array(1) { [0]=> object(stdClass)#13009 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 191

الصناعات الدفاعية في دول الخليج و "الآسيان" قابلة للنمو رغم التحديات

الأحد، 29 تشرين1/أكتوير 2023

تأسست رابطة (آسيان) عام 1967م، وتضم كلا من إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي دار السلام وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا. وقد أتت القمة التي احتضنتها العاصمة السعودية في20 اكتوبر 2023م، تتويجاً للعلاقات السياسية والاقتصادية المتنامية بين آسيان ودول مجلس التعاون. كما عقدت القمة في الوقت الذي تزداد أهمية دول مجلس التعاون عالميًا أمنيًا وسياسيًا فضلًا عن نموها وتنوعها الاقتصادي غير المسبوق الأمر الذي يتطلب خلق شراكات مختلفة مع تكتلات إقليمية متعددة. وتشكل دول الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربي كتلتين إقليميتين ذات أهمية كبيرة على الساحة العالمية تتجلى هذه الأهمية في العديد من الجوانب.

الأهمية الاقتصادية:

تحمل دول الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربي معاً إمكانيات اقتصادية ضخمة. فتمتاز أسواق هاتين الكتلتين بأبعادها الضخمة، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول الآسيان 3.6 تريليون دولار، وعدد سكانها يصل إلى 622 مليون نسمة. من ناحية أخرى، تمتلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي موارد نفط وغاز هائلة، تلك الموارد تجعلها مصدرًا أساسيًا للطاقة للعديد من دول الآسيان، وهذا يفتح الباب أمام فرص استثمارية وتجارية كبيرة بين الجانبين.

كما أن هناك القيم المشتركة، حيث تشترك دول آسيان في قيم مشتركة، مثل احترام السيادة الوطنية والقانون الدولي. هذه القيم المشتركة يمكن أن تساعد دول آسيان على لعب دور بناء في النظام الدولي.

مجالات التعاون:

ظهر بعد قمة الرياض 20 أكتوبر 2023م، هدف تعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل:

التجارة والاستثمار: من المتوقع أن تزيد القمة من التجارة والاستثمار بين الجانبين من خلال اتفاقيات تجارية واستثمارات مشتركة.

الطاقة: من المتوقع أن تعزز القمة التعاون في مجال الطاقة من خلال مشاريع في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة.

النقل: تسعى القمة لتعزيز التعاون في مجال النقل من خلال مشاريع في مجال الطرق والسكك الحديدية والطيران.

 الصحة: من المتوقع أن تعزز القمة التعاون في مجال الصحة من خلال مشاريع في مجال البحث والتطوير والتصنيع الدوائي.

التعليم: تهدف القمة إلى تعزيز التعاون في مجال التعليم من خلال مشاريع التبادل الطلابي والأكاديمي.

** التعاون الأمني بين دول الآسيان ومجلس التعاون

تعكس العلاقات القوية بين دول الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربي التزامهما بالتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي، مما يعزز التعاون الإقليمي

 الأهمية الاستراتيجية:

دول الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربي تقعان في مناطق استراتيجية مهمة. الآسيان تعتبر مفترق طرق التجارة العالمية، مما يجعلها منطقة جذب للاستثمار والتجارة العالمية. ومن جهة أخرى، دول الخليج تمتلك أهمية استراتيجية كبيرة كمصدر للطاقة، وهي أيضًا شريك رئيسي في مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة. هذا التعاون يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي.

التحديات الإقليمية:

مثلت القمة التي عقدت 20 اكتوبر2023م، منصة لبحث الحلول للتحديات الإقليمية والمتغيرات الدولية السريعة التي تؤثر على دول الخليج ودول الآسيان. هذا التعاون يمكن أن يساهم في حل مشكلات إقليمية معقدة وتعزيز الاستقرار والازدهار. عبر إجراء المشاورات واستكشاف التعاون في المجالات المحددة ذات الاهتمام المشترك لتنفيذ المجالات ذات الأولوية، مثل التعاون في المجال البحري، والاتصالات، وأهداف التنمية المستدامة، والمجال الاقتصادي، وغيرها من مجالات التعاون الممكنة والمناسبة.

