، والتراث، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. يمكن للفن أن يساهم في توعية الجمهور وتشجيع التفكير والمناقشة حول هذه القضايا المهمة.

 

-تعزيز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي؛ يساهم الفن في تعزيز الروابط الثقافية بين الدول الخليجية والتبادل الثقافي بينها. يقوم الفنانون والفنانات والمبدعون بزيارة الدول الخليجية المختلفة ويشاركون في الأعمال الفنية المشتركة والمهرجانات والمسابقات. يساهم هذا التبادل الثقافي في تعزيز التفاهم والتعاون بين الدول وتعزيز القوة الناعمة للمنطقة ككل.

 

-النهضة الثقافية والفنية؛ يساهم الفن في المسلسلات والمسرح في النهضة الثقافية والفنية في الخليج العربي. يسهم في تطوير المواهب الفنية المحلية وتعزيز الصناعة الفنية المحلية، بما في ذلك صناعة السينما والتلفزيون والمسرح. يُعزز هذا التطور الثقافي والفني القوة الناعمة للدول الخليجية ويعكس التقدم والتطور في هذا المجال.

 

  يُعَدّ الفن، أداة قوية في بناء القوة الناعمة للدول الخليجية. يعزز الابتكار والإبداع، ينقل الرسائل الاجتماعية والثقافية، يعزز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي، ويساهم في النهضة الثقافية والفنية في المنطقة. يلعب الفن دورًا مهمًا في تعزيز القوة الناعمة للدول الخليجية وتعكس التراث والهوية الثقافية الغنية في المنطقة. ويكفي أن نرى القيم الأميركية وكيف انتشرت في العالم من خلال الفن.

 

 4-مهرجان هلا فبراير كل عام 

 

  مهرجان هلا فبراير هو أحد أبرز المهرجانات الثقافية والترفيهية في الكويت، ويقام سنويًا في فبراير. ويصاحبه حضور خليجي كثيف من دول الجوار يضم المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات والفنون والعروض الترفيهية التي تستهدف الجمهور المحلي والزوار. قد تختلف الفعاليات التي تقام في كل عام، ومن بين الفعاليات الشائعة في مهرجان هلا فبراير يمكن ذكر ما يلي:

 

-العروض الموسيقية والحفلات؛ يتم تنظيم حفلات موسيقية مباشرة لفرق وفنانين محليين ودوليين. يشمل ذلك العروض الموسيقية الكبيرة والمسرحيات الموسيقية وحفلات الغناء.

 

-المعارض الفنية؛ تعقد معارض فنية للفنانين المحليين والعرب والدوليين، حيث يتم عرض الأعمال الفنية المتنوعة بمختلف التقنيات والأساليب الفنية.

 

-العروض الترفيهية؛ تتضمن عروضًا ترفيهية مثل السيرك، والعروض المسرحية المباشرة، وعروض الأزياء، والعروض التقليدية والثقافية، وعروض الألعاب النارية.

 

-الفعاليات الرياضية؛ قد يشمل المهرجان مسابقات وفعاليات رياضية مختلفة مثل سباقات الدراجات، والماراثون، والمسابقات الرياضية الأخرى التي تشارك فيها الفرق المحلية والعالمية.

 

-الأنشطة الترفيهية العائلية يعقد في إطار المهرجان العديد من الأنشطة الترفيهية المخصصة للعائلات والأطفال، مثل الألعاب والتجارب الترفيهية والعروض التفاعلية.

 

-المحاضرات والندوات؛ يقدم المهرجان سلسلة من المحاضرات والندوات التي تستضيف خبراء ومتحدثين في مجالات مختلفة مثل الثقافة والتاريخ والعلوم الاجتماعية.

