array(1) { [0]=> object(stdClass)#13488 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 204

منطق القوة .. إلى أين؟؟

الخميس، 28 تشرين2/نوفمبر 2024

تؤكد الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الفترة الحالية، أن هذه المنطقة تعيش خارج حدود العالم الذي رسمته نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، حيث حمل النظام الدولي الذي تشكل مع قيام الأمم المتحدة في تلك الفترة بشاير نظام دولي أكثر عدلًا وإنصافًا وتطبيقًا للقانون على الجميع، وأنه لا عودة إلى النازية والفاشية مع سطوع شمس العالم الحر ، الذي قيل أنه تخلص من إرث الاستعمار القديم والهيمنة وضم الدول بالقوة، وأن الغلبة ستكون لاحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني، لكن ما حدث ويحدث في الشرق الأوسط، منذ قيام الأمم المتحدة نفسها والذي تمثل في الاعتراف بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين والحروب التي بدأت منذ عام 1948م، مرورًا بحرب 1967م، وأخيرًا وليس آخرًا ما تشهده المنطقة حاليًا من حرب ضروس منذ السابع من أكتوبر العام الماضي وحتى الآن، يؤكد أن مبادئ النظام الدولي الحالي ما هي إلا شعارات لا قيمة لها عندما يتعلق الأمر بدول العالم الثالث أو الدول النامية، بينما سيف قاطع عندما يتعلق الأمر بمصالح الدول الكبرى وأهدافها وهيمنتها الكونية.

من الأساس كانت زراعة إسرائيل في الجسد العربي تتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة، بل كل ما قام به الاحتلال بعد ذلك يتنافى مع قرارات المنظمة الدولية منذ قرار التقسيم في نهاية الأربعينيات، ثم القرارات التي تلت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة بعد 4 يونيو 1967م، ومنها القرار الشهير 242، وظلت إسرائيل بغطاء قوي من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تتجاهل كل ما يصدر من الأمم المتحدة ومجلس الأمن واستمرت في ممارسة ابتلاع الأراضي الفلسطينية جزءًا تلو الآخر لتخلق أمرًا واقعًا جديدًا بالمستعمرات في الأراضي المحتلة ، في مخالفات صريحة لكل ما يصدر عن المجتمع الدولي من قرارات تحت وطأة القوة الغاشمة والتأييد الغربي، بل لم تقم وزنًا لما صدر مؤخرًا عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية التي اعتبرت احتلال الأراضي العربية باطلًا وكل ما أقامته إسرائيل عليها باطل وغير شرعي وطالب القضاء الدولي إسرائيل بإخلاء الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

إسرائيل لم تعر اهتمامًا لما يصدر عن القضاء الدولي، كما لم تعر اهتمامًا لقرارات المنظمة الدولية بكل مؤسساتها، بل تستهين بهذه المنظمة وهو ما فعلته تجاه  المنظمة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) حيث قتلت عناصر هذه المنظمة التي تؤدي واجبها في الحرب الضروس الدائرة حاليًا في قطاع غزة، إضافة إلى ذلك كان الرد الإسرائيلي على المجتمع الدولي بتدمير قطاع غزة على من فيه من البشر ، سواء من في منازلهم أو في المستشفيات أو اللاجئين في المدارس والمخيمات أومن هم في العراء، وامتدت يد البطش الإسرائيلية إلى الجمهورية اللبنانية المستقلة والعضو في الأمم المتحدة لتدمر فيها ما تشاء دون أي وازع إلا تطبيق شريعة الغاب كما تراها الدولة العبرية في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي.

وفي الوقت الحاضر ومع تحول العالم إلى نظام دولي جديد على الدول العربية والإسلامية اقتناص الفرصة للحصول على موقع متقدم في هذا النظام المرتقب، ومن الواضح أن الدول العربية والإسلامية وضعت أقدامها بقوة على مستقبل إدارة العالم وهذا ما تترجمه القمة العربية / الإسلامية الطارئة المشتركة بنسختيها في الشهر المنصرم وفي نوفمبر من العام الماضي بالرياض ، وما تمخض عن القمتين من آليات وبيانات ختامية بلهجة قوية وضعت النقاط على الحروف بدون مواربة خير دليل على هذا التوجه، بل تطور الأمر بتوقيع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي في مدينة الرياض على الآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية ما يعني تشكيل موقف إقليمي واسع للدفاع عن القضية الفلسطينية، كما أكد البيان على ضرورة حماية الملاحة في الممرات البحرية اتساقًا مع قواعد القانون الدولي، وفي ذك إشارة إلى تأمين منطقة القرن الإفريقي والمجرى الملاحي في البحر الأحمر، وبالإضافة أيضًا إلى البنود الواضحة الداعمة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لحل الدولتين المنبثق من المبادرة العربية للسلام، وهذه كلها مؤشرات على جدية الدول العربية والإسلامية في الدفاع عن أمن المنطقة وقضاياها والسعي نحو تثبيت دعائم سلام عادل وشامل خاصة مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة التي نتمنى أن تتعامل مع قضايا المنطقة بما يحقق السلام والاستقرار.

مقالات لنفس الكاتب