 كما كان الهاجس الأمني حاضر بقوة لدعم التعاون الاقتصادي عبر تضافر الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار وأهمية الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول والتكتلات الإقليمية لتحقيق التنمية والتقدم، والحفاظ على النظام الدولي المرتكز على القواعد والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. والالتزام بمبادئ السلام والأمن، بما في ذلك مبادئ حسن الجوار، واحترام الاستقلال والسيادة، والمساواة، ووحدة الأراضي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، وتسوية الخلافات أو النزاعات بالطرق السلمية. كما أن من الأهمية التركيز على أهمية المحيطات والبحار باعتبارها عاملًا رئيسيًا في دفع النمو والازدهار في المنطقة. وضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار، والسلامة والأمن البحريين، وحرية الملاحة والعبور الجوي، وغيرها من الاستخدامات القانونية للبحار دون عوائق في التجارة البحرية المشروعة، وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات، وفقًا لمبادئ القانون الدولي المتعارف عليها عالميًا. لكن ذلك يتطلب التعاون في مجال منع ومكافحة الجريمة بما في ذلك الجريمة العابرة للحدود، والجرائم الإلكترونية، ومكافحة الإرهاب والتطرف.  عبر تعزيز التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون في دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيان، وتبادل المعلومات والخبرات، وإقامة شراكات لمكافحة الجريمة.

@ غزة كانت حاضرة في آسيان-الخليج

لم ينس الأمير محمد بن سلمان غزة في قمة الخليج -آسيان فقال : "ويؤلمنا في الوقت الذي نجتمع فيه ما تشهده غزة اليوم من عنف متصاعد يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء، وفي هذا الصدد، نؤكد رفضنا القاطع لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة، وأهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية التي تمس حياتهم اليومية، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفق حدود 1967م، بما يحقق الأمن والازدهار للجميع".

 وقد مثلت قمة دول "آسيان" ودول مجلس التعاون الخليجي فرصة حول غزة لتعزيز التعاون السياسي بين الجانبين وتنسيق مواقفهما بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضية الفلسطينية. 

من جهة أخرى، تشمل مجالات التعاون الممكنة في هذه القمة دعم المساعدات الإنسانية والإغاثة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى جهود إعادة إعمار غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الحالي. وهذا يعكس التفاعل الإنساني والمساعدة المالية المحتملة من دول "آسيان" ودول مجلس التعاون الخليجي في هذا السياق الإنساني الحرج.

 بشكل عام، تعد هذه القمة حدثًا تاريخيًا يعزز العلاقات بين الدول الآسيوية ودول مجلس التعاون الخليجي في ملف القضية الفلسطينية.

** أهمية دول آسيان في حل قضية العرب والخليج المركزية

يُعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أحد أقدم الصراعات المستمرة في العالم، وقد أدى إلى معاناة كبيرة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. تلعب دول آسيان دورًا مهمًا في حل هذا الصراع، وذلك لعدة أسباب، منها:

الأهمية الديموغرافية: تضم دول آسيان مجموعات إسلامية كبيرة، مما يجعلها تمثل صوتًا قويًا للشؤون الإسلامية. يمكن للدول الآسيوية دعم قضية الفلسطينيين والمطالبة بحقوقهم بشكل أكبر نظرًا للتضامن الديني.

الأهمية الاقتصادية: آسيان تمتلك اقتصادات نامية وتحقق نموًا اقتصاديًا سريعًا، يمكن للإسرائيليين أن يروجوا لفرص تعزيز التجارة والاستثمار بين إسرائيل ودول آسيان. هذا يمكن أن يكون دافعًا للمساهمة في تهدئة التوترات.

الأهمية الجيوسياسية؛ دول آسيان تقع جغرافيًا في منطقة بعيدة عن الشرق الأوسط، ولذلك يمكن أن تلعب دورًا محايدًا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وجود دول آسيان بعيدًا عن المنطقة يعني أنها تميل إلى تطبيق سياسات محايدة دون تورط كبير في الصراع.

ويمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في حل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي من خلال:

دعم الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة؛ حيث يمكن لدول آسيان تقديم الدعم الدبلوماسي والمساعدة المالية للحوار والتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تقديم الدعم الدبلوماسي للحقوق الفلسطينية؛ ومن ذلك يمكن لدول آسيان التصويت لصالح قرارات الأمم المتحدة الداعمة لحقوق الفلسطينيين، والتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.