 

تتغير الفعاليات والبرامج في مهرجان هلا فبراير من عام إلى آخر، ويتم الإعلان عن الجدول الزمني والفعاليات المحددة قبل بدء المهرجان. يوفر المهرجان فرصة للمجتمع للاستمتاع بتجارب ثقافية وترفيهية متنوعة ويساهم في تعزيز القوة الناعمة للكويت من خلال تعزيز الثقافة والفنون والتراث.

 

5-سمعة الكويت الرياضية

 

    يعتبر النشاط الرياضي أيضًا عنصرًا مهمًا في بناء القوة الناعمة الكويتية. تستضيف الكويت العديد من الأحداث الرياضية المهمة والبطولات الدولية، مما يسهم في تعزيز صورة الكويت كمركز رياضي دولي وتعزيز الروح الرياضية والاندماج الثقافي.

 

 القوة الناعمة الرياضية تولدت من الفوز في دورة كأس الخليج العربي الأولى 1970م، ثم دورة كاس آسيا ورموزها الرياضيين وعلى رأسهم الشيخ فهد الأحمد عبر تولية رئاسة المحلي الأولمبي الآسيوي ثم الشيخ أحمد الفهد وحاليًا الشيخ طلال الفهد الصباح، رئيسًا للمجلس الأولمبي الآسيوي لولاية جديدة مدتها 4 أعوام،

 

كما أن من أمجاد كرة القدم الكويتية وصول الكويت لتصفيات كأس العالم 1982 وكان حدثًا هامًا ومفصليًا في تاريخ الكويت الرياضي، وله عدة أهميات:

 

-الإنجاز الرياضي؛ كانت هذه هي المرة الأولى التي تأهل فيها المنتخب الوطني لكأس العالم لكرة القدم. كانت إنجازًا كبيرًا للكويت وللرياضة الكويتية بشكل عام، وعكست التطور والتقدم الذي حققه المنتخب في السنوات الأخيرة.

 

-تعزيز الهوية الوطنية والفخر الوطني؛ وصول الكويت لتصفيات كأس العالم لهذه الدورة رفع من الهمة الوطنية وزاد من شعور الفخر لدى الكويتيين. كان منتخب الكويت يمثل بلدهم في الحدث العالمي الكبير، مما أسهم في تعزيز الانتماء الوطني وتقوية الروح الوطنية.

 

-العرض الدولي والتأثير الدبلوماسي؛ وصول الكويت لتصفيات كأس العالم أعطى فرصة للكويت للتعريف بنفسها وعرض قدراتها الرياضية على المستوى الدولي. تلقى المنتخب الكويتي اهتمامًا دوليًا ووسائل الإعلام التي ركزت على إنجازهم. تعتبر هذه الفرصة أيضًا فرصة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحسين الصورة العامة للكويت في المجتمع الدولي.

 

-تعزيز التنمية الرياضية والبنية التحتية؛ للوصول إلى تصفيات كأس العالم، يتطلب الأمر جهودًا كبيرة في تطوير الرياضة والبنية التحتية الرياضية في البلد. لتحقيق هذا الإنجاز، استثمرت الكويت في تطوير مرافق رياضية عالية المستوى وتطوير برامج تطوير اللاعبين والمدربين. هذا المستوى من التحسين في البنية التحتية الرياضية يستمر في تعزيز التطور الرياضي في الكويت بعد هذا الحدث.

 

لقد كان تمكن المنتخب الكويتي من التأهل لكأس العالم في النسخة الثانية عشرة التي أقيمت في إسبانيا عام 1982. بل وحقق المنتخب الكويتي نتائج مشرفة، حيث تعادل في مباراته الأولى أمام التشيك بنتيجة 1-1، وخسر أمام إنكلترا بنتيجة 4-1، وأمام الاتحاد السوفيتي بنتيجة 1-0. بذلك، أصبح المنتخب الكويتي أول منتخب آسيوي يحقق نتائج إيجابية في نهائيات كأس العالم ويصعد إلى المرحلة الثانية من البطولة. واعتبر هذا الإنجاز بمثابة نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الآسيوية، وقد ألهم وشجع المنتخبات الآسيوية الأخرى على مواصلة التطور والسعي لتحقيق النجاحات على المستوى العالمي.

