array(1) { [0]=> object(stdClass)#13743 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 208

اقتراح بإنشاء منظمة أمنية شرق أوسطية تمهد الطريق لسلام طويل الأمد

الأحد، 30 آذار/مارس 2025

يُقدِّم هذا المقال والمعنون بـ "إنهاء حروب الاستنزاف الجديدة: آفاق الأمن الإقليمي المشترك في منطقة الشرق الأوسط"، والصادر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في مارس 2025م، وقدم من خلاله الدكتور عمرو حمزاوي دراسة تحليلية متعمقة للصراعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، ويطرح إطارًا مقترحًا للأمن الإقليمي الجماعي.

  1. المقدمة: الوضع الراهن للصراعات في الشرق الأوسط

يسلط المقال الضوء على فشل الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والقوى العالمية، في احتواء الصراعات طويلة الأمد داخل المنطقة. وتشكل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2023-2025م) ولبنان حلقة جديدة في سلسلة الأزمات المستعصية، مما يُفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها. ويرى الكاتب بأن الظلم المنهجي الممارس، وليس التدخل الخارجي وحده، كان السبب الرئيسي لاندلاع الحروب، والنزوح، والاضطرابات المزمنة في الشرق الأوسط منذ عام 1948م.

  1. دور القوى الإقليمية

تبحث الوثيقة في كيفية مساهمة 6 دول مؤثرة بمنطقة الشرق الأوسط -المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، وتركيا، وإيران، وإسرائيل -في تشكيل سياسات الأمن الإقليمي لاسيما خلال الفترة ما بين عام 2011 و2023م. ويمكن تصنيف سياساتها كالآتي:

  • المملكة العربية السعودية والإمارات: تركز على احتواء انعدام الاستقرار الإقليمي، ومجابهة النفوذ الإيراني، وتزعم المبادرات الاقتصادية والعسكرية.
  • مصر: إدارة الأزمة الإقليمية مع منح الأولوية لتأمين حدودها بالأخص مع كل من ليبيا، والسودان، وقطاع غزة.
  • تركيا: الانتقال من السياسات الخارجية التوسعية داخل سوريا وليبيا إلى نهج دبلوماسي أكثر براغماتية.
  • إيران: استعانت بشبكة وكلائها لتوسيع نطاق نفوذها، لكنها وَاجهت انتكاسات متزايدة بسبب رد الفعل الإقليمي.
  • إسرائيل: منحت الأولوية للأمن العسكري على حساب السلام، بجانب التوسع في إقامة المستوطنات، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية من خلال اتفاقات إبراهام.
  1. انفجار السابع من أكتوبر2023 وتوابعه

أشعلت الهجمات التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في السابع من أكتوبر 2023م، ورد الفعل العسكري اللاحق، فتيل حرب إقليمية أوسع نطاقاً استقطبت مشاركة جماعة حزب الله في لبنان والميليشيات المدعومة من قبل إيران، إلى جانب جماعة الحوثي في اليمن. وامتدت الحملات العسكرية الإسرائيلية لتطال كل من لبنان، وسوريا، واليمن. فيما أصبح الدور الإيراني في دعم هذه الجماعات المسلحة موضع تدقيق ومراقبة، حيث أثار اعتماد طهران على وكلائها بالمنطقة معارضة إقليمية أوسع نطاقًا.

يصف المقال سقوط نظام الأسد في سوريا أواخر 2024م، على أنه تحول جيوسياسي كبير أدى إلى إضعاف النفوذ الإيراني وحدوث مزيد من التشرذم الإقليمي. وفي الوقت الذي فشلت إسرائيل، رغم انتصاراتها العسكرية المهمة، في تحقيق هيمنة كاملة، سعت كل من مصر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، والإمارات إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال المشاركات الدبلوماسية.

  1. الحاجة إلى إطار أمني إقليمي مشترك

يرى الكاتب أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بالاعتماد على الجهات الفاعلة الخارجية مثل الولايات المتحدة، والصين أو روسيا. بدلًا من ذلك، يتعين على المنطقة إنشاء إطارها الأمني الجماعي الخاص. يعد هذا المقترح مستوحى من نموذج منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تأسست عام 1975م. ويقترح الكاتب بأن منظمة أمنية شرق أوسطية قد تمهد الطريق لسلام طويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين، مع العمل على تحقيق الاستقرار في مناطق الصراع مثل سوريا، واليمن، وليبيا. ويُضيف د. حمزاوي أنه " في سبيل تطوير هذه الرؤية، ينبغي لمصر والمملكة العربية السعودية أخذ زمام المبادرة في إنشاء تكتل أمني إقليمي على غرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وتدعو هذه المبادرة إلى مشاركة كافة دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، في إطار الالتزامات التالية:

  1. عدم التدخل: احترام سيادة الدول والالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
  2. التسوية السلمية للنزاعات: تبني لغة الحوار، والتفاوض، وبناء التوافق لنزع فتيل التوترات وحل الصراعات.
  3. إنهاء النزعة العسكرية: الالتزام بالتوقف عن التدخلات العسكرية سواء كانت المباشرة أو التي تتم بالوكالة، ووقف دعم المليشيات المسلحة، والامتناع عن توظيف القوة العسكرية كأداة من أدوات السياسة.
  4. دعم تقرير المصير: العمل على إنهاء الاحتلال، وحل المستوطنات، ورفع الحصارات لتمكين الشعوب الساعية لتقرير مصيرها إلى تحقيق ذلك ضمن أطر واقعية.
  5. بناء دولة قومية وتدعيمها: تدشين مبادرات لإعادة بناء الدول المجزأة أو المنهارة ودعم استقرارها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وإنهاء وجود الجهات المسلحة غير الحكومية والميليشيات الإرهابية.

يخلُص مقال د. حمزاوي إلى أنه لا يمكن لحرب الاستنزاف الحالية في الشرق الأوسط أن تستمر إلى ما لا نهاية. وفي الوقت الذي تقف فيه إسرائيل وإيران وراء معظم حالات الصراع بالمنطقة، ينبغي للقوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، وتركيا، أخذ زمام المبادرة في تعزيز مبادرات السلام. حيث أن الفشل في إرساء إطار أمني تعاوني لن يسفر سوى عن استمرار دوامات العنف والتدهور الاقتصادي.

مقالات لنفس الكاتب