2025-08-28
في الوقت الذي كانت تبذل فيه دول مجلس التعاون الخليجي جهودًا مكثفة للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، ورعت ...
في الوقت الذي كانت تبذل فيه دول مجلس التعاون الخليجي جهودًا مكثفة للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، ورعت في سبيل تحقيق ذلك عدة جولات تفاوضية، وأسدت الكثير من النصائح الدبلوماسية للجانبين، وكانت بصدد المضي قدمًا في عقد جولات إضافية، لكن في غضون ذلك انفجرت بشكل غير متوقع الحرب الإسرائيلية / الإيرانية التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، عشية عقد جولة جديدة من المباحثات للتفاوض السلمي حول البرنامج النووي الإيراني ، بما يتفق مع نهج دول الخليج الرامي لاستقرار المنطقة وإخلائها من أسلحة الدمار الشامل.
::/introtext::في الوقت الذي كانت تبذل فيه دول مجلس التعاون الخليجي جهودًا مكثفة للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، ورعت في سبيل تحقيق ذلك عدة جولات تفاوضية، وأسدت الكثير من النصائح الدبلوماسية للجانبين، وكانت بصدد المضي قدمًا في عقد جولات إضافية، لكن في غضون ذلك انفجرت بشكل غير متوقع الحرب الإسرائيلية / الإيرانية التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، عشية عقد جولة جديدة من المباحثات للتفاوض السلمي حول البرنامج النووي الإيراني ، بما يتفق مع نهج دول الخليج الرامي لاستقرار المنطقة وإخلائها من أسلحة الدمار الشامل.
هذه الحرب المفاجئة أثارت قلق دول مجلس التعاون، والعالم أجمع خوفًا من تداعياتها التي كانت تبدو قاتمة خصوصًا بعد قصف المفاعلات النووية الإيرانية وما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر بيئية وتداعيات خطيرة في المنطقة وما يتجاوزها إلى عدم الاستقرار والسلم الإقليميين، فكما هو معلوم أن الغبار النووي والتلوث البيئي يعبر الحدود، ناهيك عن تلوث مياه الخليج التي لها استخدامات كثيرة ومنها اعتماد دول المجلس على المياه المحلاة في الأنشطة الحياتية اليومية، كما كان القلق كبيرًا عندما استباحت إسرائيل الأجواء الإيرانية، إضافة إلى الاختراقات الميدانية على الأرض وما يتردد بشأن عمليات واسعة لزراعة الجواسيس داخل العمق الإيراني، واغتيال شخصيات عسكرية من ذوي رتب عالية، إضافة إلى علماء في الهندسة النووية، ما يرسي سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، وهي استخدام القوة وشن الحروب بعيدًا عن الشرعية الدولية ، وما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقانون الدولي، وأيضًا بدون تشاور الولايات المتحدة ـ الدولة الداعمة لهذه الحرب والمشاركة فيها ـ مع الحلفاء المقربين مثل دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وبدون التنسيق أيضًا مع دول المنطقة وبقية الدول الكبرى في العالم، كما حدث من قبل في حرب الخليج الثانية وتحرير دولة الكويت.
لذلك أدانت دول مجلس التعاون الخليجي هذه الحرب وحذرت من تكرارها تحت أي سبب من الأسباب، وجاءت الإدانات جماعية وفردية من دول مجلس التعاون، حيث اعتبرها الأمين العام لدول مجلس التعاون جاسم محمد البديوي " تصعيدًا غير مسبوق جراء هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرد عليها من قبل إيران، ما فتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة، وأن دول المجلس قامت بتفعيل مركز إدارة حالات الطوارئ للتعامل مع تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية".
وهذه الإدانات تكررت في جميع عواصم دول مجلس التعاون بدون استثناء، ومن بينها ما صدر في الرياض حيث أدانت وزارة الخارجية السعودية هذه الهجمات فور اندلاعها ووصفتها بالسافرة تجاه إيران، وأكدت أنها تمس سيادة وأمن إيران، وتمثل انتهاكًا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية، وأكدت الوزارة حينها أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان فورًا.