 

وعليه فالنشاط الرياضي في الكويت أصبح أداة قوية في بناء القوة الناعمة للبلاد من خلال عدة طرق:

 

-تعزيز الصورة الإيجابية للكويت؛ يساهم النشاط الرياضي الكويتي في تعزيز الصورة الإيجابية للبلاد في الساحة الدولية. يُعرَف العديد من الرياضيين الكويتيين بأدائهم الممتاز في مختلف الرياضات، مما يُبرز مهاراتهم ومواهبهم ونجاحاتهم. تحقق الرياضة الكويتية إنجازات مهمة على المستوى الدولي، مما يعزز التأثير والمكانة الدولية للكويت.

 

-بناء الروح الوطنية والانتماء الوطني؛ يعزز النشاط الرياضي في الكويت الروح الوطنية والانتماء الوطني. يجتمع الشعب الكويتي حول فرقه ولاعبيه المفضلين، ويشجعونهم ويدعمونهم في المسابقات المحلية والدولية. تُعَزِّز الرياضة الكويتية الترابط والتضامن بين أفراد المجتمع وتعزز العزيمة والفخر الوطني.

 

-الترويج للسلام والتعاون الدولي؛ يستخدم النشاط الرياضي في الكويت كوسيلة للترويج للسلام والتعاون الدولي. تستضيف الكويت العديد من الفعاليات والبطولات الرياضية الدولية وتشارك فيها بنشاط. يجتمع الرياضيون والجماهير من مختلف الدول والثقافات في هذه الفعاليات، مما يعزز التفاهم والتعاون الدولي ويساهم في تعزيز السلام العالمي.

 

-تعزيز الصحة واللياقة البدنية؛ يعتبر النشاط الرياضي أداة قوية لتعزيز الصحة واللياقة البدنية للأفراد والمجتمع بشكل عام. تشجع الكويت على المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة وتوفر البنية التحتية اللازمة لتطوير المواهب والمهارات الرياضية. يعزز النشاط الرياضي الصحة والعافية ويساهم في تحقيق تنمية شاملة للفرد والمجتمع.

 

-تعزيز السياحة الرياضية؛ يمكن للنشاط الرياضي في الكويت أن يعزز السياحة الرياضية ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. يتم تنظيم الفعاليات الرياضية الكبيرة والبطولات الدولية في الكويت، مما يجذب المشجعين والرياضيين من الخارج ويساهم في تنشيط القطاع السياحي وتعزيز الاقتصاد المحلي.

 

  يعتبر النشاط الرياضي في الكويت أداة قوية في بناء القوة الناعمة للبلاد. يعزز الصورة الإيجابية للكويت، وبناء الروح الوطنية والانتماء الوطني، ويعزز السلام والتعاون الدولي، ويعزز الصحة واللياقة البدنية، ويعزز السياحة الرياضية والتبادل الثقافي. وبشكل عام، كان وصول الكويت لتصفيات كأس العالم 1982م، له تأثير كبير في تاريخ الرياضة الكويتية والوطنية. أثبتت الكويت قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي وأشعلت الحماس والفخر لدى الشعب الكويتي. بل والعرب فقد اعتمد الجمل العربي كأيقونة للمشاركة في التصفيات النهائية.

 

ثانيًا: قيم الكويت السياسية وتأثيرها في الداخل والخارج.

