2024-12-30
تعمل منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها على دعم العمل الإسلامي المشترك لأكثر من 50 عامًا، رغم المتغيرات التي طرأت على العالم، والأحداث ال...
تعمل منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها على دعم العمل الإسلامي المشترك لأكثر من 50 عامًا، رغم المتغيرات التي طرأت على العالم، والأحداث التي عصفت بالدول الإسلامية، والاستقطابات الحادة التي شهدها العالم خلال مرحلة الحرب الباردة وما بعدها، وكان تأسيسها في البداية بدافع حماية المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو الذي كان المحفز الرئيسي لتأسيسها في نهاية ستينيات القرن العشرين عندما تعرض لحريق إرهابي متعمد على يد متطرف يهودي، عام 1969م، ما أثار حفيظة شعوب وحكومات العالم الإسلامي ووجد استجابة فورية من الدول الإسلامية تمخض عنها إنشاء المنظمة للدفاع عن المسجد الأقصى وإزالة آثار الحريق الإرهابي، ثم توالت عمليات استكمال أجهزتها التي بدأت بإطلاق ميثاقها في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تلك المدينة التي هي الآن المقر المؤقت للمنظمة منذ ذلك الوقت حيث اعتمد الميثاق أن يكون مقرها الدائم في مدينة القدس.
::/introtext::تعمل منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها على دعم العمل الإسلامي المشترك لأكثر من 50 عامًا، رغم المتغيرات التي طرأت على العالم، والأحداث التي عصفت بالدول الإسلامية، والاستقطابات الحادة التي شهدها العالم خلال مرحلة الحرب الباردة وما بعدها، وكان تأسيسها في البداية بدافع حماية المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو الذي كان المحفز الرئيسي لتأسيسها في نهاية ستينيات القرن العشرين عندما تعرض لحريق إرهابي متعمد على يد متطرف يهودي، عام 1969م، ما أثار حفيظة شعوب وحكومات العالم الإسلامي ووجد استجابة فورية من الدول الإسلامية تمخض عنها إنشاء المنظمة للدفاع عن المسجد الأقصى وإزالة آثار الحريق الإرهابي، ثم توالت عمليات استكمال أجهزتها التي بدأت بإطلاق ميثاقها في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تلك المدينة التي هي الآن المقر المؤقت للمنظمة منذ ذلك الوقت حيث اعتمد الميثاق أن يكون مقرها الدائم في مدينة القدس.
ومع زيادة عدد الدول الأعضاء، ومع كثرة التحديات المحيطة بالأمة وظهور ما يٌعرف بالإسلاموفوبيا، وموجات الكراهية ضد المسلمين من اليمين الأوروبي المتطرف وغيره، وإلصاق تهم الإرهاب بالمسلمين والإسلام، ومع زيادة الصراعات بين الدول الإسلامية نفسها، إضافة إلى استهدافها من الخارج، كان من الضروري تنويع برامج المنظمة وتطوير أدائها لخدمة كافة قضايا الدول الأعضاء التي أصبح عددها 57 دولة منتشرة في 4 قارات وتضم قرابة ملياري نسمة، إضافة إلى الأقليات المسلمة الموجودة في الخارج؛ كل ذلك وغيره يضيف أعباءً جديدة على المنظمة ما يتطلب تطويرها بشكل علمي لتفعيل أدائها، والبناء على البرامج والمؤسسات الناجحة ومنها على سبيل المثال مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وما تقدمه للدول الأعضاء خاصة الأقل نموًا من دعم التنمية ومشروعات البنية التحتية والصحة والتعليم وغير ذلك، وقدم البنك إسهامات وحقق إنجازات منذ أن انطلق في جدة قبل حوالي 50 عامًا، وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد احتضنت مقر البنك، فهي في الوقت نفسه الدولة الأعلى مساهمة في رأس مال البنك بأكثر من ربع رأس ماله.
ومع اهتمام المملكة العربية السعودية بالمنظمة، فإن مركز الخليج للأبحاث لديه اهتمامًا كبيرًا بالمنظمة أيضًا ويتعاون معها وسبق وأن وقع معها مذكرة للتفاهم و التعاون، وفي إطار هذا الاهتمام خصصت مجلة (آراء حول الخليج) الملف الرئيسي للعدد الماثل بين أيدي القراء لمناقشة واقع ومستقبل المنظمة من باب إلقاء الضوء على جهودها ودورها، وكذلك طرح وجهات النظر حول كيفية تفعيل دورها على الساحة الإقليمية والعالمية وتطوير آلياتها، وتفعيل أجهزتها بما يتناسب مع أهميتها، وعدد أعضائها، وثقلهم السياسي والاقتصادي والديني، وبما يواكب التحديات التي طرأت على ساحة العمل الإسلامي المشترك، وما يواجه الدول الإسلامية من تحديات داخلية وخارجية، وزيادة المتطلبات والأعباء الملقاة على كاهل المنظمة، وذلك بغرض تعظيم الإنجازات والبناء على الإيجابيات التي حققتها المنظمة خلال مسيرتها الطويلة، وتسليط الضوء على التحديات ومناقشتها من جانب نخبة من المتخصصين والباحثين والأكاديميين من مختلف الدول الإسلامية والعالم بغية سد الثغرات وتحقيق المطالب المأمولة والارتقاء بعمل هذه المنظمة العريقة والكبيرة من حيث عدد الأعضاء في ظل التحديات المتصاعدة، وحرصت المجلة على استكتاب ذوي الاختصاص ممن لديهم اهتمامات بالعمل الإسلامي المشترك وممن يتابعون نشاط المنظمة كما لديهم اهتمامات بالمنظمات الأخرى المماثلة سواء الإقليمية أو العالمية بغرض تقديم رؤية متكاملة وغير منحازة إلا للمنظمة ذاتها وتطوير أدائها.