تعزيز التعاون الاقتصادي، يمكن أن يساعد في خلق فرص عمل وتنمية اقتصادية في الأراضي الفلسطينية.

تحديات أمام دور دول آسيان

تواجه دول آسيان بعض التحديات في لعب دور فعال في حل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، منها:

*الضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة، فسوف تمارس إسرائيل والولايات المتحدة ضغوطًا على دول آسيان لاتخاذ موقف أكثر تحفظًا من القضية الفلسطينية.

*عدم وجود إجماع بين دول آسيان نفسها على موقفها من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

  يمكن لدول آسيان أن تستفيد من دورها في تعزيز السلام والاستقرار في العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص. لكن بالإضافة إلى التحديات المذكورة أعلاه، تواجه دول آسيان تحديًا آخر يتمثل في الاختلافات بين الدول الأعضاء في الآسيان فيما يتعلق بموقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. بعض الدول، مثل ماليزيا وإندونيسيا، تدعم القضية الفلسطينية بقوة، بينما تدعم دول أخرى، مثل سنغافورة وتايلاند، علاقات اقتصادية وثيقة مع إسرائيل.

هذا الاختلاف في المواقف يمكن أن يعقد الجهود التي تبذلها دول آسيان للعب دور فعال في حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. يمكن أن يؤدي هذا الاختلاف إلى صراعات بين الدول الأعضاء في الآسيان، مما قد يضعف موقفها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن أجل أن تلعب دول آسيان دورًا فعالًا في حل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، يجب أن تواجه التحديات التي تواجهها. يمكن أن تفعل ذلك من خلال:

**تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآسيان؛ يمكن أن يساعد هذا التعاون في تقليل الاختلافات بين الدول الأعضاء في الآسيان فيما يتعلق بموقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

**تطوير مواقف مشتركة بين الدول الأعضاء في الآسيان، يمكن أن يساعد هذا التطوير في توحيد موقف دول آسيان في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

**تعزيز التواصل مع الأطراف المتنازعة؛ يمكن أن يساعد هذا التواصل في بناء الثقة وتعزيز التفاهم بين الأطراف المتنازعة.

من خلال مواجهة هذه التحديات، يمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

**الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج العربي

الصناعات الدفاعية بين الكتلتين هي قطاعات اقتصادية مهمة حيث تمتلك دول آسيان إمكانات كبيرة لتصنيع المعدات العسكرية، وتسعى دول الخليج العربي إلى تنويع مصادر إمداداتها الدفاعية.

**الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان

تمتلك دول آسيان إمكانات كبيرة لتصنيع المعدات العسكرية. وتتمتع العديد من الدول بقاعدة صناعية متطورة، وتوفر الموارد الطبيعية اللازمة لتصنيع المعدات العسكرية. وتشمل الصناعات الدفاعية الرئيسية الطائرات المقاتلة؛ تنتج إندونيسيا وماليزيا طائرات مقاتلة محلية الصنع، وانضمت إندونيسيا أيضًا إلى برنامج كوريا الجنوبية لتصنيع مقاتلة الجيل الخامس النفاثة كيه إيه آي كيه أف-أكس. السفن الحربية، كما تمتلك العديد من دول آسيان صناعة سفن حربية نشطة، وتنتج العديد من دول آسيان أسلحة صغيرة محلية الصنع كما تمتلك العديد من دول آسيان أنظمة دفاع جوي محلية الصنع، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند.

 وعلى الجانب الآخر تسعى دول الخليج العربي إلى تنويع مصادر إمداداتها الدفاعية. ورغم ان دول الخليج العربي تعتمد بشكل كبير على الواردات من الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى. ومع ذلك، فقد بدأت في زيادة إنتاجها المحلي من المعدات العسكرية.

** رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ليست منظمة عسكرية أو صناعية دفاعية بالأساس، ولا تتمتع بصناعة دفاعية مشتركة. ومع ذلك، يمكن أن تحتوي دول آسيان على صناعات دفاعية مستقلة. فإندونيسيا لديها صناعة دفاعية نسبياً كبيرة تشمل إنتاج السفن الحربية والمركبات العسكرية وأنظمة الأسلحة. وماليزيا أيضًا لديها بعض القدرات في مجال صناعة الدفاع، بما في ذلك تصنيع المركبات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي. اما الفلبين فتعتمد بشكل كبير على مشتريات الأسلحة من الخارج ولا تمتلك صناعة دفاعية متقدمة.