 

تُعتبر القوة الناعمة لدولة الكويت واحدة من أبرز أدواتها في المجال الدولي. فمنذ تأسيس أول مجلس أمة منتخب في منطقة الخليج وحتى اليوم، استطاعت الكويت بناء سمعة قوية واحترام دولي بفضل تطور قوتها الناعمة المستدامة واستثمارها الفعال ومجلس الأمة المنتخب في دولة الكويت يعد واحدًا من أبرز عناصر القوة الناعمة للبلاد، وذلك لعدة أسباب:

 

-التمثيل الديمقراطي؛ يُعتبر مجلس الأمة المنتخب في الكويت تجسيدًا للمشاركة الشعبية والتمثيل الديمقراطي. بواسطة الانتخابات الحرة والنزيهة، يتم اختيار أعضاء المجلس الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع الكويتي. وبذلك يتيح المجلس للمواطنين التعبير عن آرائهم ومصالحهم والمشاركة في صنع القرارات السياسية.

 

-الحوار والمناقشة يعتبر مجلس الأمة منبرًا هامًا للحوار والمناقشة السياسية في الكويت. يتم مناقشة القضايا الحساسة والمهمة في جلسات المجلس، مما يساهم في تعزيز الوعي السياسي وتنمية الثقافة الديمقراطية في المجتمع الكويتي.

 

-الرقابة والمساءلة؛ يلعب مجلس الأمة دورًا هامًا في ممارسة الرقابة على الحكومة ومساءلتها. يستطيع أعضاء المجلس طرح الأسئلة واستجواب المسؤولين الحكوميين، وذلك للحفاظ على شفافية العمل الحكومي ومكافحة الفساد، وبالتالي يساهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والشعب.

 

-التأثير الدولي؛ يعتبر مجلس الأمة المنتخب في الكويت مظهرًا للديمقراطية والاستقرار السياسي في البلاد، مما يساعد في بناء سمعة الكويت واحترامها على المستوى الدولي. الانتخابات الحرة والمنظمة تعزز مكانة الكويت كدولة ديمقراطية نموذجية في المنطقة، وبذلك تعزز قوتها الناعمة وتؤثر على مواقف الدول الأخرى تجاهها.

 

بالتالي، يمثل مجلس الأمة المنتخب في الكويت أداة مهمة في بناء القوة الناعمة للبلاد. يعزز الديمقراطية والمشاركة الشعبية، ويوفر منبرًا للحوار والمناقشة السياسية، ويمارس الرقابة والمساءلة، ويساهم في تعزيز التأثير الدولي للكويت.

 

- القوة الناعمة الكويتية في العلاقات الدولية

 

تتميز الكويت بخصوصيات سياسية نادرة، حيث تتجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتسعى لحل النزاعات الدولية وتخفيف آثار الكوارث والأوبئة. وقد قدمت الكويت العديد من المبادرات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مثل تبرعها بمبالغ مالية لدعم البحوث العلمية ومواجهة أزمة الغذاء العالمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. تم اختيار الكويت كمركز للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة وتم تسمية الشيخ صباح الأحمد الصباح قائدًا للعمل الإنساني. تعتبر الحيادية الكويتية والوساطة العادلة من أبرز خصائص سياسة الكويت الخارجية، وتعتبر الوساطة الكويتية ذات تأثير كبير في حل النزاعات الدولية والإقليمية، حيث تحرص الكويت على تحقيق المصالحة وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة، وتتلقى الكويت تقديرًا عالميًا لدورها الإنساني والدبلوماسي الفعال في تحقيق السلام والمصالحة. كما تركز الكويت على الوساطة بشكل حيادي وعادل، ولم تستغل نجاحاتها في الترويج الدعائي، بل عملت بصمت على تحقيق السلام والمصالحة. تتمتع الكويت بموقع متوازن وعلاقات جيدة مع الأطراف المتنازعة، بالإضافة إلى قدراتها المالية القوية التي تعزز دورها كوسيط. تتميز سياسة الكويت بالاعتدال والدبلوماسية الناعمة،

 

باختصار، تعتبر القوة الناعمة لدولة الكويت أداة فعالة في تعزيز مكانتها الدولية وتأثيرها. 

مقالات لنفس الكاتب