جاء في دراسات ومقالات الملف الكثير من الرؤى، حملت إشادات بمخرجات القمم الإسلامية الداعمة للشعب الفلسطيني وخاصة منها القمتين الطارئتين (الإسلامية / العربية) اللتين استضافتهما المملكة العربية السعودية في نوفمبر من عامي 2023 و2024م، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ يحفظه الله ـ وما خرج عن القمتين من دعم للقضية الفلسطينية له صداه الإقليمي والدولي، وكذلك الإشادة بجهود المنظمة في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وما حققه المرصد الذي أنشأته لهذا الغرض.
لكن تضمنت الآراء وجهات نظر حول أهمية تطوير وإصلاح المنظمة لمواكبة متطلبات العصر، ومن بينها مطالب ترى أن المنظمة بحاجة إلى هيكلة جديدة تضعها في مكانها الصحيح واللائق، وتمكنها من القيام بعملها بعد مرور 50 عامًا على تأسيسها، حيث ما زلت تبدو كما بدأت تجاه العديد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي، ومن بين تلك المطالبات، الدعوة إلى تعديل الميثاق وتطوير آلية التصويت، وإصلاح جهاز الأمانة العامة مع إنشاء وتفعيل المؤسسات التي سبق أن اتخذت المنظمة قرارات بشأنها مثل محكمة العدل الإسلامية التي تمت الموافقة عليها في القمة الإسلامية الخامسة بالكويت في يناير عام 1987م، وكذلك المطالبة بدور أوسع للمنظمة في الوساطات وفض النزاعات بين الدول الأعضاء، وتأسيس قوة سلام إسلامية تساهم في الحلول الاستباقية للنزاعات بين الأعضاء، ومحاربة الإرهاب خاصة المرتبط بالعالم الإسلامي، إضافة إلى الاهتمام بقضايا الغذاء والماء نظرًا لزيادة معدلات الفقر ونقص الغذاء في العديد من دول المنظمة، وأيضًا الاهتمام بقضايا التغير المناخي، وقضايا الطاقة وسلاسل الإمداد، وتوطين التكنولوجيا والصناعات الحديثة في الدول الأعضاء، مع أهمية تطوير آلية اختيار الأمين العام ومدة ولايته وكيفية الترشح لهذا المنصب الهام، وكذلك آلية اختيار موظفي الأمانة العامة، وأيضًا آلية انعقاد القمة الإسلامية لتكون كل عام بدلًا من كل 3 سنوات للتفاعل مع الأحداث، مع وضع آلية لوفاء الدول الأعضاء بالالتزامات المالية تجاه المنظمة.
إضافة إلى مطالب بتطوير تنسيق المنظمة مع المنظمات العالمية والتكتلات الدولية، وافتتاح مكاتب تمثيل لها لدى هذه الجهات ومنها افتتاح مكتب لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وتوفير حماية فعالة للأقليات الإسلامية، مع أهمية تطوير استراتيجية إعلامية تتبنى وتبرز دور وبرامج المنظمة.
وفي النهاية، نأمل أن تكون هذه الدراسات الفاحصة المتخصصة بمثابة رؤية موضوعية محايدة وبناءة للمساهمة في تطوير منظمة التعاون الإسلامي من أجل حاضرها ومستقبلها، التي نحرص على وجودها منظمة قوية ومعبرة عن تطلعات العالم الإسلامي، وتكون فعلا الصوت الرسمي للدول والشعوب الإسلامية.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#13954 (15) { ["category_id"]=> string(4) "4374" ["asset_id"]=> string(5) "12637" ["category_title"]=> string(19) "كاتب الشهر" ["alias"]=> string(19) "2022-10-04-11-34-44" ["created_user_id"]=> string(3) "938" ["created_time"]=> string(19) "2020-08-30 19:29:57" ["checked_out_time"]=> string(19) "0000-00-00 00:00:00" ["content_id"]=> string(4) "6290" ["content_asset_id"]=> string(5) "14882" ["content_title"]=> string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي" ["catid"]=> string(4) "4374" ["created"]=> string(19) "2022-10-04 11:34:44" ["images"]=> string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}" ["urls"]=> string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}" ["introtext"]=> string(435) "" }
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني