2025-05-31
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية التي بدأت في 13 مايو الماضي وكانت وجهته الخارجية الأولى منذ توليه سدة الرئاس...
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية التي بدأت في 13 مايو الماضي وكانت وجهته الخارجية الأولى منذ توليه سدة الرئاسة في البيت الأبيض قبل نهاية يناير الماضي، في إطار جولة خليجية شملت إلى جانب المملكة قطر و الإمارات، وعند الحديث عن نتائج وأهمية زيارة ترامب للرياض يمكن القول إنها لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت زيارة عمل فريدة وناجحة في تاريخ العلاقات الدولية ، وأسست لشراكة استراتيجية شاملة ، ورسمت إطارًا عمليًا لمستقبل العلاقات السعودية ـ الأمريكية في عالم جديد، وفي مرحلة تشكيل النظام الدولي والإقليمي لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإذا كان اتفاق (كوينسي) بين مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير 1945م، على متن الطراد كوينسي في البحيرات المرة، قد أسس للعلاقات السعودية ــ الأمريكية المستمرة حتى الآن، فإن لقاء قصر اليمامة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسس لشراكة استراتيجية متعددة المجالات والأهداف في مرحلة تاريخية مفصلية يتشكل فيها في النظام الدولي والإقليمي من جديد، أي أن لقاء الملك عبد العزيزـ روزفلت جاء بعد مؤتمر يالطا مباشرة وبزوغ نجم العالم الجديد آنذاك، فإن لقاء قصر اليمامة بين الأمير محمد بن سلمان وترامب يؤسس لمرحلة جديدة على أعتاب تغييرات عالمية استراتيجية وممتدة تشبه ما بعد مؤتمر يالطا، مع بزوغ نجم قطب إقليمي ودولي مهم وله دور كبير في قيادة الشرق الأوسط وهو(المملكة العربية السعودية)، بل الدور السعودي الفاعل يتخطى حدود المنطقة ويمتد إلى السوق العالمي للطاقة، وإلى الوساطات الدولية الناجحة وإطفاء الكثير من بؤر النزاعات الملتهبة في مناطق متفرقة من العالم امتدت شرقًا حتى الحرب الروسية / الأوكرانية.
::/introtext::زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية التي بدأت في 13 مايو الماضي وكانت وجهته الخارجية الأولى منذ توليه سدة الرئاسة في البيت الأبيض قبل نهاية يناير الماضي، في إطار جولة خليجية شملت إلى جانب المملكة قطر و الإمارات، وعند الحديث عن نتائج وأهمية زيارة ترامب للرياض يمكن القول إنها لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت زيارة عمل فريدة وناجحة في تاريخ العلاقات الدولية ، وأسست لشراكة استراتيجية شاملة ، ورسمت إطارًا عمليًا لمستقبل العلاقات السعودية ـ الأمريكية في عالم جديد، وفي مرحلة تشكيل النظام الدولي والإقليمي لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإذا كان اتفاق (كوينسي) بين مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير 1945م، على متن الطراد كوينسي في البحيرات المرة، قد أسس للعلاقات السعودية ــ الأمريكية المستمرة حتى الآن، فإن لقاء قصر اليمامة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسس لشراكة استراتيجية متعددة المجالات والأهداف في مرحلة تاريخية مفصلية يتشكل فيها في النظام الدولي والإقليمي من جديد، أي أن لقاء الملك عبد العزيزـ روزفلت جاء بعد مؤتمر يالطا مباشرة وبزوغ نجم العالم الجديد آنذاك، فإن لقاء قصر اليمامة بين الأمير محمد بن سلمان وترامب يؤسس لمرحلة جديدة على أعتاب تغييرات عالمية استراتيجية وممتدة تشبه ما بعد مؤتمر يالطا، مع بزوغ نجم قطب إقليمي ودولي مهم وله دور كبير في قيادة الشرق الأوسط وهو(المملكة العربية السعودية)، بل الدور السعودي الفاعل يتخطى حدود المنطقة ويمتد إلى السوق العالمي للطاقة، وإلى الوساطات الدولية الناجحة وإطفاء الكثير من بؤر النزاعات الملتهبة في مناطق متفرقة من العالم امتدت شرقًا حتى الحرب الروسية / الأوكرانية.
والقيادة السعودية تعرف ثقل المملكة كونها هي التي صنعت هذه المكانة والثقل، وهذا ما اعترف به الرئيس الأمريكي ترامب خلال زيارته للرياض فقد تحدث عن المملكة بانبهار، واعترف بما حققته في السنوات الأخيرة، فقال في هذا الصدد: "إن هذه الزيارة شرف كبير لي، وأن المملكة رسخت أقدامها بين مصاف الدول الأكثر فخرًا، وازدهارًا، ونجاحًا على مستوى العالم، كدولة قائدة للشرق الأوسط الحديث والصاعد". وما قاله ترامب ـ والمملكة تعرفه عن نفسها جيدًا ـ هو تتويج للمملكة واعتراف صريح من القوى الأكبر في العالم بقيادة المملكة للمنطقة ، وبما حققته من نجاح منقطع النظير ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم، وعلى الطريق نفسه تسير المملكة بخطوات ثابتة وواثقة نحو تحقيق ما تصبو إليه ،وتنفيذ ما هو مرسوم في خططها التنموية ، وتتقدمها أهداف رؤية 2030 التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ ويقوم على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ يحفظه الله ـ وما تحقق من هذه الرؤية يؤكد أن التنفيذ في المملكة يسبق المدد الزمنية المستهدفة، ولعل ما تحقق من أهداف رؤية 2030 خير دليل على ذلك.