وسنغافورة لديها صناعة دفاعية نسبياً قوية وتنتج معدات وتكنولوجيا دفاعية. وتايلاند لديها بعض القدرات في صناعة المعدات الدفاعية والمركبات العسكرية.

 من جهة أخرى تمتلك دول الخليج العربي صناعات دفاعية طموحة وتستثمر بشكل كبير في شراء وتطوير التجهيزات والتكنولوجيا العسكرية من مختلف أنحاء العالم وتنتج بعضها محليًا.

 @ التعاون بين الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج

هناك فرص كبيرة للتعاون بين الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج العربي. يمكن أن يشمل هذا التعاون تبادل الخبرات والتقنيات، وإقامة شراكات تصنيع مشتركة، وشراء المعدات العسكرية.

يمكن أن يسهم التعاون في الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج العربي فيما يلي:

**تعزيز الأمن والدفاع في المنطقة.

**دعم التنمية الاقتصادية في كلتا المنطقتين.

**تعزيز التعاون الإقليمي.

لكن من الضروري الإشارة إلى أن الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج العربي تواجه بعض التحديات، بما في ذلك:

*الحاجة إلى الاستثمار في البحث والتطوير.

*المنافسة من الشركات المصنعة العالمية.

*الحظر الدولي على الواردات والصادرات.

على الرغم من هذه التحديات، فإن الصناعات الدفاعية في رابطة آسيان ودول الخليج العربي لديها القدرة على النمو والازدهار في السنوات القادمة.

@ تركيبة النظام الدولي الجديد المرتقب

 دول مجموعة الآسيان، وهي مجموعة من دول جنوب شرق آسيا، تمتلك إمكانية كبيرة للمشاركة في تركيبة النظام الدولي الجديد المرتقب. تعتبر الآسيان منطقة استراتيجية مهمة من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية، وهذا يجعل مشاركتها في تشكيل النظام الدولي مسألة ذات أهمية كبيرة.

أولًا، الاقتصاد: دول الآسيان تشهد نموًا اقتصاديًا مطردًا وتضم بعضًا من أكبر اقتصادات العالم، مثل الصين والهند. هذا النمو يمنحها قوة اقتصادية كبيرة ويزيد من تأثيرها على النظام الاقتصادي العالمي. بالتالي، يُمكن توقع دور مهم للآسيان في تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي والمشاركة في جهود التنمية العالمية.

ثانيًا، الأهمية الديموغرافية: تضم الآسيان أكثر من 660 مليون نسمة، وهذا يمثل نسبة كبيرة من سكان العالم. هذا العدد السكاني الكبير يزيد من وزن دول الآسيان في الشؤون العالمية ويمكنها من تشكيل سياسات وأجندة دولية.

ثالثًا، الموقع الجغرافي: تقع الآسيان في منطقة جغرافية حيوية واستراتيجية. تعتبر منطقة البحر الصين الجنوبي، التي تشهد نزاعات بين الدول، جزءًا من هذه المنطقة. لذلك، لها دور كبير في تحقيق الاستقرار الإقليمي وإدارة النزاعات، وهذا يمكن أن يؤثر على النظام الدولي.

رابعًا، القيم المشتركة: دول الآسيان تشترك في قيم مشتركة مثل احترام السيادة الوطنية والقانون الدولي. هذا يمكن أن يجعلها شريكًا جديرًا بالثقة في جهود البناء والتعاون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن هناك تحديات تواجه دول الآسيان في مساعيها للمشاركة في تركيبة النظام الدولي الجديد. هي الاختلافات بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية قد تعيق تحقيق التوافق وتشكيل موقف مشترك قوي. إضافة إلى ذلك، الضغوط الجيوسياسية من القوى العالمية الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، قد تؤثر على حرية الحركة والتصرف لدول الآسيان.