ورحب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واعتبره يسهم في دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات، ومن جانبه أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره مجددًا للدور الذي يقوم به سمو ولي العهد من جهود ومساع لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وكان ذلك عبر اتصال هاتفي بينهما، وعلى الصعيد نفسه أجرى سمو ولي العهد اتصالات مكثفة مع عدد كبير من زعماء دول العالم بهذا الخصوص.
وبصفة عامة تعد مواقف المملكة العربية السعودية تجاه ما حدث في المنطقة على ضوء الحرب الإسرائيلية / الإيرانية ليست مواقف طارئة أو مرتبطة بحدث بعينه، بل هو نهج راسخ في السياسة السعودية الخارجية تجاه الإقليم والعالم ضمن سياسة معلنة ونهج ثابت يعتمد على الوضوح والشفافية، وينطلق من الحرص على احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع التركيز على البناء والتنمية ورفاهية الشعوب وتقدمها وعدم الخوض في مغامرات عسكرية تدمر مقدرات الدول وشعوبها، كما أنها تعي دورها كحاضنة للمقدسات الإسلامية وقبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، ومسجد وقبر رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى ثقلها السياسي والاقتصادي وكدولة حريصة على استقرار أسواق الطاقة. كل ذلك وغيره يجعل سياسة المملكة واضحة وراسخة ورصينة لتثبيت السلام والاستقرار والتنمية وعدم الانجرار وراء الهبَات غير المتزنة والأجندات غير المعلنة.
وتتجلى سياسة المملكة و دول مجلس التعاون الخليجي دون استثناء في تبني سياسة الحياد الاستراتيجي والابتعاد عن الاستقطاب، أو الدوران في فلك قوة ما في الغرب أو الشرق، وفي الوقت نفسه تعمل بكل حزم على حماية أراضيها وتأمين شعبها وإقليمها وتعتمد في ذلك على المقومات الذاتية في المقام الأول بما في ذلك البنية العسكرية والصناعات الوطنية في هذا المجال، والتحوط والانتقاء فيما يخص الشراكات والانفتاح الخارجي ، والتعاون مع مختلف القوى لبناء القدرات وتوطين التكنولوجيا وما يساهم في توفير منتجات الصناعات المتنوعة دون تبعية، حيث تسعى للتعاون والانفتاح دون الوقوع في فخ الاستقطاب، ورفض الهيمنة الإقليمية والدولية من أي قوة كانت وتحت أي مزاعم ؛ لأن استقلال القرار السعودي / الخليجي والحياد الإيجابي سياسة متبعة منذ القدم وهو ما تبلور في خضم الحرب الباردة والاستقطاب الدولي المسعور إبان تلك الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
وفي المرحلة الحالية تسعى المملكة للنأي بنفسها وبالمنطقة عن الحروب الإقليمية وتثبيت السلام والاستقرار عبر نزع فتيل المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية مجددًا وذلك باستئناف التفاوض الأمريكي ـ الإيراني بشأن البرنامج النووي، وبإنهاء أزمة قطاع غزة وتثبيت حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية على أن تكون الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يكون الحوار بالتفاوض الدبلوماسي بعيدًا عن استخدام القوة أو التهديد بها في جميع الخلافات، وهو ما يستلزم تعزيز القوة الخليجية المشتركة بالاعتماد على الذات أولًا عبر التكامل وتنسيق السياسات، والمشاركة بفاعلية في النظام الدولي والإقليمي الجديدين باستخدام مزاياها النسبية وثقلها وتأثيرها في القرار الدولي والإقليمي.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#1147 (15) { ["category_id"]=> string(4) "4374" ["asset_id"]=> string(5) "12637" ["category_title"]=> string(19) "كاتب الشهر" ["alias"]=> string(19) "2022-10-04-11-34-44" ["created_user_id"]=> string(3) "938" ["created_time"]=> string(19) "2020-08-30 19:29:57" ["checked_out_time"]=> string(19) "0000-00-00 00:00:00" ["content_id"]=> string(4) "6290" ["content_asset_id"]=> string(5) "14882" ["content_title"]=> string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي" ["catid"]=> string(4) "4374" ["created"]=> string(19) "2022-10-04 11:34:44" ["images"]=> string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}" ["urls"]=> string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}" ["introtext"]=> string(435) "" }
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني