array(1) { [0]=> object(stdClass)#13490 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 203

مائدة مُستديرة لسفراء آسيا الوسطى يستضيفها مركز الخليج للأبحاث بالرياض السفير مينيلبيكوف: مجالات الاستثمارات واعدة بين المملكة وكازاخستان ونتطلع لإنجاز مشروع «أكوا باور»

الأربعاء، 30 تشرين1/أكتوير 2024

نظم برنامج أبحاث دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى التابع لمركز الخليج للأبحاث، بالشراكة مع السفارة الكازاخستانية بالمملكة العربية السعودية اجتماع مائدة مُستديرة بمقر مركز الخليج للأبحاث بالرياض في السابع من أكتوبر الماضي. بمناسبة الاحتفال بمرور 30 عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكازاخستان.

 بحضور الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث والسفير ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة، وحضر الاجتماع سفراء دول منطقة آسيا الوسطى ومن بينهم: السفير أكرم كريمي محمدار سفير جمهورية طاجيكستان، والسفير أولوكبيك ماريبوف سفير قيرغيزستان؛ والسفير شاهين عبد اللايف سفير جمهورية أذربيجان؛ والسفير نوديرجون تورجونو سفير جمهورية أوزبكستان. وبحضور نخبة من رجال الأعمال السعوديين    وتركزت مناقشات المائدة المستديرة على بحث العلاقات الراهنة والتطورات والتعاون بين المملكة وكازاخستان، إلى جانب علاقات المملكة مع سائر دول آسيا الوسطى. وأشار المشاركون إلى التطور المُتنامي في كافة أوجه التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى بما في ذلك: الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي، والتعاون في مجال الاستثمار، فضلًا عن تحسين سبل التواصل بين شعوب المنطقتين وتبادل أفضل الممارسات والخبرات المعرفية في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام، والرياضة، والسياحة، والشباب، والثقافة، والتعليم .

 

وأكد المشاركون على أن العلاقات الاقتصادية والتجارية في طليعة الروابط التي تجمع بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى. وشددوا على ضرورة منح الأولوية للتعاون في المجالات الاقتصادية، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، والمشروعات الاستثمارية، وتعميق أواصر العلاقات بين شعوب المنطقتين من أجل تدعيم التفاهم المشترك. إضافة إلى أهمية تعزيز المبادلات التجارية وتدفق الاستثمارات. وأكد السفراء المجتمعون على منح حكوماتهم الأولوية للتعاون الاقتصادي-خاصة في مجال الطاقة، لاسيما الطاقة المتجددة-ضمن مساعي هذه الحكومات لتوسيع نطاق الروابط الثنائية مع بلدان مجلس التعاون الخليجي، التي أعربت من جانبها، عن اهتمامها وحرصها الخاص بالاستثمار في قطاع الطاقة داخل منطقة آسيا الوسطى.

في السياق ذاته، حرص اجتماع المائدة المستديرة السعودي-الكازاخي على بحث واستكشاف فرص إنشاء صندوق تمويل مشترك بين الخليج وآسيا الوسطى، مؤكدًا مدى أهمية هذه الآلية باعتبارها محركًا لتعاون اقتصادي واستثماري مشترك في المستقبل. وعبر المجتمعون من المنطقتين عن حرصهما على السعي لإبرام مذكرات تفاهم بين الغرف التجارية في آسيا الوسطى والمملكة العربية السعودية، وكذلك مع المؤسسات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي.

كما سلط الاجتماع الضوء على أهمية العمل على توسيع نطاق العلاقات المؤسسية بين المراكز البحثية داخل المنطقتين بوصفها مجالًا حيويًا يُؤَطِر لتعاون أكثر عمقًا ولحوارٍ فعال حول السياسات العامة. كما تم طرح أهمية تنظيم بعثات تجارية بغية تسهيل المشاركة المباشرة واستكشاف المبادرات المشتركة، بالأخص في القطاعات محل الاهتمام المشترك. في الوقت ذاته، تم تسليط الضوء على المشروعات المشتركة في المناطق المجاورة باعتبار ذلك وسيلة لإعلاء الاستقرار الإقليمي والنمو المشترك. كما أشار الجانبان إلى توافر إمكانية تدشين مشروعات مشتركة بقطاع الموارد الطبيعية، يتم من خلالها الاستفادة من الثروات الطبيعية الهائلة التي تنعم بها منطقة الخليج وآسيا الوسطى، بما في ذلك موارد الطاقة، والمعادن، والأصول الزراعية، بما يعود بالنفع الاقتصادي على كلتا المنطقتين.

وتحدث في مستهل أعمال المائدة المستديرة السفير ماديار مينيلبيكوف بكلمة قال فيها:

يشرفني أن أرحب بكم اليوم في المائدة المستديرة التي تم تنظيمها بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كازاخستان والمملكة العربية السعودية. في البداية يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس ومؤسس مركز الخليج للأبحاث وفريق المركز على الرعاية والدعم الكبير لتنظيم هذه المائدة المستديرة.

إن العلاقات الكازاخستانية -السعودية قائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق الدائم، ومبادئ الصداقة التاريخية بين الشعبين، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين 30 أبريل 1994م، لتنطلق بعدها علاقات رسمية تميزت بالتعاون المتين والشراكة الشاملة، والجدير بالذكر أن افتتاح السفارة الكازاخية في مدينة الرياض عام 1996م، وسفارة المملكة العربية السعودية في كازاخستان في عام 1997م، كان انطلاقة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وفي السنوات الأخيرة شهدت العلاقات دفعة قوية للأمام ويعود الفضل في ذلك إلى العلاقات الشخصية التي تربط بين قيادتي البلدين الصديقين.

بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وتعزيزاً لأواصر التعاون المشترك، قام فخامة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف بأول زيارة رسمية للمملكة خلال المدة من 23 إلى 24 يوليو 2022.

واستقبله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، واستعرضا خلال مباحثات رسمية العلاقات المميزة بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

وإذا ما نظرنا إلى المجال السياسي، نجد أن مواقف البلدين بشأن القضايا الدولية تتطابق أو تتشابه في كثير من النواحي، ويتواصل التعاون البناء داخل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية الأخرى.

في الشأن الاقتصادي، تشهد العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين نموًا متزايدًا، وتم الاتفاق على العمل لتعزيز الشراكة الاقتصادية، واستكشاف مجالات الاستثمار في ضوء رؤية المملكة 2030، واستراتيجية كازاخستان 2050م. 

وشهدت الزيارة توقيع عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات القطاع المالي، والإعلام، والرياضة، والدواء. وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى أن اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار جاهزة للتوقيع في الوقت القريب ويكون لها مردود إيجابي على تعزيز التبادل الاستثماري من خلال مشاريع نوعية في القطاعات الحيوية المهمة للجانبين.

ونتطلع إلى إنجاز المشروع المهم لشركة «أكوا باور» لإنشاء محطة إنتاج طاقة الرياح وتخزين الطاقة المتجدّدة داخل بطاريات بقدرة إجمالية تبلغ 1 غيغاواط ويصل حجم الاستثمارات إلى 1.5 مليار دولار. وتم التوقيع على اتفاقية بهذا الشأن مع وزارة الطاقة في كازاخستان، وصندوق الثروة السيادية الكازاخستاني «سامروك كازينا».

ومن المجالات الواعدة للتعاون الاستثماري بين البلدين لا بد أن نذكر القطاعات التالية: البتروكيماويات، والطاقة المتجددة، والصناعة، والتعدين، والزراعة، والأمن الغذائي، والسياحة، والنقل والخدمات اللوجستية، والتعاون في مجالات الابتكار وتقنية المعلومات، والخدمات المالية، والفضاء، وكافة المجالات الأخرى التي تسهم في تحقيق المستهدفات التنموية للبلدين.