ولضمان مشاركة ناجحة في تركيبة النظام الدولي الجديد، يجب على دول الآسيان تعزيز التعاون الداخلي وتعزيز التواصل والتفاهم بين الدول الأعضاء. يمكن أن تساهم أيضًا في بناء شراكات استراتيجية مع القوى الكبرى لتحقيق مصالح مشتركة ومساعدة في تشكيل النظام الدولي الجديد بشكل يعكس تطلعات دول الآسيان وتحقق استدامتها وازدهارها

 **أهمية دول آسيان في تركيبة النظام الدولي الجديد

تتمتع دول آسيان بإمكانية كبيرة للمشاركة في تركيبة النظام الدولي الجديد المرتقب، وذلك لعدة أسباب، منها:

النمو الاقتصادي: تتمتع دول آسيان باقتصادات نامية وتحقق نموًا اقتصاديًا سريعًا. هذا النمو يجعلها قوة اقتصادية صاعدة في العالم، مما يمنح دول آسيان مزيدًا من النفوذ في النظام الدولي.

الأهمية الديموغرافية: تضم دول آسيان أكثر من 660 مليون نسمة، أي ما يقرب من 10٪ من سكان العالم. هذا يجعلها منطقة ذات أهمية سكانية كبيرة، مما يمنح دول آسيان مزيدًا من التأثير في النظام الدولي.

الموقع الجغرافي: تقع دول آسيان في موقع استراتيجي مهم في قلب آسيا. هذا الموقع يجعلها منطقة مهمة للتجارة والنقل، مما يمنح دول آسيان مزيدًا من الفرص للمشاركة في النظام الدولي.

القيم المشتركة: تشترك دول آسيان في قيم مشتركة، مثل احترام السيادة الوطنية والقانون الدولي. هذه القيم المشتركة يمكن أن تساعد دول آسيان على لعب دور بناء في النظام الدولي.

**مجالات المشاركة المحتملة

يمكن لدول آسيان المشاركة في تركيبة النظام الدولي الجديد المرتقب في عدة مجالات، منها:

الاقتصاد: يمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي العالمي. يمكنها أيضًا أن تسهم في جهود التنمية العالمية، مثل مكافحة الفقر والتغير المناخي.

السياسة: يمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلام والأمن الدوليين. يمكنها أيضًا أن تعمل على حل النزاعات الإقليمية والدولية.

الثقافة: يمكن لدول آسيان أن تسهم في تنوع الثقافة العالمية وتعزيز التفاهم بين الحضارات.

**التحديات

 تواجه دول آسيان بعض التحديات التي قد تؤثر على مشاركتها في النظام الدولي الجديد المرتقب، منها:

الاختلافات بين الدول الأعضاء: تختلف دول آسيان في مواقفها السياسية والاقتصادية والثقافية. هذا الاختلاف قد يعقد جهود دول آسيان للوحدة والتفاهم.

الضغوط من القوى الكبرى: قد تمارس القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، ضغوطًا على دول آسيان لاتخاذ مواقف معينة. هذا قد يحد من استقلالية دول آسيان في النظام الدولي.

ومن أجل أن تتمكن دول آسيان من المشاركة بشكل فعال في النظام الدولي الجديد المرتقب، يجب عليها:

**تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ويمكن أن يساعد هذا التعاون في تقليل الاختلافات بين الدول الأعضاء وتعزيز الوحدة.

**تطوير مواقف مشتركة ويساعد هذا التطوير في تعزيز استقلالية دول آسيان في النظام الدولي.

**بناء شراكات مع القوى الكبرى لتساعد هذه الشراكات في تقليل الضغوط التي تمارسها بعض القوى الكبرى على دول آسيان.

**مدى المشاركة المحتملة

يمكن أن تلعب دول آسيان دورًا مهمًا في تركيبة النظام الدولي الجديد، وذلك من خلال:

**تعزيز التعاون الاقتصادي، ويمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي العالمي. يمكنها أيضًا أن تسهم في جهود التنمية العالمية، مثل مكافحة الفقر والتغير المناخي.

**تعزيز السلام والأمن، ويمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلام والأمن الدوليين. يمكنها أيضًا أن تعمل على حل النزاعات الإقليمية والدولية.

**تعزيز الحوار والتفاهم، يمكن لدول آسيان أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات.

خاتمة

 العلاقة الاستراتيجية مع دول الآسيان هي مكسب في معادلة التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول مجلس التعاون، لكن الواقع يقول بمحدودية المكاسب المتوقعة من تطوير العلاقة على صعيد التسليح والصناعات العسكرية الدفاعية التي تسعى دول مجلس التعاون إلى توطينها وتأثير ذلك على التوازن الإقليمي في منطقة الخليج.

مقالات لنفس الكاتب