2025-11-30
المنطقة العربية ثرية منذ فجر التاريخ بالعديد من المزايا والموارد المتنوعة ما جعلها محط أنظار العالم وفي مقدمة اهتماماته، ومزايا المنطقة...
المنطقة العربية ثرية منذ فجر التاريخ بالعديد من المزايا والموارد المتنوعة ما جعلها محط أنظار العالم وفي مقدمة اهتماماته، ومزايا المنطقة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة ليست قاصرة فقط على الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية المهمة المتنوعة، لكن تتجاوز ذلك إلى كونها أرض الرسالات السماوية ومهبط الوحي وتتشرف بأنها تحتضن أقدس مقدسات الأديان السماوية، كما أن لدى المنطقة واحدًا من أهم مصادر الثروة ألا وهو "الإنسان" الذي أنشأ أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية في مختلف العصور، ولقد تشرف الإنسان في هذه المنطقة بأنه أول من استقبل الأديان وآمن بها وتعايش معها ونقلها للآخرين، وهو أيضًا أول من طبق مبادئ التعايش السلمي، وقبول الآخر وتقاسمه الموارد دون تفرقة على أساس معتقد، أو دين، أو مذهب، أو لون، بل اعتبر الدين الإسلامي الحنيف أن الموارد الطبيعية الأساسية لا يجوز حجبها، أو حرمان مواطن منها بناء على أي تفرقة كما جاء في الحديث النبوي الشريف "الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار"، وإضافة إلى ذلك وكما هو معروف أن الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية أزاحت العنصرية بكل أشكالها، ولعل الدين الإسلامي جاء بتشريعات تخدم الإنسانية قاطبة كحفظ حقوق غير المسلمين وحمياتهم، وكذلك حقوق المرأة والطفل وكبار السن، وألغى الرق والعبودية، وقدم كل الضمانات للحياة الكريمة في المعاملات المالية والزواج والميراث وغير ذلك مما هو معروف.
::/introtext::المنطقة العربية ثرية منذ فجر التاريخ بالعديد من المزايا والموارد المتنوعة ما جعلها محط أنظار العالم وفي مقدمة اهتماماته، ومزايا المنطقة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة ليست قاصرة فقط على الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية المهمة المتنوعة، لكن تتجاوز ذلك إلى كونها أرض الرسالات السماوية ومهبط الوحي وتتشرف بأنها تحتضن أقدس مقدسات الأديان السماوية، كما أن لدى المنطقة واحدًا من أهم مصادر الثروة ألا وهو "الإنسان" الذي أنشأ أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية في مختلف العصور، ولقد تشرف الإنسان في هذه المنطقة بأنه أول من استقبل الأديان وآمن بها وتعايش معها ونقلها للآخرين، وهو أيضًا أول من طبق مبادئ التعايش السلمي، وقبول الآخر وتقاسمه الموارد دون تفرقة على أساس معتقد، أو دين، أو مذهب، أو لون، بل اعتبر الدين الإسلامي الحنيف أن الموارد الطبيعية الأساسية لا يجوز حجبها، أو حرمان مواطن منها بناء على أي تفرقة كما جاء في الحديث النبوي الشريف "الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار"، وإضافة إلى ذلك وكما هو معروف أن الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية أزاحت العنصرية بكل أشكالها، ولعل الدين الإسلامي جاء بتشريعات تخدم الإنسانية قاطبة كحفظ حقوق غير المسلمين وحمياتهم، وكذلك حقوق المرأة والطفل وكبار السن، وألغى الرق والعبودية، وقدم كل الضمانات للحياة الكريمة في المعاملات المالية والزواج والميراث وغير ذلك مما هو معروف.
وبذلك تكون المنطقة العربية خاصة والشرق عامة وضعت أسس التعامل الإنساني الحضاري ورفضت العنصرية قبل المنظمات الحديثة، أو ما تنادي به الحضارة الغربية حيث تعتبر القوانين الغربية المنظمة للعلاقات الدولية حديثة جدًا مقابل ما عرفه الإنسان في الشرق، فلم يعرف الغرب التعامل وفق القانون الدولي إلا في منتصف القرن العشرين بعد حربين عالميتين طاحنتين راح ضحيتهما ملايين البشر بين قتيل وجريح وتدمير مدن وانهيار دول، ثم جاء تشكيل الأمم المتحدة وما انبثق عنها من منظمات فرعية لم تستطع حتى الآن إيقاف آلة القتل على أساس العرق، أو الدين، أو القتل بالهوية وهذا ما حدث في العديد من دول العالم كما هو الحال في البوسنة والهرسك، وروندا وبورندي، وجنوب إفريقيا، وما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة من احتلال وتدمير وعدم قبول الفلسطينيين وهم أصحاب الأرض، بل عدم تطبيق القانون الدولي وما يصدر عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من قرارات، حيث مازالت الدول الكبرى وغيرها من الدول المعتدية تتجاهل القرارات الأممية.