أما فيما يتعلق بمجال السياحة فهناك خطوات مهمة لتوفير رحلات جوية مباشرة وأطلقت شركة "طيران أستانا" رحلات مباشرة بين مدينة شيمكنت وجدة في بداية هذا شهر وستتم الرحلات مرتين في الأسبوع. كما يزيد عدد الرحلات بين البلدين في شهر نوفمبر الحالي ليصل إلى ست رحلات مباشرة تربط بين المدن التالية: ألماتي وشيمكنت وجدة والمدينة المنورة. وهنا نشير إلى أن الجانب السعودي أشاد بقرار الجانب الكازاخي استثناء المواطنين السعوديين من تأشيرة الزيارة لمدة ثلاثين يومًا. وفي العام الماضي وصل عدد السياح من السعودية إلى كازاخستان إلى 6 آلاف سائح بينما زار أكثر من 20 ألف سائح كازاخستاني المملكة. وهنا نشيد بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في قطاع السياحة.

وتتعاون جمهورية كازاخستان مع المملكة في إطار منظمة أوبك والدول المشاركة من خارجها، وتشارك كازاخستان في اجتماعات مجموعة "أوبك بلس"، وتؤكد على أهمية استمرار هذا التعاون في تعزيز استقرار سوق البترول العالمية.

وفي مجال التعليم، تسعى جمهورية كازاخستان والمملكة العربية السعودية إلى رفع مستوى التعاون بين البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث والابتكار، وتشجيع التعاون المباشر بين الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية في البلدين.

الجدير بالذكر أنه في 24 سبتمبر من هذا العام قام الوفد من مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية برئاسة الأمينُ العام الدكتور عبد الله الوشمي بزيارة إلى كازاخستان وفي إطار الزيارة وقَّع على مذكرة تفاهم مع جامعة الفارابي الوطنية في مدينة ألماتي لتعزيز التعاون المشترك بينهما في مجال خدمة اللغة العربية، وتعليمها في المجالات المختلفة، وهناك تعاون وثيق بين البلدين في مجالات التعاون الإعلامي والتغير المناخي، وفي مجال الشأن الدفاعي والأمني.

وتجسيدًا للروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدين تم الاتفاق على مبادرة إنشاء مجلس التنسيق الكازاخي / السعودي، الذي تستهدف أنشطته التنفيذ المشترك لمشاريع جديدة بغرض زيادة التعاون بين الدولتين.

وفي 26 -27 سبتمبر عام 2021 م، انعقد الاجتماع الخامس للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين في عاصمة كازاخستان وفي ديسمبر من العام الماضي عقد في مدينة الرياض الاجتماع السادس للجنة المشتركة وتم تنظيم مائدة مستديرة استثمارية ضمت أكثر من 100 ممثل أعمال من كلا البلدين.

وتعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال كازاخستان، وأيضًا المملكة دعمت مبادرة نقل العاصمة من مدينة ألماتي إلى مدينة أستانا، وقدمت المساعدة المالية والاقتصادية لتنفيذ هذا المشروع.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية   15 مليون دولار عام 2023 م، وبلغت صادرات كازاخستان 7،8 مليون دولار ووصل حجم الواردات من السعودية إلى كازاخستان 7،1 مليون دولار.

وأهم صادرات كازاخستان: منتجات الخبز والدقيق والسبائك الحديدية والمضخات والآلات ذات الأغراض الخاصة والمنتجات المصنوعة من المعادن الحديدية وغيرها. وأهم الواردات من المملكة: الدهانات والأنابيب المصنوعة من المعادن الحديدية وغيرها.

بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإنسانية والروحية وغيرها، أصبحت كازاخستان والمملكة العربية السعودية اليوم شريكين موثوق بهما في الساحة الدولية. وتراقب كازاخستان باهتمام كبير تطور الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية. ويتابع شعب كازاخستان بحماس كبير التحولات الاجتماعية والاقتصادية المثيرة للإعجاب في المملكة كجزء من تنفيذ "رؤية السعودية 2030".

أود أن أختم كلمتي بعبارات التهنئة التي أرسلها فخامة رئيس كازاخستان إلى خادم الحرمين الشريفين حيث قال: "إن المملكة العربية السعودية هي شريك موثوق به ومهم لكازاخستان في العالم العربي وإنني على ثقة تامة بأن التعاون في مختلف المجالات، الذي يرتكز على روح الصداقة والثقة المتبادلة، سوف يتطور لصالح الشعبين الصديقين".

مقالات لنفس الكاتب