وبقراءة عميقة ومتفحصة في نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجد الراصد ؛ أن ما تحقق يؤكد حرص المملكة على المصالح الوطنية في المقام الأول بالعمل الجاد والمخلص لتحقيق المصالح العليا والاستراتيجية للمملكة، والشريك الاستراتيجي أمريكا معًا، وبقدر ما تحمل هذه النتائج من منافع متبادلة للجانبين، يجد المتابع أن المصالح تسير في الاتجاهين، وعلى المدى البعيد ما يحمل الندية في التعامل والاحترام المتبادل والحفاظ على الحقوق، وبالقدر نفسه يؤكد أن المملكة تعي متطلبات الحاضر وتستشرف احتياجات المستقبل بنظرة واقعية صائبة لتحقيق التوازن الاستراتيجي الإقليمي، كما أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجانب الأمريكي حملت تحقيق أهداف مستقبلية متعددة ، وتخاطب احتياجات المستقبل حيث تم توقيع اتفاقيات قيمتها 300 مليار دولار في إطار شراكة استثمارية قوامها 600 مليار دولار تشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتسليح، حيث تضمنت صفقات دفاعية تعد الأكبر في التاريخ بقيمة حوالي 142 مليار دولار توردها 12 شركة أمريكية للمملكة، وهذه الأسلحة الدفاعية لتحقيق التوازن الاستراتيجي والاستقرار الإقليمي، إضافة إلى اتفاقية بقيمة 10 مليارات دولار لإنشاء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات مقبلة، و20 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات، و80 مليار للاستثمار في تقنيات تحولية متقدمة في المملكة وأمريكا، وغير ذلك من المجالات التي شملتها اتفاقيات التعاون الثنائي.
وفي البعد الإقليمي تضطلع المملكة بدورها الثابت والأساسي في خدمة الدول الشقيقة وتثبيت الاستقرار في المنطقة، وجاء في طليعة هذه المواقف جهود سمو الأمير محمد بن سلمان في رفع العقوبات الاقتصادية عن الشقيقة سوريا ودعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في قمة الرياض، وتمسك المملكة برفع المعاناة عن الفلسطينيين، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني، والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967م، وأن أي حديث عن التطبيع مؤجل حتى قيام الدولة الفلسطينية.
وبصريح القول: إن ما تحقق خلال زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمملكة يمثل مكاسب استراتيجية تصب في مصلحة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ومنطقة الخليج، والمنطقة العربية وقضاياها الرئيسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتثبيت السلام والاستقرار الإقليمي والعيش المشترك الذي يوفر الأمان والرفاهية للشعوب ويدفع دول المنطقة للمضي قدمًا على طريق التنمية المنشودة في عالم يعيش مرحلة غير تقليدية وجديدة في الاقتصاد وامتلاك أدوات القوة الشاملة بشقيها الناعم والصلب، في ظل منافسة محمومة على امتلاك ناصية هذه القوة.
وختامًا، المشهد الحالي يؤكد أن المملكة تسير على النهج الذي اختطه لنفسها من أجل مصالح شعبها ، وخدمة إقليمها دون مزايدة على أحد، كما لا تقبل أن يزايد عليها أحد لأنها تفعل ما تريد في العلن، ودون أجندات سرية، ودون تنازلات لأي طرف من الأطراف، وقد جنت المملكة حصاد هذه السياسة الواقعية والجادة باعتراف الجميع.
::/fulltext:: )- قراءات سياسية / إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي - أ.د. صالح بن محمد الخثلان
2023-07-04
- قراءات سياسية / انعكاسات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
- قراءات سياسية / وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في أهم خطوة دبلوماسية لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران - مركز الخليج للأبحاث
2023-07-04
object(stdClass)#14242 (15) { ["category_id"]=> string(4) "4374" ["asset_id"]=> string(5) "12637" ["category_title"]=> string(19) "كاتب الشهر" ["alias"]=> string(19) "2022-10-04-11-34-44" ["created_user_id"]=> string(3) "938" ["created_time"]=> string(19) "2020-08-30 19:29:57" ["checked_out_time"]=> string(19) "0000-00-00 00:00:00" ["content_id"]=> string(4) "6290" ["content_asset_id"]=> string(5) "14882" ["content_title"]=> string(57) "مشاركات الدكتورة فاطمة الشامسي" ["catid"]=> string(4) "4374" ["created"]=> string(19) "2022-10-04 11:34:44" ["images"]=> string(273) "{"image_intro":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_intro":"","image_intro_alt":"","image_intro_caption":"","image_fulltext":"images\/178\/Dr-FatemahAlshamsi-cover-page-pic.jpg","float_fulltext":"","image_fulltext_alt":"","image_fulltext_caption":""}" ["urls"]=> string(121) "{"urla":false,"urlatext":"","targeta":"","urlb":false,"urlbtext":"","targetb":"","urlc":false,"urlctext":"","targetc":""}" ["introtext"]=> string(435) "" }
مجلة اراء حول الخليج
٣٠ شارع راية الإتحاد (١٩)
ص.ب 2134 جدة 21451
المملكة العربية السعودية
+هاتف: 966126511999
+فاكس:966126531375
info@araa.sa :البريد الإلكتروني