وبينما نورد بعضًا من معاناة بعض الشعوب والأقليات في العالم الذي يعتبر نفسه قطع شوطًا من الحضارة، جاء هذا العدد من مجلة (آراء حول الخليج) حول "التعددية القومية والعرقية والدينية في الدول العربية: ثراء التنوع" ليؤكد بالأدلة البحثية وبأقلام أبناء هذا الفسيفساء والتنوع العرقي والديني والمذهبي في كافة دول المنطقة، أن التعايش السلمي قائم منذ القدم بين مكونات شعوب المنطقة، وأن هذا التنوع استطاع بناء حضارات ودول في عصور متعاقبة، وأن هذا التنوع اختار التعايش والانصهار تحت مظلة الهوية والمواطنة والانتماء للدولة والإقليم وليس لانتماءات أخرى، أي هويات تجمع ولا تفرق، وانتماءات تبني ولا تهدم، وقد ثبت بكل الأدلة البحثية والتاريخية أن هذا الانصهار لا يشق عصاه إلا التدخل الخارجي الذي يريد أن ينفث سمومه للإضرار بمصالح هذه الدول عبر إحياء الفتن الدينية والمذهبية والعرقية، أو عبر سياسات حمقاء سرعان ما تنتهي.
في إفريقيا، انصهرت كل الأعراق والقوميات، كما هو الحال في دول المغرب العربي حيث يتعايش في إطارها الأمازيغ والعرب والأفارقة وأخرون بوئام دون اختلاف، وكذلك في جنوب الصحراء يتعايش الأفارقة والطوارق والأمازيغ دون فتن أو قلاقل وهذا ما يثبته التاريخ ويؤكده الواقع، وكذلك التعايش الضارب في القدم بين مكونات منطقة الهلال الخصيب وما حدث من تعايش بين قوميات وعرقيات وأتباع ديانات وثقافات مختلفة في العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وكيف استوعبت هذه المنطقة التنوع بين العرب والأكراد والتركمان، وكذلك بين أتباع الديانات والمذاهب منذ ما قبل التاريخ، وكذلك استوعبت الهجرات المتتالية من الشرق الأقصى ومن الغرب دون أي تفرقة أو تنافر ، وأن ما حدث في مراحل تاريخية معاصرة وفي ظروف سياسية معينة وبعد قيام الدولة الوطنية الحديثة جاء بفعل السياسة وليس التنوع حيث أرادت السياسة والأحزاب السيطرة عنوة على مقاليد الحكم، فأيقظت نعرات العصبيات واستخدمت الطائفة كأداة للحكم لكنها لم تثبت جدواها وانهارت حتى وإن طال بها الزمان لسنوات، وواكب ذلك محاولات لقوى خارجية، إقليمية أو أجنبية لاختراق نسيج الوحدة الوطنية في هذه الدول عبر أدوات دينية ومذهبية، وتغذية القوميات والعرقيات لتجد لها موطئ قدم في المنطقة، لكن شعوب المنطقة حتمًا ستفوت الفرصة على هذه التدخلات استنادًا إلى الموروث الحضاري والقيمي والتاريخي من أجل إعلاء مصلحة الشعوب التي تتحقق باستمرار الوفاق التاريخي وإطفاء بؤر الصراعات التي تختلقها جهات لها مصالح في إذكائها، وبالفعل توجد حاليًا مبشرات كما هو الوضع في سوريا بعد زوال نظام الأسد ،وبدأ الشعب السوري يتعافى بخطوات سريعة في مدة زمنية قصيرة جدًا من تأثير نصف قرن من سياسات الطائفية، وفي العراق بذلت الحكومات العراقية الكثير من الجهد ـ وما زالت ـ لتجاوز تداعيات مراحل سابقة أثَرت سلبًا ، ثم بفعل جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي استهدف الأقليات وحاول إبادتهم أو تهجيرهم لكن بدأت الأمور تعود إلى مسارها الصحيح وتجاوز أحداث فتنة الإرهاب.
دول مجلس التعاون الخليجي التي تؤمن بالتسامح وقبول الآخر وتمارسه منذ القدم، تضطلع حاليًا بدور أساسي في تهيئة المنطقة العربية للسلام والاستقرار وتقوم بالمبادرات لإيقاف الحروب الأهلية في الدول التي تضررت بسبب ما يسمى بثورات الربيع العربي من أجل المصالحة والتخلي عن الحروب والتوجه نحو التنمية، ونأمل أن يتبنى المجتمع الدولي المساعي الخليجية لإخماد الفتن ودرء مخاطر إثارة القلاقل في دول المنطقة تحت شعارات تفتت جهود هذه الدول وتبعثر مقدراتها في خلافات هامشية ضارة.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#14603 (15) {
["category_id"]=>
string(4) "4374"
["asset_id"]=>
string(5) "12637"
["category_title"]=>
string(19) "كاتب الشهر"
["alias"]=>
string(19) "2022-10-04-11-34-44"
["created_user_id"]=>
string(3) "938"
["created_time"]=>
string(19) "2020-08-30 19:29:57"
["checked_out_time"]=>
string(19) "0000-00-00 00:00:00"
["content_id"]=>
string(4) "6290"
["content_asset_id"]=>
string(5) "14882"
["content_title"]=>
string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي"
["catid"]=>
string(4) "4374"
["created"]=>
string(19) "2022-10-04 11:34:44"
["images"]=>
string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}"
["urls"]=>
string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}"
["introtext"]=>
string(435) ""
}
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني